الرئيسية / مقالات صحفية / اليوم السابع / الدستور: والله المستعان على ما يصفون

الدستور: والله المستعان على ما يصفون

اليوم السابع

الثلاثاء : 24-9-2013

الدستور: والله المستعان على ما يصفون

أنا آسف والله العظيم ثلاثا، أنا أحترم لجنة الدستور جدا جدا، وأشفق عليهم، وأدعو لهم، لكننى أريد أن أفهم، وأن أكون أمينا مع نفسى، وأمام ربى، ومن أجل وطنى.

بعد اطلاعى على أغلب مواد الدستور المقترح، وجدت أنه من الصعب علىّ فعلا أن أسجل رأيى بالموافقة أو بالرفض،ثم إن  كثيرا مما اطلعت عليه من مواده وصلنى كموضوع إنشاء جيد، أو كتحصيل حاصل ، فغمرتنى تساؤلات أكتفى بأن أسجل عينة منها على المادة الأولى:

المادة (1)

رحت أتساءل عن فقرة فقرة:

  • جمهورية مصر العربية دولة مستقلة ذات سيادة،

ما لزوم تحديد أنها “ذات سيادة”؟ هل هناك احتمال ألا تكون ذات سيادة؟ وهل يمكن أن تكون هناك دولة مستقلة غير ذات سيادة ؟

  • موحدة لا تقبل التجزئة

وهل توجد دولة على ظهر الأرض تقبل التجزئة ؟ ثم من أين تأتى التجزئة،أو حتى التهديد بالتجزئة، من الداخل أم من الخارج؟ وهل الذى سوف يعرض التجزئة أو يفرض التجزئة سوف يأخذ رأى الدستور فى الاعتبار فيعدل عن التجزئة، وهل تعطينى هذه المادة الحق فى رفع قضية أمام المحكمة الدستورية العليا ضد من يحاول أن يجزئ بلدى الموحدة ذات السيادة؟ وكيف سينفذ حكم المحكمة الدستورية إذا حكمت لى ببطلان التجزئة؟

  • ونظامها ديمقراطى.

يا ترى ما هو المقصود بكلمة “ديمقراطى” هنا فى الدستور بعد أن اختبـُرت الديمقراطية عبر العالم وثبت أنها تحتاح إلى مزيد من النقد والبحث والتطوير؟ ألم تسمى أغلب الدول الشمولية أيام المد الشيوعى بأنها ديمقراطية (ألمانيا الديمقراطية؟)، وهل النظام الديمقراطى هو بالضبط بالضبط ما يطبق فى الدول التى تسوّق لنا الديمقراطية الملتبسة حاليا، وهى تمارس القتل والإبادة والتطهيرالعرقى والكيل بمكيالين أو عشرة، وهل يمكن التحفظ على هذا الإطلاق بإضافة مادة  مكملة تحدد النظام الديمقراطى المشار إليه بأنه “مرحلى” انتظارا لتطويره بما ينقذنا من عيوبه ومن التلاعب به؟

  • والشعب المصرى جزء من الأمتين العربية والإسلامية،

وهل هذا يحتاج إلى تحديد هكذا بعد أن اتسعت رقعة العالم وأصبح الانتماء إما إلى فريق المستضعفين المبدعين الكادحين إلى تكريم الإنسان نحو وجه الله، وإما إلى المستغلين القتلة مستعملى البشر لصالح الفئة الباغية الأقلية إلخ ؟

  • ويعتز بانتمائه لحوض النيل والقارة الأفريقية وبامتداده الآسيوى

ياترى ما الفرق بين الانتماء، وبين أن أعتز بالانتماء، وهل يوجد مقياس للاعتزاز هذا، وما ذا لو خطر لى ألا أعتز، ولا مؤاخذة، هل هذا يحرمنى من مصريتى أم أنها توصية أبوية حانية من اللجنة الموقرة، أم هو درس فى ضرورة الاعتزاز وفوائده

  • ويشارك بإيجابية فى الحضارة الإنسانية.

هكذا يأتى حسن الختام فى المادة الأولى، حتى تصورت أننى إن لم أشارك بإيجابية فى الحضارة الإنسانية، أكون قد خالفت الدستور، ثم إنى رجعت إلى نظم التعليم الحالية عندنا ونتائجها ، وإلى فرص الإبداع المتاحة، وإلى فرص التواصل مع الوعى العالمى البازغ (وليس النظام العالمى الجديد) ووجدت صعوبة بالغة فى أن أشارك بإيجابية فى الحضارة الإنسانية كما ينص عليها الدستور

وبعد

ألا يحق لى أن أتمنى أن يكون لى دستور أكثر اختصارا، وأدق موضوعية، وأسهل فهما، وأوقع (من الواقع) تطبيقا؟

هذا عن المادة الأولى، فما بالك بالثانية فبقية المواد

ربنا يستر، وهو المستعان على ما يصفون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *