الرئيسية / مقالات صحفية / جريدة الأخبار / النظام التزويرى الجديد، وحيرة الشباب!

النظام التزويرى الجديد، وحيرة الشباب!

نشرت فى جريدة أخبار اليوم

10/09/2011

النظام التزويرى الجديد، وحيرة الشباب!

قال الشاب لصديقه: سوف أقاطع الانتخابات

قال صديقه: الرئاسية أم البرلمانية؟

قال الشاب: الاثنين

قال صديقه: أبعدَ كل ما فعلناه تقول ذلك؟ هل جننت؟ هل انضممت لحزب الأغلبية الصامتة

قال الشاب: صامتة من ياعم، هو حزب الأغلبية الصامدة

قال صديقه: وهل الصمود أن تقاطع الانتخابات

قال الشاب: الصمود هو أن تظل محتفظا بتوازنك، وتعمل عقلك برغم الجارى

قال صديقه: وهل عقلك الذى أعملته هو الذى هداك إلى مقاطعة الانتخابات، الله يخيبك

قال الشاب: اكتشفت تزويرا أخطر يجرى طول الوقت من الجميع: أهالى وحكومة

قال صديقه: أين التزوير بعد أن خلعنا المزور الأكبر وكله تمام

قال الشاب: التزوير جارٍ بطرق أخبث وأخطر

قال صديقه: من الذى يزوّر الآن بالله عليك؟

قال الشاب: دعنا أولا نتعرف على ما هو “التزوير”

قال صديقه: التزوير هو التزوير، هو أن يتلاعبوا بالقوائم، هو أن يستبدلوا الصناديق، هو أن ينتخب الموتى، وأنت تعرف الباقى …

قال الشاب: كنت أحسب أنى أعرف لكننى اكتشفت ان ما يجرى هو تزوير أخبث

قال صديقه: مثل ماذا؟

قال الشاب: مثل أن تقسم الدوائر على مقاس فريق بعينه، ومثل أن تحجز 50 % للعمال والفلاحين بلا عمال ولا فلاحين، ومثل أن تسمح ولو بمقعد واحد للانتخاب الفردى، وأنت تعرف ثمن المقعد من تربيطات وتسهيلات وتشهيلات ورشاوى ليس لها علاقة بكل ما فعلنا

قال صديقه: لكن هذه هى الانتخابات طول عمرها هكذا

قال الشاب: إذن آن الأوان ألا تكون هكذا، وإلا فما فائدة ما عملناه؟

قال صديقه: وكيف لا تكون هكذا بالله عليك؟

قال الشاب: لا أعرف، لن أشارك فى هذا الكذب ما دام صوتى سوف يضيع وسط زحمة كل هذه التزويرات، سوف يحاسبنى الله على صوتى

قال صديقه: إذن لماذا قمنا بالثورة؟ هل أنت نادم؟

قال الشاب: لا طبعا، أنا فخور بما فعلنا

قال صديقه: يا صلاة النبىّ وفخرك هذا هو الذى يدفعك ألا تدلى بصوتك؟

قال الشاب: مادام ليس له قيمة

قال صديقه: إيش عرفك؟ يبدو عليك أنك خفت أن ينتصر الإسلاميون

قال الشاب: ما ينتصروا يا أخى، على شرط أن يعرفوا الإسلام، الله !!

قال صديقه: هل تشك أنهم يعرفونه؟

قال الشاب: لا هم يعرفونه، ولا العلمانيون يعرفون استحالة فصله أو أى دين لم يتشوه عن الإيقاع الحيوى الذى يحافظ على الحياة أساسا،، الجميع استسلموا للقيم التكاثرية الاغترابية القاتلة الجشعة، مع اختلاف اللافتة، الإسلام الحقيقى مثل كل دين لم يتشوه، نعمة من الله وأمانة من عنده، وعلى أهلها أن يستعملوها ضد قوى الانقراض الكامل الأخطر من قوى الدمار الشامل

قال الشاب: اسم الله اسم الله، وهل أنت الوحيد الذى تعرف الإسلام

قال صديقه: أنا أعرف أن ربنا خلقنى لأكون كما خلقنى، وأعرف أن الإسلام دين عظيم، جاء ليصلح العالم، ليهدى كل البشر للتى هى أقوم، كان على الأنبياء أن يدخلوا أكبر عدد إلى دينهم ليحملوا معهم الأمانة، ثم ختم الله بنبينا سلسلة الأنبياء ليحمل كل منا أمانته دون انتظار، فأصبح واجب المسلمين مثل كل أصحاب دين لم يتشوه أن يساهموا بإسلامهم فى مواجهة وسحق كل القيم الاغترابية التكنيزية الاستغلالية القاتلة، لتفعيل الحياة بقيم أبقى وأنقى كما خلقنا الله، هكذا يكون الإسلام هو الحل لكل البشر، لكن ما حدث أن فريقا اختزلوه إلى منافعهم وسطانهم، فتصدى لهم من هم ضدهم ليهمشوه ويستغنوا عنه، ليتفرغ الجميع لخدمة اغترابهم عن أصل الاصل.

قال صاحبه: لست فاهما

قال الشاب: “طبعا لا تفهم، قل لى بالله عليك: كم واحد يمكن أن يدخل الإسلام عبر العالم إذا نجح المسلمون فى حكم مصر

قال صديقه: لا أعرف، لكننى أسمع أن أوربيين كثيرين يشهرون إسلامهم كل يوم

قال الشاب: بارك الله فيهم، وهل سيزيدون إذا حكم الإسلاميون مصر

قال صديقه: لا أظن، لكن ما علاقة هذا بذاك

قال الشاب: إن لم يكن الإسلام حلا لكل البشر مسلمين وغير مسلمين بتقديم قيم جديدة صالحة لهذه الحياة المهددة بالضياع والعدم، فلن يكون حلا للمسلمين وحدهم لا فى الدينا ولا فى الآخرة، بصراحة: أنا لا أعرف ماذا أقول لربى لو خدعت فيما يجرى من تزوير

قال صديقه: تقول له إنك امتنعت عن المشاركة فى الانتخابات!!!، يا رجل عيب عليك

قال الشاب: سوف اقول له إننى امتنعت عن المشاركة فى التزوير

قال صديقه: وأنك تركت الساحة للمزورين من الجانبين

قال الشاب: آه، صحيح!!!! لا لا عندك، رجعت فى كلامى، سوف أنتخب …

قال صديقه: ستنتخب من؟

قال الشاب: لن أقول لك….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *