الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / أسئلة معاودة، وأجوبة ضجرِة

أسئلة معاودة، وأجوبة ضجرِة

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 31-12-2014   

السنة الثامنة

العدد: 2679  

أسئلة معاودة، وأجوبة ضجرِة (1)

الموضوع عن  الحالة النفسية والاجتماعية للمواطنين في مصر تأثرت بالأحوال السياسية في الدولة منذ أحداث الثورة فما رؤيتك لذلك وتحليلك للأوضاع السياسية والاجتماعية؟ 

أولاً: عمل مقارنه بين التغير الذى حدث فى سلوك المصريين قبل 25 يناير وبعد 25 يناير؟

د. يحيى:

عمل مقارنة أية مقارنة للناس بين مرحلة ومرحلة: تحتاج إلى عينة ممثــِّـِلَـة (لكل المصريين) ومنهج، ومصداقية ، وصبر، وأمانة، هذا إذا كنا نعمل بحثا علميا، أما الانطباعات الشخصية سواء كانت من مختصين، أو مشاهير، أو إعلاميين، فهى اجتهادات طيبة غالبا ( وأحيانا شطحات حماسية، وأحيانا أخرى إسقاطات يائسة)، وكل الناس تـُفتى بشكل لم يعد لائقا ولا مفيدا ، تفتي بأحكام عامة ، وتستمد مبررات هذه الفتاوى من خبر في صحيفة، أو إثارة فى توك شو، أو حدث شخصى وهات يا تصريحات وأحكام.

ثانياً: من وجهه نظرك ليه الناس ثارت فى 25 يناير؟

د. يحيى:

الثورة حدث طبيعى فى تاريخ الشعوب، إن حريكة الشعوب على مدار التاريخ هى جـُمَّاع نبض الناس، نوعٌ من الإيقاع الحيوى التطورى، مثل دورات دق القلب، ملءّ بالدم، ثم دفع له لتغذية الجسم، كذلك الشعوب، تمارس حياتها بالقوانين العادية، حتى تمتلئ بالصواب والخطأ على حد سواء، فإذا عجزت القوانين العادية عن تصحيح الأخطاء والقيام بمواصلة الدفع والتغير إلى ما يفيد، انطلق الطور الدافع فى حركية عملاقة شاملة لا تغيِّرُ الجارى من أخطاء وتراكمات فقط ، وإنما تغير القوانين ذاتها، وهذه هى الثورة، يتبعها دور بناء وكمون بدستورية أفضل، وقوانين أعدل، فإن انحرف المسار، جاءت نبضة أقوى لتعدله وهكذا.

بدلا من أن نقول لماذا ثار الناس، دعونا نتساءل : لماذا لا يثور الناس بعد أن ينتهي العمر الافتراضى لمرحلة تراكم فيها الظلم واتسعت فيها المسافة بين شرائح الناس، وبهت الانتماء، واختل توازن الاقتصاد؟ الناس صبروا أكثر من اللازم، فلا مبرر لهذا السؤال أصلا.

ثالثاً: لماذ قام المصريون بعمل ثوره فى مده لا تتجاوز سنه فى 30 يونيه ما هى التغيرات التى طرات عليهم من الناحيه النفسية وتفسير حالتهم بعد 30 يونيه؟

د. يحيى:

لا يصح استعمال كلمة “ثورة” بهذه الفضفضة وهذا الاستسهال، كل ما حدث هو مشروع ثورة واعدة، فى نبضتين، كما ذكرنا، نَـبـَضَ وعى الناس مرة لم تكتمل فى 25 يناير، وحين بدأ طور الامتلاء امتلأ بظلم أخبث، وفساد أكثر انفصالا عن عامة الناس، فنَبَضَ مرة ثانية فى 30 يوليو ليستكمل دورته، وهو الآن يمتلئ بما ينبغى أن يمتلئ به من عمل وإنتاج وإرساء معالم دولة تتعهد الاقتصاد والتعليم فالإبداع جميعا، فإن تحقق ذلك، فلنتكلم عن ثورة تستحق الاسم فعلا، أما قبل ذلك فعلينا أن تحمل مسئولية المشروع حتى تتم الولادة السليمة بكيان قادر على النمو والاستمرارا

رابعاً: ونحن على اعتاب 2015 هل تتوقع زياده نسبة الانتحاروالاكتئاب فى الفتره المقبلة أم لا وما هى الدوافع التى تتدفعهم لذلك؟

د. يحيى:

حكاية زيادة نسبة الانتحار هذه ما زالت تحتاج إلى تدقيق ومراجعة علمية أيضا، نحن لا نقرر زيادة نسبة الانتحار من صفحات الصحف أو تهييد الإعلام غير المسئول، وليس هناك علاقة بين انتحار “عزيزى” فى تونس الذى بدأ هذه الموجات التى أدعو الله فالناس أن يتحملوا مسئوليتها، وبين الزعم بزيادة نسبة الانتحار هنا وهناك، ثم إن الانتحار فضلا عن أنه إعلان يأس وانسحاب، فإن فيه رسالة صدمة وإنذار ضوء أحمر لمن بقى بعد المنتحر

وأخيرا فإن هناك انتحار إيجابى يسمى “إعادة الولادة”، حين نقتل الكيان القديم، ليس بإعدامه ليختفى إلى العدم، ولكن ليبعث من جديد فى دورة نمو قادرة تسمى إعادة الولادة، وهذه  هى الثورة والإبداع معا

خامساً: تنصح المواطنين يتعيشوا ازاى فى 2015 ؟

د. يحيى:

النصائح لا تفيد أحدا، وكل ما فات هو ما أوصى به، وإن كان ولا بد، فعلى كل واحد أن يملأ وقته بما هو أحق بالوقت، وأن يعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإنه يراه، وهذا عبادة ووطنية معا

سادساً: ما توقعاتهم للفترة القادمة والتغييرات السريعة للمجتمع المصرى

د. يحيى:

كل خير

برجاء قراءة ما سبق.

 

[1] – نشر فى أخبار اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *