الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (97) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (97) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 4-10-2012

 السنة السادسة

 العدد:  1861
M_AFOUZ

ص 97 من الكراسة الأولى

4-10-2012

بسم الله الرحمن الرحيم

نجيب‏ ‏محفوظ

أم‏ ‏كلثوم‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

فاطمة‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

الحمد‏ ‏لله‏ ‏رب‏ ‏العالمين

قل‏ ‏هو‏ ‏الله‏ ‏أحد

إذا‏ ‏جاء‏ ‏نصر‏ ‏الله‏ ‏والفتح

ياليل‏ ‏الصب ‏متي‏ ‏غده

أقيام‏ ‏الساعة‏ ‏موعده

أرق‏ ‏المحب‏ ‏وعاده‏ ‏سهده

نجيب‏ ‏محفوظ‏

 9/5/1995

القراءة:

أًصبح التكرار هو القاعدة، لعله خيرا: تمهيدا للدراسة الشاملة، وقد يكون مناسبا أن نبدأها بمجرد أن نصل إلى الصفحة مائة، لست متأكدا.

أما ما ورد من قبل فهو:

الحمد‏ ‏لله‏ ‏رب‏ ‏العالمين:

  • صفحة التدريب رقم (7) نشرة: 21-1-2010، صفحة التدريب رقم (16) نشرة: 25-2-2010، صفحة التدريب رقم (36) نشرة: 8-9-2011 ، صفحة التدريب رقم (44) بتاريخ: 17-11-2011، صفحة التدريب رقم (49)، نشرة:15-12-2011،  صفحة التدريب رقم (55) نشرة: 26-1-2012،  صفحة التدريب رقم (61) نشرة: 16 – 2 – 2012،  صفحة التدريب رقم (67) نشرة: 29-3-2012، صفحة التدريب رقم (44) نشرة: 17-11-2011، صفحة التدريب رقم (49) نشرة: 15-12-2011، صفحة التدريب رقم (87) نشرة: 2-8-2012
  • قل‏ ‏هو‏ ‏الله‏ ‏أحد: وردت الأية الكريمة فى صفحة التدريب (17) نشرة 25-2-2010،  فى صفحة التدريب رقم (90) نشرة: 16-8-2012
  • إذا‏ ‏جاء‏ ‏نصر‏ ‏الله‏ ‏والفتح: وردت الآية الكريمة “اذا‏ ‏جاء‏ ‏نصر‏ ‏الله‏ ‏والفتح” فى صفحة التدريب رقم (15)، نشرة 18-2-2010

ثم وردت  السورة كاملة فى صفحة التدريب (83) ، نشرة 5-7-2012، وصفحة التدريب (85)، نشرة: 19-7-2012،  وفى صفحة التدريب (88) نشرة: 9-8-2012 ،

  • ياليل‏ ‏الصب‏ ‏متي‏ ‏غده … أقيام‏ ‏الساعة‏ ‏موعده: وردت فى صفحة التدريب (32) نشرة:11-8-2011، وقد كتبت آنذاك:

“… “يا ليل الصب متى غده ..  أقيام الساعة موعده” هو مطلع القصيدة الداليّة للحصرى الضرير القيروانى (1029 – 1095)، وقد عارضها أحمد شوقى فى قصيدته “مضناك جفاهُ مرقده”، التى غناها محمد عبد الوهاب (ثم آخرين وآخريات) بلحن هائص راقص جميل”.

إلى أن قلت :

 “…وقد عارض القصيدة أيضا كثيرون منهم أديب نجم الدين القمراوى وآخرون مثل: ابن الأنبار، واسماعيل الزبيري اليماني، وشمس الدين الحسيني، اسماعيل صبري، ونسيب أرسلان، وغيرهم وغيرهم، ولا يتسع المقام هنا لذكر قصائدهم.

ثم أنهيت النشرة كالتالى:

“…أتوقف عند هذا الحد وقد منعت نفسى من أن أثبت القصائد كاملة مع أنها تستأهل كلها لمن يحب الأستاذ، ويحب ما أحبه الأستاذ، فجعلنا نحبه وهو معنا جسدا، ثم وهو معنا الآن بما شئنا كيف شاء”.

وبعد

..وكأنه قرأ هذا التوقف القسرى فأراد أن يتيح لى – لنا- فرصة العودة إلى كل هذا الجمال الراقص، لأضيف أن فيروز هى التى غنت قصيدة أبو الحسن القيروانى التى أتى مطلعها ثانية اليوم، لكن محمد عبد الوهاب هو الذى غنى مقتطفات من معارضة أحمد شوقى، ثم أستأذن الأستاذ اليوم ما دام قد أتاح لى فرصة العودة، أن أرصد ما عثرت عليه من معارضات كلها جميلة وأنا أتساءل: يا ترى ماذا فى هذه القصيدة دعى كل هؤلاء الفحول من الشعراء أن يعارضونها بكل هذه الجدة والجمال.

* * * *

نبدأ قصيدة: “ياليل الصب متى غده” للشاعر: أبو الحسن الحصري القيروانى، والتى غنتها الفنانة: فيروز


يا ليل، الصب متى غــده
أ قـيـام الساعـة مـوعـده

رقــد الســــمَّـــار وأرقـه
أســفُُ لـلـبــيــن يــرددهُ

فـبـكــاه النجــم ورق لــه
مـمــا يـرعــاه ويرصــده

كـلـف بغــزال ذي هـيـفِ
خوف الواشيـن يشــرده

نصبت عـيـنـاي له شركاَ
في النوم فعـز تـصيـــده

وكفى عـجـباَ أني قـنـصُُ
للسرب سـبانــي أغيــده

ينضـو من مقـلـتـه سيفاَ
وكأن نعــاســـاَ يغـمـــده

فـيـريـق دم العـشـاق به
والــويـل لمـن يتـقــلـــده

كـلا لا ذنب لـمـن قـتـلت
عـينــاه ولـم تـقـتـل يـــده

يا من جحدت عيناه دمي
وعـلـى خــديـــه تـــورده

خداك قـد اعـترفا بـدمـي
فعــلام جـفونك تجـحــده؟

إني لأعـيـذك من قـتـلـي
وأظـنـــك لا تــتـــعــمـــده

بالله هب المشتاق كــرى
فـلـعـــل خيـالك يسـعـــده

ما ضرك لو داويت ضنى
صــبِ يـدنيـك وتبـعـــــده

لم يُبـق هـواك له رمـقــاَ
فـلـيــبـك عــلـيــه تعـــوًّده

وغـداَ يقضي أو بعد غـد
هـل من نظــرِ يــتــــزوده

يهـوى المشتاق لقـاءكـم
وصـروف الـدهــر تبعـده

ما أحلى الوصل وأعـذبـه
لــولا الأيــام تــنــكــــــده

بالبين وبالهـجــران فـيـا
لـفــؤادي كـيـف تجـلــده

* * * *

وممن عارض هذه القصيدة من المتقدمين نجم الدين القمراوي إذ يقول:

قد مل مريضك عوده * * *ورثى لأسيرك حسدهُ
لم يبقِ جفاك سوى نفسٍ* * *زفرات الشوق تصّعدهُ
هاروت يعنعن فمن السحــرِ* * * إلى عينيك ويسندهُ
وإذا أغمدت اللحظ فتكــت * * *فكيف وأنت تجردهُ
كم سهَّل خدك وجه رضاً* * *والحاجب منك يعقدهُ
ما أشرك فيك القلب فَلِمَ* * *في نار الهجر تُخلِّدهُ

 

وهذه معارضة ثانية لناصح الدين الأرجاني إذ يقول :
هل أنت بطولك مسعدهُ
يا ليل فصبحك موعدهُ
لا كان قصير الليل فتىً
ميعاد منيته غدهُ
في صدري من كلفٍ بكُمُ
جند للشوق يجنّدهُ
أعليل اللحظ وعلته
منها المتألم عوَّدهُ؟
عيناك لسفك دمي جنتا
فالصدغ علام تجعدهُ
ودمي لا يحسن محمله
في الناس فلم تتقلدهُ
لم أنس برامة موقفنا
والشمل أظلّ تبددهُ
رشأُ قد أفلت من شركي
والبين غدا يتصيدهُ
سرّبٌ قد عنَّ بذي سلمٍ
وغدا بفؤادي أغيدهُ
وتطاول يتبعهم نظراً
صبٌّ قد طال تبلدهُ
حرّان القلب متيمه
حيران الطرف مسهّدهُ

* * * *

ثم نعود  إلى أمير الشعراء أحمد شوقي يتوج كل ذلك بقصيدته مرة أخرى:

مُضْنــــاك جفـــاهُ مَرْقَـــدُه ******** وبَكــــاه ورَحَّــــمَ عُـــوَّدُهُ
حــــيرانُ القلــــبِ مُعَذَّبُـــهُ ******مَقْــــروحُ الجَـــفْنِ مُســـهَّدُهُ
أَودَى حَرَقًـــــا إِلا رَمَقًـــــا ******* يُبقيــــه عليــــك وتُنْفِــــدُهُ
يســــتهوي الـــوُرْقَ تأَوُّهـــه *****ويُــــذيب الصَّخْـــرَ تَنهُّـــدُهُ
ويُنــــاجي النجـــمَ ويُتعبُـــه ****** ويُقيــــم الليــــلَ ويُقْعِـــدهُ
ويُعلّــــم كــــلَّ مُطَوَّقَــــةٍ ******* شَـــجَنًا فــي الــدَّوحِ تُــرَدِّدهُ
كــم مــدّ لِطَيْفِــكَ مــن شَـرَكٍ ***** وتــــــأَدَّب لا يتصيَّــــــدهُ
فعســـاك بغُمْـــضٍ مُســـعِفهُ ****** ولعــــلّ خيــــالَك مُســـعِدهُ
الحســـنُ, حَـــلَفْتُ بيُوسُـــفِهِ ****** (والسُّورَةِ) إِنـــــك مُفـــــرَدهُ
قــــد وَدَّ جمـــالَك أَو قَبَسًـــا ****** حــــوراءُ الخُـــلْدِ وأَمْـــرَدُهُ
وتمنَّــــت كــــلُّ مُقطِّعـــةٍ *******يَدَهـــا لـــو تُبْعَــثُ تَشــهدُهُ
جَحَــدَتْ عَيْنَــاك زَكِــيَّ دَمِــي ***** أَكــــذلك خـــدُّك يَجْحَـــدُهُ?
قـــد عــزَّ شُــهودِي إِذ رمَتــا ****** فأَشَــــرْتُ لخـــدِّك أُشْـــهِدُهُ
وهَممـــتُ بجـــيدِك أَشـــرِكُه ****** فـــأَبَى, واســـتكبر أَصْيَـــدُهُ
وهـــزَزْتُ قَـــوَامَك أَعْطِفـــهُ ******فنَبــــا, وتمنَّــــع أَمْلَــــدُهُ
ســــببٌ لرِضـــاك أُمَهِّـــدُه ******مـــا بــالُ الخــصْرِ يُعَقِّــدُهُ?
بينــي فــي الحــبِّ وبينـكَ مـا ***** لا يقــــــدرُ واشٍ يُفسِـــــدُهُ
مــا بــالُ العــازل يفتــحُ لـي ****** بــــابَ الســـلوانِ وأوصِـــدُهُ
ويقـــولُ تكـــادُ تُجَـــنُّ بــهِ ******** فــــأقولُ وأُوشـــكُ أعْبـــدُهُ
مـــولايَ وروحــي فــي يــده ******* قـــد ضيّعهـــا ســلِمَتْ يــدُهُ
نـــاقوسُ القلـــبِ يُــدقُّ لــهُ ******* وحنايــــا الأضلِـــع معْبـــدُهُ
قســــمًا بثنايــــا لؤلؤِهــــا ******* قسَــــمُ اليـــاقوتِ مُنَضَّـــدُهُ
ورضـــابٍ يُوعَـــدُ كوْثـــرُه ******* مقتُـــولُ العشـــقِ ومُشْـــهَدُهُ
وبخـــالٍ كـــاد يُحَـــجُّ لــهُ ******** لـــو كـــان يُقبَّـــل أسْــودُهُ
وقـــوامٍ يَــرْوي الغصــنُ لــهُ ****** نَسَــــبًا والــــرمح يُفَنّـــدُهُ
وبخــصْرٍ أوْهــنُ مــن جَــلَدي******* وعــــوادي الهجْـــرِ تبـــدِّدُهُ
مــا خُــنْتُ هــواكِ ولا خَـطَرَتْ ******* ســــلوى بـــالقلبِ تُـــبرِّدُهُ

ومن الذين عارضوا قصيدة الحصري أيضاً ابن الأنبار، واسماعيل الزبيري اليماني، شمس الدين الحسيني، اسماعيل صبري، ونسيب أرسلان، وغيرهم.

* * * *

هذا ما كان مما أضيف إلى ما سبق نشره. 

أما الجديد فهو: “أرق‏ ‏المحب‏ ‏وعاده‏ ‏سَهَدُه”:

دعونى أعترف أولا أننى كدت ألحق شطر هذا البيت بقصيدة القيروانى حين قرأت آخر كلمتين “عاد سهّدَه” (بتشديد الهاء وفتح الدال)، ظنا منى أنها نفس القافية، لكننى عدت فانتبهت إلى كسْر البحر، وإلى استسهالى، وعاودت البحث فوجدت ضالتى  وأنا لا أتصور أن ذاكرة شيخى استطاعت أن تلتقط هذا الشطر من قصيدة أخرى، للشاعر: نصيب بن رباح أبو محجن وهو شاعر فحل:  مولى عبد العزيز بن مروان، وكان عبداً أسوداً لراشد بن عبد العزى من كنانة، من سكان البادية، وأنشد أبياتاً بين يدي عبد العزيز بن مروان، فاشتراه وأعتقه. وتوفى نصيب سنة 726م ، وله شهرة ذائعة، وأخبار مع عبد العزيز بن مروان والفرزدق وغيرهم.

والشطر الذى خطه الأستاذ هو شطر بيت من مطلع قصيدة كما يلى: 

أرق المُحب وَعادَهُ    سَهَدُه        لِطَوارِقِ  الهم  الَّتي    ترِدُه

وَذَكَرت من رَقَّت لَهُ كَبدي        وَابى فَلَيسَ تَرِق لي    كَبدُه

لا قَومُهُ  قَومي  وَلا    بَلَدي        فَنَكونُ  حيناً  جيرَة     بلدُه

وَوَجدتُ وَجداً لَم يَكُن   احد        قَبلي من اجل صبابَة   يجدُه

بصراحة لم تعجبنى الأبيات، ولم أحب بحر الشعر الذى نظمت به، لكننى توقفت طويلا مذهولا أما ذاكرة شيخنا التى تنتقل بكل هذه السهولة من قصيدة القيروانى إلى هذا البيت لشاعر مجهول بالنسبة لى على الأقل، مهما قيل أنه شاعر فحل …

هذا وقد بدت هذه الأبيات لى أقرب إلى النثر منها إلى الشعر برغم الوزن والقافية، ومع ذلك أتى شيخى بهذا البيت هكذا يتحدى به أمثالى من الجهلة والانتقائيين.

شكراً يا شيخى الجليل، تعلمنى فى هذه السن بعضا مما فاتنى هكذا!.

 ربنا يخليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *