الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (88) الإدراك (49) “العين الداخلية” (20) و”عملية اعتمال (معالجة) المعلومات”(19)

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (88) الإدراك (49) “العين الداخلية” (20) و”عملية اعتمال (معالجة) المعلومات”(19)

نشرة “الإنسان والتطور”

27-6-2012

 السنة الخامسة

 العدد:  1762

 

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (88)

الإدراك (49)

29-5-2012

“العين الداخلية” (20)

و”عملية اعتمال (معالجة) المعلومات”(19)

Information Processing 

عن “الآخر”، والحضن”، و”الجنس”، والعقلنة

واستدراج إلى تفسير ختامى

مقدمة:

 توقفنا أمس عند هذا المقطع فى الحوار الذى جرى يوم 21 مايو 2009

د. يحيى:  زى ما تكون يا رشاد حكايتك كده بقت زى مكنة باظت وبنصلحها عشان ترجع تشتغل، وخلاص، لأ بقى ..!!

رشاد: قصد حضرتك إيه؟

د.يحيى:  مش برضه انت شاب، وراجل، وبقى عندك 33 سنة؟ مش لازم نشوف مع بعض النيلة اللى أنت فيها دى، زى  قلة الحب وقلة الجنس وقلة الونس

رشاد:  اللى هى الجواز يعنى؟

د.يحيى: يعنى

ونكمل اليوم كما يلى:

رشاد: آه،عشان نتكلم فى الجواز ده لازم مال

د.يحيى: نعم ياخويا !!؟ ما انت بتضيعه أول بأول

رشاد: عشان نتكلم فى نقطة الجواز دى لازم يبقى فيه مال موجود

د.يحيى: يا إبنى، يا اينى،  الله يطول عمرك، ماتحطش العربية قدام الحصان إعمل معروف، خلينا واحدة واحدة، هوّا انا يعنى مش عارف يعنى إيه مال، وإن الجواز محتاج مال، ، دا انا  صعبان عليا الـ2500 جنيه اللى ضاعوا فى السفرية المهببة دى أكتر منك، مش كانوا دول نفعوا شبكة للبنت صاحبة النصيب، إنت مش عارف إن سنك 33 يا أخى، صحيح ما تأخرتش قوى، لكن ما سمعتكشى فى كل الهيصة دى بتشاور على أيها بنت، أو ست، أو عاطفة، المفروض بنى آدم زى ما ربنا خلقه يشتغل، ربنا خلقه بيحب ويعوز نصه التانى، وحاجات كده، خدت بالك يا رشاد، إنت سايب الحتة دى خالص وعمال تزن على المعرفة والعلم، وكأنى لا عالم، ولا باعرف، مش نشوف احتياجاتك الإنسانية العادية، ونرتبها يا أخى هى رخرة، ولاّ إيه

رشاد: آه

د.يحيى: حكاية الكلام الكلام الكلام اللى بتسميه معرفة مرة، وعلم مرة، زى ما يكون بقى حاجز بيني وبينك، وبينك وبين الشفاء، إن كان على الدوا بندى دوا، وآدى الشغل عمالين نضغط عليك عشان ترجع له وانت ربنا يخليك بتتجاوب، وبتشتغل، مش نكمل فحص النواحى التانية بقى عشان نعمل اللى علينا؟

رشاد: ما هو لازم اعرف برضه

د.يحيى: انا دلوقتى فتحت ملف تانى، كلمتك في الجنس والحريم والجواز، راجع تشدنى الناحية بتاعة الكلام اللى بتقول عليه معرفة ليه بقى؟ مش الجنس والحب والونس جزء مهم برضه من الحياة اللي ربنا خلقنا عشان نعيشها

رشاد: جزء آه

د.يحيى: إمال ليه  مش شاغلك زي المعرفه والمِعْرفَاشْ

رشاد: اصل انا راميه عل جنب

د.يحيى: راميه علي إيه؟!! دا دم بيجري في عروقنا، واحنا بنتشكل بيه بما يرضى الله، إزاى الحتة دى مش شاغلاك  خالص، ما بتجيبش سيرتها من أصله؟

رشاد: انا عارف  كويس إنها مش شغلاني ؟ أنا مش لاقيها نهائى

د.يحيى: يا نهار اسود راحت فين هي رخره،  اختفت مع اللى اختفى، ولا هى ما ظهرتشى من الأول حتى فى المرض؟

رشاد: لأ يعني ، مش مهمة عندى

د.يحيى: إمال ايه دقنك اللى طالعة ومتوضبة وجميلة دى، (رشاد مطلق لحيته بأناقة) مش هرمونات دى اللى مطلعاها، ولا يمكن شاريها بلاستك من كارفور، يا شيخ بلا خيبة، يابني عايزين واحنا بنصحح الكسر، وبنفضى الأوض ونرتبها من جديد، عايزين نشوف إيه اللى ملاها غلط من ورانا

(*)  هذا المدخل للحديث عن الطبيعة البشرية التى يعتبر الجنس من أصولها العادية له أساليب مختلفة فى ثقافات مختلفة، ومن أبسط تلك الأساليب الحديث عن  أن الجنس هو “خلقة ربنا”، وأنه ما دام كذلك فنحن مدعوون أن نعترف به ونرعاه، تماما مثلما نرعى أية نعمة خلقها الله، وأيضا نلاحظ ما فى هذه الفقرة من منطلق بيولوجى فسيولوجى عادى، مثل الإشارة مثلا إلى ما يسمى العلامات المميزة للجنس عند الذكر والأنثيى، مثل شعر الذقن والصدر عند الرجل، واختفاء هذا وذاك مع ظهور النهدين والطمث عند الأنثى، وطبعا لكل سن، ولكل ثقافة خصوصيتها ومداخلها.

أيضا نلاحظ أن الطبيب يصر على استعمال لغة رشاد الأولى فى وصف مرحلة التفكك البادئة التى أشرنا إلى أنها دليل على نشاط العين الداخلية من ناحية، وعلى خلل “عملية معالجة المعلومات” من ناحية أخرى، ويصر رشاد على أن هذه المرحلة قد انتهت:

رشاد: بس هو مافيش دلوقتي لا كسر ولا أُوَضْ

د.يحيى: يا عم ده انت باين عليك ما اهتمتشى إلا بتصليح الباب اللى اتكسر، وجبت قفل متين، وقفلت على القديم والجديد مع بعض مرة واحدة

رشاد: ماشي بس هو مافيش حاجة دلوقتي

د.يحيى: مافيش إيه؟ راح فين؟

رشاد: المهم مفيش

د.يحيى: يبقي اختفت ولا اتصلحت

رشاد: أكيد اتصلحت

د.يحيى: هوه انت لما لقيتنى مصمم علي التصليح قلت: إديها اتصلحت

رشاد: لأ لأ، هي أكيد اتصلحت

د.يحيى: يا ابني دي بتتصلح في 5 سنين ولا 10 سنين، وساعات فى خمسين ويمكن تقعد لحد سبعين  سنه علي ما تتصلحشى

رشاد: ياه !!! مش معقول يا دكتور، هى إيه دى يا دكتور؟

د.يحيى: هى خلقة ربنا، يعنى ربنا هو خلقها متصلحه، بس احنا بنبوظها لدرجه تحتاج وقت على ما ترجع تاخد مسارها الطبيعى،

(*)  يبدو هذا المقطع وكأنه رفض لاختفاء الأعراض الدالة على التحسن أو حتى الشفاء، لكنه فى حقيقة الأمر ليس كذلك، فهو يحاول أن يرفض اختفاءها بالكبت، أو بالإفراط فى الكبت، والتسكين القهرى (بالعقاقير وغيرها) لنشاط العين الداخلية جنبا إلى جنب مع التسكين لخلخلة عملية معالجة المعلومات، وكل هذا هو هدف جيد حتى لو كان مرحليا، لكن لا ينبغى أن يكون نهاية المطاف، بالوقت مهم للاطمئنان على مسار هذا “التصيح” أو “التصليح” كما جاء فى الحوار، أو إعادة التشكيل كما يفيد ما أعنيه “بنقد النص البشرى”، والطبيب لم يتردد هنا فى إثناء رشاد عن الفرحة بالتحسن الظاهر، وفى نفس الوقت هو لا يهدف إلى تنشيط العملية الإمراضية افتعالا، ونلفت النظر إلى أننا تناولنا فكرة “الهرب إلى الصحة” Flight into health أو إلى ما يشبه الصحة من قبل فى هذه الحلقات 19-6-2012 ، 20-6-2012، وأخيرا فإن الحديث مع مريض بهذه الثقافة المتواضعة، بكل هذه التفاصيل التى يمكن أن توصف بأنها علمية هو ممكن عكس ، وقد يفهمه ويقتنع به أكثر من كثير من الدارسين،خاصة الذين تبرمجوا بمناهج: اختزالية، شكلية، ظاهرية، فحسب

د. يحيى (يكمل)  :……إنت ابن حلال، بلاش بقى تسحبنى للكلام طق الحنك بتاع معرفة ومش معرفة، أديك بتصدقني شويه،  وانا باصدقك شويه، ونأجل اللت والعجن  ده لحد ما تاخد واحده تحضنها وتحضنك بما يرضى الله،  الحضن ساعات بيبقي احسن من حاجات تانية، عارف يعني ايه حضن يا رشاد

(*)  لاحظ  طريقة تناول هذه المنطقة الحساسة بشكل يتفق مع ثقافة المجتمعن وثقافة المريض، وأيضا حضور صغار الأطباء الدارسين للتدريب والإحاطة.

رشاد: لأه

د.يحيى: حضن يا راجل!!

رشاد: جواز  يعني ؟

د.يحيى: حضن بتاع ربنا، آه بورقة يبقى جواز، بس فيه جواز من غير أحضان، للأسف

رشاد: احضن مين يعني

د.يحيى: اللى ربنا قاسمْها لك

رشاد: من غير جواز شرعي وكده؟

د.يحيى: ليه بقى؟!!!  كل واحد وظروفه ومسئوليته ودينه

رشاد: مش عارف، حضرتك قصدك إيه؟

د.يحيى: قصدى نوع تانى من المعرفة بدال المعرفة اللى دوشتنا بيها، المعرفة مش بس كلام وده حصل ليه وما حصلشى ليه، وده اسمه إيه ودا يعنى إيه، ما هو احنا برضه لازم نعرف خلقة ربنا ، ونعرف حضن يعنى إيه، ونتعلم منّه وكلام من ده.

(*)  حكاية أن الجسد يفكر ويبدع تشغلنى كـ “لغة” ليست بالضرورة إشارية، فهى عندى نوع من المعرفة، وأيضا نوع من الإبداع، ويمكن الرجوع فى ذلك إلى فروض وأطروحات ظهرت فى النشرة أيضا “تهميش الجسد على الناحيتين” 24-12-2007، و”عن الفطرة والجسد وتَصْنيم الألفاظ ” نشرة 6-11-2007، هل تعرف ان لك جسد 16-9-2005، المعرفة… والجسد (كتاب : مراجعات فى لغات المعرفة) ، وحين استعمل هذه اللغة الخاصة أتعمد ألا أستدرج لمزيد من الشرح بالألفاظ،  والمريض يستقبلها كما يشاء، وغالبا يكون الاستقبال إيجابيا بمعنى الإحاطة المتكاملة بالمراد، نوع من الإدراك الذى هو موضوعنا الأساسى، وليس بالضرورة بمعنى الفهم الذى يستلزم الشرح بالألفلاظ.

رشاد: بالمعرفه يعنى برضه

د.يحيى: أيوه بس معرفة تموتيكى، إسأل الواد الصغير اللي في اللفه وامه بترضعه، شوف بترضعه ازاى وهى ضمّاه على صدرها فى حضنها، ويروح لازق في صدرها، حاجه عظمَهْ كده “يعرف” اللى جارى، وبعدين تتنى المعرفة معاه لما يكبر، وهو بيدور على حضن برضه، وبيحضن هوه راخر، ما فيه رجالة يا رشاد ما يعرفوش يعني إيه حضن، يعملوا حاجات كده غريبة الشأن من غير حضن،

رشاد: بس هو الحضن معروف يعني

د.يحيى: لا يا شيخ؟! إمال لما سألتك من شوية عارف يعنى إيه حضن، قلت “لأه”، دلوقتى بتقول الحضن معروف يعنى، لله يسامحك يا شيخ، شفت بقى المعرفة التانية دى، فيه حاجه اسمها ستات وحاجه اسمها حُضن وحاجه اسمها ربنا، “وفيه معرفة واحنا بنمشى، واحنا بناكل، واحنا بنحضن، وكل ما نعرف  شوية حاجات سواء بالخبرة أو بالقراية وكده، نحطها في مكانها فى الأوض اياها، وييجى العلم  يا يزود يا ينقص يا يعدّل، وكلام من ده”، أنا آسف، بس أنا متصور إنك فاهم، وإنك محتاج تكمل معرفتك بشوية حاجات من دى، ياللا بقى نكمل نشوف إيه اللى جرى فى الحاجات اللى انت كنت جى بيها ، وازاى اختفت

(*)  تبدو لأول وهلة هذه الجرعة تنظيرية أكثر منها علاجية، لكننى أكرر هنا ما أشرت إليه سابقا من أن مرضاى يقبلون تنظيرى وفروضى أكثر من كثير من زملائى، وليس من قبيل الإيحاء كما يزعم الكثيرون من نقادى، ونلاحظ هنا محاولة الطبيب أن يقدم للمريض جانبا معرفيا من واقع الفعل والنتيجة، يضاف إلى المعرفة بمعناها التنظيرى الشائع، مضطر أنا أن أعيد المقطع حرفيا حتى أؤكد ما أعنى، وكيف أننى لم أتردد فى توصيله إلى رشاد بأية طريقة “….  وفيه معرفة واحنا بنمشى، واحنا بناكل، وكل ما نعرف  شوية حاجات سواء بالخبرة أو بالقراية وكده، نحطها في مكانها فى الأوض اياها، وييجى العلم يا يزود يا ينقص يا يعدّل، وكلام من ده”، ربما كررت هذا المقطع لأننى فوجئت بالجملة الأخيرة التى أريد توصيلها إلى زملائى من الممارسين والباحثين وهى التى تقول “… وييجى العلم يا يزوّد، يا ينقّص، يا يعدّل، وكلام من ده”،! فلا خصومة وإنما تكامل وتكافل

رشاد: يعنى حضرتك عايز نكمل فى إيه

 د.يحيى: إنت بتقول:  الشق اختفي، والنصين اختفوا، واللى زى شد اللبانة اللى اتقطعت نصين، اختفت، والأُوض، اختفت، والاخرام اختفت

رشاد: لأ الاخرام متهيألي لسه

د.يحيى: لسه بتحصل من نظرات الناس برضه؟

رشاد: آه

د.يحيى: هى لما بتحصل، إنت بتشوف اللى جواك منها، ولا إيه ؟

رشاد: لأ ما باشوفش حاجه

د.يحيى: بتحس بس بإن النظرة تروح عاملة خرم

رشاد: أيوه، عقلى بيتخرم وبس

د.يحيى: طب إوصف لنا دلوقتي الخرم ده هو شكله ايه، خرم بريمه ولا خرم دق؟

رشاد: لأ مش بريمه

د.يحيى: امال إيه؟

رشاد: ممكن دق

د.يحيى: النظرة يعنى تروح داخلة كده زي الصاروخ يعنى؟

رشاد: آه

د.يحيى: تقوم تعمل ايه ؟ تخرم في مخك ولا في جسمك

رشاد: لأ في المخ

د.يحيى: تقوم تعمل ايه بقي؟ آدي نظره اهه، هوب (الطبيب يشير بيده من عينه إلى رأس رشاد، وكأنه يقذفه بشىء ما)  راحت باعته صاروخ راح داخل عامل خرم، إيه بقي اللى يحصل بعد ما يتخرم مخك؟

رشاد: مش فاكر بصراحه

د.يحيى: مش فاكر إيه؟ مش الاخرام  لسه موجوده زى ما بتقول، هىّ آخر مرة حصلت امتى؟

رشاد: من أسبوع

د.يحيى: طيب يبقي سهل إنك توصفها مادام حصلت من أسبوع، جرى إيه لما حصلت بقى؟

رشاد: بس هو ممكن يكون فيه عـِرْق ظهر في العين

د.يحيى: الخرم ده هو اللى خلّى عرق يظهر في العين؟

رشاد: ممكن يعنى؟ إللى بيظهر فى العين، يكون بسبب الخرم ده، اصل انا مش فاكر قوي

 د.يحيى : وهو ظهر عندك العرق ده فى عينك بعد الخرم الأخير من أسبوع؟

رشاد: آه

د.يحيى: ياااه، طب والعـِرْق ده الناس تشوفه ولا انت بس

رشاد: انا باحس بيه

د.يحيى: تحس بعـِرْق يظهر في عينك

رشاد: آه

د.يحيى: يا ساتر على شطارتك واللى انت شايفه، إنت زى ما يكون الوعى الناعم اللى عند الناس كله على بعضه، جبِّـن عندك، كَلْـكَع لحد ماشفت حته منه وصلت عينك، إيه الشغل ده كله يا شيخ؟

رشاد:  إيه الـ “إيه”؟

د.يحيى: أنا آسف، أصل  انا مشغول يا رشاد بالموضوع ده، ومشغول عليك بجد، بس ولا يهمك،  إنت جدع عشان بتروح شغلك وبتيجي فى المعاد، كتر خيرك

(*)  محاولة بسرعة لتجنب الاستطراد فى شرح نظرى صعب، ونلاحظ أيضا تعبير الوعى الناعم ، وتعبير  “جبِّـن” و، “كَلْـكَع” وهو ما يقابل التعبير الذى أستعمله فى سياقات أخرى وهو “تخثر الوعى”، ويشير إلى نوع قبيح من الاغتراب الخامد غير المنتظم، النقطة الثانية التى سبق الإشارة إليها أيضا هى أن ما يسمى “المراق الرأسى” cephalic hypochondriasis  يمكن أن يرجع إلى هذا الفرض التكميلى، أما موافقة رشاد فهى – مرة أخرى – جادة وذات دلالة، لكنها لا تصل إلى ما خطر ببالى، ورفضته من احتمال أن اختصاص العين، دون سائر الدماغ أو المخ، أو ما أطلق عليه هو لفظ العقل، يكون له علاقة بالعين الداخلية.

وأخيرا يتكرر شكر الطبيب لرشاد، ولكن ليس هذه المرة لأنه يتبع التعليمات، ولكن لأنه مصدر كل هذه المعارف

رشاد: كتر خيرك انت

د.يحيى فاضل بقى حكاية السفر، أنا قلت لك فى أول المقابلة إيه اللي انا عايز اتكلم فيه، وشاورت لك إن السفر لسه جواك زى ما هوه، مش كده؟

رشاد: يعني أنا  كل خوفي إن هيئة النقل يقولو لي لسه قدامك شهرين تاني

د.يحيى: إوعى تكون عايز تسافر الشهرين دول يا جدع انت!! إيه حكايتك؟

رشاد: لأ ما اقصدش بس خوفي لحسن يتلغي الموضوع ده

د.يحيى: يتلغى موضوع الهيئه ولا موضوع السفر؟

رشاد: الهيئه، مش عارف إيه اللى حا يحصل فى 10/6 زى ما وعدونى، همّا اللى حددوا المعاد ده

د.يحيى: ما انت بتشتغل شغلة تانية، وانت قدها وقدود ، تقدر تلاقى شغلة تالتة ورابعة،

رشاد: أيوه بس انا بافضّل السواقه عن كل الحاجات التانية

د.يحيى: ياابن الحلال، إحنا فى الزنقة دى نفضل اللى موجود، وكل اللي يجيبه ربنا كويس

رشاد: طيب خلاص، أنا  ما عنديش حاجه اقولها تاني

د.يحيى: انا عندي، انا مشغول عليك، إنما حاسس إنك لو استمريت معانا ربنا حايسترها، سواء انت اتعينت او ما اتعينتش مادام عايشين بنواجه الأحداث سوا ومش حاتسافر دلوقتي، أنا عارف إن  السفر لسه مرعرع جواك، إنما خلاص قلبنا الصفحة مؤقتا

رشاد: مظبوط

د.يحيى: بلاش استعجال الله يخليك

رشاد: حاضر

د.يحيى: حاشوفك الجمعه اللي جايه ولاّ اللي بعدها؟ زي ما انت عايز

رشاد: انت بتيجي هنا يوم الجمعة؟

د.يحيى: لأ، قصدى  الأسبوع الجاى، الخميس  يعني

رشاد: يبقى الخميس اللي جاي، خلاص ماشي

د.يحيى: تحب تيجي الخميس اللي جاي ولا اللي بعده

رشاد: مش عارف بقي

د.يحيى: زي ما انت عايز حسب وقتك وحسب ظروفك وحسب علاقتك بينا

رشاد: خليها كل خميس

(*)  لاحظ تعبير “إنما خلاص قلبنا الصفحة مؤقتا”، وهو يشير إلى ما أسميناه “الأهداف المتوسطة” ، بمعنى أن العلاج، خاصة الذى يشمل التأهيل، أملا فى إعادة التشكيل، يتكون من مراحل ويتوقف فى محطات، وهذا يساعد أن يتلقى المريض الضغط من ناحية الطبيب باعتباره أمر مؤقت، وليس قهرا مطلقا، ونلاحظ أيضا أن تحديد المقابلات وتواتر انتظامها قد تركه الطبيب للمريض بشكل حقيقى، وقد استنتج منه الطبيب حرص رشاد على اللقاءات للمتابعة وإكمال المشوار، وهنا نشير مرة أخرى إلى معنى “المواكبة”، وأن العلاج النفسى ليس هو العلاج بالكلام، وإنما هو بترسيخ العلاقة، وحمل الأمانة معا، والكلام أحد وسائل ذلك، ثم يمضى العلاج مرحلة فمرحلة لحين استعادة الحيوية وإعادة توجه النمو إلى مساره.

د.يحيى: مش تعب عليك؟

رشاد: لأ مش تعب

د.يحيى: خلاص انا مستنيك

رشاد: بس انا طالب من حضرتك طلب ياريت تدخلني اول واحد عشان انا باجي بدري قوي عشان انا باجي الساعه 6 هنا باصحي الساعه 4

د.يحيى: حاضر حاضر

رشاد: خلاص ماشي

د.يحيى: مع السلامه

رشاد: سلامو عليكم

د.يحيى: بس بلاش بقي تيجى عشان:عايز “اعرف”، وما اعرفشى والحاجات دى،

رشاد: بلاش

د.يحيى: نعرف سوا سوا ، بالطريقة التانية

رشاد: ان شاء الله، سلامو عليكم

خروج رشاد

د.يحيى: فيه أى سؤال أو تعليق؟

د.مى (إحدى الحضور): إيه حكاية العـِرْق اللى فى عينه، وإيه الحاجة الناعمة اللى بتجبّن دى زى ما حضرتك قلت له وانت بتفسرها له، وما كمّلتش؟

 د.يحيى:

بصراحة يا مَىْ أنا لما بتجيلى فكرة تفسر ظاهرة معينة، أو جزئية انطرحت أثناء الحوار مع حالة، يروح الفرض بتاعها فارض نفسه، أقوم أقولها مباشرة للمريض، وكتير ألاقيه بيلقطها أكتر من الدكاترة، قصدى أكتر منكم، ده مش دليل طبعا يثبت صحة الفرض، بس برضه ما بافوتشى الفرصة، الفكرة اللى جت لى فى الحتة دى هى متعلقة برؤيتى لواحدية مستويات الوعى كحركية متسقة، مش على مستوى معين من الوعى، لأ على المستويات على بعضها، وطول ما اللحن الواحد بينغّم مع بعضه، والعازفين بيتبادلوا العزف مع حركة وعصا المايسترو، قصدى مستوى المخ المتريس فى لحظة معينة، الدنيا تمشى مظبوط، يقوم  المخ المايسترو ده يشاور لبقية الأمخاخ: دول يعزفوا، ودول يبطلوا، والمسألة تمشى، يبقى اللحن وعى متكامل يحتوى كل أفراد الفرقة اللى بتعزف، يعنى يلم المعلومات على المشاعر على المستويات على كله، لما ييجى واحد من العازفين أو شوية عازفين لنوع واحد من الآلات يعلى عزفهم عن الباقيين، وهما شطار فى حتتهم، يعْلَى عزفهم جامد وهمّا بيبصوا لبقية المشاركين فى عزف اللحن، يقوم يحصل النشاز، بسبب الفرقة اللى اتفلحست دى، الجميع بقى يِنَشِّز ويتفكك عن بعضه، وتتفضل عضلة العقل المنطقى التجريدى يعزف حته خايبة على ناحيته هوه، ده اللى انا سميته هنا العقلنة مش العقل، يعنى العقلنة تعتبر قنزحة العقل المفاهيمى المنطقى الرمزى الخطى، تصورت إن المجموعة دى طاحت تعزف لوحدهأ، راحت منشَّطة العين الداخلية بالشكل اللى احنا شفناه، وهى اللى شافت التفكيكة بتاعة بقية الفرقة، واحنا فاكرين ازاى الاستعداد للتفكيكة دى كان جاهز بالوراثة عند رشاد، المهم المجموعة بتاعة العقلنة، بما فيها العين الداخلية اتنشطت وقعدت توصف اللى هىّ شايفاه، وبرضه قعدت تزعق، وتعلّى، فخلت أعضاء الفرقة (محتوى ومستويات الوعى الأخرى) تفك من بعضها، بعضهم بطل عزف، وبعضهم عزف حتة من لحن تانى، بس كل العازفين هنا فضلوا قاعدين على كراسيهم، ودا اللى انا فسرت بيه فى الحالة دى إن ماحصلشى تفسخ، أما فرقة العقلنة اللى احنا استغربنا ازاى بتوصف ده كله فاستمرت فى العزف لكن عزف مستقل، منفصل عن اللحن الكبير، وفى نفس الوقت قدرت تبص على الباقيين اللى سكتوا، واتباعدوا لكن ما اتبعزقوش، والعين الداخلية عبرت عن نفسها من خلال مجموعة العقلنة دى، وهى اللى قعدت توصف فى الباقيين اللى اتباعدوا من غير ما يتبعزقوا، وده اللى خلّى رشاد يوصف كل التفكك ده، من غير ما يتفكك، ما هو مجوعة عازفى العقلنة ما اتفككتشى من أصله، أما بقية الفرقة فهى اللى اتفككت فى المحل، وبقت قابلة للوصف، من غير ما ييبوظ أداءها قوى.

 اللى خلانى استنتج الحكاية كده وأحط الفروض دى كلها هى المقابلة الأخرانية دى، لما قعد رشاد يصر طول الوقت على إعطاء أولوية للتفهيم والتفسير والتعليل اللى هوه سماه مرة “معرفة”، ومرة “علم”، ويمكن ده اللى خلانى ازرجن معاه جامد، ولا انساقشى لإصراره واقعد أفسر وأرد على أسئلته.

 أنا متصور إن حتى حكاية إنه رجع الشغل أخيرا، هى مجرد رشوة لنا من “مجموعة المنطق والعقلنة دى”، زى مايكون الفرقة المنفصلة دى كانت عايزة تستمر فى السيطرة، ويحل لحنها المستقل، وهو مجرد جزء خايب، محل اللحن الكبير اللى يحتاج كل العازفين، بس لما التزم رشاد وراح الشغل، كانت الفرقة دى بتشاور عقلها تساعد فى استرجاع بقية العازفين يعزفوا اللحن الجماعى، الشغل هنا والعلاقة معانا يمكن يدّى فرصة لبقية العازفين، تطمنهم، وتنظمهم وكده، على فكره “الإعداد” اللى كان بيتكلم عنه رشاد، ما أظنش إنه كان بيشاور على بقية الفرقة، أعتقد إنه كان مركز على مجوعة عازفى العقلنة، فى حين إنى كنت أنا باناقشه على أساس إن “الإعداد” هو استعادة تناسق كل المستويات، بالتناغم والتبادل، والكلام ده، ويصراحة أنا ما اكتشفت الخلاف ده إلا متأخر، وما راجعتش نفسى إلا بعدين؟

أظن إن الخروم اللى كانت بتحصل من نظرات الآخرين، هى إسقاط سخط واحتجاج بقية العازفين اللى اتقرطسوا نتيجة لسيطرة مجموعة العقلنة العالية قوى دى، فبقية العازفين مع أنهم متفككين عن بعض، من غير ما يحصل تفسخ، قعدوا “ستاند باى”، فهو لما خفّ، أو زعم إنه خف، أنا شكّيت يا ترى الأعراض ليه اختفت كده كلها فجأة ؟ هل معنى ده إن حصل تصليح ولو بدرجة نسبية، ولا هو اختفاء بكبت جامد، أظن كل اللى حصل إن فرقة العازفين العقلانيين قررت ترشينا بالشغل، وفى نفس الوقت تمارس نشاطها فى التأكيد على ضرورة الفهم والتعليل والتفسير اللى هوه سماهم العلم والمعرفة، وهّما هّما اللى انا اعتبرتهم مجرد عقلنة.

نييجى بقى لسؤالك يا مى عن قصدى بكلمة “يجبّن”، مش انت لما بتغلى اللبن غلط، يقوم يقطّع منك، لو غليته صح يتنيه لبن حليب طازة جميل، أهو رشاد، باللى جراله قتِدِرْ يوصف بعض تفاصيل فركشة السائل الواحد المتداخل (اللحن الواحد “الوعى الكلى المتناغم”)، وهو حاول يلم الحكاية بالعافية بمزيد من تقوية ضجيج لحن عازفى العقلنة، فقعد يرصد حركات بقية الفرقة المتفككة، ويحاول يقفل عليهم الباب، يلاقيه ما بيتقفلشى، ويقوم يشوفهم وهما بيتحركوا من مجرى لمجرى، (من كرسى لكرسى) يمكن كانت محاولة خايبة لاستعادة “كلية” اللحن الأصلى، لكن ما فيش فايدة لأنها عملية مفتعلة مش متفاعلة أو متجادلة، ورشاد بالشكل اشتغلت عنده العين الداخلية (الحاسة الداخلية) بنشاط زائد فقدر يوصف اللى جارى.

الظاهر العين الداخلية دى رخرة ممكن تعتبر تبع العازفين المعقلنين فى ظروف خاصة زى فى بداية المرض، وبعدين بقى جينا احنا حاولنا نعمل علاقة مع أكثر من مستوى من مستويات وعيه فى نفس الوقت، من غير ما ندى فرصة لمزيد من العقلنة، أو نسقف لرؤيته الحادة للى جارى، بالعين الداخلية.

نيجى بقى نفسر حكاية إنه (فرْط كبت): هوه لما قال إنه  اتحسن وقال إن كل حاجة اختفت، الظاهر ده حصل لأنه طفى النور، يبقى الحاجات دى اختفت عشان الدنيا بقت ضلمة “والعين الداخلية” ماعادتشى قادرة ترصد تفكك العازفين التانيين، ما فضلشى من الحدوتة كلها غيرالنظرات اياها اللى بتخرق المخ زى ما تكون جايّه إسقاط من عيون بعض أفراد الفرقة المتفككة اللى بتلمع فى الضلمة، وهى دى اللى فضحت إن اللحن مش هو، وإن اللى سامعينة هو حتت مجّبنة من تقطيع اللبن، (نشاز اللحن الأصلى) يروح شايفها بعينه الداخلية ويوصفها على إن النظرات نتج عنها العرق اللى ظهر فى عينه، وما حدش غيره شافه، أنا آسف، هو تفسير صعب شويتين لكن حتى لو طلع غلط أنا مستريح له مرحليا، ويمكن يبان لما أكمل لك بقية تفسير اختفاء الأعراض حالا

أنا رأيى إن  كل الأعراض والوصف، والانفصال، والأوَض، والمِجرى، كل دول اللى اختفوا دول مع بعض مرة واحدة كان عشان الدنيا ضلمت زى ما قلت حالا، ضلمت، يعنى فرط استعمال الميكانزمات، (وبالذات: الكبت) ما فضلشى إلا الاخرام اللى هو بيرجعها لنظرات الناس، اللى هى زى ما قلنا اسقاطات من العيون اللى زى عيون القطط فى الضلمة، تصدر من بعض العازفين المتفرقين، “المـُفككين المتعطلين فى المحل”.

 أنا رأيى إن  اللى حصل هو إن رشاد طفى النور على بقية الفرقة، وده باستعمال مزيد من الميكانزمات- زى ما قلت حالا- وبالذات الكبت والعقلنة، يعنى الاختفاء ده  مش لأن بقية فريق العازفين رجع كل واحد مسك الألة بتاعته، وانتظموا مع بعض من جديد، على أمل إنهم يعزفوا سوا تانى، لأ دول اختفوا لأنه طفى النور قوى، حتى عينه الداخلية ما عادتشى بتشوف فى الضلمة، يعنى بقية العازفين اختفوا، لأنهم ما عادوش متشافين، مش لأنهم اترتبوا ولا انتظموا، فى نفس الوقت فضل عند رشاد زى ما تقولى نشاط عازفى مجموعة العقلنة هو الطاغى، من غير القدرة الحادة الأوّلانية للعين الداخلية.

 على فكرة النشاط المعقلن عند رشاد هنا مش كله وحش، دا هوّه اللى ظهر بشكل  إيجابى، فى الشغل، وفى رجوعه من السفر، وفى علاقته بينا، وفى التزامه بالمواعيد، وهو النشاط ده نفسه اللى اتفقس من إلحاحه فى طلب المعرفة والتفسير والمناقشة بطريقته، وكان واضح إن طريقته دى كانت أغلبها إنه يضلمها زيادة “بميكانزم العقلنة”  والكبت، زى ما شفنا.

ده التفسير اللى عندى فى المرحلة دى، إيه بقى اللى فضل؟ نظرات الناس والاخرام، تصورى الدنيا ضلمة، والفركشة ما عادتشى معلنة، لأنها حتى ما بقتشِ متشافة من أصله زى بداية المرض، لكن لسه زى ماقلت حالا فيه بريق من عيون العازفين المهمـَّـشين المتفركشين،  فيه عيون بعض العازفين زى عيون القط بتلمع فى الضلمة، يقوم هوه يروح مسقطها (إسقاط Projection) على الخارج، ويقول لِك الناس بتبص لى لدرجة إن نظراتهم بتعمل اخرام، النظرات دى والاخرام دى بتدل على إن بقية العازفين،  لسه موجودين، وإنه ما نجحشى تماما إنه  ينكر وجودهم حتى وهما مشطوب عليهم فى الضلمة، ولا بيعزفوا مع بعض ولا حاجة.

ياه!!! دا انا ما جاوبتش على سؤالك الأولانى يا مَىْ بتاع العـِرق اللى فى عينه، نتيجة للنظرات، واللى هو شايفه لوحده، ومش بوضوح، أظن إن ده نوع من التعيين   concretization بعد التقطيع (التجبين) اللى حصل فى اللحن الأساسى، (يعنى فى مستويات الوعى المتناغمه فى وعى “واحدِى”، وهنا نرجع تانى لقدرة العين الداخلية (الحاسة الداخلية) إنها ترصد ما تبقى من العملية الإمراضية بشكل أو بآخر.

بس خلّى بالـِك برضه، يا مَىْ مش معنى إن الدنيا ضلمت قوى كده لحد ما كل حاجة تانية اختقت إن العقلنة بتاعته يعنى هى اللى كسبت الجولة للنهاية، لأ، الراجل ده اتحركت فيه مستويات تانية، من ساعة ما قال حاجة وصلتنى، فوّقتنى، لحد ما قال حسيت إن الدم بيجرى فى عروقى، لحد ما رجع من السفر يمكن عشان يكمل علاج، بدليل إنه رِضِى إنه يقبل شروط العلاج، واحنا انتهزناها فرصة وبنستغل نشاط العقلنة الإيجابى المرة دى، اللى ممكن بقى دلوقتى نسميه “العقل”، وبناخد منه المنطق السليم بتاع المخ المنظم، ونستعمله فى استعادة علاقته بالحياة الواقعية الملتزمة بعد توقف سنة ونص، وفى نفس الوقت بنهوّى على الحاجات المنسية والملغية، زى ما عملنا فى المقابلة دى اللى قعدنا نتكلم فيها عن العواطف، والطاقة الحيوية، ونشاور على الجنس وحقه فى الحضن، وفى الونس، والكلام ده

إذن إحنا مش عايزين نلغى فضل العقل أو حتى العقلنة، احنا بنحاول إنها تبقى “عقل”  mindمفيد مش “عقلنة” intellectualization ، وكده نضمن إن العقل يساعدنا، وفى نفس الوقت مش عايزين نرجح دور بقية العازفين اللى لسه متفركشين فى المحل على حساب شلة العزف المعقلن، لازم ناخد المسألة كده واحدة واحده، نصالح ده، ونطبطب على ده، ونولف ونحترم الجميع، ونسمح بالفركشة فى الحلم، وما نبالغشى فى إزاحة العقلنة بعيد، لأن عشمنا إنها تتقلب عقل يساعدنا زى ماقلنا، يعنى ما نسقفشى قوى لبقية العازفين لحسن كل واحد يعزف على مزاجه وتتقلب مَعْيَلَة (المخ القديم) ونبقى مش عارفين نلم مين على مين، ولازم نفضل نعمل كده بالتدريج لحد ما يتفقوا، مش بس إنهم يعزفوا مع بعض اللحن القديم، لأ ده يمكن يألفوا لحن أجدع.

طبعا فى حالة زى دى إحنا بندى دوا، وعارفين كل مجموعة عازفين (مستوى وعى) إيه الدوا اللى بيهدى حركتهم الزيادة أو العشوائية، ندى ونبطل، وندى ونبطل، ندّى دول، ونفوّت لدول، ونسمح لدول، وأنواع الأدوية بتساعدنا على كده، لحد ما الكل يطمن إنه واخد حقه، وحايعزف آلته، ضمن اللحن الكبير، اللى المفروض إنه يكبر بعد كل فركشة، سواء كانت فركشه مرض، أو فركشه أزمة نمو، أو فركشه حلم، أو فركشة إبداع.

***

وبعد

لم أكن أعرف أننى قلت كل هذا الشرح فى هذا الدرس بالذات، وحتى حين كتبته فى النشرة سنة 2009، لكن يبدو أن هذه النشرات لها فضل أن تذكرنى بما أفعل، مما كان سيظل مختبئا فى ذاكرتى، أو “سى ديهاتى” إلى ما لا نهاية

نظرت فى الحلقتين الباقيتين للأسبوع القادم، ووجدت بهما  موجزا لكل ما كان

لعله يكون وافيا نختتم به ما أردنا

من يدرى؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *