“يوميا” الإنسان والتطور
23-5-2008
العدد: 266
حـوار/ بريد الجمعة
مقدمة:
فجأة، وبرغم أن أغلب هذه التعقيبات مازالت ضمن “مقرر” تدريبى فى مؤسسة أنا مسئول عنها جزئيا، وبالتالى ما نلاحظه من غلبة المجاملة، وريح التلمذة ، وبالرغم من أسى الإبن الصديق جمال التركى لافتقاده المشاركات الضارية، والجدل الصارخ، فقد بلغنى أن هذه الحوارات أصبحت تمثل لى مصدراً رائعا للمعرفة، ومبرراً طيبا للحفاظ على التفاؤل، وسبيلاً شريفا لمزيد من حمد الله،
يا ترى ماذا تمثل لكم، حتى لو كانت “ضمن المقرر”؟.
منطقة الدين والإيمان هى من أصعب ما نتصدى له اليوم، وهذا طبيعى، ربنا يستر!!.
****
رأى على موقف علاجى
واستشارات متبادلة
د. محمد يحيى الرخاوى:
هذا أيضاً باب جميل ومفيد وتواصلى ومتوازن، بل ربما فضلته على باب الحوار من حيث إفادته للقارئ خاصة.
أما بخصوص العنوان؛ فلماذا لا نستخدم اسم “استشارات مهنية” وهو اسم جيد ومعبر وأبسط كثيراً من تعبير “رأى على موقف علاجى”.
د. يحيى:
أشكرك يا محمد لتشجيعى، ويبدو أن النشرة اليومية أو أغلبها سوف تتوجه هذا الاتجاه إن آجلا أو عاجلا، لعله يسد نقصا، أو يعمق تواصلا، أو يعين مريضا، أو ينير طريقا.
أما تفضيل هذا الباب عن باب الحوار، فأنا لست معك كثيراً، برغم الصعوبة التى ألقاها وأنا أحرر باب البريد، وأيضا برغم الظلم الذى يقع على المحاور الآخر، لكن يبدو أنه أصبح يعنى عندى شيئا، فمثلا: أين أضع كلامك هذا اليوم؟ وكيف أرد عليه إن لم يكن هذا وذاك هنا فى بريد الجمعة هكذا؟
د. على سليمان الشمرى:
…..أقول ان بعض المرضى حقيقة عندما يقولون انهم غير مقبولون من محيطهم الاجتماعى، فانهم قد اصابوا عين الحقيقة.
د. يحيى:
… أعرف أنك تعذرنى يا د. على، أنى حذفت مدحك البادئ برغم صدقه المطلق يا شيخ، أما عن تعقيبك على هذه الحالة بالذات، فاسمح لى أن أذكّرك أن الحالة التى عرضتها د. مشيرة كانت تشير إلى أن المريض هو الذى ضد المجتمع antisocial، وليس أنه غير مقبول من محيطه الاجتماعى، فهو هنا المهاجِم وليس المهاجَمْ حقيقةً أو مرضا.
د. على سليمان الشمرى:
… ثم ماذا يفعل المعالج النفسى؟ هل يقول صدقت ويعمق المشكلة؟ ربما، أو يقول ان لديك بعض الأفكار والمعتقدات عن نفسك والعالم من حولك قد تحتاج إلى إعادة نظر والمراجعة والبحث عن امكانية ايجاد حلول بالتعاون معاً؟.
د. يحيى:
…. يقول ما يخطر له، على شرط أن يقوله وهو بجوار المريض (كتفا لكتف) وليس فى مواجهته (نقاشا وإقناعا)، فرصة إعادة النظر فى كل شئ مطروحة على الجانبين، إعادة النظر واجبة-فرض عين- فى كل شئ، وهذا هو ما يعرّض المعالج أحيانا إلى إعادة النظر فى منظوماته هو، ناهيك عن منظومات وبعض قيم المجتمع الأوسع، الذى رفضه المريض وعاداه، أو الذى لفظَ المريضَ وطَردَهُ.
د. على سليمان الشمرى:
… قناعات المعالج ارى انها فى منتهى الأهمية، وعليه: لا يجب ان يتسلل الى نفوسنا اليأس، وعلينا أن نقول صراحة للمريض نحن نبحث معك بأمانة وإخلاص، نبحث باصرار وعزيمة عن حلٍّ ما، تكون أنت جزء منه….-
د. يحيى:
هذا صحيح، وأنت تقصد غالبا أن الأفضل أن نقولها دون أن نقولها، لأن المريض يلتقط ما نريد قوله بطريقته، المهم أن يكون كل ذلك بداخلنا،
أعاننا الله على أن نتغير معه، لنغير جميعا معاً ما ينبغى أن يتغير
شكرا.
د. أسامة فيكتور:
يبدو أن هذا الباب الجديد مفيد، أو غالبا سيفيد،
لكننى ما زلت أرى إن تقديم حالة من الإشراف على العلاج النفسى فيه فائدة أكثر، ولو أمكن دمج الإثنين سويا.
د. يحيى:
هذا الباب الجديد لا ينسخ الباب القديم، وأنا أوافق على الحفاظ على الاثنين، أو جمع الاثنين، أما “دمج” الاثنين فقد يبعدنا عن واقع الحالات مستقلة كل حالة بذاتها، بل، وعن موضوعية الاستشارات المحددة فى نقطة بذاتها.
استشارات متبادلة
د. هانى عبد المنعم:
مش فاهم الفرق بين الشعور بالذنب والتألم للخطأ؟؟
د. يحيى:
أظن أنه عليك أن ترجع إلى الموقع تقرأ عن أطروحة الشعور بالذنب فهذا أمر يطول شرحه فى الرد على البريد
لكن آسف، دعنى أرد عليك بإيجاز شديد:
إن التعلم من الخطأ هو مزيج من البصيرة والتغيرّ الذى يدفع إلى الفعل الذى لا يعود معه الذنب إلا ماضيا أفاد صاحبه أنه لم يعد هو هو، وبالتالى فلن يقدم على اقتراف ذنب مثله من موقعه الجديد، الألم هنا صادق ومغيِّر،
أما الشعور بالذنب فهو خليط من الاعتذار الخائب، وعقاب الذات بما لا يفيد الذين أذنبنا فى حقهم، وهو نعَابة لفظية، وحركة فى المحل دون تغيير حقيقى أو فعل جديد، وكثيرا ما يكرر مثل هذا الشخص نفس الذنب، تحت وهم –لا شعورى عادة- أنه يفعل ذلك ليثبت لنفسه أنه لم يكن ذنبا.. برغم ادعائه الاعتراف بالشعور بالذنب الخ.
د. هانى عبد المنعم:
أعتقد أن نفور المعالج من مريضه يأتى بسبب خلو جرابه من جديد وعندما تأتى الفكرة أو تحل الأزمة العلاجية تولد العلاقة مرة أخرى.
د. يحيى:
لا أوافقك نهائيا،
نفور المعالج عملية إيجابية تدل على جديته وبصيرته وليس على خلو جرابه،
والعلاقة التى تولد لا تنتظر حل الأزمة حتى تولد، بل إن العلاقة تتولّد من جديد فى عمق كل أزمة لتعيد تشكيل مفرداتها.
****
دمعتان من خلف الأقنعة
أ. هالة نمر: دمعتان من خلف الأقنعة
أتجرأ وأدعىّ أننى أعرفك قليلاً لأنى أحبك، وقد هاجمنى شعور ما وأنا أقرأ عن الدمعتين والمئة قناع بالإفتقاد والوحشة لوجودك هكذا بهذا القدر من الجمال والقرب والضعف والدربكة.
(لكن ما حكاية) “أنا خنت حقى أن أعيش بغير حزن”
د. يحيى:
يا خبر يا هالة يا ابنتى !! كيف التقطت هذا؟ خاصة اعتراضك على هذا الشطر!! شكراً
تصورى أننى هممت بتغييره لولا أننى أحسست أن هذا خيانة للشعر؟ الشعر حالة (ليس حلية ولا أسلوباً كما يقول صلاح عبد الصبور)، والحالة مرتبطة بوقتها، فلا يمكن فصلها عن “وقتها” لحظة تسجيلها، وبالتالى لو أننى راجعت هذا الشطر “الآن” (فى وقت غير الوقت وسياق غير السياق) لوجدتنى لا أنتمى إلى ما قلت، إذن ليس من حقى أن أفرض ما أعيشه الآن على تلك اللحظة التى كتبت فيها.
موقفك هذا، الذى هو موقفى أيضا وربما موقف آخرين من هذا الشطر، وهو يحتاج تفسيرا فعلا، وهذا ضد ما قدّمت من رفض نقد الشعر تفسيراً، على أية حال أنا لى تجربة غريبة فى هذا الصدد، فأنت تعلمين أننى اضطررت أن أكتب شرحا على متن ديوان “سر اللعبة” كما أننى ألحقت بديوانى أغوار النفس شرحا ملحقا أيضا، وقد أقررت مع من اعترض على هذا وذاك أن هذا ليس هو السبيل الأفضل لتقديم الشعر، لكننى أصر على موقفى الشارح هذا أحيانا لأننى لا أفخر بأنى أكتب شعرا عصيا أو طليقا جدا يخلّق ما يخلّق براحته، وفى نفس الوقت أنا لا أستعمل الشعر وسيلة لتوصيل معلومة يقدر النثر أن يوصلها،
يظل الشعر عندى شعرا يا هالة حتى لو احتوى وعيا علميا أو معرفيا ليس بعيدا عنى،
من هذا المنطلق انتبهتُ إلى ما اعترضت عليه أنت هنا،
اعتراضك فى محله جدا يا هالة خصوصا وأنت تتابعين ما أحاوله كل ثلاثاء بلا انقطاع لأبين حقنا فى “الحزن”، وليس حقنا فى “اللاحزن” (أن أعيش بغير حزنى)
ما الحكاية إذن؟
يبدو أن المسألة ليست نقلة جديدة إلى رؤية جديدة لروعة الحزن وضرورته، وهذا ما أمارسه معكم إكلينيكيا كل ثلاثاء، ذلك أننى عثرت على قصيدة لى قديمة جدا تؤكد أننى أعرف ذلك من قبل، هى قصيدة كتبتها قبل قصيدة “دمعتان”، تصورى يا هالة أننى كتبتها فى 8/12/82 ، كتبت ما يلى :
حُـزنى كلمَه،
تمحو صَمتََ الموتْ.
حزنى أقَوى، أظهرُ من شمس البهجهْ.
حُزنى أصل الأشياء.
وختمت القصيدة وكأنى أخاطبك الآن بعد 26 عاماً
”لا تمضِى،
لا تقتربِى”.
لأصارع موتى وحدى
- دون غيابكْ-
يصرعُهُ حزنى الأشهبْ.
كيف بالله عليك أن من يكتب هذا سنة 82 (أى قبل 26 سنة) يعود ويكتب من عشر سنوات:
“أنا خنتُ نفسى، خنتُ حقى أن أعيش بغير حزنِ”.
ليست عندى إجابة ،
ومع ذلك فهل توافقين أن أفترض أن الدمعتين حين انسابتا من خلف الأقنعة المائة نبهتنا الواحدة تلو الأخرى أنه “مش قوى كده” ، بمعنى أنه بالرغم من صدق احترامى لحزنى الأشهب المصارع القوى “أصل الأشياء”، إلا أن من حقى أن أعيش بغير حزنِ.
لا عندك:
اكتشفت شيئا آخر الآن
ربما لم تكن مصادفة أن أكتب “حزنى” بياء المتكلم فى القصيدة الأولى فى حين أننى كتبتها حزنِ (بكسرة تحت النون) فى القصيدة الثانية.
يا خبر!!
يبدو أن حزنى أنا، هو الذى أصارع به العدم والإنسحاب، وهو الذى يعلمنا سويا أنه إعلان للإصرار على التواصل مع آخر مع تحمل مشقة ذلك ومعايشة روعته، وهو غير الحزن المطلق غير المنسوب لى (بدون ياء المتكلم)
ذلك الحزن الآخر هو الذى يكتم على نفسى دون إذن منى فيحرمنى من حقى فى الفرح أصلاً
يبدو أيضا يا هالة أن الحق فى الحزن لا يكون بكل هذه الإيجابية إلا إذا اقترن بالحق فى الفرح
ما رأيك؟
د. أسامة فيكتور:
توقفت أمام هذه العبارات
“وتسحبت إحداهما من خلف أقنعتى المائة”
وكأن حالات الذات الـ Ego states تظهر فى صورة أقنعة متحفزة للظهور فى المواقف المختلفة، وكأن الـ Ego states هى إحدى الوسائل الدفاعية ضد ظهور الحزن
د. يحيى:
لا طبعاً، حالات الذات ليست هى الأقنعة وإن كانت تبدو كذلك أحيانا، القناع قد يكون إحداها، وهو يخفيها ويحتكر الظهور بدلا منها، فهو فى حد ذاته حالة واحدة من حالات الذات الدفاعية، وهو متغير ومتعدد بطبيعته، فإذا كان زخم ما يُخفى شديد النشاط دائم التهديد للإبداع أو للجنون، احتاج الأمر لعدد أكثر فأكثر من الأقنعة.
د. أسامة فيكتور:
“حبى لكل الناس يجمعهم، يفرقنى “
هذه العبارة أحياها فى حياتى الشخصية وكم تكلفنى الكثير وتكون مكسبا للآخرين، لذا سأحاول أن اكسب منها لنفسى
د. يحيى:
والله يا أسامة أنا لم أفهم هذا الكلام الذى كتبتُه من عشر سنوات، ثم إنى لا أريد شرحه إذ يبدو أنه حقيقة صعبة لا أستطيع الاقتراب منها إلا شعراً، بصراحة، أنا أعتقد أن معنى آخر قد وصلك فيه رائحة التضحية أو الإيثار، وهذا مالم أقصد إليه أبداً.
أنا لا أريد أن “أتفرّق” حتى لو كان ذلك هو ثمن حبى لكل الناس، وسوف أحاول فى نفس الوقت أن أحافظ على حبى لكل الناس، مهما كان الثمن يا شيخ!
د. أسامة فيكتور:
لم أفهم:
“أنا خنتنى،
أنا خنت نفسى،
أنا خنت سريان الرؤى فى عمق حسى،
أنا خنت حقى أن أعيش بغير حزنِ
د. يحيى:
قلت حالا أنى توفقت طويلا أمام هذه المنطقة، وأنا أعيد نشرها، ثم ها أنت ذا تنبهنى إليها كما فعلت هالة، توقفت ورفضت أن أغيّرها تحديثا، لاعتقادى أن هذا غير جائز فى الشعر كما قلت لهالة حالا، الشعر حالة مرتبطة بزمانها ولا يمكن استرجاعها لأنه لايمكن استرجاع زمانها.
بالنسبة لسريان الرؤى فى عمق حسى”، أظن أن الأرجح أننى ساعتها شعرت بتقصيرى فى حمل الأمانة بشكل ما، وهذا ما يمكن اعتباره خيانة لنفسى،
أما بالنسبة لمسألة الحزن فأرجو أن تقرأ ردى على ابنتى هالة نمر.
د. مدحت منصور:
الحمد لله على الوجد الوليد، الحمد لله على فرخ يولد ولما بعد يطير، بذر الزهور، فرخ تسربل باللآلئ بالدموع، من رآنى لم ير حزنى الدفين، واغترابى وسط موج الأصدقاء، يطلبون المستحيل، الأصابع علىّ تشير، وكأنى على كل شئ قدير ينكرون حقى أن أعيش، ينكرون حقى فى الجنون، مثل كل الآخرين، يرفضون فرحى.. فأنا رجل رصين، الشعور باحتياج الدفء على كثير، فأنا رجل كبير، وحقى .. حقى فى الدموع، أأمنع نفسى أم يمنعون، لكن ربى كان بى أرحم الراحمين.
د. يحيى:
ربما كان من الصدق يا مدحت أن أبلغك تحفظى على صراحة التفسير وبعض المباشرة هكذا، أبلغك تحفظى الذى كاد يبلغ حد الرفض أحيانا، عذراً.
د. مدحت منصور:
صديقى هل ترانى؟ هل ترى ذلك الشئ فى العمق البعيد،
أهم حقا مائة قناع أو يزيد، أم أنك لا تريد…… أن ترانى، هل ترانى؟.
ليس فى كتب العلوم،
ليس فى الأوراق ..أو درب الفنون،
ليس فى كم الجنون،
هل ترى الإنسان فىّ وحقى فى الحياه، هل ترى كم حملت نفسى ما لا أطيقه، ومضيت فى درب الرسالات الجميلة كالغريب،
فتبا لإنسان لا يريد … أن يرى نفسه أو يراني
د. يحيى:
هذا أخفّ من سابقه قليلا!!
أ. عبير محمد رجب:
وصلنى شئ ما فىّ هذه الكلمات لا استطيع تفسيره.
وتسحبتْ احداهما من خلف اقنعتى المائه،
كذبّت ظنى، أنكرتها،
كفكفتها أخفيتها،
فتدفقتْ؟ فخجلتُ، لا…!
لا تفضحينى إننى أخشى يرانا عابر فى مثل سنى.
د. يحيى:
حين أقرأ يا عبير “فى مثل سنى”، وكنت فى الرابعة والستين آنذاك أقول لنفسى: فماذا عن سنى الآن 75 سنة إلا قليلا، أتلفت حولى فلا أجدهم، لا أحزن طويلا على من فارقنا لكننى أفتقدهم، هل يوجد حولى الآن من هو فى مثل سنى؟ وكم سنى الحقيقى الآن؟
لا أعرف.
د. محمد شحاته:
لم الإصرار على الاحتفاظ بالأقنعة رغم كل ما سببته من ألم طوال القصيدة بالرغم من الرضا الذى ظهر فى أخرها.
د. يحيى:
وهل يستطيع أحد أن يمضى بلا أقنعة؟
أما الرضا الذى أرضاه بأقنعة وبدون أقنعة، فهو حفز إلى عدم الرضا، إلى رضا أحسن، وهكذا.
أ. هاله حمدى البسيونى:
لم أقرأ شعراً من قبل، ولكن هذا الشعر وصلنى بسرعة لانه يلمس شيئا بداخلى، ألا وهو الحزن الشديد.
د. يحيى:
لا تعليق
أ. رامى عادل:
ويحى، احترقت خلاياى وانصهر قلبى.
ابتلعتنى النار وأذابتنى،
زحزحت قلقى،
اراحتنى.
د. يحيى:
ازيك يا رامى؟
****
تعتعة: فكأنما قتل الناس جميعاً
أ. إسراء فاروق غالى:
لم أرَ هذه الجريمة بنفس بشاعة جريمة “الابنة إليزابيث” لكن صاحَبَ ذلك قدرٌ اكبر من الحيرة وعدد كثير من التساؤلات ومنها: هل هذه الفتاة فعلا ضحية؟ هل هناك من يرتضى لنفسه أن يعيش دور الضحية لمدة 6 سنوات؟
هل يمكن أن يصاحب الشعور بكون الفرد ضحية شعور بالقدرة على التمتع ببعض ملذات الحياة؟
د. يحيى:
لقد نشرت رأيى فى هذه الجريمة التى حدثت فى النمسا أيضا مثل جريمة الأب وابنته، لأبين أنه لا توجد جريمة مثل اخرى، برغم أن الصحافة الاجنبية والعربية ربطت بينهما، ربما لأن الطبيب النفسى الذى عالج آثار الحبس كان هو نفس الطبيب فى الحالتين.
أما عن احتمال قبول الضحيه شعوريا أو لاشعوريا ما يلحق بها فهذا وارد دون اتهامها بأى شئ قبيح جدا
واحده، واحده يا إسراء .
****
من العلاج الجمعى إلى ما آل إليه الدين
أ. محمود محمد سعد:
اعترض على اتهام التفسير العلمى للنصوص الدينية بالتسطيح، بل إنه يعد نشاطاً، بل علما يربط العلم بالدين، مع اعترافى من أنه قد تحدث أخطاء تضر أكثر مما تنفع.
د. يحيى:
المسألة ليست مسألة أخطاء، المسألة مسألة مبدأ ترجمة منظومة معرفية لها قوانينها وأبجديتها الخاصة، إلى منظومة أخرى لها أيضا قوانينها وأبجديتها الخاصة، أنا لا أنكر بعض حسن النية وراء هذه المحاولة التى أرى أنها تعلن اهتزاز الايمان (فتدعمه بشوية علم ومعلومات طافية توصف بأنها علمية) كما أنها تعلن فى نفس الوقت جهل من يقوم بذلك بحقيقة حركية العلم الحقيقى، ومدى تغير نتائجه، وتجدد رموزه باستمرار، وأيضا تنوع مناهجه.
وأخيرا انت حر يا محمود، ضع نفسك حيث تريد بعد أن أبلغتُكَ رأيى، والله المحاسب، يحكم بيننا الآن ودائما.
أ. محمود محمد سعد:
اعترض بشدة على محاولات إبعاد الدين عن الحكم …..، وإذا فلماذا نرضى بأن يكون القانون هو الحاكم لكل شئ، أليس الدين هو الأولى؟
د. يحيى:
حكم ماذا؟ وقانون ماذا؟ ودين ماذا؟ عمّ تتكلم يا رجل؟ المسألة صراع بين القوى، والخوف كل الخوف أن المصارع الذى يدعى انه يمثل الله دوننا، يحرمنا من حق نقده، وهو يتمحك بفهمه الأحسن لله سبحانه دوننا، يا رجل صلِّ على الذى يشفع فيك. الدين ليس وسيلة إلى الحكم، وهو ليس منفصلا فى نفس الوقت، ليس منفصلا ولا حتى عن الحكم، لأنه لا ينفصل عن أى شئ حتى عن ما كتبته وأكتبه لك الآن على شرط أن نتحمل مسئولية ما نقول ونفعل كل على حدة طول الوقت، الدين منفصل عن الحكام وليس عن الحكم المسألة ليست فى الانفصال والاتصال، المسألة فى “من له الحق أن يتكلم باسم الله دون غيره، فيعطى لنفسه حق التحكم فى الناس حتى فى أفكارهم”
ربنا يستر يا شيخ!!
أ. محمود محمد سعد:
وصلنى أن هناك قوة إن صح التعبير هى التى تربط مجموعة العلاج الجمعى ببعض، ثم أن هذه القوة تتطور وتربط أفراد المجموعة بصورة أخرى،
د. يحيى:
ليس هذا فقط، لقد حاولت أن أدعوك كى تتحرك مع هذه القوة الحقيقة – وليست المجازية أو التجريدية – إلى مداها غير المعلوم لأن وظيفتها قائمة طول الوقت، لكن يبدو أن ذلك لا يتم إلا بالتجربة، ويا ترى.
د. محمد الشاذلى:
وصلنى أن هذه الاستعمالات المختلفة لقيمة الدين تثير العديد من التساؤلات حول حقيقة دور الدين، أو ما هو المفروض أن يؤديه الدين لنا؟ أحاول ربط هذا بنفس ما ورد فى ما ذكرت عن خبرة العلاج الجمعى “كيان يتكون داخل دائرة، يحيط المجموعة من خارجها، يضم الأفراد ويحتويهم، تشارك معه كل الأشياء المحيطة”
وإن كنت أجد صعوبة فى الإمساك بمعنى محدد أو محكات واضحة؟
د. يحيى:
وما هو الداعى لأن نمسك بمعنى محدد أو محكات واضحة، دعنا نركز على النتيجة الواقعية أولا.
****
أحلام محفوظ:
د. أميمة رفعت: عن نقد نجيب محفوظ
لماذا تراجعت يا سيدى عن فتح باب النقد ، لم أفهم عبارة \” لعدم خلط الأوراق\” . أنا أعتقد أنك تقسو على نفسك كثبرا عندما تتحمل مسئولية ما سيكتب على عاتقك. فسيذكر التاريخ – أو على الأقل من يهمه الأمر – أن د. يحيى الرخاوى قد فتح بابا لمحبى نجيب محفوظ من الهواة والمحترفين للتعبير بإبداعاتهم الخاصة ، فقط لا غير . أما جودة النص فهى مسئولية من يكتب. واختلاف درجة الجودة من نص لآخر متوقع ومطلوب لإثراء المناقشات. و لأننى أعرف أن لك سقفا للجودة فيمكنك أن تحجز الشوائب الكبيرة وتترك الباقى يمر بشوائبه، ففى النهاية الجيد هو الذى سيبقى، والسيىء ستذروه الرياح. ولكن أن تلهب حماسة الجميع ليستعدوا و يفكروا ويكتبوا ثم تتراجع لأنهم ربما ليسوا بالكفائة المتوقعة ..!! ما أسوأ السيناريوهات التى يمكن أن تحدث؟ أن يكتب \” الجميع\” كتابات سيئة جدا؟ فى هذه الحالة أقول : لسنا أطفالا ونستطيع أن نميز الجيد من الردىء ويمكننا الرد فالقارىء ايضا يتحمل مسئولية القراءة وعليه أن يتخذ موقفا..أن تأتيك نصوصا لا تعجبك ولكن تعجب\” الجميع\” ؟ فلنتناقش ونتحاور، أليس هذا هو ما يثرى المحاولة.. ربما أكون مخطئة فى فهمى للتحفظ على هذا الباب ، فهل تشرح لى الشكل الذى كنت تتوقعه لهذه المحاولة ثم كيف جاء على غير ما كنت تتوقع؟ وهل ما حدث لا يمكن مناقشته أو إزالة اللبس فيه أم أن هناك أملا لمن يريد أن يكتب أن يحاول مجددا؟
د. يحيى:
أشكرك بجد يا أميمة، أشكرك على اعتراضك، وفى نفس على التماس العذر لى، تعلمين – كما ذكرتِ- كم هو حجم المسئولية أمام عمل عملاق كهذا العمل، حتى أننى شخصيا كدت أتراجع عن هذه التجربة، ولولا تشجيعك لها فى الفقرة التالية (مثل بعض الأصدقاء لاحقا) لضممت كتابتى أنا أيضا إلى الممنوعات،
المسألة أنه فعلاً جاءنى حشد من التداعيات، بعضها جيد جدا، لكن بعضها ليس له أية صفة، أو كما يقولون حين يتحفظون على القدْح “ليس بشئ”، ربما يبدو النص الأصلى مفككاً لكنه تفكيك ضام منسوج معاً، وقد خشيت ألا يلتقط بعضهم إلا التفكيك، وهات يا دش، فيختلط الحابل بالنابل، ثم إننى أغلقت الباب بالنسبة للموقع فحسب، ربما حتى أختبر تجربتى وأنا متردد جدا، أنا لست وصيا على أحد طبعا، وأيضا ربما خشيت أن تتوه محاولتى، وأفشل فى اختبارها من خلالكم أولا بأول، أن تتوه وسط ما ليس كذلك، وهذه أنانية طبعا (لعلها مشروعة) وأحيلك -إن كان لديك وقت- إلى التفرقة بين الإبداع الزائف والإبداع الفائق فى أطروحتى “جدلية الجنون والإبداع” حيث هناك تشابه ظاهرى بينهما فى حين أنهما يقفان على طرفَىْ نقيض من حيث العمق وحقيقة الإبداع،
هذا وأظن أننى بعد انتهاء هذه المرحلة الأولى من تقاسيمى شخصيا، لو نجحت أو استمرت، قد يكون من الممكن أن نرى ما هو ممكن آنذاك، شكراً مرة أخرى.
د. أميمة رفعت: (حلم55، حلم 56)
هزنى حلم محفوظ ثم زلزلتنى تقاسيم الرخاوى. تذكرت عدة ثقافات فى هذا العالم تنكر على المراة حقها فى التنفس طالما إنقطعت انفاس زوجها عن الدنيا. عالم ذكورى ينظر للرجل بعينين مفتوحتين وللمرأة بنصف عين مغمضة. وما فرصتها – بطلة الحلم و التقاسيم- بين ذكرى ذكر راحل، وخمسة من الأبناء الذكور، وقاض ذكر لم يستطع أن ينصفها وياخذ لها حقها من مغتاليها.
أعجبتنى هذه الصورة التى تجمع النقيضين: من ناحية إمرأة مقبلة على الحياة وما زالت ترجو منها الكثير ، بل و تمتد وتستمر الحياة من خلالها ، تنمو و تزدهر فى أحشائها ، إمرأة تنبض بالحياة من الداخل و الخارج ، مقابل الأبناء القتلة الذين يعيشون حياة عقيمة ( مشاكل زوجية، وفك سحر واعمال) حياة تافهة منافقة تبدوا لهم ناجحة وهى فى الحقيقة زائفة ، حياة بلا حياة.
أعجبنى أيضا مدخل التقاسيم، فعندما قرات \”الحذاء\” قفز فى ذهنى التعبير الشائع \” ضع نفسك فى مكانى\” وبالإنجليزية \”in my shoes \” فى حذائى\”. و لأن الراوى ذكر فكان يجب أن تشبه وجهة نظره تلك للشاب، ولذلك فالحذاءان متشابهان. ولكن الراوى يشعر بالفرق بينهما، ولا يستطيع أن يضع نفسه مكان الآخر( فالمقاس غير مناسب) و المقاييس مختلفة. … وهكذا حدد الكاتب موقفه منذ البداية… يبدو أن التعميم \” عالم ذكورى\” تعميم مغلوط..
د. يحيى:
بصراحة يا د. أميمة أنا كنت فى اشد الحاجة لتشجيعك هذا، وأعرف أنك تصدقينى حين أقول أننى على استعداد للتراجع لو لم أضف ما يستحق ان يُرى بجوار المتن الأساسى.
طمأنتنى أيضا برؤيتك لموقفى من المرأة، وإن كنت أعترف أننى لم أقصدها.
أنا متهم عموما بتحيزى للمرأة لدرجة الاتهام بالنفاق أحيانا، مع أن المسألة عندى ليست “إمرأة ورجل”، (تحرير المرأة وتطور الإنسان) بقدر ما هى إنسان وإنسان دون زعم مساواة، أنا فقط أًركز على محاولة توفير العدل من جهة، واحترام التاريخ والبيولوجى من جهة أخرى، المرأة لم تأخذ فرصة الرجل أصلاً، ومع ذلك حُوكمت وأدُينت على قصورها أو تقصيرها، ثم ضحكوا عليها بمعركة زائفة للمساواة مع كائن ناقص أصلا: “الرجل”، فانخدع هو الآخر وأطلق لغروره العنان أكثر فأكثر فخاب الجميع.
يمكنك يا أميمة أن تنظرى أيضا ردّى على د. عمرو دنيا لاحقا.
ثم بصراحة لقد أعجبت بملاحظتك الناقدة عن حكاية “وضع نفسه مكانه” لأنها لم تخطر ببالى، ودعينى أعترف أن هذا هو النقد، الذى يرى الكاتب من خلاله ماذا كان يقصد دون أن يقصده، فقط أنا لم أقصد الاعتقاد بالخرافة فقط بقدر ما كنت أشير إلى العنّة بأنواعها التى هى وراء القتل.
د. محمد غنيمى:
ملاحظات حول الأحلام، ونقدها، والمنهج الجديد، نصوص الأصدقاء :
لم أر لى وجودا حقيقيا – كقارئ/متلق عادى- وسط هاتيك الكلمات المسماة بـ “نص على نص” مثلما رأيتنى فعلا فى مرآة النص الأصلى، فأدركت جيدا أن الإلهام الحقيقى والتأثير الفعلى هما ما يصلانى عبر ما يبدعه الكاتب أدبا (شعرا أو نثرا)، وليس من إعادة صياغته نقدا.
د. يحيى:
من حيث المبدا، يبدو أن عندك حقا، لكن المسألة بالنسبة لما أحاوله أنا على الأقل- لو أمعنت النظر- ليست إعادة صياغة النص، بل هى تقاسيم على اللحن الأساسى، لكننى مازلت أقر أن عندك حق، وهذا هو ما دفعنى إلى إغلاق هذا الباب بسرعة إلا على اجتهادى المحدود القابل للتراجع بالممارسة، وذلك بعد أن ضبطت نفسى ناقدا تقليديا أُجَرْجَرُ إلى تفسير رمزى أكثر مما يحتمله منهجى.
د. محمد غنيمى:
….. ولا حتى من خلال النقد التقليدى الذى يفرض -غالبا- نوعا من الوصاية على رؤية القارئ/المتلقى العادى، فضلا عن الشرح والتفسير، وهما فى رأيى- كقارئ/متلقى عادى أيضا- نوع من إهانة النص أو الجناية عليه أو تسطيحه على الأقل،
د. يحيى:
….كدت أوافقك لكننى تراجعت، إذ معنى كلامك أنه ممنوع النقد التقليدى، وممنوع النقد الإبداعى، وممنوع استلهام النص الأساسى، والنتيجة أن يبقى النص الأول وحده فى الساحة، يصل أولا يصل وكأنه نص مقدس لا يصل إلا لخاصة الخاصة، وربما هم ليسوا أوْلى الناس به، هذا إذا كان ما يصل هؤلاء الخاصة هو أفضل ما فى النص أو أعمقه إبداعا.
لا .. يا محمد هذا كثير، هذا نفى لمبدأ النقد أصلا، لكننى أفهم وجهة نظرك.
د. محمد غنيمى:
بدأت أنزعج بشدة من فكرة ربط مدى عمق النص بدرجة غموضه، وأنه لو كان النص بسيطا مفهوما لدى الجميع فإنه سيبدو سطحيا بالضرورة، ولاحظت تأييد ذلك واستحسانه من قِبَل حضرتك،
د. يحيى:
أظن أننى لم أقل بذلك أبدا، إبداع الأحلام بطبيعتها (حتى الأحلام الحقيقية) هى كثيرة النقلات، مخترقة الزمن، فارطة التكثيف، متعددة الدلالات فكيف لا تكون غامضة، أما أن يكون الغموض دائما مرتبط بالعمق فهذا كلام سخيف، ولعل إبداع يحيى حقى خير دليل على نفى ذلك،
للغموض جماله اللازم إذا لم يُفْتَعل، ولسلاسة السهل الممتنع جماله الرائق أيضا، أما تزييف الغموض بافتعال، وقصدية فهذا هو القبح بعينه إذا سمحت لى. (يمكنك أن ترجعَ إلى أطروحتى جدلية الجنون والإبداع للتعرف على صعوبة وضرورة التفرقة بين الإبداع الزائف، والإبداع الفائق، وهو ما أشرت إليه فى ردّى على د.أميمة حالا.
د. محمد غنيمى:
هل يصلح أن يسمى هذا عتابا مهذبا يا أستاذنا ؟! وهل لى أن أعاتب أصلا رغم ارتكابى -أحيانا- ما أدعو لإعادة النظر فى شأنه؟! … اللى حضرتك تشوفه بقى.
د. يحيى:
ياعم أهلاً،
أنا فرح بك هكذا وأكثر
خذ راحتك.
وإلا فكيف سأتعلم؟
د. عمرو دنيا:
أعتقد أن الطرح الحالى وبرغم الصعوبة التى أجدها فى قراءة النص واللحن الأساسى، ثم التقاسيم قد فتحت لنا ما هو جديد، الحركة أكبر من الطرح السابق بشكله القديم “قراءة على نص” فأهلا للألحان ومرحبا للتقاسيم وعلينا أن نبذل مزيد من الجهد لتتبعها وكلٍ برؤيته.
د. يحيى:
الحمد لله، مرحبا بالاختلاف فعلاً
د. أسامة فيكتور:
حلم (55) فى البداية استقبلت الحلم على إنه مصر وما يحدث فيها من سرقة ونهب ودعارة تحت أسماء البر والشرف والسمعة والتقاليد، ولكن مع قراءتى للتقاسيم واكتشافه إن الحذاء ليس حذائه تصورت غير ذلك.
د. يحيى:
مثل هذا الترميز السريع هو ما جعلنى أرفض النقد التقليدى، شكرا يا أسامة لحركة المبادرة وحركية وأمانة التراجع.
أ. رامى عادل: حلم 55&56
لن استطيع ان اقطع رقبتها ولن تطاوعنى نفسى ان اطعنها، رغم ولعى بزفارة ورائحة دمها النتنه، هى لم تخوننى. لكن اخاها وخالى يلوح لى بمشاعله ليحرقنى، لا اعلم.. قد تكون هى من اغتصبته وانتهكت إنسانيته.. ربما.لا اعلم كيف، ربما خوفا على جروها ولكنه يذرف دما، والحقيقه ان كلابه سوف تلتهمنى ان لم اسرع الخطى. ولا اعلم سرهذه النسوان المتوشحه. سلام يا عم يحيى انا شغال 12 ساعه على ماكينه بلاستيك. ادعيلى وانت على يقين استجابه.
د. يحيى:
حاضر
طبعا تلاحظ يا رامى أننى أستثنيك، وفى نفس الوقت أجعل تداعياتك جزءًا من البريد، وليست تقاسيم على اللحن الأساسى، خذ راحتك، أنا مالى، ما دام لم يعد يربط بين هذا وذاك سوى العنوان، أهلا.
****
أما لديك بلسما يعيد فى أمتنا الرجولة؟
د. نعمات على:
لماذا اشعر باحساس حضرتك باليأس فى اول اليومية؟؟
د. يحيى:
لا أظن، ثم ألم تلاحظى فى آخر اليومية كيف أننى كررت مرارا أننى لا أسمح لنفسى برفاهية اليأس، عندى أن اليأس خيانة للحياة وتبرير للانسحاب أو الفرجة
د. نعمات على:
اشعر أن الفياجرا ممكن أن تؤدى الفعل المطلوب ولكن لا يشعر الانسان معها بالمشاعر الحقيقية الطبيعية؟؟؟
د. يحيى:
أنا أوافق عليها فقط من بعيد، لأننى عادة لا أصفها لأحد. أنا أوافق عليها لكسر حلقة مفرغة نتيجة خبرة عجز مؤلمة أو عابرة، خبرات أدت إلى عدم الثقة، ومن ثم العجز ثم عدم الثقة، وهكذا…
أما أن تكون هى الوسيلة الدائمة والضرورية لتحقيق أى تواصل، وكل تواصل، طول الوقت فهذا إلغاء لدور الطبيعة، والإثارة المتبادلة، وقلتها أحسن.
د. عمرو محمد دنيا:
أول مرة أرى أن ما ينقص أمتنا قد يكون الأنوثة وليس الرجولة، فلم لا؟ فقد تكون الأنوثة الحقيقية الواعية بحب الحياة هى ما تنقصنا فعلا، ولكننى أعتقد أن ما ينقصنا أكبر بكثير من الذكورة والأنوثة هو ايه مش عارف ؟!!
فيا ترى من وجهة نظرك هو إيه؟؟
د. يحيى:
خطر لى فتحاً للشهية أن أقول بعض كلام مثل:
الرجولة الرجولة هى جمال الخلق،
والأنوثة الأنوثة هى قوة الإبداع،
أما الفحولة الذكورة فهى غباء القوة،
والأنوثة الميوعة هى خبث الضعف .
ربما كل هذا ينقصنا فى آن واحد.
إذا كان هذا فتح شهية فماذا تطلب فى “الطبق الرئيسى”
ما رأيك…؟
أ. محمود محمد سعد:
وصلنى أن الكلام والشجب والاستنكار والنقد وما شابه لا يؤدى الوظيفة المطلوبة، إلا أننى أرى أن الكلام أصبح يؤدى وظيفة نفسية معنوية علاجية أكثر منها وظيفة دفاعية هجومية ثم أن الوضع الحالى يغذى ذلك.
د. يحيى:
ربما.
أوافقك، ربما شئ أحسن من لا شئ، وإلا فلماذا أكتب؟
لكن إذا أصبح الكلام غاية فى ذاته، والتفريغ اللفظى هو نهاية المطاف، فلا .
أ. محمد اسماعيل:
مش فاهم العنوان ومش عارف أربطه بالمقالة؟!
كيف تنقص أمتنا الأنوثة الحقيقية الواعية؟
د. يحيى:
أرجو أن تقرأ ردى على الابن عمرو دنيا .
د. نرمين عبد العزيز محرم:
فعلا: هل من الوطنية أن أكون عنينا حتى يزول الاحتلال؟
د. يحيى:
أظن أنه لايمكن فهم هذه الجزئية إلا فى سياق الحوار كله، أو الموقف كله أو الرواية كلها، وقد صدرت الطبعة الثانية من الجزء الأول من ثلاثيتى المشى على الصراط وعنوانها: “الواقعة” هذا الأسبوع (مكتبة ميريت) على ما أعتقد، وهو الجزء الذى فيه هذا المقتطف.
د. مدحت منصور:
لفت نظرى جانب اجتماعى ألا و هو حاجتنا لأنوثة حقيقية واعية، وقد رأيت أننا محتاجون إلى إعادة صياغة علاقة الأنثى بأنثوتها وكذلك الذكر بذكورته و من ثم إعادة علاقة الذكر بالأنثى صياغة أخرى على أساس الواقع العملي .
د. يحيى:
برجاء الرجوع إلى ردى على د. أميمة وعلى د. عمرو دنيا
****
الله فى الاثنى عشرة خطوة
د. نرمين عبد العزيز:
لازلت عند رأيى أن كثير من حالات الادمان هى حالة انتماء للادمان فالدافع هو الانتماء
د. يحيى:
وما المانع، بالاضافة إلى كل ما طرح؟ برجاء قراءة مداخلة هالة نمر الأسبوع الماضى.
أ. محمد إسماعيل:
مش فاهم كل الفروض!!
د. يحيى:
أحترم شجاعتك فعلا، ولكن ربما احتاج الأمر .. مزيداً من الجهد.
ومع ذلك فهذا أفضل من إدعاء فهم سطحى.
أ. محمد إسماعيل:
… ما هو مكتوب، هو ما أمارسه وأفهمه، رغم أننى مارسته قبل الفهم.
د. يحيى:
إذن انت فاهم عمليا، لأنك تمارس المكتوب قبل أن يكتب، فما الداعى بالله عليك لفهم الفروض والتنظير، إن شاء الله ما اتفهمت.
لكن أيضا، دعنا نحترم مَنْ فَهِمَ
****
تعقيبات متأخرة عن لعبة الطيبة
أ. هالة حمدى البسيونى:
أعترض على ذكر الطيبة أو تعريفها على أنها خبث
د. يحيى:
هذه “لعبة”، لا أكثر، إذن ليس من حقنا أن نعترض عما يخرج منا تلقائيا ونحن نلعبها، فاللعبة لا تلقّن أحدا ردا بذاته.
أ. هالة حمدى البسيونى:
وصلنى أن المظلوم هو له دور كبير فى موقف الظلم لأنه اذا لم يترك حقه لما كان مظلوما.
د. يحيى:
أظن أن هذا صحيح، دون مبالغة من فضلك، فالظروف القاهرة أكبر من كل تصور
أ. هالة حمدى البسيونى:
لو أنا لعبت هذه اللعبة وخاصة اللعبة الثامنة:
أحسن لى أبقى طيبة من غير ما اعرف انى طيبة لحسن: أتغر فى نفسى وأمثل الطيبة
د. يحيى:
لقد لعبتها فعلا، فلماذا “لو”؟
ولماذا لم تحاولى بقية اللعبات التسع، نحن فى انتظارك مع لعبة الكراهية مثلا ثم إنك عدت فقلت: أنك حاولت أيضا اللعبة الثالثة، وأيضا انت لم تنسى أن تكون مسبوقة بـ”لو” ايضا هكذا:
أ. هالة حمدى البسيونى:
لو أنا لعبت هذه اللعبة الثالثة سوف يكون ردى عليها:
انا مابحبش حد يقول علىّ طيبة وهو مش عارفنى لأنه أكيد هيكون بيضحك عليا وبيستعبطنى
د. يحيى:
رأيت كيف!!؟
أ. هالة حمدى البسيونى:
توصلت من مناقشة اللعبة أنه من الممكن أن يرفض الشخص وجود صفة لديه حتى لا يتحمل مسئوليتها،
كذلك وصلنى منها أن من الممكن أن يرفض شخص أن يوصف بأنه طيب حتى لا يساء فهمه
د. يحيى:
لا تعليق
أ. منى أحمد فؤاد:
الحقيقة فعلا أن الطيبة هى مصدر القوة فى معظم الاوقات.
د. يحيى:
“مش قوى كده!”
****
العلم والعقل والتاريخ والمعرفة
د. محمد أحمد الرخاوى:
يا ايها الانسان انك كادح الي ربك كدحا فملاقيه
المعرفة هي فتح كل الآفاق لملاقاة الله اذا صدقنا، العلم أعشي اذا انسلخ عن المعرفة الكاملة التي لا تكتمل ابدا، الانسان قد يكون اعجز المخلوقات لثقل الامانة التي حملها.
د. يحيى:
يعنى (!)
ما رأيك لو تسمع رأى رامى فى وثقانيتك يا محمد
أ. رامى عادل:
بالنسبه للوثقانيه المطلقه للسيد محمد احمد الرخاوى:
تحطمت سفينتى
ولم تعد بى طاقه للابحار مطلقا،
وها انا اعود لليابسه،
لأرتطم بصخورها بجسدى الهش،
يجرحنى،
يلتهمنى
فقد أعيانى الموج.
يهمس لى النورس بانى لن ابحر مطلقا.
فقد زاغ بصرى.
د. يحيى:
… ما رأيك يا محمد؟
هه؟
ماذا تضيف يا رامى؟!!
ماذا تقول؟
أ. رامى عادل:
…….. انا ايضا متاكد ان رئيس الجمهورية يحب الجبن بالقوطة
د. يحيى:
خلِّ بالك يا رامى، سوف أقول له، أنا فنّان
****
توضيح لازم وإجابات موجزة
أ. منى أحمد فؤاد
– متفقة جدا أن الدين هو التجسيد السلوكى للايمان
– بالنسبة للعلاقة بين الدين والبيولوجيا السؤال (5) فرأيى أن معظم الناس يرون أن الايمان هو بالروح فقط، ولذلك فأنا متفقة جدا ان الصواب الحق انما يخلط الايمان بلحمه ودمه وليس روحه فقط
د. يحيى:
شكرا
أ. عماد فتحى المغربى
عندى تساؤلات: كيف أفرق بين أن الالتزام بالسلوك والعبادات هو طريق إلى ملء الوعى بالإيمان، شريطة آلا يكون اغترابياً أو تسطيحاً شكلياً يبعدنا عن جوهر الدين والإيمان؟
د. يحيى:
سؤال شديد الأهمية، ليس له عندى – طبعا – جواب محدد، الذى أرجحه هو أن العبادات هى لغة الجسد إذ يضبط ايقاعه مع بعض لغة الكون بانتظام والتزام، أما أنها سُنَّتْ لذلك، فهذا ليس من شأنى، ولا يهمنى أن أجيب عليه،
الذى أعرفه هو أنها إذا تخلصتْ من الوصاية المفسِّرة، وانتظمت مع الايقاع الحيوى، فإنها تقوم بدور غامض فى ضبط الإيقاع الحيوى، الذى هو طريقنا إليه،
لكن هذا يتم بعيدا عن قهر التفسير وسوء التأويل، كما أنه يتم فى الديانات المختلفة يإيقاع مختلف، وأيضا هو قد يتم بوسائل أخرى فى ثقافات أخرى ليست بالضرورة دينية
أنا أتصور أن الاغتراب يأتى حين يعيّن بعضهم أنفسهم أوصياء على كل ذلك فى إطار فهمهم وألفاظهم
لكننى أذكّرك فى النهاية إنه ليست عندى إجابة.
أ. عماد فتحى المغربى
أرى حالياً أنه ليس فى بعض الأحيان بل كثير جداً يوجد من يتقمص من الناس – بما فى ذلك الشباب- السلطة الدينية حتى تصبح قهراً من داخلهم يحرمهم من معايشة خبرة الأيمان إلا بالمقاييس التى توضع لهم.
هذا ما أشعر معه بصعوبة شديدة فى التواصل معهم، والإحساس الشديد بالاغتراب بينهم، مما يجعلنى أشعر أيضاً بأنى غريب عنهم فى بعض الأحيان. وربنا يستر.
د. يحيى:
صحيح ربنا يستر
أ. إسراء فاروق غالى
ما هى حقيقة وظيفة الدين وما هى حقيقة عطاء الإيمان؟ وما هى أساسيات مفهوم الدين والإيمان من وجهة نظرك بغض النظر عن المرحلة العمرية المقدم لها؟
د. يحيى:
ياذى الصعوبة، ومع ذلك فإليك اجتهادى: الدين طريقٌ إلى الايمان، والايمان هو من أهم تجليات الفطرة السليمة فى الوعى البشرى متجها إلى الوعى الكونى، سعيا إلى وجه الله فى كدح مفتوح النهاية
والله أعلم.
د. محمد الشاذلى
إن العبء الذى أحس به الآن وأنا أتحدث عن الدين (أو أى منظومة قيمة أخرى) ومحاولة أن أرى غير ما اعتدت رؤيته، فأهز كل قناعاتى السالفة… هذا العبء أظنه أحياناً أكبر بكثير من أى خسارة قد تلحقنى لو استمريت على ما أنا عليه مهما كان يحمل من جمود وتراجع وموت.
المحاولة المستمرة لدفع التفكير كى “ينمو” و”يتغير” “ويتطور” – كما أدعى أحياناً – ربما يكون أكثر من طاقة احتمالى..،
أفضل الاحتفاظ بجزء من قناعاتى الخاطئه بدلاً من أن أقضى بقيه حياتى مهتزاً.. قابلاً للتساؤل والتراجع.
د. يحيى:
لا أحد يطلب منك أن تهتز، أو يريدك أن تهتز،
إياك إياك،
لكن الله سبحانه سوف يحاسبنا على مبادرتنا إلى الكدح الذى تسميه أنت هنا “عبئا” (هذه ترجمتى وهى ليست ملزمة لك) ، كما سوف يحاسبنا على الاستسهال الذى تسميه أنت قناعة
هو “يعلم السر وأخفى”،
إياك أن تتعجل، أو تفرض على نفسك مرحلة غير التى أنت فيها،
لكن لا تتوقف يا محمد، اياك أيضا!
أ. منى أحمد فؤاد
متفقة أن الانسان طبيعة تلقائية بقد ما هو قرار ومسؤلية.
د. يحيى:
أوجزتِ فأحسنتِ يا منى.
أ. محمود محمد سعد
هناك علاقة وثيقة بل ومتلاحمه بين الدين والبيولوجيا وكل منهما يثرى الاخر، وبصراحة أنا لم أجد أن الدين مستقل عن اى موضوع “أو أى ظاهرة حولنا نراها أو لا نراها”، بصورة أو بأخرى.
د. يحيى:
أظن أنك تتكلم عن الايمان وليس عن الدين المنفصل عن أصله، ثم إن علينا أيضا وابتداء أن نحدد تعريف ما تعنى بـ “البيولوجيا” حتى لا نجد أنفسنا داخل معادلات الكيمياء والتشريح وخلايا الهستولوجيا،
البيولوجيا التى أعنيها عادة هى الحياة ذاتها لحما ودما وحركة ونموا وتناغما وكل شىء، Bio وحين تكون الحياة “علما” logy فهى تبدأ قبل الدنا DNA ولا تتوقف أبدا. وهى مستمرة إلى ما لا نعرف.
ولنا عودة.
أ. محمد إسماعيل
هل يسبق الإيمان الدين أم يسبق الدين الإيمان؟
د. يحيى:
لا أعرف،
لكن بما أن رؤيتى تقول إن الإيمان هو موجود مع نبض الخلية الحية، بل قبل تكوين الخلية الحية، موجود فى “الدنا” DNA ، فإننى أتصور أنه حين يتجلى هذا النبض فى سلوك ونظام وعلاقات أنزلها الله على بعض عباده عليهم السلام ليعلّموا بقية الناس كيف يحافظون على هذا النبض فى الاتجاه الصحيح يصبح “ديناً” له كتاب وسلوك،
ثم يتواصل هذا الدين إذا أتيحت له الظروف المناسبة فى الاتجاه الصحيح ليكون وسيلة إلى الإيمان، لكن – للأسف – سرعان ما تدخل التشويهات والتوصيات، ويستلمه المفسرون المحتكرون، فنبتعد عن أصله، ولا يطلب سبيل وصله إلاّ من أتى الحق بقلبٍ سليم.
أ. محمد إسماعيل
ما معنى الروحانية؟
د. يحيى:
ألم تلاحظ يا محمد أننى أتجنب استعمال كلمة الروح أصلا؟ ألم يرحمنا ربنا من ذلك حين قال تعالى: “قل الروح من أمر ربى”
د. مروان الجندى
هل عزوف الشباب عن الدين أو الناس عموما له علاقة بما يمكن ان يسمى غزوا فكرياً من الغرب على العالم العربى فى محاولة منهم لإعلان أن الدين هو سلطة قاهرة لما حدث فى أوروبا فى العصور الوسطى من سلطة الكنسية على الحكم؟
د. يحيى:
لا أظن،
السلطة الدينية عندنا الآن هى السبب، مثلما كانت عندهم تقريبا، وهى فى رأيى المسئولة عن ما آل حالنا إليه، ربما مسئوليتها عن إبعادنا عن الدين الحقيقى – مع أنها سلطة صناعة محلية جدا – هى أكبر من مسئولية السلطة الخارجية الناكرة للدين هناك.
شبابنا يبتعد عن الدين إما بتركهْ، وإما باتباع شىءٍ أشبه بالدين، بعد أن يفرغوه من نبضه، فلا كدح ولا سعى ولا وعى ولا حب ولا إيمان.
د. عمرو دنيا
وصلتنى معانى كثيرة للدين وكلها مفيدة وأرى نفسى الآن أتقبل وبسهولة فكرة “ربنا بتاعى”، أنا أعتقد أن لفظ الجلالة حينما طرحتَهُ فى العلاج الجمعى ولم يوصّل ما كنتَ تقصد كان لهذا السبب: أن لكل فرد منا فكرة عن مضمون هذا اللفظ، فكيف نحرم الآخر الحق فى أن يكون له “الله بتاعه”، وما يريحنى ويحل الأزمة هى أن الله الواحد هو مليارات فى قلوب مليارات من البشر
وكذلك الدين بمعنى ما
إن سماحى وقبولى لربنا بتاع غيرى “وهو غير ربنا بتاعى” بيحل إشكالية كبيرة، والباقى عند ربنا، أو والباقى على الله.
د. يحيى:
إعمل معروفا يا عمرو، واحدة واحدة.
اسمح لى أعيد صياغة ما وصلنى من رؤيتك الصادقة هذه هكذا:
قد يصح هذا الكلام بالنسبة لتنوع استقبالنا للألفاظ، أعنى لفظّىْ “ربنا بتاعى” هو طريقى إلى ربنا، فيصبح ما تقول من اختلافات فردية إلى هذه الدرجة، هى نقط البداية من كل واحد منا على حدة، انطلاقا إليه تعالى فى توجّه ضام،
أما الحق/الحقيقة التى تتوجه إليها كل هذه البدايات الخاصة، فهى حقيقة واقعة، وليست لفظا مجردا، هى حقيقة ماثلة لا تحتاج أن نحبسها فى لفظ إلا اضطرارا، ونحن نتوجه إليها بفطرتنا، كل من موقعه، لكننا لا نصل إليها أبدا خلال أعمارنا المحدودة، لكنها واحدة فى نهاية النهاية إذا تصورنا امتداد خطوط كل آلات العزف البشرية (بل والكونية) إلى توجهها الضام،
لكن هذا يقع بعد أفق الوعى الظاهر
ومن ثّمَّ الإيمان بالغيب.
د. عمرو دنيا
أعتقد أن الحديث عن الدين وعن الله من المنظور الذى تم طرحه هو من أصعب المواضيع التى يتم طرحها، لكنه مفيد للغاية وإن كنت أؤيدك فى تخوفك فى البداية من الفكرة المسبقة عن اللفظ وما يعنيه مما قد يعيق الرسالة التى تهدف إلى توصيلها ولكن لا مناص، لابد من المواصلة بالرغم من شده الصعوبة واحتماليه الرفض، بل وما هو اكثر من ذلك “الدنيا عندنا هنا فى مجتمعنا.. كله إلا الدين..!! أى دين؟ والله ما أنا عارف، وربنا يعديها على خير”.
د. يحيى:
آمين، يارب العالمين
****
أ. إسلام إبو بكر (اقتراح):
اعلم تماما مدى تخصص الموقع فى الطب النفسى ولكن نحن نتطلع لفكرك فى ما يجرى ولهذا اقترح ان تزيد مقاله اسبوعيه فى اى يوم تحدده تكتب لنا رأيك فى الأحداث على الساحه فأظن ان مرتادى الموقع سيحبون هذا جدا وسوف يكون مادة نقاشية مثيرة ومهمة جدا بمعنى ان تخصص يوما يكون منبر لنقاش شئ تقترحه
د. يحيى:
شكراً يا إسلام، لكننى أرى أن تعتعة يوم السبت وهى التى تظهر لاحقا يوم الأربعاء فى الدستور، تكفى فى المرحلة الحالية، أما النقاش فى أى شئ جارٍ فهو مفتوح فى بريد يوم الجمعة، ربما نرى أن نفتح الباب لأسئلة مباشرة ، أو آراء حرة قصيرة، حتى لو لم تكن متعلقة بنشرة بذاتها،
ما رأى بقية الأصدقاء؟
****
عودة إلى رامى
أ. رامى عادل) فقه الحب/صلاة)
من وحى غرفتك وغمامه،
تجلى صبحك وعلى وجهى اشرقت ابتسامتك،
فؤادى يرفرف بجوارك،
واجنحتك تحجبنى.
د. يحيى:
هكذا يا عم رامى صدق ظنى، أنت تلعب فى الموقع براحتك، ألا يكفيك ما جرجرتنا إليه من نشر “دمعتان”؟
أنت تتجول بين أشعارى غير المنشورة بالذات، وأنا ضعيف أمام شطحاتك، ثم هاأنت تعود فتعرض تداعياتك الآن على قصيدتين لم تنشرا هنا بعد، أتذكر أن قصيدة فقه الحب، نشرت كلها فى نصف الدنيا يوما ما، لكننى لا أذكر متى، وقد أعيد نشرها فى هذه اليومية إكراما لخاطرك، أما قصيدة “صلاة”، فهى أكثر إيجازاًَ وتحديا،
ولست متأكدا إن كانت تصلح للنشر هنا أم لا،
دعنا ننتظر.
****
أ. رامى عادل) النورس العجوز)
لم يعد التحليق مفيدا،
العلو الشاهق يحبسنى،
ضلالاتى تشلنى،
والله يسكن الم ضلوعى،…..
د. يحيى:
قف بالله وانتظر نشر القصيدة يوم الأثنين القادم،
ثم ننشر باقى تداعياتك
****
أ. رامى عادل (لحظة صمت)
اجابت، تمكنت،
امعنت فى النظر،
صورة اللقاء الخاطف فى جوف الظلام،
فتحت عيناها لكى ترى. ما صار بى.
د. يحيى:
قديمة، أقصد النشرة وليس كلامك،
آسف لعلك تقصد “المقامة” التى لم تنشر،
حسبت لأول وهلة أنك تعنى قصة “صمت” التى نشرت هنا!
الله يسامحك “لخبطتنى”!
وإلى اللقاء