نشرة “الإنسان والتطور”
23-8-2010
السنة الثالثة
العدد: 1088
يوم إبداعى الشخصى:
حكمة المجانين: تحديث 2010
19 – عن الجنون (1 من 3)
(717)
ان من يدعى الجنون أشرف وأقل خطرا ممن يدعى العقل .
(718)
الناس تخاف من المجنون وتكرهه لأنه يحرك فى نفوسهم مالم يستطيعوا إعلانه وتحمل مسئوليته، هذا الذى هو لا غنى عنه -على شرط أن يكون مرحلة- إذا كان للتكامل أن يضطرد.
(719)
أحيانا يكون الجنون .. فرصة لإعادة بداية على طريق أفضل، لكنه كثيراً ما يكون تبريرا لموت أخبث .
(720)
ربما يُحجز المريض أحيانا بعيدا عن المجتمع، لحمايته من خطر المجتمع، لا لحماية المجتمع من خطره .
(721)
يقال إن الجنون “قرار واختيار”، ولكن هذا القرار لا يعلن ويتأكد إلا بعد حدوث الشرخ الذى يعلن ويكشف الاختيارات الداخلية التى بدأت فى توقيت سابق.
(722)
إذا أحببت المجنون فاسأله – دون اتهام – عن سبب اختياره الجنون ..، فإذا كنت صادقا فسيجيبك ويعلمك جانبا آخر من أحوال الدنيا ونفسه ونفسك، على شرط ألا تستسلم لوجهة نظره، ولا ترفضها، لعلكما تفعلان شيئا معا لكما، إذا لم تنزعج وتتراجع، أو ينسحب هو رغما عنك.
(723)
الفرد العادى يرفض فكرة أن الجنون “اختيار” ليظل يحتفظ لنفسه – دون لوم- بهذا المهرب، فقد يختاره سرًّا دون مسئولية ظاهرة.
(724)
لا تحترم الجنون إلا فى بدايته .. على فرض أنها محاولة تكامل…، أما إذا تمادى صاحبها فى الهبوط …، بعد أن يتضح له البديل .. ويصدقُ الرفيق ..، فليدفع ثمن إصراره، وما أفدحه ثمنا.
(725)
إذا كان القهر الذى ألجأ المجنون إلى جنونه قاسيا تماما، فليكن الجنون إجازة محسوبة، ثم ليتحمل صاحبنا مسئوليته كاملة – معنا- حتى لا يتمادى! ولكن حذار أن نرفضه من البداية لمجرد اختلافه عنا، أو أن نلفظه أصلا خوفا منه داخلنا .
(726)
ما دام الجنون اختيارا (ولو بعد حدوثه)، فالرجوع عنه اختيار كذلك،
لابد من توفير فرصة إنسانية وكيميائية أفضل للمجنون .. حتى يطمئن وهو عائد.