نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 12-11-2013
السنة السابعة
العدد: 2265
الثلاثاء الحرّ:
الاستفتاء على الدستور مادة! مادة!! (1)
قالت الأخت لأخيها: هل نحن نضحك على أنفسنا أم نضحك على الناس؟
قال أخوها: بل هم يضحكون علينا جميعا.
قالت: من هم؟
قال: الجميع.
قالت: اعمل معروفاً، أنا أتكلم جِدًّا
قال: عن ماذا تتكلمين؟
قالت: عن الدستور ولجنة الدستور، ودستور اللجنة، وكل هذا الكلام.
قال: إعملى أنت معروفا، هؤلاء ناس أفاضل وعلماء متخصصون لحقوا بنا فى آخر لحظة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
قالت: أنا لا أقول أنهم غير ذلك، ولا أشك فى جديتهم وكفاءتهم، ولكننى أتكلم عن نفسى، وحيرتى شخصيا
قال: مالها نفسك؟ وفيم تحتارين؟
قالت: أنا فرحت بالاستفتاء السابق وأدليت بصوتى وأذكر أننى أقنعت نفسى أنها “صفقة بالجملة” وأنه ليس بإمكانى، وربما ليس من حقى، أن أنتقى منها ما أوافق عليه، وما لا أوافق عليه
قال: الله ينور، إذن ماذا؟
قالت: رحت اتأمل ما فعلت فاكتشفت أن مادة واحدة لا أوافق عليها لابد أن تلزمنى أن أعلّم على خانة “غير موافق” حتى لو كنت موافقه على كل المواد الأخرى، ومع ذلك ذهبت ووافقت.
قال: ما هو كلنا فعلنا ذلك
قالت: لكننى أفقت الآن وأنا أتابع لجان الدستور الجديدة الواحدة تلو الأخرى، ماذا أفعل اليوم مثلا إذا كنت موافقة على المادة الثانية (بالعافية) وغير موافقة على المادة 219، هل توجد طريقة تسمح لى، ولغيرى بانتقاء ما أوافق عليه وما لا أوافق عليه؟ أعنى طريقه لجعل الموافقه على كل مادة على حده مثلا
قال: كيف
قالت: مثلا
مادة (1): كيت كذا كذا كيت. (موافق)، (غير موافق)
مادة (12): كذا كذا كيت كيت. (موافق)، (غير موافق)
مادة (201): كيت كذا كذا كذا. (موافق)، (غير موافق)
فأضع علامة على موافق أو غير موافق براحتى واحدة واحدة.
قال: نعم؟!! نعم؟!! هل جننت؟ وكم سوف نحتاج من الوقت لتنتهى هذه المهمة.
قالت: اسبوع أو اسبوعين، هل هذا خسارة فى مصر
قال: اسبوعين ماذا؟ قولى سنة
قالت: سنة سنتين، ما هو نحن أضعنا ثلاث سنوات بالصلاة على النبى
قال: والله العظيم انت جرى لعقلك شئ، أراهن أن ولا واحد من الكذا وخمسين مليونا ممن لهم حق التصويت قد قرأ كل المواد قبل الموافقة أو الرفض،
قالت: أنا مالى، ربنا سوف يحاسبنى شخصيا على ما أوافق عليه وما لا أوافق عليه؟
قال: إذن : الحل ألا تذهبى من أصله
قالت: ربنا سوف يحاسبنى على عدم ذهابى، هذا كتم للشهادة
قال: انت تقرعيننى كأننى واضع هذا النظام، أنا مالى.
قالت: ربنا سوف يحاسبك أيضا على حكايه “أنا مالى” هذه
قال: يحاسبنى ياستى! انت مالك، ربنا أرحم منك ومن كل هؤلاء
قالت: أنا عارفه، لكننى أعمل ما علىّ أولا، إنها أمانة
قال: هل عندكِ حل آخر غير هذا الخبل، قال مادة مادة قال!!؟
قالت: خطر لى حل أكثر جنونا وهو أن نقسم مواد الدستور شرائح متصاعدة، ولا يؤخذ رأى فى الشريحة الأعلى إلا ممن أجتاز بنجاح الشريحة الأولى.
قال: والله ما أنا فاهم حاجة مما تقولين.
قالت: ولا أنا.
[1] – تم نشر هذا المقال فى موقع “اليوم السابع” بتاريخ 20-9-2013