الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تعتعة الوفد حقوق الإنسان الحقيقية: أغنية للأطفال، وشرح للكبار

تعتعة الوفد حقوق الإنسان الحقيقية: أغنية للأطفال، وشرح للكبار

نشرة “الإنسان والتطور”

14-3-2010

السنة الثالثة

العدد: 926

 

  تعتعة الوفد

حقوق الإنسان الحقيقية: أغنية للأطفال، وشرح للكبار

أنا لا أثق فى هذه الاحتفالية على الورق، المسماة بحقوق الإنسان، كما لا أثق فى الديمقراطية المستوردة، المسَخَّرة لخدمة القوى المالية الحاكمة عبر العالم، وليس عندى بديل لا لهذه ولا لتلك، لذلك فأنا مع حقوق الإنسان الملتبسة هذه  ومع الديمقراطية المزيفة تلك، حتى يبدع الإنسان ما هو أحسن منهما حتى لا ينقض علينا الحكم الشمولى، والظلم الشمولى والعياذ بالله، أنا واثق بقدرة الإنسان المعاصر على إبداع ما هو أحسن من هذا وذاك، ثقتى بالتكنولوجيا الأحدث فالأحدثق، وبالجيل القادم الأذكى والأقدر، بلا حدود، وبالتالى أتوقع أن يبدع لنا  أصنافا معدلة أو جديدة تحل محل كل هذا العبث الاضطرارى.

حقوق الإنسان الحقيقية تبدأ منذ الولادة، مجرد أن نولد بشرا، خلقة ربنا، بعد هذه الرحلة الطويلة الرائعة من التطور، يصبح لكل طفل منا الحق أن يكون “كما خلقه الله”،  هناك حقوق كثيرة غير مألوف الحديث عنها، أشرت إليها فى كتابات سابقة تعجب معظم القراء منها، ورفضها الأوصياء والسلطويون، والمغرضون. قلت –مثلا- فى الأهرام منذ ثمان سنوات (26/8/2002) ما نصه: “…إن حقوق البشر الطبيعية أوسع وأعمق وأخطر من كل ما كتب فى المواثيق:…مثل “الحق فى الحلم”، وحق “الدعاء” (فالإستجابة)، و”حق الإبداع” (لكل الناس دون استثناء)، و”حق الإيمان” (الذى يحرم منه الكثيرون، ليس فقط بالأيديولوجيات المحلدة، ولكن بسوء تفسير بعض الأيان)، و”حق الشك”، و”حق اللعب”،و”حق الضعف” و”وحق الجنون” الإيجابى (كخطوة مسئولة فى عملية إعادة التشكيل)..إلخ” وحين تساءل كثيرون من الكبار عن ما أعنى وجدت أننى بحاجة إلى أن أكتب كتابا بأكمله، وشككت فى أن الكبار سوف يفهمون مهما شرحت، فعدلت. 

ثم أتيحت لى فرصة بفضل إبن لى، مسيحى جميل، هو الدكتور أوسم وصفى، أن أكتب مقدمة لكتابه “القلب الواعى” وهو كتاب إرشادى للأطفال، فكتبت المقدمة فى شكل أراجيز تصلح أن يغنيها الأطفال دون شرح، ومن بينها تعريف ببعض هذه الحقوق التى منحنا الله إيانا، وحرمنا الظالمون، والكذابون، والسلطات القاهرة منها، وبالتالى أنكرناها نحن على أنفسنا، وحين رجعت إليها اليوم وجدت أملى فى الأطفال أكثر بكثير من وصاية وفذلكة الكبار، حيث أننى تصورت وأنا أكتب تلك الأراجيز  أن كل ما على الطفل هو أن يغنى هذه الأغنية وهو يتمايل دون أن يفهمها، وكنت –وما زلت- على يقين بأنها سوف تصل إليه دون حاجة إلى تقعر الكبار وفذلكتهم.

هذا،  وقد قمت وأنا أكتب هذا المقال بتحديث يسير جدا للأغنية.

وإليكم المتن أولا، أملا أن تقرأه – عزيزى القارئ – حالة كونك طفلا، ثم نرى:

ملحوظة: قمت بترقيم الفقرات حتى أعود لشرح بعضها للكبار، ربما فى مقالات لاحقة إن شئتم!!):

(1)

حقى انا بحق وحقيق:

إنى خلقة ربنا

يبقى مش حقى أفرط فى اللى خلانى: “أنــا”

بس ده مش حقى وحدى

ما هو عندك زى عندى

(2)

حق كل الناس يا ناس

هوّه حقى

إنْ ظلمتكْ أبقى انا ظالم لنفسى

هكذا نبهنى حسِّى

يعنى عقلى التانى لاَخـْضـَـرْ

مش بعقلى الكمبيوتر: يجمع اكتر،

واللى يغلب: يبقى أشطر

واللى جاله الكومى هوّا اللى يبصّر

(3)

آنا حقى، وانت برضه مثلى خالص

إنى اكون وياكْ وفاهمْ “إنت مينْ”

وانت برضه تكون شايفنى وانت باصصْ

فى حقيقتى مالشمال وٍمْنِ اليمين

(4)

حقى إنى أعيش كما شاء ربنا

يعنى اعيش ضعفى معانا كلنا

ألتقينى بقيت “قوى” بيكم: “أنــــا”

ناخده غصبن عنّهمْ،

 مش حانشحت حقنا

أى ظالم مش حايستجرى يقرّب مننا

طول ما إحنا مصحصين  مع بعضنا

 (5)

آنا حقى أكون يا خويا محترمْ

مش بإنى أبقى مشدودْ واترسِمْ

أو بإنى أبقى ذوق قوى وابتسِمْ

لأ بإنى أقدر اتشعطر، وأرجع أنسجمْ

يعنى اسيب نفسى، ولكن، أرجع أتْلـَمْلـِمْ، والـِمّ

قصدى: نطّّ، وفطّ، ومحاوله، وْغلط، فرْح، وألـمْ

طالما ربى خلقنى بكل ده:  يا دى الكرمْ !!!

ربنا أكرمنى إنساناً، و”علّم بالقلم”

يبقى أنا فى كل أحوالى دهه: برضه لسه محترم!!

 (6)

حقى كل ما اخلـّـص انى أبتدى

حقى إنى لمّا أغلط: أهتدى

 (7)

آنا حقى آخد الفرصة واعبّـرْ

آنا حقى أعيد نظر وارجع أفكرْ

(8)

فهمى “أسباب ما حصل”، يمكن يفيد

بس يفضل حقى: أبدأ من جديد

 (9)

حقى إنى أكون بنى آدم، وبسْ

حقى إنى زى ما بافكّـر: أحسّ

 (10)

حقى إن يكون صحيح أنا ليّا حق

مش هبة من حد، أو حتة ورقِ

شرح على المتن (للكبار فقط)

اعتدنا أن يكون تعبير “للكبار فقط” هو ما يوضع على الأفلام عادة، حين نقرر أن بهذا الفيلم أو ذاك ما هو أكبر من فهم الأطفال، أو ما لا يجوز التصريح به للأطفال حرصا على براءتهم، وحسن أدبهم، وكلام من هذا، لن أناقش هذه القضية الآن، ما علينا، أنا أعنى هنا “للكبار فقط”، لأن الصغار لا يحتاجون إلى شرح أصلا، كنت أقصد وأنا أكتب هذه الأراجيز أن يغنيها الأطفال وهم يتمايلون دون شرح، وأنا على ثقة كبيرة أن ما أردته منها سوف يصل أغلبه إلى أغلبهم، أما الكبار فخذ عندك: ” يعنى ماذا؟ ماذا تقصد؟ لماذا؟ ” وهات يا قص لكلمات، أو فقرات،  بعيدا عن سياقها.  الطفل يستعمل عقله الأخضر كما جاء فى المتن، يستعمل حقه فى الخطأ، وفى الضعف، يستبعد عقله الكمبيوترى، وعقل الولد يقش، والكومى يقش ويبصر بأى ورقة، الكبير يستعبط ويسأل: تقصد إيه بالولد يقش، والكومى يبصر؟، مع أنه لو أمعن النظر فى بعض ما يجرى فى الحزب الوطنى، مثلا، لوجد أن كوتشينة الحاكم فيها مئات من “السبعة الكومى”، وآلاف من الأولاد القشاشة،….إلخ

كنت أنوى أن أشرح هذا المتن ببعض ما تيسر عن ما أعنيه بـ”الفطرة”، و”خلقة ربنا”، وأن حقوق الإنسان لا يتمتع بها حقيقة وفعلا إلا من يعرف معنى العدل، وأنها لا تحق لأى منا  إلا إذا كانت هى هى واجبات منه إلى غيره، وكيف أن المطففين الجدد إذا اكتالوا على الناس يستوفون حقوقهم “تالت ومتلت”، وإذا كالو الناس يقسطون “مية فى المية”، “ألا يظن أولئئك أنهم مبعوثون؟

لا أظن أن هذا فى حسابهم أصلا، أنهم مبعوثون، ولا حتى أنهم موجودون “بشرا”!!

وإلى شرح لهذا المتن إن شئتم فى مقالات لاحقة، قد يتضح ما أريد للكبار،

 أما الأطفال فممنوع على الكبار أن يحاولوا إفهامهم،

 ولا مؤاخذة.

 

  المقالة التالية المقالة السابقة  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *