نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 8-6-2013
السنة السادسة
العدد: 2108
حوار مع مولانا النفّرى (31)
جدل العلم والجهل
وقال لمولانا النفرى من موقف “المحضر والحرف”
وقال لى:
إِنْ صَدَّكَ عن العِلْمِ فإِنَّما يصُدُّك عنه ليَصُدَّكَ عَن الجَهْلِ
فقلت لمولانا:
إذن فأنت يا مولانا تدعونا بصريح العبارة من خلال ما يقوله لك، إلى العلم وليست رسالتك كما تبدو للمتسرعين المستسهلين صدًّا عنه، العلم الذى هو الطريق إلى الجهل الذى هو الطريق إلى علمٍ فجهلٍ فعلمٍ فجهلٍ فجهلٍ فجهلٍ فعلمٍ فجهلٍ إلى وجه الحق، لم يعرفوا أصلا يا مولانا الجدل بين العلم والجهل، قلبوا العلم إلى أيديولوجيا فسكنت المعلومات داخل أصنام السلطة، وتنكروا للجهل لأنهم تنازلوا عن بصيرة القلوب لحساب سطوع الحرف الزائف، يكاد الحرف يخطف أبصارهم، صم بكم عمى فهم لا يرجعون، فانقلب الجهل الغيب العظيم بين أيديهم إلى عدم أو خرافة.
لو كانت ألفاظ مثل “الاغتراب” و”الأيديولوجيا” قد ظهرت فى أيامك يا مولانا فربما استعملتها فأدركنا أكثر ما تنقله إلينا مما قاله لك تنبهنا إلى مظان الانحراف،
حين انقلب الدين – بل الإيمان- إلى أيديولوجيا، أبلغتنا بكل شجاعة أنه:
“من أسلم فقد ألحد”
(من موقف بين يديه)
وها أنت الآن فى موقف “لا تفارق اسمى” تبلغنا ما يؤكد ذلك مما قاله لك:
“أحبابى: الذين لا رأى لهم”
فأقرأ التحذير لمن يظل يحرص من الناس أن يكون من أحبابك، ألا يفرحوا بأية أيديولوجيا وخاصة لو تخفت وراء اسم علم حديث رشيق، أو خلف جدران دين مؤسسى رسمى، يتصورون يا مولانا أن المنظومات المرصوصة تحمينا من نور الجهل على ناحية، وأيضا يتصورون أنها تحميهم من حركية العلم (باب الجهل العظيم) من ناحية أخرى،
الذين لا رأى لهم يا مولانا هم الذين يحسنون الوقفة التى تفرز الرأى القابل للحركة والمراجعة فالحركية،
فهو ليس رأيهم بقدر ما هو دورهم،
أما إذا أصبحت أنا هو هو رأيى فأين أنا،
وكيف أطمع أن أكون من أحبابه وقد ألغيت حركتى ونفسى لحساب رأيى؟!!
الحمد لله.