نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 23-7-2013
السنة السادسة
العدد: 2153
الثلاثاء الحرّ:
رمضان كريم
كان ذلك سنة 1981 ( 1402 هـ) الشهر الوحيد الذى قضيته فى السعودية، كان إسهاما فى برنامج الهيئة الصحية العالمية لتدريب أطباء مستشفى شهار بالطائف، وجاء رمضان وأنا هناك، وكنت أنزل كل خميس أعتمر، وكلما فعلت هاج بى الشعر أثناء عودتى، وقد نشرت قصيدتين من قبل بعنوان: “الدورات السبع”، “أنهار المسعى السبعة بين الصفا والمروة” ديوان البيت الزجاجى والثعبان.
أما هذه القصيدة فقد ترددت فى نشرها لقسوتها حين تقمصت الكعبة الشريفة وهى تعاتب أغلب الطائفين بها أنهم رضوا أن يُغَيَّبوا عن اسلامهم وربهم وأنفسهم.
لكن يبدو أنه قد آن الآوان، مع تقدم العمر، فأقدمت على نشرها
فعذرا
للكعبة
ولرمضان
واستغفر الله العظيم.
الناس والحجارة
-1-
من خلف أستارِ الحجابِ الأسْـودِ،
أحجارهـُا دمعتْ دماً،
يا غائـَبا لم يَـعُـدِِ،
يا مولداًً لم يولَـدِِِِ،
.. ودوائر الصمت المفرّغِ تـُفـْرزُ الندمْ
-2-
يا مَـنْْ تدلّى من مشانق سترتى،
حَـجَـرى تندّى خجلا،
من فرطِ صَـفْـع ََالقبلِ.
-3-
تتحرك الشفاهُُ فى تثابرٍ معادْ،
تتمايَـلُ الأجسادْ، تـَنْـتـِشـِى، فـَتـَرْتـَخـِى العقولْْ:
يا ربّنا، يا ربّنا :
أَدِمْ عَـلْـيناَ نْـعَـمـَة العمى
. . .
حرموكَ من شَـرَفِ الألم،
فارجع رعاكَ الله نـُـم .
والله يـَغْـفـِرُ للـجَـمـيِعْ.
-4-
الذاهبون، العائدون، التائهون، النائحون،
لا ينقـُص الحفلُ البهيجُ سِـوَى الدفوفِ الصُّـمَّّ والوعـْى المـلوّثِ بالـَّرضَـا.
الذاهلون الخائفون:
من بعضهمْ
من قربهمْ،
من بـــعدهمْ،
ياربّ ضلوا الدَّربَ دَارُوا حَـولـَهـمْ، بمحلّـهمْ.
-5-
لّما تسابقت السباعْْ
خاف الجياع، ْجوعاً أمرّ
-6-
جرعوا الكئوس المترعةْ،
بالخدر يلتهم الرؤى.
رمل الفلاة أحنُ من لمس المُـغيَـّـّب بالذهول وِبالَجشعْ.
وكثافة الصَّـخْـر الأصمّ أرقُ من رطانة البَكَمْ
-7-
دارت تئنُّ، تبعثرُوا،
فتداخـَلَـت أشباحُـهم،
فى ظلَّ فجرٍ كاذبٍ،
بـَـعْـدَ الأفُـقْ.
الطائف 15/9/1981