“نشرة” الإنسان والتطور
11-12-2009
السنة الثالثة
العدد: 833
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
بريد اليوم به طال منى، حلَّ ضيوف كرام، لم أحاول أن أختصر المداخلات،
وهو يشمل ملحقا خاصا من الصديق د. وليد طلعت (مقطع من “هواء يعبر الطريق”)
كما يشتمل على مقال – استعرناه من الدستور – للصديقة أ.د. مها وصفى، بعنوان: (أبدع مخلوقات الله)، مع التعقيب عليه
يبدو أن بريد الجمعة يتشكل ليصبح مجلة “الإنسان والتطور القديمة”
ياليت!!
الحمد لله.
ملحوظة: البريد الذى جاءنا مشاركة فى الألعاب العشرة فى موضوع “فرض الحب” تعقيبا على كتاب السيكوباثولوجى أجلناه ليصدر جميعا معا الأسبوع القادم فى نشرتى الأربعاء والخميس، بما فى ذلك مداخلة د.أشرف بالانجليزية من كندا.
*****
يوم إبداعى الشخصى: حكمة المجانين: تحديث 2009
عن الحرية.. (5 من 10)
أ. أنس زاهد
المقتطف: “إذا أعلنت اختيارك فلا تهرب من المجال الذى يمكن أن يرجّحه، أو يفضحه”.
ماذا تقصد بالضبط..؟ هل تقصد إعلان الاختيار أم التوصل إليه؟
د. يحيى
أقصد التوصل إليه
أ. أنس زاهد
ثم ألا يمكن أن نتوصل إلى خيار غير معلن؟
د. يحيى
ممكن جدا
أ. أنس زاهد
المقتطف: “إذا اختار الإنسان قدره الجديد، وتنازل عن ذاته ليشارك الناس آلامهم المشتركة ويسعى معهم إلى مصيرهم الواحد … فعليه أن يتأكد أن ذلك ليس هربا من ذاته، وإنما هو تأكيد لذاته: منه إليهم وبالعكس” .
هل من الضرورى أن يتنازل الإنسان عن ذاته ليشارك الآخرين آلامهم ..؟
د. يحيى
لا طبعا، بل إن هذا التخلى يقلبها تضحية خائبة
أ. أنس زاهد
نعم أنت تقول أن ذلك ليس هربا من الذات .. لكن ألا تعتقد أن استبدال مفردة أنانيته أو أناه بمفردة ذاته فى الجملة الأولى، هو الأصوب؟
د. يحيى
ربما
أ. أنس زاهد
المتقطف: “إذا نجحت أن ترشو الآخرين بدغدغة حرية الضياع، فبماذا سترشو نفسك وأنت عاجز عن الشعور بحريتك فى سجنك الداخلي؟“.
أوافقك بعبثية ما أسميته أنت بحرية الضياع،
لكن هل تعتقد بوجود حرية أخرى غير حرية الانفلات من أى قانون أو مفهوم أو قيمة بما فى ذلك الحرية نفسها؟
د. يحيى
أعتقد بوجود حريات كثيرة، بعضها لا يدرج تحت كلمة حرية، يمكن لك أنت بالذات الرجوع إلى مقال صعب عن الحرية والإبداع (“عن الحرية والجنون والإبداع” الفصل الثالث: من كتاب حركية الوجود وتجليات الإبداع)
أ. أنس زاهد
المتقطف: “إن حصولك على الأغلبية قد يطمئنك إلى اختيارهم لك،”
إن اختيارهم لك لا ينم عن قناعة بك ولكنهم يختارونك لأنك تبيعهم الوهم وتعدهم بإزالة العقبات من طريقهم دون أن تطلب منهم أن يشاركوك العمل.
د. يحيى
……لأن الأرجح أن إعادة التظر قد تجعلك تكتشف كذبك وكذبهم، فتفقد فرحتك باختيارهم، أعنى وهم أنهم اختاروك أنت فعلا!،
ولا مشاركة فى الأول ولا فى الآخر فى أغلب الأحيان.
أ. أنس زاهد
المقتطف: “…. على شرط ألا تعيد النظر فى تفاصيل مناوراتك“.
هذه الجملة تحتاج فى رأيى إلى مزيد من التوضيح.
د. يحيى
……. إعادة النظر ستؤكد أنه لايوجد اختيار حقيقى، بل إن الذى يحدث هو أقرب إلى ما ذكرتَ أنت من لعبة الخداع المتبادل، والرشوة الغامضة، والأمل المجهض،
فلماذا الحرج بإعادة النظر بالله عليك.
أ. أنس زاهد
المقتطف: “والعاقبة عندكم فى متاهة شلل الوعى دون الوعى بالشلل” .
صحيح .. صحيح .. صحيح .
د. يحيى
شكرا
أ. أنس زاهد
المقتطف: “من حقك أن تفكر كما تشاء، فقط لأنك مجنون تنازلتَ عن فضيلة اختبار الأفكار على أرض الواقع“
ليس المجانين وحدهم من يفعلون ذلك ولكن المؤدلجون أيضا . الشخص المؤدلج لا يسعى إلى إعادة النظر فى أفكاره إذا ما اصطدمت بالواقع ، ولكنه يحاول أن يعيد تقييم الواقع فقط لكى يلوى ذراعه عسى أن يتوافق مع أفكاره الثابتة المقدسة .
د. يحيى
أوافق، بل للمجنون فضل على المؤدلج وهو أنه يمكنه أن يرجع للواقع أحيانا بشكل أفضل.
أ. أنس زاهد
المقتطف : “إذا حرمتَ الآخرين حريتهم لأنهم أقل منك ذكاء، فحافظ على تنمية غبائهم طول الوقت بادعاء الحرية للجميع“.
نعم .. كل من يصدق أن الحرية يمكن أن تكون مكفولة للجميع هو شخص تنامى غباؤه لدرجة القمة من الغباء. الحرية خيار شاق لا يقدم عليه من رضى بالعيش دون الحياة . وما أكثر هؤلاء حين تعدهم .\
د. يحيى
نعم.
أ. أنس زاهد
المقتطف: “ربما: أنت تطالب بالحرية حتى تتمتع بشرف السبق إلى قتلها بمعرفتك “.
كل من يتمتع بشرف السبق إلى قتل الحرية بمعرفته يستطيع أن يمارس حريته بكل حرية، فى استعباد الآخرين .
د. يحيى
لكن المصيبة أن من يتمتع بشرف السبق إلى قتل الحرية يكون هو هو – عادة – من يتشدق بإحياء الحرية له وللآخرين!!.
د. محمد على
إن ما نعيشه هو سجن كبير نبحث فيه عن شئ وهمى هو ما نتكلم عنه، وهذه هى حياة نعيشها بإرادة منا أو من غيرنا، وهى مفروضة علينا شئنا أم ابينا. وفى النهاية نعيشها سجناء باحثين تائهين مغلوبين على أمرنا هائمين على وجوهنا لعلنا نجد أو نصل.
إن الشرف والتكريم للانسان هو مواصله البحث.
شكرا
د. يحيى
إن الجملة الأخيرة عن “مواصة البحث” تنفى كل ما هو قبلها، نحن تورطنا فى شرف البحث، بحمل الأمانة، فلنحملها بحقها
وهل لنا خيار – شريف – آخر.
أ. عبده السيد
الموضوع صعب وصارم، ومش عارف اكتب فيه رغم انى قرأته مرتين وفكرت شويه مش عارف اقول غير إنها صعبه وانت عندك حق، وتصورى للحرية وبعض المفاهيم مثل الحب، التضحية والعطاء الظاهر انها فضفاضه ومش واقعية.
د. يحيى
ليس تماما!
هى غير واقعية إذا تحدثنا بلغة مثالية خائبة
ولكنها هى شرف اتصافنا بأننا بشر، لو أننا مارسناها “بما هى”، لنصنع منها الممكن الذى يكسر المستحيل باضطراد.
أ. عبير رجب
المقتطف: “إذا اكتشفت أنك أعجز من حمل مسئولية الحرية، فلماذا لا تمارس نشاطك بعمق فى حدود سجنك، وقد تكتشف أنك حر رغم أنفك”.
لا أعتقد إمكانية ذلك إلا بعد تيقنى تماماً من معرفة معنى كلمة “الحرية” بداخلى، والتى غالباً ما يختلط علىّ الأمر فى تحديدها.
د. يحيى
لن تعرفى يا عبير معنى كلمة الحرية بداخلك، وأنت تجلسين أو تقرأين، أو تُنَظِّرين، الحرية لا تحتاج حتى إلى اسمها حين نمارسها بحقها مع آخرين يحاولون نفس المحاولة،
اختلاط الأمر هكذا هو جزء لا يتجزأ من روعة الممارسة.
د. أسامة عرفة
كلمتان فى الحرية:
أنا حر أن أعتقد ما أشاء شرط معرفة الحقيقة كما هى، لا ما قد أتصوره
أنا حر فى إختيار ما أضطر له
د. يحيى
لا أحد يعرف الحقيقة كما هى إلا الحق تعالى
كل ما نستطيعه هو أن نسعى لنعرف أكثر فأكثر باستمرار.
أما أن تكون حرَّا فى اختيار ما اضطررت إليه، فربما يحتاج ذلك إلى مراجعة للاجابة عن تساؤل يقول: هل انت – فعلا – اضطررت إليه؟
د. أسامة عرفة
سؤال أحاول أن أجد له إجابة :
هل سيطرة الجدل العقلى على الحدس تعطى مجالا للحرية؟ أم أن الحرية هى فى القدرة على إطلاق الجدل بين العقل و الحدس (العقل الآخر)
د. يحيى
لا أعرف شيئا اسمه الجدل العقل، ولا أجد تعريفا جامعا مانعا لما هو “حدس”، فكيف أرد عليك؟
الجدل حركة حقيقية تطورية صعبة، أوافق أن التكلم عنها، أو الكتابة فيها هما ضدها،
تحديدك للحدس بأنه “العقل الآخر” اقتراح جيد،
ولكننى أذكرك أن هناك عقول أخرى كثيرة يمكن الرجوع إلى نشرة 25-12-2007 “أنواع العقول وتعدد مستويات الوعى” أو إلى الكتاب الأصلى (تطور العقول) تأليف دانيال دينيت:
Kinds of Minds Towards Understanding of Consciousness Daniel C. Dennet 1996 .
الكتاب المترجم صادر عن “المكتبة الأكاديمية” ترجمة د. مصطفى فهمى إبراهيم، نشر بعنوان “تطور العقول!!” – القاهرة 2003)
أ. رامى عادل
المقتطف: “إذا كنت قد عجزت عن الانتحار … فلماذا لا تعيش وكأنك اخترت أن تعيش؟؟”
التعليق: يقول الناس انك لم تتراجع عن تخليقك لذاتك يا عم يحيى، ثم انك فى إحدى مناوراتك تطلب من ابنك العفو ، بعد ان قبضته بيدك السيف.
أما بعد: ربى كما خلقتنى/ طائحا بسيفى/ رغم العمى/ وظلمة قبرتضمنا/ نشق الطريق لوجود لا نتبينه/تنهار من وراء منا صروح الفرعون/ نغط فى سبات ابدى/فى خفاء/يسرى لكل منا امل.
د. يحيى
لم أجد – يا رامى – رابطا يجمع بين الفقرتين
ثم من هم الناس الذين يقولون أننى لم أتراجع عن تخليقى لذاتى؟؟ وهل بيدى أن أتراجع؟
وأخيرا: فعلا “ربى كما خلقتنى”،
أما كيف خلقنى ربى؟ فهذا هو السعى السعى، الكدح الكدح.
أ. رامى عادل
المقتطف: “… إذا عشت يقين أنك ميت ولم يبق إلا إعلان ذلك فى وقت لاحق، فأنت على أبواب حرية أعمق، ولن توجد قوة تستطيع أن تنال منك أو منها”.
التعليق: هذا ممكن بعد ان تقتلك المعرفه/ ف ترتاد عالم الموتي/ المدججين الحفاه/مصغيا الى رنين الاشباح الوطاويط فى برجك/ ولديك جيوش من عفاريت النينجا/مرتلا تعاويذ الشعوذه/ناصبا فخا للاله فى سمواته/خالقا لابليس من خالص الذهب فى مختبر الحكمه/منتظرا حربا مع اله اخر خفيا متمردا/مرسلا جواسيسك وحراسك فى احراش الليل المعتم/من فضلك فقط لا تنزعج/ومرحبابك فى حريتنا المجيدة
د. يحيى
شكرا
يكفينى ما عندى وزيادة
****
تعتعة الدستور
..كل عام ونحن، وأنتم، من جنس البشر العظيم!
د. محمد أحمد الرخاوى
هل ربنا خلقنا عشان نقتل بعضنا عشان اختلاف الاديان؟!! اكيد لا
نحن ننتمى لانفسنا بشرا سويا حيث خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف، وأن اكرمنا عند الله اتقانا
السؤال هو: ماذا عن هذا المسخ المسمى اسرائيل
هل يتوافق ان يزرع كيان سرطانى مبتور فى ارض بعد ان يباد سكانها ويقتلعوا تحت مسميات دينية
هل يعقل ان ينصُرُ هذا المسخ ما يعرف بالعالم المتقدم!!!!!!!
لابد ان نقاتلهم ( ليس هناك بديل) السن بالسن والعين يالعين والبادى اظلم، وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا، مسألة القدس دى اكبر مثل على هذا التعصب الاخرق
الاولوية هى ان نحرر هذا الغزو وهذا البطش وبعد كدة اللى عايز يروح يصلى فى القدس يروح
الناس دى (اسرائيل والغرب) هما اللى بدأوا بالعدوان تحت شعارات دينية سياسية اقتصادية خبيثة
ما ينفعش نمسك الخيط من الآخر
الخيط اوله اسود.
د. يحيى
وهل أنا قلت لا؟
وهل يقتلوننا ويهينوننا ويستعملوننا ويطردوننا هكذا، ثم يكون كل ما علينا هو أن نسامحهم؟ أنا لا أستثنيهم من الحب “كما خلقنا الله” لكن بعد أن يتركوا أرضنا، وربما لزم التعويض والتكفير
هل عندك مانع يا محمد؟
نرجع مرجوعنا إليك:
ماذا تريد بالضبط؟
هذه هى الحرب مستمرة !!!
أليس عندك خبر؟
وهل أنا أفعل شيئا بكل ما أفعل إلا أن أواصل هذه الحرب وأدعو لغيرها مما لم أعد أقدر عليه، لم يزعجنى فى حكاية السلام (الذى قبلته استسلاما) إلا حكاية “آخر الحروب”، رفضتها تماما مثل حكاية “نهاية التاريخ”،
لا أحد له الحق أن يعلن متى يحل موعد آخر الحروب، ولا متى ينتهى التاريخ.
ثم دعنى أرفض لهجتك مرة أخرى فلم يصلنى منها حتى فى هذه المرّة إلا الصياح والتأجيل.
نحن فى حرب فعلا يا محمد،
أدعوك أن تشاركنا ربنا يخليك وينصرنا على من يعاديك منهم (وليس بالضرورة ممن استضافوك وأعطوك جنسيتك الجديدة).
د. مدحت منصور
جميلة طلباوى كاتبة وإعلامية من الجزائر وزميلتى فى موقع القصة العربية، تواصلنا قبل المباريات وهنأتها بفوز فريقها قبل المباريات مع مصر وبعد مباراة مصر، وقفنا معا ضد الشحن الإعلامي، غلبنا العقل والمنطق الراقى على الغوغائية والتعسف وأصبح لى صديقة أعتز بها وأفخر بصداقتها من الجزائر الشقيق مهما حدث، أظن أن هذا مثل حى لكيفية استعمال النقلة التكنولوجية فى صنع التواصل بين الناس.
لم أستطع ألا أكون مصريا كما لا أستطيع أن أمشى فى الشارع عاريا، بمعنى أنى رفضت الشطر الأول (لو لم أكن مصريا) وأعذر كل الناس فى محاولتهم الفرار من وجهها المغبر ولا ألوم أحد إذا ود أن يكون يابانيا أو هولنديا أو نرويجيا كلها بلاد مليانة نضافة وعيشة فل وستات حلوين لكن والله مش قادر، أنا عاوز بلدى تقدرنى مش بلاد الناس وعاوز أحس بإنسانيتى وإنى راجل محترم بمعنى إن الدولة تدينى حقى برضه هنا، يمكن باطلب المستحيل أو باحلم ولكن ده مصبرنى عليها وبمكن مصبرها على، لما الواحد يحب الوطن لازم يعرف إن كل واحد من حقه يحب وطنه، يقدر ده ويحترمه.
د. يحيى
أوافق
هيا ندعو بالنصر لفريق الجزائر بالفوز فى مبارياته فى كأس العالم، بل بالفوز بالكأس، أو حتى المربع الذهبى، ولم لا؟
أليس هو الذى يمثلنا فى كأس العالم الآن؟
هذا ليس تسامحاً!!
لكنه مسئولية
أليس كذلك؟
أ.د. مها وصفى
طبعا تقديسنا لوطننا لا يتعارض مع تقديس الآخرين لأوطانهم ولا لتقديسنا لأوطانهم أيضا ولا لتقديسنا الجنس البشرى العظيم. مطب أن تعلقنا باوطاننا ينتفى معه تعلقنا بسائر أرجاء الأرض وطننا الأكبر، لا يجب أن نسهو فنقع فيه. كما لا يجب ان ننسى إنتماؤنا لخلقنا البشرى العظيم.
اتمنى لو حضرتك كنت قرأت مقال نشر لى بجريدة الدستور الخميس الماضى 3-12 بعنوان ابدع مخلوقات الله، ففيه الكثير من الفتنة بأروع ما فى المخلوق البشرى.
د. يحيى
شكراً يا مها
من فرط اعجابى بالمقال، وبدون أن استئذانك، وافقت أنا نيابة عنكِ أن أثبته هنا لأصدقاء الموقع، وقد سمحت لنفسى أن أقطعه تعسفا ، لأتمكن من أن أعقب عليه فقرة فقرة براحتى،
هل عندك مانع؟؟ (بأثر رجعى!)
المقال: أبدع مخلوقات الله
بقلم: د. مها وصفى مباشر
الدستور (3/12/2009)
(1) كلما زرنا مكانا جميلا و رأينا فيه آيات إبداع الله، أو سمعنا لحنًا شجيًا عزف على أوتار مشاعرنا، أو علمنا وشهدنا عن دقيق صنع الله فى مخلوقاته، أو عشنا ألوانا من المتع التى خصنا الله بها، أو تعلمنا أو ورثنا مهارات دقيقة بفضل الله علينا، أو ألهمنا من علم الله أو….أو….أو…..، تبارينا أن تكون هذه أو تلك هى أبدع ما خلق الله لنا. ولكن حقًا ترى ما أبدع ما أنعم الله به علينا؟ هل هى الصور الرائعة والألوان الحية؟ أم اللحن الشجي؟ أم الطعم الشهى والرائحة الأخاذة؟ أم الملمس الطرى الواعد؟ أم الوجد الخفى والحنين الطاغي؟ أو هو الإلهام المستبد والصفاء الرحيم؟ بل… بل لعلها جميعا. لابد أن تكون هى جميعًا.
د. يحيى
خفت من هذه البداية يا مها خشية أن تتمادى فى اتجاه شاعرى جميل، يسحبك إلى تربيطات واهية، مثل من يستسهلون القفز من جماليات الكون إلى عقلنة سببية مسطحة، ليثبتوا ما لا يحتاج فينا إلى إثبات!! ومن حولنا، سامحهم الله، وغفر لنا ولهم.
(2) مقال أ.د. مها وصفى
… ولكن أى مستودع يحوى هذا الخضم الهائل من الخبرات والمتع والمعاني؟ وهل هذا المستودع للخاصة منا أم للعامة؟ وهل له مغاليق أو مفسدات؟ وهل يعطب هذا المستودع أو به تحديد؟ هل يتفجر أو ينسف؟ هل ينفتح ويرحب وهليضيق كسم الخياط أو أدق؟
نعم له كل هذه الخصال، بل يزيد إلى حد اللاحصر. إنه ذاك المستودع الذى يتلاطم فيه كل شيء، ثم ما يلبث أن يتناغم من جديد! إنه كيان لا ينام حتى لو نام. إنه الكنز الأهم الذى أنعم الله به علينا، فمنا من يتغافل عنه ويلغيه عبثا وطغيانا، ومنا من يتبارك به ويعظمه، بل منا من يطمع فى مزيد المزيد.. إنه الإبداع الأعظم الراقى التكوين، الجلى الخفى النفع والأثر الذى لا حياة لنا بدونه حتى ولو انتفض النبض وعلا صفير الأنفاس فى الصدور وأطراف الخراطيم، أو ضجت الأجساد بشديد عنفوان الحركات اللاغائية.
إنه المخ البشري، ولا أقول العقل بل أقصد المخ الحى ذا الخلايا النابضة التى تـأكل وتسقى وتخرج فضلات وسمومًا.
د. يحيى
…هكذا لحقتِ بى، يا مها وأنت تتغزلين بكل هذه الرقة فى “المخ البشرى، فتلاشت مخاوفى” عليك ، وليس منك،
أنت تعرفين كم أن هذا المخ البشرى صديقى ومرتع حركتى وفكرى وموضع احترامى باعتباره قمة مجمع البيولوجيا الرائعة فى نبض وجودها التطورى، وكل من يتحدث عن العقل أوالنفس أو حتى الروح بتجريد يبعدنى عن صديقى هذا، أشعر تجاهه بغربةٍ ما، أنا بيولوجى التفكير حتى النخاع،
شكراً .
(3) مقال أ.د. مها وصفى
…. الخلايا التى إذا ما بليت لا تستحدث من جديد فى أغلب الظن العلمي. إنها الخلايا ذات القدرات التحورية الهائلة. إنها الخلايا ذات الذاكرة المهولة التى تستعصى على النسيان فلا تميل بسهولة للغفران، ثم تأتى فجأة فتمحو وتهون وتكون افتعالات جديدة تستعصى على الوصف بأية لغة أو لسان. إنها خلايا الحب والغضب و الضجر والوجد والهيام والإلهام وعميق الفكر والقرار. إنها حقيقتى أنا وأنت وأى من كان.
إنها الخلايا التى تختبئ بداخلها كيانات متعددة الشخوص.
إنها الخلايا التى قبلت الأمانة التى عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان، فحمل على عاتقه رعاية كل هذا بأمر الله وعونه وهدايته.
فما أعجب ممن استهان و عبث بها استشارة أو تخديرًا وتخميرًا. فهذا بحق الله إنما هو أبشع الخطايا البشرية مطلقة ولنا حديث آخر مع هؤلاء الغافلين.
د. يحيى
ما هذا يا مها؟ كيف وصلت إلى التعرف على الخلايا – بما هى – هكذا بكل جسارة؟ الحمد لله أنستِنِى يا شيخة!
لم أكن أحسب أنك قطعت كل هذا المشوار وحدك، أو مع مرضاكِ وربك بعد أن انقطعت تلمذتك المباشرة عنى.
لكن دعينى أذكّرك الآن أنها ليست خلايا المخ فقط، بل كل الخلايا، خلايا الجسد كله، والمخ عضو جسدىّ، ألستِ معى فى ذلك؟
إياك أن يستدرجك إعجابك بهذا العضو الفائق القدرة (المخ) إلى أن تهملى ما سوف يهديك حدسك وخبرتك إليه من دور الجسد كله فى التفكير والإبداع، الدنا DNA موجود فى كل خلية يا مها، (يمكن أن ترجعى إلى نشرة: 6-11-2007 بعنوان “عن الفطرة والجسد وتَصْنيم الألفاظ “
(4) مقال أ.د. مها وصفى
فيا أولى الألباب عليكم أن تراعوا هذا الكيان الرقيق الدقيق ذا الأسرار والخفايا حق رعايته، فتعملوه فكرًا ووجدانًا وقرارًا و إنتاجًا، فإنه إن لم يُستعمل عَطُبَ فناءً، أو امتلأ فسادًا وحاد بنا ضلالاً وطغيانًا.
إنه يترقب منك أن تأتيه بقوته كل يوم فيأتيك بثمرة ما حييت.
إنه لك ولمن حولك ليدخلوا ويخرجوا تاركين فحوى ما، أو أثراً ما. إذ تموج خلايانا بعضنا ببعض فى كل حوار وبريق ولقاء وعمل. فبهذا نتعاظم وبذاك نضمحل ونخبو. ولكن لا يجدى الانغلاق إيثارًا، ولا يفلح الانطواء بقاء.
يا أولى الألباب أبقوا على العقول التفتح وإعمال الفكر والجدل الرصين.
أبقوا على التفتح الصحى بالحب والعطف والعطاء والأمل و حسن الظن وحمل الأمانة. فكل منا مسئول كما لم يسأل أحد قبله) أو بعده، وكل منا فى رعاية الآخر ما حيينا وكلنا عالة على ذى الجلال العليم الرحيم الودود..
يا أولى الألباب تمتعوا بعقولكم قبل أن تزول هذه النعمة المشاع. تمتعوا بضياء وعيكم فتستنيروا وتذهب عنكم ظلمات بعضها فوق بعض، وتأتنس وحشتكم فى الدنيا والآخرة.
وإن اكتظت العقول وتعبت بالأحمال فأريحوها بالتأمل وبعض السكون يجلو لكم الكثير مما عمى عليكم. فتيجاننا العظيمة هذه تنجلى وتتألق ببعض السكون، حيث تنتظم الأفكار والمعانى والمآرب بالنظر فى الملكوت والتسليم لمالك الملك يقينا وهياما وحبًا فى الله وعملا بما أمرنا، فهو خالقنا ومبدعنا خفى الألطاف .
د. يحيى
ما حكاية “أولى الألباب” هذه فى نهاية مقالك، لماذا هذه التذكرة بهذه الطريقة الخطابية، خفت منها فى البداية، وددت لو أنك أنهيت إنارتك بمخاطبة أخرى مثل: “يا أولى الخلايا “يا” أولى الأجساد”،
ثم إنى بعد ذلك استقبلت كلمة العقول والألباب استقبالا جيداً، لأن الألباب “جمع” لُبّ، والألباب: العقول، وأنا أفرح حين نتعامل مع العقول، وليس فقط مع العقل الظاهر فحسب فقلتُ: أختم تعليقى على مقالك هذا يإحالتك إلى فكرة أنواع العقول (تعدد العقول) أشير مؤقتا إلى النشرة التى أوجزت فيها فكرة كتاب (أنواع العقول) نشرة 25-12-2007 “أنواع العقول وتعدد مستويات الوعى”، ثم نشرة: 2-1-2008 أنواع العقول (وإلغاء عقول الآخرين) الطريق إلى فهم الوعى إن شئت، فإلى الكتاب الأصلى، تأليف دانيال دينيت. (انظرى ردّى على د. أسامة عرفة فى بداية البريد حالاً)
د. عمرو دنيا
لم أعد أرى أننى أعيش قبائل وشعوبا، ودائما أرى أننى أنتمى للجنس البشرى أجمع أيا ما كانت جنسيته أو لونه أو عرقه أو دينه، ومازلت لا أفهم إطلاقا التعصب لأى انتماء إطلاقا.. فكل التصانيف التى ميزت البشر هى من صنعهم، فالحدود أو العرق أو الدين أو أى شئ آخر اتخذه البشر للتميز بينهم هى من اختيارهم، فى الأصل والأسهل أنه يمكن تجاهل تلك التصانيف.
د. يحيى
يا عم عمرو، إياك من قفز الحواجز هكذا، إياك من استسهال الأسهل، هذه لعبة خطرة،
أنا لكى أنتمى للجنس البشرى، لابد أن أنتمى لوطنى ودينى، ولكى انتمى لوطنى ودينى لابد أن أنتمى لعشيرتى وأهلى، ولكى أنتمى لعشيرتى وأهلى، لابد أن أنتمى لذاتى – فردا- ولتاريخى فى داخل داخل خلاياى، هى عمليات متداخلة ومستمرة، وليست متتالية، خطيا، بمعنى أن ذاتى الخاصة هى فى تشكيل مستمر فى رحاب كل الدوائر التالية، كذلك وطنى ودينى، وهكذا، حتى آخر العالم، ثم ما بعده إلى وجه الحق تعالى ذهابا وعودة طول الوقت
فكيف بالله عليك يا عمرو نتعارف إلا بحركية هذه العملية المتصلة أبدا.
د. ماجدة صالح
لى رأى خاص جدا، وقد يكون غير موضوعى وأيضا قد يكون من باب “قصر ديل يا أزعر”، وهو رأى فى علاقة هذه الثورة التكنولوجية النشطة وعلاقتها بتطوير الإنسان المعاصر الذى أبدعها أساسا!
فأنا أرى أن هذه الثورة قد ركزت على كشف عورات كثيرة لكافة فئات الإنسان فوقع فى الفخ المقهورون والمحرومون وذوى الاحتياجات الخاصة من أبناء المجتمعات النائمة. فزادت الصراعات المفزعة وظهر التعصب الأعمى دون هدف أو مسئولية!!
طبعا كل هذا دون إنكار لما لهذه الثورة من أفضال فى التواصل الإنسانى والعلمى والمعرفى.
د. يحيى
والله يا ماجدة أحياناً اوافقك وأُرعَبْ، ثم أزيح رأيك هذا (الذى هو بعض رأيى) جانبا لأستطيع أن استمر،
وحتى لو زاد الزيف أضعافا مثلما تقولين بحق، فهل أمامنا إلا أن نزيد ما ينفع الناس أضعاف الأضعاف،
نحن لسنا من ذوى الحاجات الخاصة وإن كنا مقهورين مرحليا،
أ. هاله حمدى
مسألة الخلاف بيننا وبين الدولة الشقيقة الجزائر أنا شايفاه مجرد هوجه وزى ما يكون الحمد لله لقينا حاجة نخرج غضبا ورفضا فيه رغم أنه مايستهلش كل ده. دا غير إننا من فترة كبيرة عماليين نقول الدول العربية تتحد عشان نواجه اى غريب عن الوطن العربى بس كل بلد مكتفيه بذاتها وشايفه إنها تقدر تواجه اى عدو عليها.
بصراحة أنا مش عارفه باحب مصر الحب ده ولا إيه؟ يمكن أنا ماحطتش نفسى فى موضوع السؤال ده أو الحيره دى.
د. يحيى
بل تحبينها لأنك تحبين نفسك – إيجابيا – وتحبين الناس
أ. نادية حامد
أول مرة آخد بالى إنى باحب مصر قوى كده يا د.يحيى من خلال تعتعتك، ولقيت نفسى واقفه نفس الوقفه بتاعة حضرتك ان ربنا فعلاً خلقنا شعوب لنتعارف لا لنتعارك، وأكثر شئ آلمنى فى التعتعة هى نهايتها لنتقاتل بسبب الكرة.
د. يحيى
مرة أخرى: هيا يا نادية أنت وهالة والجميع ندعو للفريق القومى الجزائرى للكرة أن يفوز (ممثلا لنا) وأن يصل للنهائى أو المربع الذهبى أو حتى أن يحصل على كأس العالم، حتى لو أخرج لنا اللاعبون الجزائريون لسانهم حين فوزهم، فأنا أدعو لهم بالفوز، غصباً عنهم،
ما رأيك؟
ملحوظة: أعلم أننى ذكرت هذا الموقف الذى يبدو غريبا، فى الرد على د. مدحت ، وربما أكتب فيه تعتعة مستقلة ، وما يحدث يحدث (واللى يحصل يحصل!)
د. ناجى جميل
صحيح ان تقديسنا لوطننا لا يتعارض مع تقديس الآخرين لأوطانهم ولكن يبقى السؤال: هل نقدس حقا وطننا؟ ام تقدس كرة القدم مثلا؟
يبدو أنه حدث انشقاق فى الوطنية فأصبح يوجد نوع من الاعتزاز بالمصرية وليس بمصر.
د. يحيى
لا أوافق على أى تقديس لأى شئ محدد، وفى نفس الوقت أصر على الانتماء إلى وطنى فخورا مجاهدا مبدعا له وأنا أبدع نفسى،
حتى تقديس الحق سبحانه بتلك الصورة المتعينة التى يقدمها لنا رجال الدين اللفظيين، هو أمر بعيد عن تقديسى لأنه لا يليق بامتداد جلاله، وسع كرسيه السماوات والأرض، ليس كمثله شىء، أنا أقدسه بكدحى إليه أتعرف على نفسى به، وبالعكس، والحمد له بلا حدود.
أ. محمد إسماعيل
إذن، فهذا هو دور ثورة التوصيل فى التواصل
ثم اننى انتبهت إلى حبى للوطن دون التنبه له مسبقا ثم فهمتً تفسير العدوان والاحداث فى الخرطوم
القصيدة بالعامية حلوه جدا
هل الوطن اختيار ام انه كالدين والاسم؟
مش فاهم العنوان خالص؟
د. يحيى
…. ولا الدين اختيار حقيقى، ولا الوطن اختيار حقيقى، ولا الاسم اختيار حقيقى، كل هذه الاختيارات ليست إلا بدايات مهمة، واقعية، وعلينا أن نعيد الاختيار باستمرار، دون التنازل عن حقنا فى بدايةٍ محددة واضحا حتى لو لم نكن نحن الذين اخترناها ساعتها ، علينا أن ننطلق منها إلى حركية أن نكون فى تكوّن مستمر، وتطور مستمر لنكون باستمرار.
****
تعتعة الوفد
معايرة؟… أم “مثل أعلى”؟
د. مدحت منصور
أتوقف عند نقطة أن أجدادنا بدأوا حضارة طورها الغرب لنصل إلى ما وصلنا إليه الآن و حسب ما فهمت أن كل إضافة للوعى الإنسانى هى خطوة نحو تطور البشر فهى ملك البشر و العبارة ليست تسكينية حتى ننام على أمجاد الماضي. أثناءالتطور تحدث آثار سلبية هى ما ينتقده البعض و يقلده البعض و يتبناه كمظهرة حضارية عقيمة.
لا أدرى لماذا عندما جئت لعبارة مقاومة التطور تذكرت حالة العصيان المدني.
د. يحيى
شكراً لك،
وإن كنت لم أفهم الجملة الأخيرة.
أ. هيثم عبد الفتاح
بصراحة الحكاية دى مهمة ومش جديدة، دى مطروحة من زمان، وأنا دلوقتى بافتكر وأنا صغير سمعت كلام كتير عن تقليدنا الأعمى للغرب، لكن ده طلع تقليد أعمى صحيح بس تقليد متحيز لكل أو معظم ما هو سلبى أو غير مناسب لينا زى الموضة، وطريقة اللبس والأكل والإدمان لكن التقليد فى أى شىء إيجابى محدود جداً ومن قلة قليلة أدعو الله أن يبارك فيهم، ويزيد منهم على حساب ناس الجانب الآخر، وأنا موافق على إننا نعمل الآن فى مرحلة التقليد لكن التقليد الإيجابى تجنبا للتوقف، وعدم الحركة وذلك كبداية سريعة راهنة مع تجنب مشاعر الخجل، والغيرة والإحساس بالدوئية وطرحها جانباً لفترة…
وشكراً.
د. يحيى
أنا ضد التقليد الحرْفى الأعمى، لكننى مع أى تقليد بصير يحفز الجدل والممارسة، فيصبح بداية ثروة أنمو بها لا أسجن فيها،
أذكرك يا هيثم – دون إلزام بالقياس – أن التقمص بالوالد هو مرحلة ضرورية لكى أنمو، أنا ألبس “والدى” قميصا حتى أنمو بداخله، وحين أتجاوز بنموى حجمه: ينخلع منى حيث يصبح أضيق من حجمى، فيتمزق أو أنسلخ منه، ثم ألبس قميصا آخر، أى والدا آخر، وهكذا،
تماما مثلما يغير الثعبان جلده وهو ينمو.
أ. ميادة المكاوى
أوافق كليا على كل ما أتيت به فى اليومية رغم أنه قد تملكنى فى البداية تحفظ شديد على ذاك الشىء بداخلنا الذى لابد ولا يقبل أن نكون مثلهم، وكذلك التأكيد على افتقادهم لشىء جوهرى لم يحققوه رغم الإنجازات، وقد جاءنى هذا التحفظ من كثرة تداوله والتأكيد عليه داخل كل منا، ومنا من يفهم ذلك وكثيرون قد وقفوا عنده، ولم يتجاوزوه حتى أصبحنا مستهلكين فقط لكل ما يأتى من الخارج دون وعى أو حتى أن نضعه على ذاك الذى نصر على أنهم يفتقدونه.
ولكنى فى نهاية قراءتى لليومية ائتنست بما ذكرته بألا تكون هذه الوقفة هى مبرر لسنا أو تقاعسنا وأتمنى ذلك، خاصة أننا لا نمارس حقوقنا فى استخدام الأدوات والوسائل وبالتالى لا يبذل المجهود الكافى حتى لمجارتهم، قراءتى
ونحن نحتاج لمضاعفة الجهد على الأقل لتوظيف المتاح فيما يليق بنا.
د. يحيى
عموما أوافقك
لكننى مضطر أن أذكّرك أن ما يفتقدونه، ونتصور أنه عندنا، هو عندهم أيضا وأصلا، نحن لا نأتى بشئ مغاير عن ما هو إنسانى عام، بقدر ما نكشف- حتى بتخلفنا- أن ثمة منطقة أهملت بداخل كل إنسان: منا أو منهم، وأن علينا أن نعتنى بها أكثر فأكثر لنتكامل معاً.
د. عماد شكرى
يظهر حاليا بوضوح لى من “هم” فى التعتعة لكنى يصعب علىَّ تحديد من نحن؟ (هل المصريين أم العرب أم الدول النامية؟) ويبدو لى أن ما يحدث الآن ليس هو حل من خلال “نحن” بصورة كلية بل نحن نتقنها فى جماعات أو موجات جزئية متفردة بعضها يستطيع ممارسة الوقفة والتغيير، وبعضها يخضع أو: ……. أو…….. لا أعرف فأنا أصبحت لا أستطيع التفكير بصيغة “نحن”.
د. يحيى
عندك حق
الـ ..”نحن” لا ينبغى أن تسبق الـ ..”أنا” ولا ان تنفصل عنها،
كما أن “أنا” بدون الحركة مع/إلى ما هو نحن تصبح جسما غريبا، تصبح نيزكا ساقطا مهما لمع قبل ان يتفتت وينطفىء.
أ. عبد المجيد محمد
أولا: عندما أقرأ عن إنجازات الغير وبلا مقارنات باحس أنى ميت من أكثر من 100 سنة!
د. يحيى
فقط؟
إلا أن هذا الإحساس إنْ صدق، هو دعوة إلى بعث جديد.
أ. عبد المجيد محمد
ثانيا: لا أرى أى كسل أو تقاعس من قبلنا كشعب نفسه ينافس، ولكن النظام بأكمله لا يدعوا أو يسعى لأى تطور، يعنى العيب مش فينا.
د. يحيى
يعنى!!
لكن علينا –برغم ذلك- أن نتحمل المسئولية فردا فردا، إلى أن نرى لنا “صرْفه” فى هذا النظام أو ذاك.
أ. عبد المجيد محمد
المفروض أن أية دوله تقدس العلم والعلماء وأصحاب الفكر المستنير وتشجع على البحث العلمى وتصرف عليه حتى يأتى بالنتائج المرجوه، طبعا ده مش عندنا!
د. يحيى
هذا صحيح، لكن المسألة تتجاوز البحث العلمى التقليدى والمعرفة المؤسسية، وأذكرك أن مجال وتفاصيل وتوظيف وألعاب البحث العلمى حاليا عبر العالم تحتاج لوقفة ، ومراجعة،
المصيبة عندنا أنه لايوجد بحث علمى،
ولكن المصيبة الأعم هى أن البحث العلمى عبر العالم برغم روعة إنجازته، طالته يد مافيا المال والقتال فأصبح مشبوها هو ورجاله، (بوعى أو بغير وعى)
ربنا يستر (ولنا عودة).
أ. عبد المجيد محمد
أنا مع حضرتك فى أن نستولى على حقنا من أدوات ووسائل ونتقنها، بس السؤال مين حايصدر لنا وبكام ومنين؟ وحايجى منين اللى هايستوردوا؟ كل ده محتاج إمكانيات إمكانيات لمؤسسات ترعى الكوادر المدفونة! مؤسسات مضحية ولذلك فأنا أوافق على أن الحل يحتاج إلى وقفة مبدئية تحدد جوهر الاختلاف.
د. يحيى
لكن علينا أن نبدأ فورا، فأنا أخاف من أى وقفة أن تطول
أ. محمد المهدى
لا أنكر حقيقة أنه أصابنى الاحباط والغيره فى نفس الوقت حين قرأت المقارنة الخاصة بإسرائيل، ومدى تقدمها العلمى علينا، واستوقتنى عبارة “أن بداخلنا شىء حقيقى لا يريد أو يقبل أن نكون مثلهم تماماً” وأستغربتها جداً، ولم أفهم تفسير حضرتك بأن هذا قد يفسر مقاومتنا للتقدم وليس كسلنا – حين وصلت لدعوة حضرتك بأن نتقن استعمال الوسائل الحديثة وجدتنى أتذكر خبراً قرأته عن مجموعة من الشباب المصريين الذين استطاعوا أختراق النظام الأمنى لبعض الأصول الأمريكية عن طريق النت وحين قبض عليهم وجهت السلطات الأمريكية دعوة بأنها تريد هؤلاء الشباب للعمل لديهم، وجدتنى أرى فى موقف هؤلاء الشباب تحدياً وكأنهم يقولون “أنتم لستم أفضل منا” ورأيت أنه على الرغم من تحدى هؤلاء الشباب وبراعتهم إلا أن موقفهم ينبىء فقط عن شعور بالدونية وليس محاولة للحاق بركب التقدم، وكأنهم ينظرون للعالم المتقدم كمثل أعلى أخذوا سلبياته فقط دون إيجابياته.
د. يحيى
كان والدى فى بلدنا يفضل حين يختار خفيراً الحظيرة، أن يتفق مع لص معروف فى سرقة الحظائر نقبًا لحوائطها، يتفق والدى مع هذا اللص بأن يقوم بعمل الخفير بعد أن يتعهد أن يكف عن السرقة، وهذا ما همّنى فى تعليقك،
إذ لعلك لاحظت أن السلطات الأمريكية التى اختُرِقَت حصونها هذه العقول الشابة من مصر وغير مصر، لم تركز على طلب عقابهم وتطبيق القانون عليهم بل اهتمت بمحاولة استعمال هؤلاء اللصوص ليعملوا عندها،
وأظن أنهم حين يصبحون خفراً لديهم سوف يمارسون السرقة – المشروعة – لصالح هذه السلطات، ولن يسمونهم لصوصا حينذاك، أما خفير والدى، فكان يكف عن السرقة، ويحترم بقية اللصوص العشرة القديمة فلا يقتربون من الحظيرة التى يحفزها
السياسة الدولية الآن أدنى من كل هذا.
د. صابر أحمد
عادة “لا أرى هذا التمايز “بيننا”، و”بينهم”، وأتامل فلا أرى من “هم” ومن “نحن” بوضوح، فمنا من ينتمى كثيراً إليهم من حيث الفكر والعمل و”منهم” من ينتمى إلى ثقافتنا فكرا وعملاً.
د. يحيى
أوافق على عدم الفصل من حيث المبدأ، لكنه ضرورة عند الممارسة والوعى بالتفاصيل، ثم إننى للأسف لم أعد أعرف ما هى “ثقافتنا” حتى نزعم أن منهم من ينتمى إلى ثقافتنا!!!
ما علينا: شكرا، فرأيك هو تنبيه هام.
د. صابر أحمد
أتصور البشر كدوائر من الثقافات المتداخلة والمتقاطعة لدرجة أن يصبح كل فرد – كما ذكرت حضرتك من قبل – مشاركا فى ثقافة “الوحده”،
د. يحيى
هذا أمل المستقبل لا أرفضه
لكن مع غياب العدل، وتزايد الألعاب القذرة التى تقوم بها القوى الخفية، علينا أن نحذر ونحن نمارس هذا الأمل، حتى لاينقلب وهما لصالح المافيا ورجال السلطة والمال.
د. صابر أحمد
ومن هذا المنطلق لا أجد فى “المعايرة” أو “المثل الأعلى” عيباً، وأجدها حق لمن يعمل ويجتهد ويسبق سواء منا أو منهم، وهى ضريبة من يتقاعس ويتجاهل.
د. يحيى
لا المعايرة حافز، ولا هُمْ مثلنا الأعلى،
من يجتهد منا ومنهم سوف يلتقى بنا وبهم
ثم ما هى ضريبة من يتقاعس؟
لم أفهم الجملة الأخيرة .
أ. عماد فتحى
– لم أفهم احتمالية أن يكون بداخلنا شىء حقيقى لا يريد ولا يقبل أن يكون مثلهم تماماً، أنا مش عارف هو عدم فهم ولا خوف
د. يحيى
الاثنان معا يا سيدى
ثم : برجاء الرجوع إلى تعتعات “شىء ما” نشرة 24-5-2008 (برغم كل الجارى، مازال فينا: “.. شىءٌ مـَا”)
والحوار حول هذا الموضوع (نشرة 30-5-2008 “حوار/بريد الجمعة)
أ. عماد فتحى
أنا عندى تصور حول موضوع المقارنة ده إن إحنا ماسكين فيه عشان نفضل محلك سر، مافيش حركة، زى ما يكون هو جرى فى المحل.
د. يحيى
… بالإضافة إلى أنه تعجيز وتثبيط وجلد للذات.
أ. إسراء فاروق
وصلنى أن تلك البلاد المتقدمة عنا رغم تقدمها فهى تفتقد إلى تلك الروح “الشىء ما” الذى يربطنا ببلادنا، يا ترى هم ما بيغيروش مننا فى هذا “الشىء ما” ولا هم عندهم البديل اللى أحنا ما نعرفوش؟
د. يحيى
أولاً: بعضهم يغير منا فعلا، ويحسدنا على ما نحن فيه من “تخلف دافىء”، ومن أمانته يشد الرحال، ويهاجر إلينا، ويعيش بيننا وهو واحد منا، ومنهم
يجوز
ثانياً: … أرجح أن كثيراً منهم، ممن لا نعرف، هم عندهم هذا الـ “شىء ما”، أو مثله أو قريبا منه، أو أفضل منه .
كلنا خلقه ربنا
ثم تأتى التشويهات تفرقنا حتى نتقاتل ليقتل بعضنا البعض طول الوقت.
د. محمد على
أولا: ما فائدة هذا الكلام وخاصة أنه تكرر كثيراً من حضرتك ومن أمثالكم من علماء ومثقفين خاصة وإذا كان من يتحكم فى مقاليد الأمور هم بشر غنم همج، فمتى يموتون ويخلصونا فنستطيع بعدها أن ننظر إلى أنفسنا كعقول مدبرة مفكرة منتجة ولسنا مخلوقات اخترع من أجلها كلمة “استهلاك”؟
د. يحيى
ما رأيك؟
ماذا تقترح؟
هل نسكت عن ترديد مثل هذا الكلام ونذهب لنقتلهم أولا، وبهذا نتعجل أمنيتك التى يعبر عنها تساؤلك “فمتى يموتون؟
ذكرتنى يا شيخ بابن أخى فى استراليا.
د. محمد على
ثانيا: كثيراً ما أسرح مع نفسى وأجعل مقاليد العباد فى يدى بين لحظة وثانية وأسأل نفسى ماذا أنا فاعل بكل هذه التكنولوجيا التى فى أيدى الناس بدون أن يكون لها استفادة حقه غير أنها “منظرة” وانبهار؟!! أجد نفسى عاجزاً عن فعل أى شىء سوى أن نفيق من هذا الحلم الزائف فنرى العالم من حولنا ونرى واقعنا (أوهم إيه؟!!!) نبقى حاجة.
شكراً!!!
د. يحيى
لم أفهم ماذا تريد أن نعمله أيضا حتى نفيق بالسلامة!
أ. أنس زاهد
منذ سقوط الشيوعية التى أرى أنها دين أرضى يشترك مع الأديان السماوية فى كل شيء ما عدا إدعاء الوحى، أعتقد أن ثقافة الاستهلاك التى نصبت الرفاهية باعتبارها غاية الوجود الإنسانى، أصبحت هى المسيطرة تماما. وعندما أقول مسيطرة فإننى أقصد بأنها مسيطرة على ما أطلقت عليه فى مقالك ( وسائل) علمية وتكنولوجية .
هذه الطفرة فى البحث العلمى ليست منفصلة عن أجندات رجال الأعمال والشركات العملاقة ولوبيات الصناعة الكبرى . أنا ليس لدى علم بالأرقام المخصصة للأبحاث العلمية ذات الغايات التجاريةالمحضة .. وهى كما يعلم الجميع غايات مدمرة فى كثير من الأحيان. كل ما أعرفه هو أننا نعيش عصرا لم يشهد تاريخ البشرية مثيلا له من حيث فك الارتباط بين ما هو علمى وما هو أخلاقى . وهذه فى حد ذاتها نقطة تستوجب أن نتوقف أمامها طويلا قبل أن نسأل أنفسنا كأمة ماذا نريد بالضبط؟
د. يحيى
أما أنا فعندى أرقام ومعلومات، بالإضافة إلى ما يصلنى من واقع الممارسة، عن كيف أصبح العلم سلعة، وكيف يستخدمون العلماء – بوعى أو بغير وعى – لخدمة المال والمافيا والاستهلاك، كل هذا فى المجال الذى أمارس فيه مهنتى (شركات الدواء، اللوبى الثانى أو الأول فى الكونجرس الأمريكى)
أ. أنس زاهد
فى رأيى أن الخطوة التى يجب أن تسبق خطوة العمل على إنتاج (الوسائل)، هى محاولة تأصيل الهوية دون الوقوف أمام تجديدها وتطويرها. بدون هوية حقيقية سنكون مجرد تابعين لأعداء الحياة من التجار الذين سخروا العلم فى خدمة المال .
د. يحيى
لا أظن أن تأصيل الهوية يمكن أن يتحقق ونحن جلوس بلا أدوات، أو بأدوات متخلفة جدا، كل ما علينا هو أن نبدأ مرحبين بيقين الاختلاف، ثم نعمل على تحطيم الأصنام سواء كانت تلبس عقالا، أو قبعة، ثم نواصل الممارسات الإبداعية والمراجعات المستمرة، فتتخلق الهوية (ما أمكن ذلك)
أ. أنس زاهد
إن معالم أزمتنا الكبرى فى رأيى لا تتجلى فى حالة التخلف العلمى والتكنولوجى التى نعانى منها، ولكنها تتجلى فى هذه الصورة من الانبهار الحضارى التى يعيش شبابنا وينشأ فى ظلها
د. يحيى
عندك حق
أ. أنس زاهد
لقد أصبح شبابنا يستورد القيم من المسلسلات التلفزيونية الأميركية مثلما استورد العادات الغذائية من سلسلة مطاعم ماكدوناز . بالمقابل فإن جهاز المناعة الثقافى الذى لازلنا نتمتع بوجوده لم يعد قادرا على أداء وظيفته بشكل سليم. ولذلك وبدلا من أن يتوجه جهاز المناعة هذا للفتك بالفايروسات والأجسام الغريبة الطارئة على الجسم، توجه نحو ضرب جسدنا نفسه كما يحدث فى بعض أمراض الدم الشهيرة كمرض (الذئبة الحمراء) حيث ينشط جهاز المناعة بدرجة تفوق الاحتياج الطبيعى للجسم، فيضطر هذا النشاط إلى تحويل مساره الفتاك نحو الجسم نفسه .
من هنا أرى أن نبدأ بمسألة الهوية قبل أى شيء آخر .
د. يحيى
أوافقك
وأحيلك مرة إلى قراءة بريد اليوم كله، كمثال عملى للبدء بمسألة “الهوية” ، بتعتعة الوعى، وشحذ الإرادة هنا والآن
****
تعتعة الدستور: مسئولية التحريض، ودفاع انتقائى عن الكرامة!!
د. إسلام إبراهيم
أنا شايف إن اللى حصل خيبة وتضليل علشان ينسوا الشعب المصرى اللى هو فيه فشل وتأخر، وفى الآخر يلهونا مرة بمباراة، ومرة بحكاية فنان، ومرة بانفلونزا الخنازير.
د. يحيى
كلام معقول، لكنه ليس كل الحكاية .
****
دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (39)
شرح على المتن: ديوان أغوار النفس امتداد وقفة المراجعة (4):
ربنا خلقنا نحب بعضنا البعض، لنبقى بشرا
[.. إنت بتحبنى غصبن عنك!! (كيف؟)[
د. تامر فريد
أنا قريت اليومية دى وبعدها قريت يومية (تعتعة الدستور) و (كل عام ونحن وانتم من جنس البشر العظيم) مش عارف ليه اليومية دى نطت فى دماغى وشفتهم مرتبطين ببعض قوى.
د. يحيى
لأنهم مرتبطين ببعض، غالبا.
أ. عبير رجب
تفتكر كام واحد ممكن يقدر يستحمل وقفه نقد يقظ ومراجعه مع نفسه بوعى ظاهر
أقول لك على حاجة: أنا كل ما باحاول واراجع نفسى بجد ما باستحملش وباخاف وبالغى اى احساس ممكن اكون حسيته وقتها، أصل الموضوع صعب قوى وألمه اكبر منى.
د. يحيى
احترم صدقك جدا جدا
وأرفض إلغاء ما وصلك جدا جدا
وأرجح أنك لن تنجحى فى ذلك
وأدعو الله لك بالفشل فى ذلك .
****
تعتعة الدستور
تحالف قوى الانقراض،.. ولكننا نحن البشر سوف ننتصر!!
د. هانى مصطفى
اشعر باحتياج البشر لطاقة نفسية وحركية منفجرة (غير هوسية) غير مشتته أو متناثرة، تتجمع فى سياقات اجتماعية قادرة على رصد ثم كبح القوى المتحكمة، وكأن الاعراض الانسحابية الغالبة هى التى سمحت بقوى خفية للسيطرة،
اشعر على غير يقين
د. يحيى
لم أفهم جدا
لكننى أوافقك فعلا
د. عماد شكرى
كيف سننتصر والمؤشرات والأرقام عكس ذلك؟!!
د. يحيى
سوف ننتصر لأننا بشر
ولأن ربنا سيحاسبنا على جهدنا، وليس بالضرورة على النتائج فقط .
****
حوار/بريد الجمعة
د. مدحت منصور
تعليق الأستاذ: \”إن شئت العدل، فضع نفس الافتراض للمرأة التى تتحدث عنها، وأعطها نفس الحق بنفس المقاييس، وتحت نفس الظروف.
هل تجرؤ يا مدحت؟؟
أم تجعلها فى سرّك\”
تعليق مدحت: أنا لا أنوى التكتيم فمشكلتنا الأساسية أن الغالبية تتكتم وتحاول الظهور بمظهر مثالى (كله تمام) والنتيجة أننا لا نفهم أنفسنا ولا مجتمعنا دعنى أعترف أننى ظالم بل ولا أستطيع العدل الآن ولكن هل أظلم آخر فقط أم أظلم نفسى أيضا فحقوقنا نغمض عينينا عنها كى نكون عادلين جدا، مثاليين جدا ، فاضلين جدا، إذن أين الحق -المسئول- فى الاتصال والحق فى الانفصال والحق فى الحب، هذه حقوقنا ننكرها على أنفسنا ولا نطيق أن يستعملها الآخرون ونفضل ألا يعرفونها من أساسه مسألة جبانه أو مسألة جبن، فإذا كنت ظالما فمن الأفضل ألا أكون ظالما جبانا. نستطيع معا تعرية كل ما نغطيه لو جاء إنسان أكثر جبنا وخسة أو أكثر شرفا وفضيلة و قال أنا غير ذلك.
د. يحيى
بذمتك هل هذا الكلام يسرى على المرأة والرجل على حد سواء؟
هل يوجد عدل للرجال فرز أول، وعدل آخر للنساء فرز رابع له مواصفات أخرى؟
ربنا معهن
ومعك
ومعى.
أ. رامى عادل
إلى د. أميمة: الانصات ليس بالعمليه السهله، أكاد اجزم بانه يحتاج لصبر وجلد، المجانين اللى باشاور عليهم هم من لا يطيقون استماعا، وهات يا كلام، بغير تنمية هذه الحاسه الرائعه، تكلمتما (حضرتك وعم يحيى) عن الغوص للاعماق او السباحه، و ان كلاهما ضرورى، هل يختبر المجنون ما تقولينه؟! ام يصدقه فورا؟! فى وقتنا هذا افتقد من يحكى لى، لكنكم تستمعون معظم الوقت!
د. يحيى
بل نحكى أيضا، وقبلاً…
وعلى د. أميمة أن تكمل بما تريد
د. أميمة رفعت
قصيدة: د. محمد الرخاوى أعجبتنى .
قصيدة رقيقة جعلتنى أدمع، ولفتنى برداء حريرى ناعم أدفأنى ثم حملنى هفهافا فى رحاب الله إليه …
من هو محمد الرخاوى؟ إبنك أم إبن اخيك؟ أظنه إبنك .. أليس كذلك؟
د. يحيى
لا ، هو إبن أخى
وهو ابنى الذى أسلخه على العمال على البطال فى هذا البريد، بحق وبغير وجه حق
وهو هو سيفرح جدا بتعليقك هذا
وربنا يهدّى سره
****
التدريب عن بعد: (68)
الإشراف على العلاج النفسى
الوسواس غطاء محكم، على مجهول، فاحذر وانت ترفعه
أ. رامى عادل
فى إحدى المرات حضرتك توجهت أن الحكماء وهم بيساعدوا المجنون إنه يتعافى، يقوم متدحور يجيله هسس فى حته تانيه، وقياسا هل يختلف العبيط \”مثلا\” عن المجنون؟بمعنى هل الدواء هو السبب؟ هل يستخدم لأجل ذلك؟ أو بعضذلك!
د. يحيى
لم أفهم
وأنا لا أستعمل لفظ “العبيط” لأصف أحدًا إلا نادرا ، ولا أصف المريض أو المجنون به أبدا مهما كان، ولو استعملت هذا اللفظ “العبيط”، فسوف أبدأ بالساسة، ساستنا على موائد المفاوضات خاصة،
وإن كان أغلبهم ليس عبيطا، لكنه “بيستعبط”.
****
التدريب عن بعد: (69)
الإشراف على العلاج النفسى
خيال المريض فى تشكيل الشكوى، وخيال المعالج للتحقُّق منها
أ. رامى عادل
السؤال الأول: هل أوافق إنه يتنقل من المدرسة اللى هو فيها ولا لأه، في هروب مشروع في حالة انه يكون مهدد، اذا سمحنا له انه يستخدم حقه في الهروب، ويستحمل، من غير ما نعدي عليه شريط الذكريات، او نرميه في وسط العصابه, علي امل انه يتغلب عليهم, المسؤوليه اصعب من كل تصور، ويمكن انسحابه في هذا التوقيت يكون مفيد.
د. يحيى
ويمكن لا !!
على المعالج أن يرجح ما يراه الأصوب
ولا يهرب تحت عنوان أن المريض حرّ،
فالمعالج حر أيضا.
****
ندوة المدمن المجهول
أ. رامى عادل
توقفت عند رقم الــ50 فى المائه التى تشفى من المدمنين المتعاطين الذين يدخلون للعلاج ربما تكون نسبه خرافيه مسؤول عنها ضعف إدراكى وتشتتى، ومع ذلك فتواضع النتائج مهما ضؤلت ليست مسؤولية العلم الحالى وحده.
د. يحيى
لم أحضر الندوة
تُحوّل كلمتك إلى د. صابر مقدم الندوة
****
ملحق البريد
مقطع من “هواء يعبر الطريق”
د. وليد طلعت
أعد نبضاتى .. أسمعها بوضوح .. تن .. تن .. تن .. ميقاتى صغير يسكب لحظاتنا لحظة بلحظة، تزيد وتقل مع دخول وخروج النفس، النوم زائر بعيد لا يأتى .. منذ انتقلت إلى هنا لا يأتى بسهولة ..و إن أخطأ و أتى سرعان ما يفر، أربعة شخوص بلا رؤوس معلقون على الشماعة ينتظرون الفرصة لاختراقي، قدماى تورمتا من السير فى الشوارع الخالية طيلة الليل حتى أنهد وأخمد وأغيب .. النور الأصفر المقيت أرهقنى .. ولا فائدة ..
سمانى الخفاش قبل أن يذهب، أشعر بأشياء تجرى تحت جلدي، لا أشعر بالرغبة فى الهرش لكننى أشعر بهم يتسابقون أسفل الجلد وكأنهم يضحكون ويلعبون، أحيانا تزيد الضربات وتتسارع حتى أشعر بالموت ثم تتباطأ فأعود، يتكرر ذلك بغير حساب، بينما معارك دامية تجرى فى نومى غير المريح، أشخاص أقتلهم ويقتلونني، يطلقون أسلحتهم الحادة فى جسدي، أستجمع جسدى وأقاتل .. أب يضرب فى قسم الشرطة .. نساء يتربصن بى وأفتك بهن .. أكون الرجل الوحيد فى عالم من النساء .. وأنطلق..
لا حركة، أصوات الكلاب بالخارج تشكل إيقاعا غريبا لسهرة الذى فى فراشه لا ينام.. بسمة لم تعد تفهم، كيف وأنا نفسى لا أعلم ماذا يحدث لى ..
شكلك مرهق جدا ..
– يا سلام ..!!
– بحق .. كأنك لم تنم منذ قرن .
– بدأت أخاف منك
– لا فعلا شكلك مجهد
– لا تشغلى بالك .
بعينى المغمضتين كنت أرى، وبالمفتوحتين أكشف، أعريهم واحدا واحدا وأنا معهم، لم ينم أمس .. شرب كثيرا .. لا يركعها .. وجهه اسود .. أنار وجهه .. الحزن لا يحتاج لمن يقرأه، الفرح أيضا فاضح، أما الرغبة فمكشوفة بلا غطاء ..
الشفافية يصنعها الألم، كلما ازدادت آلامك، ازداد التحامك بالأشياء، وازددت اختراقا
للحجب.
هكذا تحدث بلال..
قال عن غاندى أنه كان حزينا كبيرا وكان يرى، وصنع شيئا برؤيته، حكى لى أنه رأى حبيبته فى منامه، كانت شاحبة وذابلة، توشك على الوقوع من مكان مرتفع _ كنت أعرف كم يخاف الأماكن العالية _ قال كانت تصرخ فلا أحد يجيبها حتى هو ..
قال: تصور .. لم أكن موجودا لأنقذها حتى فى المنام .. ينطفئ ولا يكمل ..
أقول لها ابتعدى .. ابتعدى .. ثم أقذفنى اليها غير قادر على قتل الحنين، تضحك حين أقول لها أنها تستنزفني، وأننى أغطى رأسى أحيانا لأوقف نزيف أفكاري، تضحك أكثر حين أجادلها فيما تفعله بدماغى .. كأنها تنتصر لهن جميعا بينما أنا فرح بانتصارها .. أنجذب وأتشبع بالنور وبالرائحة، أشعر بطيفك يطوف بجسدى يا بسمة.. أشف ..
حين حدثت بسمة عن الإخوان الوجوديين الشيوعيين ضحكت، طبعا ضحكت .. فكيف لها أن تفهم .. أقول لها أننى بينهم عاجز لا أنتمى لشيء، أحبهم ولذا أنحنى لهم قليلا ، و أفتح صدرى لتفاهاتهم، فتخبرنى أنى أنقاهم، وأنها معى إلى نهاية العالم، أضحك وأقول : لن ينتهي
فتقترب
وراءك .. وراءك .. قدرك .
تزيدين الأحمال .. لا تعرفي
أحبك تكفينى ..
كلهم رفضوا، فأحدهم تسحقه الأرض، والآخر لا يمل انتظار السماء ..
صديقى الذى ذهب………….
كيف حال الحزن عندك؟
أمس .. اتصل بك أحدهم .. قال .. سألك عن الكتابة .. قالوا قلت أشياء كثيرة تافهة لم أنتبه لها جيدا..
قالوا انك ستعود قريبا .. ومتى صدقت أيها الوغد ..
والى من إذن أكتب أحزانا لا تصل ..
صديقى الذى _ ربما يعود قريبا _ ….
عدت أم لم تعد ..
أحترم أحزانك .. غير أننى أريد أن أطلعك على الأمر..
أن تخسر .. تعجز .. تتكسر حزنا شأن ..
وأن تكون الفرحة على بعد شفتين من شفتيك شأن آخر.. لن أحدثك عنه .. لأننى لا أعرف كيف أتحدث عنه..
صديقى الذى ذهب ..
لماذا ننسى هيئاتنا حين نحب، ولماذا يذكروننا بها . . بما كنا وما أصبحنا .. وما كان يمكن أن نكون .. أذكر كيف وصفتنى لحبيبتك وكيف حرتما فى إنقاذى فبحثتما عن طينية من عينتى تصلح لى .. لكننى والحق أقول لك .. أبدا لم أشعر بأشواكى ونحن على الأرصفة معا نقول الوهم والحلم .. لم أشعر بانهيارى الوشيك بينما الأرض أسفلنا تهتز..
فقط ..
أنت ذهبت .
وهى تذكرنى بماضيها، فألعنك فى سرى بينما ينتفض القلب بالذكرى.. تخبئ عنى صورها الشاحبة فى خجل أوشك أن أحتضنه، وأمزق لنفسى صورا أكرهها و أخرى أحبها..
يا صديق ..
الآن أرى ..
من يحب لا يرى ..
صديقى الذى كان ينصت لتخاريفى ويصدقها ..
أنا متعب .. متعب حقا ..
حتى الكتابة فقدت معناها، لأننا يا صديق حين نكتب نفقد ذواتنا ، ننحل ونتحول إلى كائنات ضالة تبحث عن سكن، وتلتقط من الأرض ما تُعمل فيه أسنانها ..
نخسر يا صديقى .. نخسر حين نعرف .. نخسر حين لا نعرف .. ومع كل أوهام الرؤية والفهم.. حين نكتب نرى .. وحين نرى تفجعنا الرؤية . الرؤية مفجعة يا صاحب .. فإلى متى نتحمل هذا العار .. والكلمات هنا داخلي، تنبعث من يدى التى أسند بها عجوزا لتعبر الطريق .. أتنفسها وأنا أبتسم لامرأة ضامرة فتنتقل إليها البسمة، لم يعد العالم بحاجة إلى أنبياء جدد .. صدقنى .. نحن الكلمة..
أراك تهز رأسك الآن بينما تسحب أنفاسك الزرقاء من السيجارة الملفوفة بمحبة .. تنفخ الأزرق وتبتسم .. رومانتيكية لعينة .. أعلم .. أعلم يا سيدى أعلم .. كف عن الضحك .
د. يحيى
شكراً لك يا وليد
والشكر طبعا لمن وصل إلى هذه الصفحة الثلاثين
مع الاعتذار الواجب.