الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (58): “ماقدرشى احب اتنين، عشان ماليش قلبين” (صح! أم خطأ!)

التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (58): “ماقدرشى احب اتنين، عشان ماليش قلبين” (صح! أم خطأ!)

نشرة “الإنسان والتطور”

30-9-2009

السنة الثالثة

العدد: 761

 

وها نحن نعود مرة أخرى نفتح ملف باب التدريب عن بعد، وربما يعود الفضل للدكتور منير شكرالله الذى ذكرنا بباب “استشارات مهنية” وإن كان هذا وذاك على حساب أحد يوَمىْ باب “دراسة فى علم السيكوباثولوجى” الكتاب الثانى، دعونا نرى…!!

 

التدريب عن بعد:

الإشراف على العلاج النفسى (58)

 (سوف نكرر فى كل مرة: أن اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى التدريبى، وكذلك فإننا لا نرد أو نحاور أو نشرف إلا على الجزئية المعروضة فى تساؤل المتدرب، وأية معلومات أخرى تبدو ناقصة لا تقع مناقشتها فى اختصاص هذا الباب).

 

“ماقدرشى احب اتنين، عشان ماليش قلبين” (صح! أم خطأ!)

د. أحمد عبد المعطى: هو عيان عندة 27 سنة الاول من ثلاثة معاه ليسانس أداب لغة انجليزية بيشتغل فى شركة فى خدمة العملاء وبيشتغل بعد الظهر مترجم فى مكتب ترجمة وهو حضرتك حولتهولى من اربع شهور، كانت شكوتة الرئيسية انه مرتبط ببنتين ومش عارف يختار يكمل مع مين فيهم، انا سبت الموضوع ده وأشتغلت معاه فى حاجات تانية كتير، هو عموما متردد ما بيعرفش ياخذ قرارات اشتغلت فى نجاحه فى شغله وعلاقته بوالدته، وهو والده متوفى وهو مرتبط بوالدته جدا، وهى برضه، فمثلا هى كل يوم يقوم من النوم تكون مسحاله الجزمه، والفطار يلاقية جاهز، يصحى من النوم تجيب له العصير لحد عنده، وهو مشكلته الرئيسية إن هو مرتبط ببنتين مش عارف يكمل مع مين فيهم

د. يحيى: انا مش عارف “مرتبط” يعنى إيه بالضبط

د.أحمد عبد المعطى: واحده فيهم متقدم لها فعلا وملبس دبل

د. يحيى: والتانية؟ مرتبط باتنين يعنى بيقابل بنتين ويصاحب بنتين؟ ويبوس بنتين؟ ويكلم بنتين؟ فى نفس الوقت ولا إيه؟

د.أحمد عبد المعطى: لا لا هو متدين، هو ده يعنى اللى مخليه مش عارف يعمل حاجة لا مع دى ولا مع دى

د.يحيى: لسه برضه كلمة “مرتبط” غريبة علىّ شويه مش هوّا اتقدم لواحدة

د.أحمد عبد المعطى: آه، وخطبها فعلا

د.يحيى: بقاله أد ايه؟

د.أحمد عبد المعطى: بقاله شهرين تقريبا، يعنى رسمى من شهر ونص

د.يحيى: والثانية؟

د.أحمد عبد المعطى: والثانية زميلته فى الشغل يعنى عاطفيا هو حاسس إنه قريب منها وعايز يكمل معاها

د.يحيى: طيب مش تستعمل كلمة احسن شويه من كلمة “مرتبط” دى، تقول خاطب واحدة وبيحب واحده مثلا، وعنده الصعوبة الفلانية

د.أحمد عبد المعطى: هو انا اشتغلت معاه كتير فى ده، وهو متردد وما بيعرفش ياخذ قرارت ما بيقدرشى يتكلم مع الناس، رغم انه شغال فى خدمة العملاء كويس،

د.يحيى: بتقول بيشتغل شغلة كويسة أو شغلتين مش كده، بياخد كام

د.أحمد عبد المعطى: هو ألاول كان بياخذ فى المكتب ألى بيشتغل فيه 350 جنيه ودلوقتى بياخذ 900جنيه لمجرد بس انه مش قادر يطلب اكتر، والصبح بيأخذ حوالى 1200 جنيه، زادوا دلوقتى لانه اترقى

د.يحيى: طيب، هوه عنده 27 سنة، وده دخله، يبقى يعنى ماشى الحال وناجح فى السن ده، وفى ظروف البلد دى

د.أحمد عبد المعطى: أيوه فى خلال الأربع شهور حقق نجاح ورا نجاح

د.يحيى: أنت قلت لى عنده كام اخ وكام اخت؟

د.أحمد عبد المعطى: هو ألاول من ثلاثه بنتين اصغر منه، واحدة متجوزة ،وواحدة مخطوبة

د.يحيى: ابوه بيشتغل ايه؟

د.أحمد عبد المعطى: أبوه متوفى

د. يحيى: من امتى؟

د.أحمد عبد المعطى: متوفى دلوقتى بقاله 10 سنين

د.يحيى: يعنى كان عنده 17 سنة، وبتقول خطب من شهرين؟

د.أحمد عبد المعطى: أيوه

د.يحيى: وبعدين؟

د.أحمد عبد المعطى: لما خطب بدأت تطلع تانى على السطح مشاعره ناحية البنت زميلته، فخطيبته عارفه وبتقول له أنت حاتكمل معايا ولا لأ، وهى البنت التانية دى عارفة انه خاطب، وشايفه الدبله وبرضه بتقول له انت حاتكمل معايا ولاّ إيه

د.يحيى: انت بقى شخصيا لقيت نفسك بتحب مين فيهم؟ بتحب أنهى فيهم؟.

د.أحمد عبد المعطى: باحب اللى هو بيحبها، أظن اللى مش خطيبته

د.يحيى: يعنى ده اللى وصل لك؟

د.أحمد عبد المعطى: يعنى أنا صدقته

د.يحيى: بس باين هوّا مش مصدق نفسه

د.أحمد عبد المعطى: بصراحة أنا شايف إنه فرحان بالنجاح اللى هو حققه فى شغله أكثر من أى حاجة ثانيه، زى ما يكون النجاح هو يمثل له حياته الثانيه الأصلية، والعواطف تيجى بعدين.

د.يحيى: إيه هى العواطف اللى تقصدها؟

د.أحمد عبد المعطى: زى ما يكون وجود البنتين بالشكل ده مبرر إنه مايكملش مع أى واحده فيهم، وساعات باحس إنه بيتمنى إن أى واحده فيهم تقطع العلاقه بس من ناحيتها، يقوم هوّ يتدبس فى الثانية وخلاص

د.يحيى: طيب وامه؟

د.أحمد عبد المعطى: مالها؟

د.يحيى: ما يتجوزها ويريح دماغه؟

د.أحمد عبد المعطى: أنا حسيت حاجة زى كده برضه، أمه على ناحية، والنجاح على ناحية، زى ما يكون ما عادتش محتاج حاجة

د.يحيى: برافو عليك،

د. أحمد عبد المعطى: لما كنت باضغط عليه فى اتجاه أى واحدة فيهم، يروح جايب سيرة أمه واللى بتعمله له بمناسبة ومن غير مناسبة، مش مخلياه محتاج حاجة.

د.يحيى: الله نور، السؤال بقى؟

د.أحمد عبد المعطى: السؤال هوّ أنى بدأت أحس هو دلوقتى بقى يستغل العلاج النفسى إنه هو بيقول لهم: دى، ودى: انا مش قادر آخذ قرار، أنا باتعالج انا باروح للدكتور، ولما حاخلص علاج حاقدر آخذ قرارى، وأنا مش عارف بيعمل كده إزاى؟ وليه؟

د.يحيى: طيب يا أخى ما أنا غششتك الإجابة

د.أحمد عبد المعطى: إنه متجوز امه يعنى؟

د.يحيى: يعنى!!

د.أحمد عبد المعطى: طيب أنا اعمل أيه دلوقتى

د.يحيى: هو الفكرة الأولانية بالنسبه لى، أنا شايفها غريبة شويه، إن النجاح يحل مشكلة جوعه العاطفى، إنما الفكرة الثانية، يعنى علاقته بأمه اللى بتلمع له الجزمه، وتحضر له الشاى وأبوه مات وهو عنده 17 سنة وهو الولد الوحيد على بنتين، أظن دى هى اللى عامله شغلانه، أنا فاكر إن الأستاذ بتاعى ألاستاذ الدكتور عبد العزيز عسكر سنة 1959 قالى ماتعملش علاقه مع واحده لوحدها لمده اكتر من 6 اشهر، وإلا حا تلاقى نفسك متجوزها، العلاقة تبقى فى الأمان لما تكون مع اتنين مع بعض، وتبدل واحدة منهم كل ست أشهر، طبعا أنا لا عملت ده ولا ده، الجدع بتاعك ده زى ما يكون بيحمى نفسه من مسئولية الجواز من الارتباط بأنه يقف فى وسط السلالم قصاد البسطة بتاعه شقة أمه، وهات يا نجاح لها، يمكن نجاحه هو لأمه أكثر ما هو لنفسه، وكده أقدر أفهم سؤالك الأولانى عن النجاح

د.أحمد عبد المعطى: أنا باشوف إن النجاح بيقى ساعات بديل للعلاقه

د.يحيى: بتشوفه ساعات بديل عن العلاقة، ولا تعويض لقلة العلاقة؟ فعلا، الظاهر أن الخوف من الحب أكبر من الخوف من النجاح.

د. أحمد عبد المعطى: يعنى أعمل إيه دلوقتى.

د.يحيى: أنا رأيى إنك تكمل معاه ما تستعجلش، ويا دوب هوه عنده 27 سنة، وشاطر وناجح، أنت مستعجل عليه ليه؟

د.أحمد عبد المعطى: أنا مش مستعجل، بس أنا شايف أن خطيبته بدأت تقلق على مستقبلها

د.يحيى: عندك حق، دى مسئوليتنا برضه، فعلا، دى لو أختك أو بنتك مش أنت حتقلق على مستقبلها برضه؟

د.أحمد عبد المعطى: طبعا

د.يحيى: يبقى فى الحالة دى نفهم إن استعجالك له لزمة، عشان ما يقعدش معلق البنت ويضيع عليها فرص يمكن أحسن منه.

د.أحمد عبد المعطى: هو الضغط بتاعى فى المرحله دى يمكن بسبب ده، يعنى هى بتقول له أنا بتيجيلى ناس ومحتاجه قرار وهو طبعا مافيش قرار

د.يحيى: ده صحيح، لأن فيه طرف ثالث فى الموضوع، والقرار لازم ياخده بسرعة كمان الطرف الثالث ده برضه مسؤليتك أمام ربنا، هى مالها دى ولا دى، وبعدين يمكن سيبانهم يكون احسن له، ويكتفى هوه بدور امه دلوقتى.

د.أحمد عبد المعطى: يعنى أضغط عليه فى أى اتجاه بقى

د.يحيى: يا عم تضغط إيه واتجاه إيه؟ الأول نفطمه من أمه، ونحترم البنتين مش بنت واحدة، وياريت تعرف توصل لهم من خلاله إنه مش قد الجواز دلوقتى، ويكمل نجاحه مادام أنت شايف إن النجاح له أولوية فى المرحلة دى

د.أحمد عبد المعطى: ما هو كده مش حا يتفضل له غير عواطف أمه

د.يحيى: ليكن، إذا كانت دى هى مرحلة نضجه، يبقى محتمل لما يتزنق بصحيح بعدين، يفوق ويزق البزّ لوحده، وساعتها يمكن يكون بقى يقدر يتخذ قراراته بشكل أنضج وأشجع

د.أحمد عبد المعطى: يعنى اكمل معاه ولا إيه؟

د.يحيى: طبعا، إمال حاتسيبه لأمه تستفرد بيه

د.أحمد عبد المعطى: طب والبنتين

د.يحيى: بصراحة ربنا يسهل لهم

د.أحمد عبد المعطى: طب يعنى أقول له يفرقعهم

د.يحيى: يفرقعهم إيه يا جدع أنت! هوّا يقدر؟ وهوه بالشكل ده؟ إنت واحدة واحدة توصل له أنه مش قد الكلام ده دلوقتى، وإن التردد فى حد ذاته بيدل على إنه من حق أى بنت فيهم تاخد فرصتها وكلام من ده، وده محتاج وقت، يعنى لابد من زمن كافى، وطبعا مش حاتقوله ده بالألفاظ

د.أحمد عبد المعطى: هل ينفع أطلب أقابلهم؟ قصدى البنتين أو اقابل واحدة منهم على الأقل؟

د.يحيى: أظن ده يرجع لعلاقتك بيه، وأعتقد الخطيبة هى المناسبة أكثر لأن دى علاقة معلنة اجتماعيا، بس التانية ممكن برضه حسب كلامه، وده متروك لموافقته برضه

د.أحمد عبد المعطى: أنا لمحت له وهو يمكن يوافق

د.يحيى: بس خلى بالك لازم تكلمهم واحدة واحدة، وإن ده لمصلحتهم من غير ما تشوه صورته

د.أحمد عبد المعطى: أيوه فاهم

د.يحيى: فاكر غنيوه “ما اقدرشى احب اتنين عشان ماليش قلبين”

د.أحمد عبد المعطى: مش قوى، أظن سمعت حاجة كده

د.يحيى: ما هى غنوة قديمة والظاهر طلعت غلط، أهو صاحبك قدر أهه

د.أحمد عبد المعطى: لا ما قدرشى، مش احنا قلنا أنه بيحب أمه بس

د.يحيى: آه صحيح يبقى طلعت صح!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *