نشرة “الإنسان والتطور”
21-6-2009
السنة الثانية
العدد: 660
التدريب عن بعد: (53)
(من العلاج الجمعى)
عود على بدء : لعبة جديدة
“ياه!!!.. دِى طلعتْ صَعْبة بْشـكل!!! ولكن…..”
قبل المقدمة
قلت فى مقدمة بريد الجمعة الماضى أن أبواب هذه النشرة تتصارع للبقاء، لكن بالقانون الأحدث الذى يقول:….. إن البقاء للأكثر تكافلا، وليس بالضرورة أن البقاء للأهم والأضخم، فتبقى الأبواب القادرة على السماح لغيرها بالتبادل والتكامل، وربما الجدل لاحقا.
المفروض أن اليوم هو يوم نشرة باب “التدريب عن بعد”، وكان هذا الباب قاصرا حتى الآن على نشر نص ما يدور من عرض مأزق أو ملاحظة، أو طرح سؤال من متدرب أصغر على مدرب أكبر (شخصى مرحليا)، بأقل قدر من المناقشة المضافة إلى ما دار فى جلسة الإشراف، وظل هذا الباب هو أكثر الأبواب جذبا للتعليقات التى ظهر أغلبها فى باب “بريد الجمعة”. من هذا وذاك تجمع عندى ما يمكن أن تخرج منه كتب ثلاثة على الأقل، لا يقل أحدها عن مائتى صفحة (ورقية من الحجم الكبير) وقد تزيد خمسين أو أكثر إذا أضيف إليها بعض التنظير أو التفسير اللاحق.
ثم إننى لاحظت مؤخرا احتمال، أو قل خشيت، أن أكرر بعض المواضيع المطروحة، بما فى ذلك تكرار تناول نفس المسائل فى جلسات الإشراف، مع أنه مهما تكرر نفس الموضوع، فإنه – كما تعلمنا – لا توجد حالة مثل الأخرى.
ثم فجأة ، تذكرت وأنا أُحِلُّ شرح ديوان “أغوار النفس” محل باب “حالات وأحوال ” (مؤقتا على الأقل)، محتجا بقلة التعليقات على الحالات المنشورة، فجأة افتقدت فتذكرت باب “ألعاب نفسيةً، سواءً علاجية، أو كشفية للشخص العادى وغير المختص، والتى كان يشارك فيها معظم أصدقاء الموقع، الحقيقيين، والمرغمين، وقد انتبهت من جديد إلى أهمية “منهج الكشف باللعب”، وذلك أثناء المقارنة بين المادة التى حصلت عليها من الألعاب فى نهاية كل حلقة من حلقات برنامج “مع الرخاوى”، (قناة أنا) الذى أشرت إليه فى بريد الجمعة الماضى، مقارنة بالمادة التى تخرج من ضيوف البرنامج والتى نحصل عليها من المناقشات والحوار أثناء البرنامج، فوجدت أن الأولى (اللعب) أكثر كشفا وتحريكا، بما لا يقاس.
فلماذا اختفى باب الألعاب النفسية من نشرة الإنسان والتطور هذه هكذا مع أنه أصلح وأذكى؟
تماشيا مع فكرة “صراع البقاء” تكافلا بين أبواب النشرة رجَحَت كفة منهج الألعاب “مؤقتا أيضا”، ولكن تحت لواء باب “التدريب عن بعد“، وتبرير ذلك هو كما يلى:
o لا يقتصر التدريب (عن بعد أو عن قرب) على الإشراف على العلاج النفسى الفردى
o يشمل التدريب (عن بعد أو عن قرب) حفز نمو المتدرب شخصيا، سواء حالة كونه يمارس العلاج مع مريض، أو يمارس حياته وهو يتعرف على نفسه، ويشارك من حوله فى حوار أو مقارنة أو حركية جدل
o يستفيد المتدرب (عن بعد أو عن قرب) من عرض بعض جوانب ما يدور فى العلاج الجمعى بعد أن أعلنت صعوبة، بل عجزى عن تقديم جلسة كاملة من جلسات هذا العلاج حتى بالفيديو (بهدف التدريب)
o يستفيد غير المختص من مشاركة حركية المتدرب فى علاقته بنفسه، وبالألعاب، فى التعرف على أبعاد هذه المهنة، بقدر ما يستفيد من خلال مشاركته شخصيا فى رحلة نموه.
من كل ذلك، رأيت أن أضمّن باب “الألعاب النفسية”، سواء مع مرضى، أو مع أصدقاء الموقع، أو مع المتدربين، أو مع غير المتدربين، أن أضمنه فى هذا الباب، بالتبادل – غير المنتظم – مع نصوص الإشراف المباشر ما أمكن ذلك.
هل هذا تبرير للتغيير والتنقل؟
ربما !!
ولم لا ؟!!
مقدمة لعبة هذه النشرة
منذ حوالى عشرة أشهر، أو تحديدا بدءا من نشرة يوم 7 أكتوبر 2008، ولمدة أربعة نشرات متتالية، قدمنا تحت عنوان “ما هى أبعاد وطبيعة ما يصل من العلاج الجمعى؟” لعبة جرت فى آخر جلسة لمجموعة علاجية استمرت عاما كاملاً، وذلك فى محاولة كشف التغيرات التى جرت فى كل من المرضى، والمتدربين، والمدرب، على حد سواء وكان ذلك بناء على حوار بين المدرب وإحدى المتدربات، حول ماذا تبقى من هذه التجربة بعد عام كامل. كانت اللعبة تقول :
“لو كنت أعرف إن الموضوع كده، كنت …….”
ولمن لم يعتد مشاركتنا فى الألعاب، نفيده أن اللعبة هى أن يقوم المشارك بترديد المقطع، (تمثيلا بالكلام والوجه والجسد) ، ثم يكمل الجملة كما يشاء، كيفما اتفق (وسنعود إلى تذكرة أكثر تفصيلا بعد قليل).
قلت إننا كنا نحاول بهذه اللعبة التى قفزت إلينا فى آخر جلسة، أن نكشف عن طبيعة ما يصل من هذا النوع من العلاج الجمعى، وقد ناقشنا أنذاك صعوبة تقييم العلاج الجمعى، وبالذات ماذا حقق حتى الآن – بعد عام – لكنها – اللعبة – لم تكن قاصرة على تجربة العلاج، بل وصلت للمشاركين حسب تصور كلٍّ، وجاءت المشاركة من أصدقاء الموقع ثرية ودالة.
وقد وجدت أن لعبة نشرة اليوم تكمل وتؤكد هذه اللعبة السابقة بشكل أو بآخر، فقد جرت أيضا فى نهاية العلاج أثناء هذه الجلسة قبل الأخيرة (عام إلا أسبوعا)، (16 الجارى).
هامش معاد: عن صعوبة تقييم نتائج العلاج الجمعى:
فيما يلى نورد موجزا لمقدمة النشرة السابقة المشار إليها منذ عشرة أشهر عن صعوبة تقييم نتائج العلاج الجمعى:
أولاً: إن النتائج القابلة للتحديد هى النتائج الكمّية، ولعلها تكون فى المسيرة الإنسانية أقل النتائج أهمية، أما النتائج الكيفية (النوعية) فيصعب تصنيفها كما يصعب توصيفها
ثانيا: إن النتائج الحقيقية ،…..، قد تظهر فى تغيرٍ فى الرؤية، فى تحريكٍ فى الوعى، فى تحريك مسئول لعلاقة ما، فى إطلاق لقدرات كانت كامنة أو مختنقة، لكنها عادة لا تظهر فى ما يمكن وصفه أو توصيفه سلوكا محددا كما ذكرنا
ثالثا: إن النتائج الأبقى والأهم عادة لا تظهر بشكل يُرْصَد، إلا لاحقا جدا، (ربما بعد عام أو بعد عشرة)
رابعا: إن النتائج التى نسعى إليها آملين هى جديدة عادة، ويبلغ من جدتها أنه يصعب تسميتها بأبجدية اللغة القديمة أو السائدة (لغة المريض أو حتى لغة المعالج).
خامسا: لأنها عملية تغيير وتغيُّر، وليست مجرد “كم” زيادة أو نقصان، فإن المشارك فى العملية من داخلها هو الأقدر على تقييمها
سادسا: إن اللجوء إلى تقييم عملية العلاج من خارجها يكاد يكون مستحيلا لو كنا نريد أن نرصد حقيقة ما جرى وما يجرى،
(وعلى من يريد أن يعرف تفاصيل ذلك أن يرجع إلى النشرة الأولى )إشكالات التقييم، والوعى “بتغيّرٍ ما”)
ترتيب نشر ومناقشة اللعبة الحالية
سوف نتبع نفس التسلسل الذى ناقشنا به اللعبة السابقة وهو كالتالى:
نكتفى اليوم بنشر نص اللعبة والتعليمات على أصدقاء الموقع، )إشكالات التقييم، والوعى “بتغيّرٍ ما”)
o وندعوهم أن يساهمو فى لعبها قبل أن يتأثروا بما جرى فى المجموعة إذا نحن نشرنا استجابات الأطباء والمرضى أولا.
o ثم قد تعرض عينات من استجابة أصدقاء الموقع فى بريد الجمعة
o ثم نعرض بعد ذلك استجابة الأطباء والمرضى فى هذه الجلسة قبل الختامية (تعريف المشاركين ثم الاستجابات بدون تعليق)
o وأخيرا نقوم بمناقشة هذه الاستجابات لكل من المرضى والأطباء والمشاركين فى نشرتين متتاليتين (قراءة فى استجابات الأطباء)، (قراءة فى استجابات المرضى)
التعليمات
(وهى تشبه كثيرا تعلميات اللعبة السابقة، لأن المطلوب هو ألا تحدد الموضوع جدَّا فى ذهنك، قصدا أو عفوا .
- قد تحضرك خبرة بذاتها، أو قيمة، أو تجربة، تحدد ما هى “دى” اللى طلعت صعبة بشكل!!“ لكن الأفضل ألا تنشن بقصد واع على موضوع بذاته
- إذن: مسموح، ويكاد يكون أفضل، أن يظل الموضوع الذى تشير إليه (أو المسألة) غامضا عليك بشكل ما، ومع ذلك تلعبها!!
- يستحسن أن يكون الموضوع – إذا تحدد فى ذهنك – قد مرَّ عليه عام فأكثر وأنه ما زال ماثلا فى وعيك بدرجة ما، مهما كان غامضا
- ولنضرب لذلك أمثلة بنفس الأشخاص الذين ضربنا أمثلتهم فى النشرة السابقة هكذا:
خبرة د. أميمة رفعت قبل وبعد اشتغالها بالطب النفسى مع ذهانيات مزمنات !!
خبرة أ. د. جمال التركى وهو يتأمل شبكته – شبكتنا- الرائعة بشكل كلىّ وبسرعة،
خبرتى (د. يحيى الرخاوى) بعد سنة وشهر وبضعة أشهر من بداية النشرة .
تفصيل الأمثلة (مع تكرار أن الأفضل ألا تستحضر خبرة بذاتها)
د. أميمة رفعت: “ياه!! دى طلعت صعبة بشكل..!!!! ولكن…” ….
(الموضوع: العلاج الجمعى مع ذهانيات مزمنات)
د. جمال التركى: “ياه!! دى طلعت صعبة بشكل..!!!! ولكن…” ….
(الموضوع: اتساع خدمات ومسئوليات : الشبكة النفسية العربية)
د. يحيى الرخاوى: “ياه!! دى طلعت صعبة بشكل..!!!! ولكن…” ….
(الموضوع: الالتزام اليومى بنشرة الإنسان والتطور لمدة قاربت السنتين)
- تذكر أن ما يحضر، أو لا يحضر، فى ذهنك، “هو المطلوب” و”هو الموضوع” “وهو “دى” التى : طلعت صعبة بشاكل:، دون أن تدخل فى تفاصيل الذكريات، المهم أن تكمل الجملة بصوت عال، وبسرعة مناسبة
- يمكن أن تلعبها جماعة، كما حدث فى تلك الجلسة الختامية لهذه المجموعة العلاجية، أى أن تخاطب صديقا أو أكثر تتصادف جلستكم معاً، مع دعوتهم للمشاركة لكن ترسل لنا استجابتك أنت (إن شئت).
- يمكن أن تمارسها كتابةً، وهذا أسطح (على شرط أن تثبت ذلك فى تعقيبك أو ردّك).
- يمكن أن توجه خطابك لصديق بالاسم، أو تبتدع اسما لصديقة حقيقية أو متخيلة، أو لأىّ من أصدقاء الموقع أو محرريه
- كل ما عليك – مرة ثانية – هو أن تقول لنفسك أو لصديقك “ياه!! دى طلعت صعبة بشكل …..” وأن تكمل بتلقائية بصوت عال ما أمكن ذلك بعد قولك “ولكن …..”.
أشكركم
وأعيد عرض نص اللعبة مرة أخرى
“ياه !! دى طلعت صعبة بشكل..!!!! ولكن…….”
قلها بتمثيل، ثم أكمل من فضلك “أى كلام”
والدعوة عامة