الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تعتعة: لؤلؤة غامضة، وسط كومة قش مشبوهة!!

تعتعة: لؤلؤة غامضة، وسط كومة قش مشبوهة!!

نشرة “الإنسان والتطور”

18-4-2009

السنة الثانية

العدد: 596

تعتعة

تنوية: اضطررت لاعادة نشر هذا الموجز، برغم سبق نشر تفاصيل عنه 11-12-2007، 12-12-2007، 23-12-2007، ردَّا على مقال فوجئت به يكاد يدعو  فى مجتمعنا هذا فى وقتنا بقبول فكرة “السر” أعتذر لمن سبق قراءة التفاصيل.

لؤلؤة غامضة، وسط كومة قش مشبوهة!!

هل هذا وقته يا أبا يحيى؟ هل نحن ناقصون؟

منذ أكثر من عام، كلمتْنى إحدى مذيعات الأوربت، وطلبت منى الاشتراك فى برنامج عن ظاهرة استشرت فى الغرب حتى شغلت عشرات  الملايين، وأسعدت منهم الكثيرين، (كما يقولون)، ظاهرة اسمها “السر”، وتعجبت المذيعة حين أخبرتها  أننى جاهل لا أعرف عنها شيئا، فأخبرتنى أن ثمَّ كتاب، وأن ثمَّ فيلما، وأن الدنيا تضرب تقلب حول هذا أو ذاك، فطلبت منها أن تمدنى ببعض ذلك إن كانت مصرة على مشاركتى، ففعلتْ، وشاهدتُ الفيلم، وتعجبت للترجمة عليه وقد أدخلت أحاديث شريفة، وآيات قرآنية بلا حصر فى نص الحوار والشرح،…، قبلتُ ما قبلت مما قرأت وشاهدت، ورفضت ما رفضتُ، ووجدت وراء هذا وذاك ما يحتاج رأيا ونقدا بشكل ما، وكتبت فى موقعى www.rakhawy.org منذ حوالى عام كامل  أربع نشرات متتالية عن الظاهرة، وطلبت من المعدة الفاضلة أن تقرأها أولا حتى لا تفاجأ بآرائى التى قد لا تسرها، ويبدو أنها قرأتها، وصدق ظنى، ولم تتصل حتى الآن، فنسيت الموضوع.

فى العدد الأسبوعى من  دستور الاربعاء 11 مارس 2009، فوجئت بأن رئيس التحرير، صديقى عن بعد، الذى أتصور أننى أعرف حماسه، وثورته، وطفولته، وغضباته، وسخطه، وأخطاءه، فوجئت به  يكتب عن هذه الظاهرة، ويعتبر أننا مصابون بالفصام لرفضنا “.. المتصلب الاقتناع أو التعامل مع فكرة أو رؤية ينتجها الغرب””إلخ،   أفوّت لك يا أبا يحيى  استعمال كلمة “الفصام” هذا الاستعمال الخائب،  لأن كثيرا من زملائنا يحذون حذوك، أو لعلك أنت الذى حذوتَ حذوهم، لكن الذى لم أستطع أن أفوته هو تعرضك لظاهرة بهذا الالتباس، ونشرها بهذا الحماس، وكأنك نسيت مـَنْ تخاطب، ومتى.

أنا لا أنكر أن فى عمق هذه الظاهرة فكرة تستحق النظر، بل ربما تكون حقيقة حياتية جيدة بشكل ما، حتى أننى عنونت مجموعة مقالاتى حولها بعنوان يقول: “حبة لؤلؤ وسط كومة  قش”، وقد فكرت أن أرسلها لك لتتصرف فيها إن رأيت صلاحيتها للنشر كاملة، وليست مجرد تعتعة، لكننى عدلت حتى لا  أشغل الناس – ناسنا بالذات، خاصة فى وقتنا هذا – بظاهرة لن يلتقطون منها إلا وجهها السلبى كالعادة، استعجالا للحصول على مكاسب سريعة، مادية جدا، لذيذة جدا جدا، وسريعة خالص، وخلاص، لا أظن أن فينا الآن – إلا نادرا- من يريد أن يبذل جهدا كافيا فى البحث عن اللؤلؤة الجوهر فى علاقتنا مع الكون الأعظم كدحا إلى وجه الحق تعالى، الذى سوف يغلب هو أن يقنع الجميع بخيالات تتراقص على لمعة الضوء على أعواد القش، فيتمددون فوقها تحت  شمس الانتظار الكسول،

هل نحن ناقصون يا رجل؟ الآن؟

الشىء بالشىء يذكر: بين الحين والحين أشارك فى مناقشة على فضائية ما ظاهرة العلاج غير التقليدى، ومنه إخراج الجان، وأبحث لها عن تفسير ما.

 فى إحدى هذه المرات، راح (دكتور!) صيدلى يحكى عن خبراته حتى زعم أنه قادر على التفاهم مع الجان لتحريك السحاب، وإثارة الرياح .إلخ، فطلبت منه طلبا أقل من ذلك بكثير، وهو أن يطلب من أصدقائه الجان أن ترجع إسرائيل إلى حدود 1967، (وليس 1948 حتى لا نرهق الجان) – وملعون أبو خريطة الطريق على معاهدة السلام – وهذا أضعف السلام، ووعدته أننى لن أطلب منهم أن يلقونهم فى البحر، لانهم غالبا سوف  يتركون الأرض بأنفسهم لأصحابها من الجان والبشر.

هل هذا وقته يا أبا يحيى؟ لماذ؟ لماذا الآن بالله عليك؟ هل أطلب منك أن تستلهم قانون “الجذب”، فتجذب لنا عدة مليارات نشترى بها خبزا، أو نصحح بها التعليم؟ 

أختم بمقتطف من مقالك حتى لا يحسب الناس أنك لست آخذا بالك، تقول بعد أن أشرت إلى بعض التشابه بين هذه الظاهرة وبين الدعاء وبعض ما ورد فى قرآننا الكريم.، “..ستقول لي: ولماذا لا نعود للقرآن إذن؟ أجيبك يا ريت تعود يا سيدى، لكن لا مشكلة فى الاستفادة من نص دنيوى وعطاء إنسانى وفكر علمى مادام شرح على متن  مفهوم قرآنى، ومتى عرضنا أفكار هذا الكتاب على ثقافتنا فسنجد فيها كثيرا منه،”

بل توجد ألف مشكلة، ثم إن ما قيل ويقال حول هذا “السر”  ليس فكرا علميا، مع أننى لا أقيس نفع الناس بعلم مغلق، له كهنة مغتربون، الذى يريد أن يتناول هذه الظاهرة سوف يجد نفسه فى مجال توسيع مناهج المعرفة، والبحث عن وسائل أحدث لتوثيق علاقتنا بهارمونية الكون الأعظم إلى وجه الحق تعالى، كشفا، ومعرفة، وإبداعا.

وإن شئتَ – أو شئتم – التفاصيل،  فلنا عودة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *