“نشرة” الإنسان والتطور
16-4-2009
السنة الثانية
العدد: 594
أحلام فترة النقاهة “نص على نص”
نص اللحن الأساسى: (حلم 151)
كنا نجلس حوله للسمر الممتع والمفيد تحت الشجرة ويوما استأذن منا دقيقتين لتناول الدواء وصعد إلى شقته ولكنه غاب فأرسلنا أحدنا ليطمئن عليه فوجد الشقة مغلقة بالقفل من الخارج. ومن ثم بدأت رحلة البحث غير المجدية عنه فى جميع مناطقه، وأخذ يساورنا القلق يتساوى فى ذلك المحبون والكارهون والمستفسرون، أما إمام المسجد فقد دعا إلى أداء صلاة الغائب على روح الغائب.
التقاسيم:
…. أثناء سيرى فى السوق الكبير بعد ربع قرن تقريبا لمحت وجها خيل إلى أنه يشبهه ، وأنا أعلم أنه قد تزوج فى صدر شبابه زواجا لم يدم طويلا، وقد أشاعت زوجته عنه ما لا يصح مما لا يتعلق بضعف بل بميول لا يجوز ذكرها بعد رحيله، تصورت أنه ابنه أو على الأقل ابن أخ له وتوجهت دون تفكير نحوه، وناديته باسمه بصوت مرتفع، فرد على الفور والتفت إلى مصدر الصوت ولم يتعرف على وجهى، فأعدت النداء، فأقبل علىّ مهللا وهو يقول: ياخبر عرفت صوتك ولم أتعرف عليك. فتأكدت أنه هو، ولكن كيف لم يكبر يوما واحدا ، وأنا قد بلغت ما بلغت؟ وسألته دون خجل، ودون حسد عن سر شبابه الدائم، فابتسم وقال: السر هو فى القفل خارج الشقة.
قلت فى نفسى: الله الغنى.
****
نص اللحن الأساسى: (حلم 152)
ذهبت مدعوَّا إلى الدار الشهيرة فى الاحتفال بعيدها الذهبى وهناك وجدت البهو مكتظا بمختلف الطوائف وجميع أصناف الكلاب ووقف الداعى فرحب وشكر ورجع إلى الذكريات التى لا تنسى حين هجم عليهم كلب متوحش وكاد يفتك بهم جميعا لولا أن تصدى له رجل جسور فألقى بنفسه عليه ولأول مرة يعض آدمى كلبا حتى امتص منه وحشيته فتغيرت الطبيعة الكلبية وتغيرت معاملة الكلاب للبشر وهاهم يجلسون جنبا إلى جنب فى سلام ويتناولون الحلوى وفى الختام وقفوا جميعا وتغنوا بنشيد بلادى بلادى.
التقاسيم:
خمسون سنة مضت على الاتفاق على ميثاق الدار، ولم ينفذه طرف واحد من المتعاقدين، ومع ذلك كان هذا الاحتفال الذى رحنا نردد فيه النشيد “بلادى” “بلادى”، لكنى لاحظت أن كل واحد قد أخرج من جيبه خريطة بلاده، وراح ينظر فيها وقد انحرف إلى القبلة التى تقع فيها بلاده جغرافيا، أما الكلاب فقد وقفت جميعها على أرجلها الخلفية وقد فردت أرجلها الأمامية أمامها، ولم تنبح وإنما راحت ترقص حولنا رقصة دائرية تمنع أى واحد منا أن يخرج خارج الدائرة، فلم يحاول أحد ذلك حتى انتهى الحفل بسلام.
وتفرقنا ونحن نتواعد على اللقاء فى العيد الماسى.
نحن والكلاب.
****