“نشرة” الإنسان والتطور
9-3-2009
السنة الثانية
العدد: 556
يوم إبداعى الخاص:
من الشعر العامى
أكتشفت أننى استشهدت بأربعة أبيات
من مقدمة ديوانى “أغوار النفس” عدة
مرات فى هذه النشرات منذ صدورها،
وكلما قرأتهم، يصلونى بشكل آخر، لشأن آخر.
قلت: ليحـّلوا ضيوفا اليوم مع من يسندهم ممن ينتمى إليهم
من نفس المقدمة.
شقاوة قلم
المقتطف الأول
……………..
مرّ الهوا صفَّرْ، سِمْعِنَا الصوتْ كإن النَّعْـش بِيْطلّع كَلاَمْ:
”لأْْ..، لسّهْ..، إسْكُتْ،.. لَـمْ حَصَلْ.
سيِمَا .. ، ياتَاكْسِى، .. لسَّه كامْ ؟”
أىّ كلام.
ألفاظْْ زينَهْ، مَسْكيَنهْْ،
بتزقْزَقْ، وتْصَوْصَوْ،
.. وِخَلاَصْ!!
****
المقتطف الثانى
……………..
اللفظ ماتْ مِنْ ركنِتُهْ.
من لعبة العسكرْ وطول تخبــيّـتـُه،
ظرف رصاص فاضى مصدّى فْ علبتــه.
لما القلم سنه اتقصفْ
عملــته تلبيسهْ تــمــكـّنْ ماسكتهْ،
واهى شخبطه.
****
المقتطف الثالث
…………….
كل القلم ما اتقصف يطلعْ لُـه سن جديدْ،
”وايشْ تعمل الكـلْمـَةْ يَابَـا، والقدَرْ مواعيدْ”؟
خلق القلم مِالعَدَمْ أو راقْ، وِ.. مَــلاَهَا،
وانْ كان عاجبْنٍى وَجَبْ،
ولاّ أتنّـى بعيدْ.
****
المقتطف الرابع
………….
قلت انـَا مشْ قدّ قـَلـَـمِى.
قلت انا يكفينىِ أَلـَمـِى.
قلت أنا ما لى، أنا اسـْترزَقْ واعيشْ،
والهربْ فى الأسْـَتـذَةْ زيّـُــهْ مافــيشْ،
والمراكزْ، والجوايزْ، والـَّذى ما بـْيـنِـْتـهيشْ
قلت اخبِّى نفسى جُـوَّا كامْ كتابْ.
قلت أشـْغـِـلْ روحى بالقولْ والحسابْ.
والمقابلاتْ، والمجالسْ
والجماعةْ مخلَّصـِينـْلـَكْ كل حاجـَةْ. أَيْـوَهْ خـَالـِصْ.
بس بـَرْضـَك وانت “جالسْ”.
****
المقتطف الخامس
……………….
القلم صحصح ونطّ الحرْف منُّه لْوَحدُه بِيخزّق عِينَىَّ،
وابْتْدا قَلمِى يِجَرّحنى أنا.
قالِّى بالذمَّةْ:
لو كنت صحيح بنى آدمْ،.. بـِـتـْحِسْ،
والناس قدامك فى ألـَمُهمْ، وفْ فَرَحْتِهُمْ،
وفْ كسْرتهم، وفْ ميلة البخْتٌ،
مشْ ترسـِمـْهُم للناسْ؟
الناس التانيةْ؟
إٍللى مِشْ قادْرَهْ تقولْ: “آه” عَنْدِ الدَّكْتورْ.
أصل “الآه” المودَهْ غاليهْ،
لازم بالحَجْزْ،
لازم بالدورْ.
مش يمكن ناسْنا الَغْلبَانَهْ إِللى لِسَّه “ما صَابْـهَاشِ”. الدورْ؛
ينتبهوا قبل الدُّحْدِيرَةْ – قبل ما يغرقُوا فى الطينْ.
ولاّ السَّبُّوبه حَاتتعْطَّلْ لَو ذِعْت السِّر؟
ولاّ انْتَ جَبَان؟
****
المقتطف السادس
…………………
بصراحة انا خفت،
خفت من القلم الطايحْ فى الكلّ كـَلـِيلـَهْ.
حيقولُوا إٍيه الزُّمَلاَ المِسْتَنِّيَهْ الغلْطَهْ؟
حيقولوا إيه العُلَـماَ المُكْنْ
(بِسكون عَالْكَافْ .. إِوعَكْ تغْلَطْ)
على عالِم، أو مُتَعَالم: بيقولْ كَماَ راجِل الشَّارع
…………
****
المقتطف السابع
…………………
القلم اتهز فْ ايدى،
طــلّــعْ لى لسانُهْ،
ما يقولوا!!
حد يقدر يحرم الطير من غُـنَـاهْ؟!
من وليف العش، من حضن الحياهْ؟ !!!
تطلع الكلمة كما ربِّى خلقْها،
تطلع الكلمة بْعَـبلْها،
تِبْقَى هيّا الِكْلمة أَصْل الكُونْ تِصَحِّى المِيِّتِيْن.
والخايفْ يبقى يوسَّعْ،
أَحْسن يطَّــَّـرْطـَش،
أو تيجى فْ عينه شرارة،
أو لا سـَمـَحَ الـلّه
يِكْتِشِفِ انُّه بِيْحِسْ.
****
المقتطف الأخير
……………..
اللفظ قام من رَقْدِتُـه.
ربك كريم يِنْفُخْ فى صُورْتُه ومَعْنِتُه.
يرجع يغنى الطِّير عَلَى فْروعِ الشَّجَرْ.
ويقول”يارب”،
وتجيله ردَ الدعْوَهْ مِنْ قَلْبُه الرِّطِـبْ.
………
ألفاظ بتهِزّ الكُونْ،
وبتضربْْ فى المَلْيَانْ،
وتنوّر قـلب الضِّحْكَةْ،
وبتفضَحْ كِدْب السَّاكِتْ،
وبتفقسْ كل جبانْ.
****