الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

“نشرة” الإنسان والتطور

6-3-2009

السنة الثانية

العدد: 553

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

احتلت التعقيبات على نشرة “التدريب عن بعد” (الإشراف على العلاج النفسى) أغلب بريد اليوم، وربما يرجع ذلك إلى صعوبة وأهمية ما جاء فى تلك النشرة بشكل خاص.

هذا وقد أجلنا الحوار حول موضوعين أساسين لأهميتهما وطولهما:

 الأول: هو استجابات الصديق م. محمود مختار على ما نشر من مشروع الاستبيان حتى الآن، وقد رأينا أنه من الأنسب أن ننشرها مجتمعة بعد الانتهاء من نشر عبارات الاستبيان المقترحة، آملين أن يواصل سيادته الاستجابة لها (من 1 إلى 500) لعلها لتكون نموذجا محدودا لبعض ما نحن بصدده.

والثانى: هو “ملاحظات نقدية” من د. أميمة رفعت على أحلام وتقاسيم فترة النقاهة.

وسوف ننشرها فى أحد ايام الأثنين أو الخميس بعد استكمالها لأهميتها واستقلالها، مع احتمال التعقيب عليها أو الاكتفاء بها،

 ويحل ضيف عزيز فى بريد اليوم هو الابن الجميل أ.د. رمضان بسطاويسى الذى انتظرته طويلا طويلا لعل وعسى!

****

التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (37)

 فصام الجسد عن الذات، وعمليات الوصل دون تخدير!!

د. مدحت منصور

أذكر أنني قد شاهدت برنامجا باسم “سلطان الخوف” كان يتحدث عن توجيه الشعوب بخلق شئ يخافونه وخرافة يؤمنون بها، فإذا كان سلطان الخوف يوجه شعوبا بأكملها فما المانع أن يوجه بنت عندها 14 سنة وأخ وأخت أكبر بقليل أظن مع قلة الخبرة وقلة الدعم ، أما المعتدي (المبتز) فيجرب وكلما نجح زاد من الضغط تدريجيا، وزادت سطوة سلطان الخوف تدريجيا أيضا (ذنبه استسلم) وكثير هم من يستسلم.

 رأيت في تكسير فوانيس السيارة ثأراً وغلا، والفضل يرجع لدعم كل من الطبيب ومجموعة الدعم فوجدت البنت من تستند عليه ولم تشعر بذلك الضعف الناجم عن الوحدة فالطبيب أيقظ مشاعرا قديمة انتهت بذلك الفعل والذي يقول “أنا مش خايفة منك أهه وبتحداك كمان”.

د. يحيى:

أعتقد يا مدحت أن هذا تفسير مباشر أكثر من اللازم، أنا أيضا خشيت أن يكون هذا العدوان هو علامة على أن العلاقة – برغم شذوذها والظلم المحيط بها – مازالت تمثل شيئا خاصا داخل داخل هذه المريضة، أكثر من ظاهر الرفض والندم وعمق الألم.

د. محمد على

أولاً، أحب أشكر حضرتك على الحالة دى، مهمة فعلا، ونفسى أتعلم من حضرتك كثيرا من خلالها وحتى انى باقترح ان مقدم الحالة يعود إلينا بما وصل له كل فترة علشان نتعلم كلنا، أنا مش عارف أتكلم على إيه ولا على إيه؟

د. يحيى:

أعتقد أننا سنعود إليها حسب حاجة المعالج أولا بأول

د. محمد على

يبدو كسر الذراع والاغتصاب وكأنها عايزه لذة ولكن من غير ماتكون مسئولة، والدليل العلاقات اللى بعد كده اللى على البحرى

د. يحيى:

لا أظن، ليس هكذا تماما

د. محمد على

أنا مش فاهم ايه علاقة كسرها لفوانيس اخينا ده

د. يحيى:

برجاء قراءة ردى على د. مدحت حالا

د. محمد على

حاجة ثالثة هو ايه اللى احنا عايزين البنت دى توصل له؟ يعنى إيه الهدف اللى احنا رايحين له؟

 د. يحيى:

هو هو ما نرجوه لأية مريضة، وربما لأى إنسان

د. رمضان بسطاويسى

رواية دميان لهرمان هسه تفسر هذا الغموض في موقف الفتاة مِمّن يبتزها

د. يحيى:

شكرا يا عم رمضان، أين أنت يا رجل؟

لقد سبق أن قدمنا رواية دميان فى إحدى الندوات الشهرية بالمقطم، وكتبت عنها نقدا كاملا يا د.رمضان، أود أن أطلعك عليه فهو لم ينشر بعد، وأهمية هذه الرواية فى تقديرى هى علاقتها بفكر كارل يونج بالذات الذى قام أحد أتباعه بمساعدة هرمان هسه فى أزمته الشخصية،

أما ما أشرتَ إليه من ملاحظة على الحالة وربط بعض غموضها بما جاء فى دميان، فأنا أحتاج إلى تفصيل أكثر لرأيك، لأناقش وجه الشبه الذى أشرت إليه، لأننى أشعر أننى لا أتفق معك إلا قليلا.

د. رمضان بسطاويسى

 هل العلاج فرجة من قبل الطبيب أو مسئولية.

د. يحيى:

أعتقد أن كثيرا مما نشر فى هذه النشرات تحت باب “التدريب عن بعد”، قد تناول مسألة الفرجة هذه بكل التفاصيل فى نشرة 5-2-2008 “عن العلاج النفسى وطبيعة الإشراف عليه”، ونشرة 19-10-2008 “عن الطبيعة البشرية وخطوات وجرعة تنظيمها” وهو ما سيصدر قريبا فى كتاب أرجو ألا تبخل علىّ بقراءته حتى لو لم تعقب.

 د. رمضان بسطاويسى

…. وحينها يقول (الطبيب) لا أعرف، ويترك الأمور بدلا من التورط؟

د. يحيى:

يترك الأمور لمن؟ وأنت سيد العارفين!

د. رمضان بسطاويسى

سألني طالب عن أصوات تحدثه بأمور علمية عميقة أشرحها لهم في المحاضرة ويجيب فيها عن تسساؤلات جادة، قلت له يذهب للقصر العيني ويطمئن على نفسه من تطور هذه الأصوات، لأنني غير متخصص وحين ذهب ورجعحكى أن بعض الأطباء لا يحبون شغلهم ويريدون أن يعرفوا لأنفسهم وليس لحاجة المريض.

د. يحيى:

أولا: أرجو – كما تعلمنا سويا – ألا تأخذ الرأى من مصدر واحد، من يدرى، ماذا جرى بالضبط، من وجهة نظر الطبيب؟

ثانيا: أنا أرحب بمثل هذه الأصوات التى يسمعها الطالب، أرحب بها مرحليا –خاصة إذا كانت جادة مثل هذه الحالة، نحكى ما تدرسه أنت له، أرحب بها- حتى لو كانت مرضا صريحا، فهى أصوات حقيقية، كل ما فى الأمر أنها صادرة من الداخل، يسمعها بأذنه الداخلية غالبا، فلابد من احترامها إذا كانت بقية حياته تسير سيرا حسنا ويمكن الرجوع إلى نشرة 4-12-2007 “العين الداخلية (والأنف الداخلية كذلك”، فقد تناولنا منها بعض ذلك، ولنا عودة.

وبعد:

لقد كنت فى وعيى يارمضان طول الوقت حين بدأت كتابة هذه النشرة اليومية منذ حوالى عام ونصف، وكنت دائما أنتظر نقدك وتوجيهتك وتصحيحك لها ولغيرها مما نشر لى مؤخرا.

لقد ترددت أن أرسل اعمالى الأخيرة إليك، كانت آخر مكالمة معك على ما أذكر حين أخطرتك برفض “عالم المعرفة” أن ينشر لى الكتاب الأهم بحجة أن هذه أمور لا تهم “عالم المعرفة”، وقد نشر نفس الكتاب لاحقا عن المجلس الأعلى للثقافة بعنوان “حركية الوجود وتجليات الإبداع”، لكن أحدا لم يتعرض بأية إشارة إليه لا من النفسيين (أطباء وغيرهم) ولا من النقاد ولا من المبدعين، فتصورت أن “عالم المعرفة” كان على صواب!!! مع أن هذا الكتاب ربما يكون علامة فى فكرى أكثر دقة من “دراسة فى علم السيكوباثولوجى” والذى عرّفك على فكرى منذ ربع قرن أو يزيد.

كما تم نشر نقدى لأصداء السيرة الذاتية لمحفوظ “أصداء الأصداء” عن طريق المجلس أيضا، ثم كتاب “تبادل الأقنعة وهو من إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة، (وفكرته كما تعلم هى: التفسير الأدبى للنفس وليس العكس).

وأخيرا صدر الجزء الثالث من ثلاثية المشى على الصراط “ملحمة الرحيل والعود” وكان لك رأى طيب فيها وهى مسودة بعد، قبل التنقيح الأخير، لعلك تذكره، وكذلك نشرت الهيئة، فمكتبة ميريت الطبعة الثانية من الجزأين (الأول: “الواقعة” والثانى “مدرسة العراة”) من الثلاثية، وسوف أرسل لك كل هذا – مع أنها كلها فى الموقع- على شرط ألا تحرمنى من رأيك ونقدك وتوجيهاتك ومشاركتك بالنسبة للنشرة وغير النشرة..

شكرا يا رجل

 أوحشتنى.

أ.د. فائقة محمد بدر

لم توضح العلاقة بين الوالدين، وظهر لي أن الأم كانت هي المسيطرة على الأب لذلك استسلمت البنية للواد الأول ووجدت فيه ما افتقدته في والدها وكان خوفها من والدتها، وبعد وفاتها فتحتها على البحرى.

د. يحيى:

لا، لا، لا، يخيل إلىّ أن الأمر ليس بهذه البساطة،

أنا أحذر عادة من مثل هذا التفسير بالارتباط السببى الخطى هكذا!!

أ.د. فائقة محمد بدر

 لماذا لم يتساءل الوالدان عن عدم ذهابها الى المدرسة؟ ما هو دور الأخ عندما علم بالموضوع؟

هل هو التواطؤ معها؟ ولماذا غيابها عن البيت لم يكن محل تساؤل الأب؟

د. يحيى:

قلنا فى هذا الباب عدة مرات أننا نناقش النقطة المحددة التى يعرضها المعالج للإشراف، وأنه ليس مثل باب “حالات وأحوال” التى نقدم فيه الحالة مكتملة تقريبا.

كل هذه التساؤلات مفيدة، ولا توجد لها عندى إجابة جاهزة، إلا ما ورد فى الحوار بين المشرف والمعالج.

أ.د. فائقة محمد بدر

أعتقد أن المريضة لم تُغتصب كما تقول، وإلا لما أستمرت العلاقة بينهما بهذا الإصرار، يعني ان هناك استمتاع من الطرفين ومن خبراتي، أجد أن بعض الحالات فيها مبالغة واستدرار عطف الآخرين.

د. يحيى:

لا أظن أن ثم استدرار عطف هنا بقدر ما هو أمل فى عون حقيقى، حتى لو كانت الفتاة قد شاركت فى الحدث طوال تلك المدة كما أشرنا فى نص الاستشارة والرد عليها، وأنا متحفظ طول الوقت ضد لهجة الاتهام على طول الخط هكذا.

أ.د. فائقة محمد بدر

مؤشر ذلك انتظامها فى الحضور وتنفيذ كل ما يطلب منها لذلك لابد من التعرف على الواد المغتصب وأخذ أقوله لأن المعلومات كده ناقصة.

د. يحيى:

هذه هى طبيعة هذا الباب: “المعلومات الناقصة”،

 ثم ألم تلاحظى يا د. فائقة تعبيرك “أخذ أقواله” نحن لسنا وكلاء نيابة، وليس فى الإمكان إحضاره بالقوة الجبرية.

 ما هذا بالله عليك؟

أ. يامن نوح

هى الحالة فعلا مثيرة..وتستحق التعاطف..انما الحقيقة من اول ماابتديت قراية الموضوع كان عندى مشكلة..وهى انه مفيش أعراض..يعنى لم يذكر فى سرد الحوار إيه هى الأعراض اللى ظاهرة على البنت او هى جت تشتكى منايه المعالج هو قال انها بتشتكى من رهاب اجتماعى ولكنه قال انه مش مصدق ده..وبعدين الدكتور الرخاوى اتكلم عن رؤيته للـ “بنت” من كذا وجهة نظر لكن انا مالقيتش رؤية للـ “مريضة” او للـ “مرض”..او يعنى ببساطة..هو احنا فى الحالة دى المفروض نعالج ايه بالظبط؟

د. يحيى:

اختزال المريضة إلى أعراض، لا يتفق كثيرا مع طبيعة العلاج النفسى، أنا لا أنكر أهمية الأعراض، وما ذكر منها يكفى، أما تطور أطوار وإمراضية (سيكوباثولوجية) الحالة هكذا، فهو الأخطر والأهم، وقد أخذ حقه فيما عرض.

ثم إننا فى هذا الباب – كما ذكرت حالا لـ.. أ.د. فائقة إنما نناقش الجزء المعروض، لا نعرض حالة متكاملة لها أعراض وتشخيص وكلام من هذا.

أ. عبير رجب

لا أعلم سر موافقة هذه المريضة على كل هذا الاستغلال والاستسلام، فلابد من وجود موافقة ضمنية منها، لا أعلم سببها وإن كنت أميل إلى كونها تحصل على مكسب ما.

 د. يحيى:

لعلك لاحظت يا عبير أن كل الحوار الذى دار فى الإشراف إنما يشير إلى مشاركة المريضة فى المسئولية بمستوى معين من وعيها (لا أحب أن اسميه اللاوعى) الحديث عن المكسب والخسارة على هذا المستوى الذى جاء فى تساؤلك يبعدنا عن الموقف العلمى (الإمراضِى = السيكوباثولوجى) ويقربنا من الموقف الأخلاقى المسطح الذى لا يخلو من اتهام، لو اردنا أن نحسب المكسب والخسارة، فلابد أن نحسبها –الآن- على مستوياته المتعددة، أى اعلى كل مستويات الوعى المتاحة والمفترضة، ثم نحسبها على المستوى الطولى أى بلغة النمو والتكامل، أى ماذا تكسب المريضة “كلها على بعضها” فى نهاية النهاية؟

أ. إسراء فاروق

تعرض هذه الفتاة لحادثة الإغتصاب فى تلك المرحلة التى يبدأ فيها تشكل الهوية – بشكل أكثر حساسية- أعتقد أنه من العوامل المنذرة بمآل سيىء.

د. يحيى:

عندك حق، ودعينى أقترح عليك أن تقرئى رواية “اسم آخر للظل” لكاتب شاب (أو كان شابا ولا أعرف رحلة تطوره الآن) هو حسنى حسن، وفيها يذكر خبرة البطلة فى هذه السن الباكرة وقد اغتصبها خالها، وهى خبرة فريدة تتفق مع رأيك بشكل يكاد يكون مطابقا.

أ. إسراء فاروق

تورط هذه الفتاة فى علاقة أثناء مرحلة المراهقة، سواء كان بالغصب أو الرضا، واستكمالها لهذه العلاقة لمدة 4 سنين ثم البحث عن شىء ما، يغذيها من خلال علاقات جنسية أخرى، يجعلنى أتساءل: ما الذى يمكن أن يعطيه لها المعالج مقابل أن تتوقف عن تلك العلاقات.

د. يحيى:

من هنا يا إسراء تزداد الصعوبة فعلاً، وهذا مبرر كاف للجوء المعالج الأمين إلى الاستشارة فى الإشراف.

د. نعمات على

فى رأيى انه لايوجد شىء يحدث بالغصب والإرغام، لذلك فالبنت توافق بشكل غير معلن على هذه العلاقة، بالإضافة إلى انها دائما تبدو كأنها تريد أن تلقى المسئولية على الشخص الذى اغتصبها.

د. يحيى:

ليكن، ولكن برجاء أن نخفف من موقف المبالغة فى الاتهام هكذا.

د. نعمات على

الشاب أو الفتاة الذين تعودوا على ممارسة الجنس من بداية مبكرة ولفترة طويلة أكيد الممارسة تعطى إحساسا معينا، لا أعرف ماذا نفعل فى ذلك عندما نتكلم عن ايقاف تلك العلاقة؟ ماذا يمكن أن نعطى بديلا عن هذا الإحساس وعن هذه الخبرة!!!

د. يحيى:

الصعوبة صعوبة، ونحن لا نعطى بديلا يمعنى “التعويض” أو المقابل اللّذى من مصدر أنقى، وإنما يكون العلاج ناجعا حين ننجح فى إزالة إعاقة مسيرة النمو، فتختلف الخبرات، وتصبح اللذة الأكثر بدائية، أقل إرواءً من لذات أكثر نضجا وتكاملا لا تخلو من جنس إنسانى أكثر تكاملا، أظن أنه ما يسمى “إروس”، وهو ليس مقابلا للحل بالتسامى، كما قد نتصور لأول وهلة.

د. عمرو دنيا

مش فاهم إيه السبب المباشر اللى خَلَّى المريضة تتجه دلوقتى تحديداً لطلب العلاج النفسى

 د. يحيى:

إن لحظة طلب المعونة تتوقف على عوامل كثيرة، قد تكون بعيدة عن أصل المشكلة، وحتى عن ظاهر الأعراض.

د. عمرو دنيا

مش قادر أتقمص دور الأهل نهائى (الأب – الأم – الأخ – الأخت) هم موافقين برضه ولا إيه؟ وكانوا فين لمدة 4 سنين كاملة؟

د. يحيى:

ولا أنا (بدرجٍة ما)

د. عمرو دنيا

معترض على تفسير الثقافة الفرعية والسماح والحرية، أى سماح هذا؟ هو فيه خوف وقهر وذل أكثر من كده؟ وفين الحرية؟ المفروض إن الحرية بتدى شجاعة وقدره على الاعتراف والمواجهة. أنا لقيت هنا فيه خوف وكبت وعدم قدرة على المواجهة منها ومن اخواتها.

إيه اللى يخلى العلاقة تستمر 4 سنوات كاملة!!!؟؟.

د. يحيى:

لابد أن نعترف أننا نتعلم من مرضانا، المفروض يعنى، وأنا ألا أميل أن أعد بأن أقدم إجابات أكثر مما اجتهدت فيه، دعنا يا عمرو نترك هذا السؤال مفتوحا لعلنا نتعلم أكثر عن حساسية المرحلة العمرية، ودلالات الخبرة الأولى، واستمرارية القصور الذاتى، وغرابة احتياجات الإنسان واختلافها فى كل مرحلة من مراحل النمو، وأيضا ظروف إروائها خطأ أو صوابا فى مختلف الثقافات العامة والفرعية.

د. عمرو دنيا

مش قادر أفهم جبروت الولد ده جاى منين!!! إيه القدرة دى علشان يقدر يمنعها تنزل المدرسة وتزور أمها فى المستشفى؟ وفين أهلها من ده؟ وإيه المبررات اللى كانت بتقولها لأهلها علشان ما تروحش المدرسة أو تزور أهلها.

د. يحيى:

أنا معك فعلا، ولهذا عرضنا الحالة، لنتعلم ونحن نندهش .

د. عماد شكرى

العلاقة بين الجنس والعدوان تواترت كثيراً فى بالى فى هذه الحالة وربما العدوان أيضا من البنت ربما عقاباً لأهلها (الأب والأم) أو عقاباً للعلاقات داخل الأسرة، وصلنى ذلك من الأخ أيضا.. كما وصلنى شىء غريب عن استخدام المريضة للشخص الذى أذلها ربما لتفعيل عدوان إيجابى يعوض عن عدوان سلبى من الأهل.

د. يحيى:

كل ذلك جائز.

د. عماد شكرى

موافق على عدم الضغط فى اتجاه قطع العلاقة العلاجية، ومعترض على عدم الضغط فى اتجاه العمل على انقاص الوزن.

د. يحيى:

أعتقد أن تعدد أوجه الصعوبة قد وصلك بدرجة كافية.

د. عماد شكرى

هل يمكن عمل دراسة للمقارنة بين شكوى المرضى فى بداية جلسات العلاج النفسى، وبين ما يسفر عنه تقصى التاريخ المرضى بعد ذلك؟ ففى هذه الحالة الشكوى بدت وكأنها ليس لها علاقة بمضمون واستقصاء العلاج، فحالة كهذه كان يمكن عرضها فى أى مؤتمر لشرح كيف يمكن أن يجرى العلاج السلوكى (فقط) للعلاج من الرهاب الاجتماعى الذى جاءت تشكو منه فى البداية!!!

د. يحيى:

عندك حق،

وأود التنبيه هنا أن هذا لا يندرج تحت ما يسمى نقلة الأعراض Symptom Shift وإنما تحت: الكشف عن البنية الإمراضية الأساسية تحت الأعراض الظاهرة.

د. مروان الجندى

تساءل المعالج عن سبب حضور المريضة بانتظام دون سبب واضح وبدون كلام، ومع ذلك كان مستمراً فى الجلسات، هل يصل ذلك للمريضة؟ وهل يصلها عدم القدرة على فعل شىء أو الحيرة من سبب حضورها أصلاً؟

د. يحيى:

الاعتراف يعجز المعالج (وقد سبق أن أشرنا إلى ذلك فى نشرات سابقة) وحيرته، هما من صميم ما يساعد فى اطمئنان المريض إلى صدق الاجتهاد فى العلاج، حتى لو لم يعترف بهما المعالج لنفسه على مستوى شعورى، فإن مجرد تقبله لهما من حيث المبدأ، هو شديد الفائدة، وهذا التقبل الصادق يصل للمرضى فيطمئنون – بحدسهم – إلى محاولة المعالج وأمانته حتى لو لم يصرح لهم بذلك، (مرة أخرى: لقد ناقشنا ذلك من قبل أكثر من مرة)

د. مروان الجندى

توقفت العلاقة بين المريضة ومغتصبها بعد وفاة الأم، أنا شايف إن ده غريب، يعنى الام بس هى اللى كانت مهمة بالنسبة للمريضة مش الأب؟ بالإضافة إلى موقف الأخوة السلبى.

د. يحيى:

يجوز،

وأيضا من الجائز أن الأم كانت متواطئة شعوريا أو لاشعوريا.

د. مروان الجندى

موقف الأهل السلبى من تصرفات الولد اللى اغتصب المريضة وتحكمه فيها مش واضح وغريب جداً.

د. يحيى:

فعلاً

د.مروان الجندى

ساعات فقد حدود الجسد بنشوفه على المرضى كنوع من أنواع التدهور، لكن فى الحالة هنا فقد –حدود الجسد جه بدل فقد حدود الذات، حايبقى المآل إيه؟ وده أصعب .

د. يحيى:

أشكرك يا مروان أن نبهتنى إلى احتمال خطأ استعمالى تعبير “فقد حدود الجسد” فى هذه الحالة هكذا، لقد استدرجنى هذا التعبير الذى جاء فى تفسيرى لبدانة بعض المرضى بعد تدهور حالتهم، فرحت أستعمله بغموض على ما قصدتُ إليه من انفصالها عن جسدها، وكان ينبغى أن أخص به فرط بدانتها فقط.

أما ما حدث بعد ذلك بالنسبة لعلاقتها بجسدها فهو ما جاء فى العنوان وهو “فصام الجسد عن الذات“، والذى أظن أنه أقرب إلى تعبير “هـ.لانج” “الجسد المنزوع من “كلية الذات”، مقابل النفس المفرغة من جسدها  Disembodied self

د. مروان الجندى

عملية الوصل هنا أصعب ولاّ عملية الوصل فى المريض اللى فقد حدود جسده كتدهور لحالته توازيا مع فقد حدود ذاته؟

د. يحيى:

بصراحة كله صعب

لكن كله ممكن

أ. جاكلين عادل

هل هى لا تتحمل الضغط لأنها عرضة للكسر كما ذكرت حضرتك؟ إن تجنب الضغط هنا معناه الموافقة على المواصلة فى العلاقة مع الرجل الذى لا ينوى الزواج منها.

د. يحيى:

لا طبعا، نجنب الضغط هو أمر مؤقت ومحسوب (المفروض يعنى)

إن حسابات الضغط لا تعنى هذا السماح ببساطة هكذا هناك حسابات الجرعة والتوقيت دائماً.

أ. جاكلين عادل

فى رأيى ان التعاطف فى هذه الحالة، برغم واقعيته، إلا أنه ربما يكون بمثابة سماح وموافقة قد تؤدى إلى تفعيل الغضب حتى يصل إلى العدوان كما فى محاولة تكسير السيارة، وأيضا إلى عدم التركيز على التغيير، يبدو أن المريضة تطلب فقط المساندة والمواكبة دون طلب المساعدة فى التغيير الذى يجب ضبط جرعته بدقة، وهذه حيرة أيضا؟

د. يحيى:

الحسبة صعبة فعلا.

وهذه هى مسئوليتنا.

أ. جاكلين عادل

وصلتنى بوضوح عملية فقد حدود الجسد بدلا من فقد حدود الذات نتيجة الإيلام الشديد، لذلك يجب كما سميتها حضرتك من عمليات الوصل باستخدام التعاطف الذى وصل للمريضة فى تحمل ألم الوصل بجرعات تدريجية من استحضار هذه الآلام مع الدفع واستحمال عدم التحرك دائما.

د. يحيى:

آسف مرة أخرى، برغم وجود إشارة إلى فقد حدود الجسد، فليس هذا هو الذى كنت أعنيه فى هذه الحالة تحديدا، وكان ينبغى التركيز على شرح “فصام الجسد عن الذات” أكثر.

أ. محمد المهدى

مش قادر أفهم إزاى واحدة تتعرض لحادثة زى دى وبعدها تكمل العلاقة لمدة 4 سنين وإيه كانت مشاعرها بعد كده، طول عمرى باقرأ مصطلح “التوحد بالمعتدى” بس ما قدرتش أفهمه يا ترى المصطلح ده بيعنى إللى هيه عملته؟! أرجو التوضيح.

د. يحيى:

لا يوجد “توحد بالمعتدى هنا”، لأن المريضة لا تسلك سلوكه، ولا حتى عند قيامها بتحطيم فوانيس سيارته، أنا لم أعتبر ذلك “توحداً بالمعتدى”.

أ. محمد المهدى

فقد حدود الذات لا تقتصر على مرض الفصام فقط، بل قد يحدث فى اضطرابات أخرى، وقد يكون بديلاً أو دفاعاً عن الفصام.

 د. يحيى:

هذا صحيح نسبيا، لكننى أرجح أن الاصطلاح الذى يتناسب استعماله أكثر لما هو دون الفصام هو “شفاقية حدود الذات”، وهو يحدث فى بدايات الذهان عامة وبعض الاكتئاب النشط، أما فى حالات البارانويا المسنتبة وكثير من حالات الوسواس القهرى فإن العكس يحدث، أعنى أن حدود الذات تزداد تحديدا حتى تتكلّس غالبا.

أ. هيثم عبد الفتاح

بصراحة أنا أتعاطفت مع الحالة، لكن بالرغم من كده ما قدرتش أفهم برضه إزاى تفضل مقهورة فى هذه العلاقة 4 سنوات، ومش عارف ليه وصلنى احساس أنها لقيت فى هذه العلاقة ما يعوض الحرمان من الشوفان والرؤية من قبل أسرتها، وذلك مع عدم إنكار وجود الإذلال والقهر فى هذه العلاقة!!.

د. يحيى:

أظن أننا تناولنا أغلب ذلك فى الحوار

أ. هالة حمدى البسيونى

ما معنى “فقد حدود الجسد” “وفقد حدود الذات”،

 د. يحيى:

برجاء مراجعة ردى على جاكلين ود. مروان، أ. محمد المهدى حالا، وغير ذلك وخاصة ما جاء فى عملى “دراسة فى علم السيكوباثولوجى” عن فقد حدود الذات وشفافيتها صفحات (111- 114- 171- 172- 386) ونشرة 11-2-2008 “هل للذات حدود؟ متى وكيف نفقدها؟”)

أ. هالة حمدى البسيونى

إيه حكاية موقف أخوها اللى عرف إللى حصل لأخته، هو كده عادى؟ وبرضه مش فاهمة موقف أبوها اللى شافها بتسيب المدرسة وماعملش حاجة.

د. يحيى:

عدم الفهم هنا هو بداية البحث، وكل الاحتمالات المختلفة معروضة فى نص مناقشة الإشراف، وفى الحوار مع المعقبين الأفاضل هنا.

أ. رباب حمودة أحمد

فيه حاجات كتيرة فى الحالة دى مش فاهماها ومش قادرة اتقمص أو احط مكانى مكان العيانة.

د. يحيى:

عندك حق

أ. رباب حمودة أحمد

أعتقد أن حكاية التهديد دى مالهاش أى أثر. واحدة بالحياة والتعليم ده: إيه اللى حايخليها تخاف من التهديد؟ وموقف أخوها واختها. ثم موقف أبوها من عدم ذهابها للمدرسة وعدم تساؤله عن خروجها الغامض لمدة أربع سنين.

د. يحيى:

أيضا عندك حق،

كل هذه التساؤلات تبرر عرض الحالة هنا للمناقشة، ودعينا نأمل أن تضاف معلومات كافية من خلال المتابعة .

أ. رباب حمودة أحمد

هى انفصلت عن جسدها وبقى كيان منفصل، ففضلت برضه تهين فيه وتنتقم منه

د. يحيى:

هذا بعض ما أشرنا إليه فى الإشراف، ولكن ليس بالضرورة أن هذا قد حدث فقط بمعنى إهانة الجسد نتيجة للشعور بالذنب، ولكن هناك معان أخرى أيضا أهم.

 أ. رباب حمودة أحمد

عنوان اليومية “فصام الجسد عن الذات”، هل هو يساوى انفصال الجسد عن الذات؟

د. يحيى:

نعم

أ. نادية حامد

أرجو توضيح المزيد من “فقد حدود الجسد”loss of body boundaries

د. يحيى:

لعله اتضح فى الردود السابقة أكثر فأكثر، مع الاعتذار عن خطئى المبدئى الذى حاولتُ تصحيحه هنا (فى الرد على د. مروان أساسا).

 أ. نادية حامد

أعجبنى إكلينيكيا مصطلح “وصل للأمخاخ” وعملية تهدية المخ القديم وعدم إسكاته لحد ما يموت، والتفرقة ما بين أخذها لأدوية تخدر مخها أو تأخذ دواء وتلم نفسها، ومنه تتحكم صح على مسار العلاج.

 استفدت إكلينيكيا من كل ذلك.

د. يحيى:

طيب يا نادية، بالله عليك: لماذا لا تسمع لنا شركات الأدوية ربما تتفهم طريقة تعاملنا مع العقاقير بهذا التناغم الذى وصلك هكذا وأنت لست طبيبة!!؟

 قولى لهم يا شيخة!

د. ماجدة صالح

إن ردك يا د. يحيى على هذه الحالة كان من العلم والبلاغة والصنعة ما يفى بفهم شامل لهذه الحالة العويصة، ولكننى كنت مهتمه بوجه خاص بَعَرض فقد حدود الجسد ولم أفهم “جيداً” كيف أن هذا الفقد يؤدى إلى كل هذا السماح بالاستعمال الجنسى ولأى هدف؟ أنا قد أفهم أن يؤدى إلى اهمال الجسد أو تشويهه أو إيلامه حتى لو كان هذا الاستعمال الجنسى بهدف الإهانة والانتقام “لما حدث سابقاً بسببه” أنا أشك فى انعدام اللذة كلياً، والله أعلم!

د. يحيى:

أشكرك يا ماجدة، وهذا محتمل، وأرجو أن تسامحينى لعدم التوضيح، وقد حاولت تصحيح الخلط من قبل مع الزملاء والأصدقاء فى هذا الحوار حالا.

أ. أحمد سعيد

مش فاهم فكرة حدود الجسد؟

د. يحيى:

أنا آسف: أنظر قبلا، كل ما قيل حول ذلك.

د. نرمين محرم

مش ممكن تكون البنت دى لسه فى مرحلة “اضطراب ما بعد الصدمة” Post traumatic stress disorder يعنى مازالت قصة اغتصابها ما اتحليتش جواها وكل التغيرات اللى بتظهر عليها وهى عايشة فيها طول الوقت ماهى إلا رد فعل لواحدة بتعانى لأنها مش قادرة تخرج من حلقة الرعب اللى جواها؟

 د. يحيى:

العلاقة ضعيفة بالصدمة الأولى، بعد كل ما حدث، وبعد كل هذه المدة.

ولكن كل شىء جائز .

د. محمد الشاذلى

هل يمكن أن يكون الجسد هو اللغة الوحيدة للتواصل مع الخارج؟! أو أداة للبحث عن آخر؟!

هل يمكن أن يكون ذلك بعد تجربة الإغتصاب.

د. يحيى:

ممكن (دون مبالغة باستعمال كلمة “الوحيدة”)

د. محمد الشاذلى

الاستدارج المتكرر تحت تهديد الفضحية من الأمور المتكررة فى العلاقات الجنسية الغير مشروعة سواء العلاقات المثلية أو غير المثلية، هل يمكن أن يمُارس الجنس إكراهاً مع نفس الشخص كل هذه السنوات؟!

د. يحيى:

المبالغة فى تصور الاكراه لمدة طويلة ينبغى أن تراجع، ويمكن الرجوع إلى حالة سامح التى عرضناها قبلا فى نشرة 16-12-2008 “عن الخزى، والقهر، والذنب، والاحترام”.

د. محمد الشاذلى

ما معنى الغيرة الشديدة هنا من جانب هذا الولد؟ .. انا افترض – رغم قسوة هذا الافتراض – وجود مستوى ما من العلاقة المتواطئة بين الطرفين؟

د. يحيى:

كل شىء جائز، وأنا تصورت أن العلاقة الداخلية استمرت ، بما فى ذلك تفسيرى لتحطيم فوانيس سيارته بعد كل هذه المدة.

د. محمد شحاتة

فى حدود المعلومات المتاحة تتكاثر الأسئلة بشكل أسرع من الإجابات

 لم أستطع استيعاب حكاية الذل والخوف الذى تعللت به المريضة لتبرير سيطرته عليها ولا أعلم إن كان وصف هذه العلاقة بالاغتصاب هو وصف المريضة أم الطبيب، فى هذه الحالة وجدتنى أتوقف عند بعض النقاط المليئة بالغموض.

 د. يحيى:

ربما عندك حق بدرجة ما.

ولكن، ألم تلاحظ يا محمد الفرق بين تعاطف المعالج الجاد، وبين الشك والهجوم النسبى على موقف البنت فى معظم التعقيبات التى عرضناها هنا حالا الآن؟ ألا يشير ذلك إلى أن مواجهة الحالة لحما ودما غير قراءة مقتطف محدود عن موقف بذاته؟

أ. هالة نمّر

إن بنت عندها أربعتاشر خمستاشر سنة ينفع جدا مبدئياً إنها تتورط فى علاقة مرعبة من هذا النوع تمتد طويلاً خاصة إذا كان المغتصب يكبرها مما يوفر له سطوة الذكورة والعمر (لم ترد معلومات عن عمر المغتصب!)

د. يحيى:

الأرجح أن فارق العمر لابد أن يوضع فى الاعتبار

أ. هالة نمّر

إذا لم تكتشف هذه العلاقة بالصدفة يمكن تصور أن الطرف الآخر سوف يكون له مساحة ممتدة لمزيد من الاستخدام وإحكام الحصار حولها, وزى ما بنقول بالبلدى ربّاها على إيديه (أنا ماوضحليش همّا أهلها كانوا عارفين الشاب ده وإنها فى علاقة معاه, أو على الأقل من اصدقائها ومعارفها ولا لأ؟).

د. يحيى:

سبق التأكيد أننا لا نتعامل – فى الإشراف – إلا مع الجزء المعروض للمناقشة.

أ. هالة نمّر

ومن ضمن مازرع فيها فى ذلك العمر- غير الرعب وافتراض الاعتياد والموافقة والانفصال عن الجسد واختزال الجنس والعلاقة وتشوههما:

– أن أدخلها هذا الشاب منذ وقت مبكر للمرة الأولى فى خبرة هى بطبيعتها  تحتاج إلى إرواء مستمر (طاقة وانفتحت).

    – بالإضافة إلى الإحساس بالوصمة بعد كسر التابو والحاجة للستر والقبول والخوف من الفضيحة (القيم دى برضه متوفرة ومتفق عليها مهما كانت الثقافة الفرعية أكثر سماحاً), وأظن ان الإحساس بإن وجودها انجرح بهذا الشكل من بدرى واعتيادها على العلاقات الخارجة عن المألوف ليه علاقة بتسامحها وسلبيتها تجاه الشاب التى ترتبط به حالياً.

 د. يحيى:

هذا رأى مهم، لابد من وضعه فى الاعتبار

أ. هالة نمّر

لم أندهش لعدوانيتها التى تفجرت بعد عشر سنوات من علاقة أجهزت عليها وانكسرت بها, لاحقها ذلك الوجع الأول الممتد على مستوى ما. كيف ينتهى ذلك الشاب كخبرة مؤلمة وفارقة؟ كيف يمكن أن يكون ثمرة تذبل وتقع وحدها، هو مش كله بيتعجن مع بعضه وتفضل العجنة تتخمر جوانا؟

د. يحيى:

لا مانع من كل ذلك، لكنه يمكن أن يكون تفسيرا خطيا، وليس معنى هذا أنه غير صحيح أو غير مهم، فقط توضع بقية الاحتمالات بجواره.

****

تعتعة قديمة عن الغاية والوسيلة

د. ماجدة صالح

أرد على هذه اليومية وأنا مكبلة بعض الشىء بخجل “غير مبرر” لذكر إسمى على لسان أ. رامى عادل، وحضرتك أشرت إلى ذلك فى بريد الجمعة دون إرسال أى تعقيب منى فى الفترة السابقة “ما علينا”!!!.

ورد فى اليومية أن الآلة مهما بلغت فى دقة أدائها وفائق سرعتها وتنوع عطائها، لا تستطيع أن تحقق للإنسان ما يحتاجه وعيه الفطرى السليم من الإتصال المباشر بآفاق الغيب الممتد إلى وجه الله تعالى”.

أستوقفتنى كثيرا هذه العبارة، واستعدت موقفى الشخصى من الثورة الهائلة للتقدم التكنولوجى، وجهلى وبطئى الشديد فى اللحاق به. ولكن كان بداخلى دائما انبهار بهذا العقل البشرى الرائع صانع هذه الثورة والذى بدوره لابد وأن يلعب دورا فى تقوية رغبتى فى السعى إلى وجه الله تعالى “خالق هذا العقل”.

د. يحيى:

أهلا يا ماجدة

أ. رامى عادل

إن الكون يحكمه روبوتا، وبالتالي فالشياطين هم اعظم رواد الفضاء..

د. يحيى:

يعنى

د. مدحت منصور

قرأت التعتعة مرتين وفي كل مرة يحضرني شعور بالخجل ونظرة إلى التكنولوجيا واستعمالاتها بين ما أريد وبين ما يراد لي ولغيرى، كما يحضرني المبدأ “أن تملأ الوقت بما هو أحق به”

 أشعر أن الموضوع صعب ويجب أن نمشيها واحدة واحدة أرجو أن يسعفني الوقت.

د. يحيى:

ربنا يسهل لك ولنا.

د. عمرو دنيا

ملاحظات أخرى: كفاية!! ما عدتش مستحمل!!!

 الجرعة كبيرة ومساحة الرؤية بقت مؤلمة جدا،

 أنا محتاج هدنه..

 الأمانة، الوعى، الغاية..!!!

كلام كبير،  أنا محتاج أغمض عينى فترة،

 محتاج أعمى ولو شوية، عيني ما عدتش مستحملة.

د. يحيى:

ومَنْ استعجلك يا رجل؟

المهم ألا نعمى بصفة مستمرة، وما يتبقى من هذه الرؤى يكفى،

 ثم يأتى غيره فى حينه.

وهكذا!!

أ. محمد المهدى

كيف يستطيع المرء أن يحدد ويفرق بين غاية وجودنا العام، وتصوره عن غاية وجوده الخاص، أليس كلاهما متداخلان ويؤديان لبعضهما البعض.

د. يحيى:

عندك حق ، والأمر يحتاج إلى توضيح

فلنا عودة .

د. عماد شكرى

كيف يصل هذا إلى وعى البشر “الطبيعيين”، أجد سهولة شديدة فى توصيله إلى المرضى المتعثرين، أما العاديين…

د. يحيى:

هذا صحيح، مرضانا يلتقطون أسرع وأوضح الأعمق فالأعمق من النظريات والرؤى، أكثر من العاديين، وأحيانا أكثر من كثير من العلماء المنظرين، ولكن للأسف هم لا يستفيدون من ذلك بالقدر الكافى.

د. عماد شكرى

أعتقد أن الإنسان قادر على صنع مقاييسه أثناء مسيرة نموه خاصة بهذه الطريقة الإمبريقية.

د. يحيى:

عندك حق

د. عماد شكرى

تذكرت فيلما شاهدته يوضح كيف تكون “الوسيلة” فخاً، وعقبة تعيق عن الوصول إلى الغاية.

د. يحيى:

علاقة الغاية بالوسيلة، وتداخل التكنيك مع الاستراتجية، وخداع الأهداف المتوسطة بديلا عن الأهداف المحورية والأهداف الجوهر، كل تلك قضايا لم تحل حلا نهائيا، ويبدو أنها لن تحل، لنواصل حياتنا فى محاولات مستمرة نحو الحل، نواصلها بحذر فائق، ومسئولية متجددة.

د. مروان الجندى

أعتقد أن ما يحدث الآن من قيام الإنسان بإحلال التكنولوجيا محله فى كثير من المجالات هو الخطر الذى تحدثت عنه المقالة.

نحن نسير نحو الاستغناء عن العلاقة المباشرة بالطبيعة، وما قد يصلنا منها.

كما أن هناك البعض ممن يستعملون الطبيعة على أنها مجرد رفاهية واستجمام، متناسين دورها الحقيقى فى ربطنا بالله وإيصالنا إليه.

د. يحيى:

يا عم مروان، ربطنا بالله يجوز، أما إيصالنا إليه فحاسب، ياليتنا نأمل ونسعى طول الوقت، يكفى التوجه إليه، لعل وعسى.

أ. نادية حامد

كنت أفضل ذكر أمثلة للمقاييس التى تقيس بها خطواتنا ووجودنا اليومى لمزيد من ضبط خطانا بالواقع.

د. يحيى:

ياليتنى أعرف منها ما يفيد، وقد تتاح الفرصة

د. محمد عزت

كيف نحدد غاياتنا، وهل أصبح من الممكن تصور وجود خاص؟ ثم نأمل معه فى أن يكون عاماً بالتكامل الخلاق؟

 إننى أشعر أن البشر فى سباق ماراثونى ليس له نهاية، نحن نحقق مكاسب لا نحتاجها ونتجرع خسارات تُعمى أبصارنا ولا أحد يعرف لماذا يتسابق، أو ماذا سيجنى فى النهاية

وللأسف الشديد من الصعب جداً جداً أن نترك السباق، نتركه إلى أين؟ ومن الذى سوف يوافق على أن تتركه؟

د. يحيى:

أنت وشطارتك

ولماذا تطلب الموافقة؟

د. محمد عزت

أعجبنى جداً ما وصلنى من تعبير “تعدد الوسائل وغموض الغايات وخبثها”، ربما لم يعجبنى بل زاد حيرتى.

د. يحيى:

دعنا نتحمل مسئولية الاعجاب والغموض والحيرة جميعا

د. محمد الشاذلى

مقتطف:

“علينا أن نحدد نحن غاياتنا التى تتفق مع تصوراتنا لوجودنا الخاص الذى نأمل أن يكون عاما بالتكامل الخلاق، إنها ما ينفع الناس، ويحقق العدل، ويطلق حرية الإبداع”.

الخوف من “نأمل” هذه،

 ليكن لكل منا أمله الخاص أو حلمه الخاص.. لكن من يضمن ألا تطغى الحلول الفردية على أى حل جماعى؟!..

د. يحيى:

التخوف دائما مفيد

لكن التخوف حتى التوقف هو خدعة كاذبة

 علينا أن نسير حذرين تحت كل الظروف

 أما النتائج فهى مسئوليتنا غالبا، تقدمنا أم توقفنا.

****

 يوم إبداعى الشخصى: ‏ ‏الحارس القشرة، والقانون الجوهر

أ. محمد المهدى

حضرتك قلت أن الوعى بالموت هو أساس لدفع زخم الحياة، تساؤلى هو: متى يمكن أن يكون الوعى بالموت مبطلاً لحركية الفرد ووجوده.

د. يحيى:

حين نتعامل مع الموت على أنه نهاية صاعقة، فإن ذلك يدفعنا إلى جشع مستعر، أو لهاث غبى

أ. محمد المهدى

لم أفهم جملة “أن الجسد هو وعى متعين ونابض فى عملية الابداع” أريد التوضيح اكثر.

د. يحيى:

يارب أملك الوقت لأعود إلى إشكالية الوعى والجسد والدماغ، ومحاولة رؤية العلاقة التكاملية بينهما، أما الآن فأكتقى بأن أذكرك بنشرات أخرى نشرة 6-11-2007 “عن الفطرة والجسد وتَصْنيم الألفاظ”، ونشرة 24-12-2007 “تهميش “الجسد” على الناحيتين” حتى أعود إلى  بعض التفصيل ما أتيحت الفرصة.

أ. محمد المهدى

وصلنى كيف أن الإبداع الحق هو ما قد يعطى لوجود الفرد ورحلته فى الحياة معناها الحقيقى بل قد يمتد ليصل لخلود حقيقى ممتد بعد زوال الفرد.

د. يحيى:

مع العلم أن ما يبقى بعد الفرد ليس فقط هو انتاجه الإبداعى، ولكن أيضا امتداده البيولوجى فى الآخرين، ولهذا تفصيل آخر.

د. مروان الجندى

أرى أن ما تم شطبه مفيد ومهم، ولا أدرى لماذا تم شطبه، ربما لم تستطع المحررة فهم ما فيه فعز عليها أن تنشره، أو ربما رأت (بموقف شخصى) أن من سيقرأ المقال لن يفهمه ولن يصل له منه شئ فقامت بالحذف، مع أنى أرى أن ما لا يمكن فهمه يصل فى أغلب الأحيان نقيا دون تشويه إلى قارئه، أما إذا ما فهم فأعتقد أنه يصطبغ بأداء القارئ ومعتقداته فيتحول من المعنى الواسع إلى قالب من قوالب المعتقدات.

 د. يحيى:

كل تلك هى احتمالات واردة، والمحررة معذورة غالبا، ولا تنسَ أن فوقها سلطات تحدّ من حركتها فعلاً، والجرعة التى فى المقال الأصلى كبيرة، وما يتبقى قد يكفى.

أ. عماد فتحى

أثار هذا الموقف الذى أدّى إلى بحذف أجزاء من الحوار غيظا شديد داخلى، وجعلنى أرجع إلى يومية “ما دمنا قد حملنا الأمانة” مع ربطها أيضا بيومية “عن الغاية والوسيلة”…..

د. يحيى:

أرجو قراءة ردى حالا على د. مروان، وغيره، المحررة معذورة فعلا، إلا قليلا.

د. محمد عزت

معترض تماماً على الحذف، حاولت أن أقرأ اليومية بالعبارات المحذوفة وبدونها فكان الفرق كبير جداً.

د. يحيى:

معك حق

لكن أرجوك تقرأ ردودى السابقة

أ. منى أحمد فؤاد

 أول لما قرأت ان الخير يمكن الا يكون عكس الشر احيانا، كنت متفهمة، ولكن لما رجعت افكر، لقيت نفسى بجد مش عارفه.

د. يحيى:

هذان المستويان من التلقى يكمل أحدهما الآخر،

ما رأيك؟

ربما مثلما يكمل الشر الخير دون أن يكون عكسه استقطابا

ولنا عودة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *