“يومياً” الإنسان والتطور
11-9-2008
السنة الثانية
العدد: 377
أحلام فترة النقاهة “نص على نص”
نص اللحن الأساسى (حلم 89)
من موقعى فى الحديقة رأيت سيدة فى الستين مقبلة نحوى متجهمة الوجه وقالت بنبرة غاضبة:
- بسببك خسرت الجائزة.
وتذكرت السيدة ووجهها الحزين ولكنى لم أفهم لقولها معنى واستمرت تقول:
- اللجنة استبعدت قصتى بحجة أنها نسخة من قصتك المطبوعة منذ أربعين سنة.
وضح كل شئ وعرفت أن الحظ السيئ مازال يتعقب المرأة وواصلت حديثها.
- أقسمت لهم أن قصتى لا يجوز أن تتهم لسبب بسيط وهو أنها قصة حياتى.
فقلت بانفعال:
- صدقت: أنا اقتبست قصتى من واقع حياتك الذى شاركت فيه أسوأ مشاركة.
فقالت وهى تضحك بسخرية:
- فرصة أن أكون ضحية لك فى واقع الحياة لا فى الخيال.
التقاسيم:
قلت: أنت غير آخذة بالك أن عشرات الأعوام قد مضت
قالت: أنت اقتبست حياتى قبل قصتى، قبل أن أعيشها منذ أربعين سنة حتى الآن، فعشتُها أنا حتى كتَبْتُها قصة واقعية دامية، ثم حرمتُ حتى من نيل الجائزة بسببك.
قلت: أنا لست القدر.
قالت: أنتَ ألعن، من الشيطان نفسه.
قلت: وماذا كنت ستستفيدين بالجائزة بعد كل ما جرى.
قالت: كانت ستعطينى فرصة أن أبدأ من جديد.
قلت: فى هذه السن؟
قالت: فى أى سن، الله يلعنك
قلت: آمين، إن كان هذا يرضيك
قالت : لا شئ يرضينى.
قلت: ولا الجائزة؟
قالت: ملعون أبوك على “أبو الجائزة”.
قلت: الآن أطمأننت عليك، أنت لا تتغيرين أبداً، هيا بنا
قالت: بنا إلى أين؟
قلت: نبدأ من جديد.
****
نص اللحن الأساسى (حلم 90)
تم بناء البيت فكان تحفة معمارية جاء إليها الناس من جميع الأطراف وكل يأمل امتلاكها.. وكثرت المساومات واشتد الجدل حتى شق الجموع عملاق وهو يقول بصوت جهير: إن القوة هى الحل. ووجم الناس إلا واحدا تصدى له فقامت بينهما معركة حامية حتى تمكن العملاق من توجيه ضربة إلى رأس خصمه فهوى فاقد الوعى ثم اقتحم العملاق البيت وأغلق البيت بإحكام. وتمر الساعات فلا يفتح فى البيت منفذ اتّقاء للانتقام أما الواقفون فى الخارج فلم يأتوا بحركة مجدية ولكنهم فى الوقت ذاته لم يتفرقوا.
التقاسيم:
قال أحدهم: ماذا يفعل فى الداخل؟ فردّ آخر: أنا لست متأكدا أنه فى الداخل، أخشى أن يحل الظلام ونحن هكذا، رد الأول: إننا لا نملك خيارا، إما أن ندخل نبحث عنه ونخرجه قبل حلول الظلام، وإما أن نسلم أمرنا أن “القوة هى الحل”،
قال ثالث: ننتظر حتى يموت من الجوع والوحدة،
قال رابع: ثم بعد ذلك لمن سوف يؤول البيت ملكا؟
فجأة انطلقت صفارة الانذار، وكأنها آتية من البيت التحفة، وبدلا من أن يجرى الناس إلى المخابىء دارت معركة مستعرة بين الجميع، وسالت دماء، وكُسِرت أطراف وشُجّت رؤوس وبدا أن الناس قد نسوا البيت ومَنْ بداخله، وحين انطلقت صفارة الأمان، من البيت أيضا، توقف الناس جميعا، عن الشجار وهم ينظرون إلى بعضهم البعض فى دهشه، ويلملمون ما تبقى منهم، وإذا بالعملاق يطل من أعلى نافذة، وهو يقهقه:
ألم أقل لكم “إن القوة هى الحل”.