“يوميا” الإنسان والتطور
6-7-2008
العدد: 310
التدريب عن بعد
الإشراف على العلاج النفسى (11)
(سوف نكرر فى كل مرة: أن اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى التدريبى، وكذلك فإننا لا نرد أو نحاور أو نشرف إلا على الجزئية المعروضة فى تساؤل المتدرب، وأية معلومات أخرى تبدو ناقصة لا تقع مناقشتها فى اختصاص هذا الباب).
هل العلاج النفسى نوع آخر من الـ “شات”؟ Chat
ملحوظة هامة قبل الحالة :
مع استمرار المحاولة، وجدت أننى لم أعد ألتزم حرفيا جدا بما يجرى فى جلسات الإشراف الفعلية، وذلك دون الإخلال بأية معلومة واقعية أو علمية أريد أن أوصلها لمن لا يحضر هذا الإشراف بشكل حى مباشر، وقد أفادنى هذا فى تحوير بعض المعلومات التى قد تدل على المريض، وأيضا فى الاختصار، والإيضاح الهادف، خوفا من أن يضيع المراد وسط النص الحرفى كما هو، وكل هذا فيه تجاوز أعترف به، وآمل فى فائدته، لأننى وجدت انه هو الممكن من وجهة نظرى، ولو مرحليا، ربما حتى تنتشر فكرة الإشراف الفعلى على نطاق واسع، فنستغنى عن مثل هذا الباب)
****
الحالة:
أ. أحمد عبد الغفور: هى بنت عندها 29 سنة من بلد عربى بتشتغل مذيعة، بقالها معايا حوالى 4 شهور، كانت جاية بأعراض حزن وقلق واضطراب فى النوم يعنى،
د. يحيى: جايالك منين؟
أ. أحمد عبد الغفور: فيه حد بيجيلى هو اللى قال لها علىّ
د. يحيى: بتشتغل صحفية؟
أ. أحمد عبد الغفور: لأ، مذيعة
د. يحيى: مذيعة فين؟
أ. أحمد عبد الغفور: فى قناة تبع بلدها
د. يحيى: بتشتغل هنا فى مصر؟
أ. أحمد عبد الغفور: آه هنا فى مصر
د. يحيى: بتاخد كام؟
أ. أحمد عبد الغفور: هى بتاخد تعاقد على الحلقة بـ 300 وحاجة فى الحلقة الواحدة، بتعمل تلات حلقات فى الأسبوع
د. يحيى: وانت بتاخد منها كام؟
أ. أحمد عبد الغفور: 40 جنيه
د. يحيى: ساعة كل مرة!!!!؟ مرة فى الأسبوع؟ مش كده؟
أ. أحمد عبد الغفور: أيوه.
د. يحيى: طب وبعدين؟
أ. أحمد عبد الغفور: هى اول ما جت كانت جايه بأعراض حزن واكتئاب كده زى ما قلت، وهى عايشة لوحدها هنا فى مصر، جاية معاها واحدة كده قريبتها تعتبر زى خالتها بس يعنى ست كبيرة قوى، يعنى بنت خالة أمها، حاجة كده، والدتها متوفية وهى منفصلة خالص عن والدها، وعن أهلها، فيه مشاكل بينهم وعايشة فى مصر لوحدها هنا.
د. يحيى: بقالها قد ايه فى مصر
أ. أحمد عبد الغفور: بقالها حوالى دلوقتى حوالى 7 شهور
د. يحيى: وقبل كده كانت فين؟
أ. أحمد عبد الغفور: كانت فى بلدهم، وكانت اتعرضت يعنى هى وعيلتها اتعرضوا للاضطهاد هناك، واتخطفت فترة، وبعدين جه حد فك أسرهم
د. يحيى: وبعدين؟
أ. أحمد عبد الغفور: بدأت انا طبعا فى الشغل معاها وكده، وكان واضح انها كانت محتاجه سند جامد قوي، المشكلة إنى حاسس ان فيه تعاطف زيادة من ناحيتها قوى
د. يحيى: هى حلوة؟
أ. أحمد عبد الغفور: أيوه، حلوة، آه حلوة
د. يحيى: قوى
أ. أحمد عبد الغفور: مذيعة!! حلوة كمذيعة، يعنى، آه حلوة
د. يحيى: آه؟ يعنى حسب القاعدة، المذيعات كلهم حلوات، مش كده؟
أ. أحمد عبد الغفور: آه، دى أكتر شوية، فيه مشاكل بينها وبين واحد هنا فى مصر، هى وحيده جدا يعنى فيه مشاكل مع واحد هو كان أنقذها أصلا من حركة الخطف اللى اتعرضت لها هى وعيلتها فى بلدهم، هوه دلوقتى بيطالب إن هى زى ما يكون ترد الجميل ده، هو راجل كبير فى السن، وشغال محامى وهو اللى جابها مصر، وهو اللى شغلها هنا وزى ما يكون بيطالبها بدفع الفاتورة، كان طالب منها جواز وهى رفضت
د. يحيى: هو متجوز؟
أ. أحمد عبد الغفور: هو متجوز وكبير وعنده حوالى 50 سنة مثلا وعنده ولاد كبار، وهو اللى ماسك الفلوس بتاعتها،
د. يحيى: يعنى إيه؟
أ. أحمد عبد الغفور: يعنى مثلا فيه بيت فى بلدهم بيبيعه، ومش عايز يديها الفلوس إلا لما هى تتجاوب معاه، وهى رافضة خالص، هى المشكلة معاها ان هى زانقانى، عايزانى اتدخل معاه، اقعد معاه وكده
د. يحيى: تقعد معاه تعمل ايه؟
أ. أحمد عبد الغفور: زى أفهّمه إن اللى انت بتعمله ده تاعبها نفسيا، وانها عايزاه يقف جنبها بشكل تانى، فأنا مش عارف حاسس ان ده مش حاينفع، وبرضه….
د. يحيى: هى ليها علاقات تانية؟
أ. أحمد عبد الغفور: .. هى كانت فى فترة فى بلدهم كده كانت بتتعالج برضه نفسيا، بتقول ان كان حصل لها حاجة جامدة مع خطيبها، يعنى أن هى ما كانتش تعرف إن العلاقة كانت كاملة مع خطيبها، وبعدها راحت داخلة فى اكتئاب فظيع جدا.
د.يحيى: هنا؟
أ. أحمد عبد الغفور: لا لا، دا فى بلدهم .
د. يحيى: أمتى؟
أ. أحمد عبد الغفور: الكلام ده مثلا من 6 سنين
د. يحيى: هى فى علاقات تانية دلوقتى؟
أ. أحمد عبد الغفور: لا لا، مافيش
د. يحيى: طب واحدة حلوة، زى ما بتقول، وعندها 29 سنة وقاعدة فى مصر غريبة، ومالهاش علاقات عاطفية ولا جنسية، إيه رأيك؟
أ. أحمد عبد الغفور: فيه علاقة عاطفية على “الشات” يعنة، مع واحد فى الدنمارك كده
د. يحيى: دانماركى؟
أ. أحمد عبد الغفور: لأ، من بلدهم، عايش فى الدنمارك، بس هى ما تعرفهوش، على الشات بس يعنى، بقالها 3 سنين كده معاه، حاسه بونس وبيفرق معاها استمرار العلاقة، وبتحبه ومستنيين فرصة، هو برضه مسافر عشان ظروف بلدهم وكده بتقول لو حصل فرصة واتقابلوا، حايتجوزوا، يعنى
د. يحيى: السؤال بقى؟
أ. أحمد عبد الغفور: هل انا من حقى انى اقابل الراجل ده فعلا؟ وانى انا اتدخل؟ وحايكون تدخلى لحد فين، مع بنت زى كده، وخصوصا إنى انا متعاطف مع ظروفها جدا؟ حتى تعاطفى ده مخوفنى إنى اتدخل
د. يحيى: طب والـطّرْح transference وصل لحد فين، هى بتحبك يعنى؟
أ. أحمد عبد الغفور: مش عارف
د. يحيى: طب وأنت بتحبها؟
أ. أحمد عبد الغفور: أنا مش عارف وصلت لحد فين، بس أنا متعاطف معاها جدا.
د. يحيى: أنا مش عارف كلمة “متعاطف” دى عندك تعنى إيه، يعنى ايه متعاطف؟ 4 شهور ومذيعة وحلوة ووحيدة وظريفة وذكية،
أ. أحمد عبد الغفور: هى كمان شاعرة
د. يحيى: وكمان شاعرة؟!!، وبعدين لا أنت عارف انك بتحبها ولاّ لأ، ولا إنها هى بتحبك ولا لأ، المهم، قلة المعرفة دى مش عيب، لكن تخلينا باستمرار “ستاند باى” لحد ما نعرف، ولا إيه؟
أ. أحمد عبد الغفور: حضرتك ما قلتليش أقابله ولا لأ
د. يحيى: هو الطبيب أو المعالج النفسى لما يكون معالج بحق وحقيق هنا فى بلدنا، هو عليه حاجات كتير، لازم يعرف حاجات كتير، وبيتدخل فى أمور كتير، زى الحكيم بتاع زمان، أنا كتبت عقود بيع وشرا فى عيادتى، وقسمة ميراث، وطلاق، وجواز، أنا ما كنتش باقوم بالحاجات دى بمعنى أفرضها، أو هى دى العلاج، لأ، ده كان جزء واقعى من إللى كنا بنتفق عليه، كان بيتم فى عيادتى نتيجة للثقة اللى بتتبنى مع كل الأطراف، إحنا مش خواجات، كان ساعات يصل الأمر لحاجة زى مجالس الصلح العرفى بتاعة الفلاحين فى عيادتى، المجالس اللى بتفض نزاعات قضائية، أحسن من المحاكم ساعات، ده مش علاج فى ذاته، لكنه حضور مسئول ضمن العلاج من غير فرض رأى، باقولك إحنا مش خواجات، الطبيب هنا والد، وحكيم، عشان كده مش كفاية تحفظ شوية اصطلاحات وأسامى أمراض وأدوية، لازم تبقى عارف طبيعة العلاقات الاجتماعية والقانونية، والدينية فى الثقافة اللى انت بتشتغل معاها، المعلومات دى تحصل عليها من العيانين نفسهم بالإضافة إلى خبرتك الشخصية واطلاعك، بعد شوية تلاقيك حافظ قوانين، ومهارات، أنا أستاذى الدكتور عبد العزيز عسكر كلمنى عن سواقة القطر بتاع زمان اللى كان بيمشى بالفحم، ولما سألته عن مصدر التفاصيل دى، قال من عيان عندى سواق قطر، إنت لازم تكون عارف معلومات كافية عن العلاقة القانونية والمالية اللى بين العيانة بتاعتك وبين الراجل ده، قبل ما تقرر أو تفكر تعمل أى حاجة، هو ماسك حساباتها، ووكيلها زى ما بتقول، على فكرة عايز اسألك: هو معاه توكيل عام؟
أ. أحمد عبد الغفور: آه مدياله توكيل، آه
د. يحيى: طيب، الأول قبل ما تقابله خالص تبقى عارف إنت بتقابل مين، ومعاه أسلحة ضغط إيه، ويقدر يضغط ازاى، يعنى قبل ما تقول لى هو شخصيته إيه، ولا هوا طيب ولا خبيث ولا بتاع، الأول تعرف العلاقة اللى بالأرقام والأوراق والفلوس والكلام ده، وإلا مش حا تبقى حكيم، راجل زى ده ممكن يلعب بيك انت زى ما هوا عايز، ثم خلى بالك من تاريخ مريضتك، واحدة زى دى، شاعرة وحلوة، واتخطفت، واتأسرت، واتفكت، وسلّمت، ووكـّلت، واتغـرّبت، دى حكاية ياابنى ملانة قوى، مش مشكلة بنحلها بنصيحة بإننا نقول للراجل ده: والنبى تسيبها فى حالها لحسن حرام!!!
أ. أحمد عبد الغفور: يعنى اعمل إيه؟
د. يحيى: ثم خد عنك احيتاجها فى الظروف دى، ومعنى كلامها مع الجدع اللى فى الدانمارك، والشات والكلام ده، واحدة زى دى عايزة وعايزة وعايزة، حاتتروى منين؟ زى ما أنت شايف بتاخد شافطة من كل حتة، فتعطش أكتر، بما فى ذلك علاقتها بيك فى العلاج.
أ. أحمد عبد الغفور: يعنى أعمل إيه؟
د. يحيى: تبدأ بنفسك، العلاقة العلاجية دى علاقة جيدة، والبنت تستاهل، ما تخافشى من مشاعرك، وادى احنا بنّاقشها هنا أول بأول، ولما هى تثق فيك أكتر، وأنت تعرف معلومات أوضح، ممكن مقابلتك للراجل ده تفيد، بس بشكل حازم وبسيط فى نفس الوقت، ويبقى الهدف النهائى إنها تستغنى عن حاجتها له، وعن الشعور الداخلى بتاع الاعتراف بالجميل عشان فك أسرها، الحكاية حاتحتاج قرارات وتضحيات فى الوقت المناسب، وبدال ما تبقى لوحدها، أديك جنبها.
أ. أحمد عبد الغفور: ما انا قلت لحضرتك إنى خايف من نفسى
د. يحيى: يا أخى خاف زى ما أنت عايز، إنت بنى آدم، وبتشتغل فى النور، وشايف نفسك يا أخى، وادى احنا معاك، انت توزنها واحدة واحدة، أصلك انت لو استعجلت وخفت من الخوف ، سواء من نفسك، أو منها، أو من الراجل ده، واتحرمت البنت دى من العلاج نتيجة لأى حاجة من دول، لازم تفكر هوه إيه البديل، مش ربنا حايسألنا برضه عن التخلى، زى ما حايسألنا عن عواطفنا؟
أ. أحمد عبد الغفور: يعنى أبدأ بإيه؟
د. يحيى: بالمسائل القانونية والابتزاز ولوى الدراع، لازم تحسم العلاقة دى فى وقت مناسب، طول ما فيه حاجة قانونية وشبهة استعمال وضغط،، حاتقابل الراجل ده ليه؟ تعمل معاه ايه؟ وتقول له إيه؟ تقوله: “والنبى تاخد بالك من مصالحها”؟
ثم إن المسألة لازم تيجى منها هى، لما تحس بالثقة من خلال العلاج، الثقة بنفسها وبالناس من خلالك، لما تتأكد من وقوفك جنبها، واحنا وراك، (من غير ما تعرف طبعا، هى حاتحس بينا من بعيد لبعيد)، المسألة تمشى بالتدريج: مثلا تحاول تلغى التوكيل العام من طرفها واللى يحصل يحصل، وده جايز قانونا، تحاول تتفاهم معاه فى الوقت المناسب، ممكن تقلب التوكيل العام إلى توكيل خاص لقضايا ومسائل معينة، توكيل للقضية الفلانية، توكيل للاجراء العلانى، الأمور دى لازم تتحسم واحدة واحدة.
أ. أحمد عبد الغفور: وهى دى شغلة العلاج ولا المعالج؟
د. يحيى: عندك حق، لكن زى ما انت شايف، البنى آدمين بنى آدمين، وهو العلاج إيه غير المشاركة فى المسئولية لحد الحياة ما تمشى بمعاناة معقولة، على أرض واقع محدد لكل واحد بظروفه. كل اللى احنا اتكلمنا فيه مش حا يخليها تخف بشكل مباشر، المسالة مش حل مشاكل، لأن إللى جرى جرى، وأصبحت البنت مش مستحملة، حتى لو زالت كل الأسباب، حاتفضل محتاجة علاج عشان تكمل نضج وكلام من ده.
أ. أحمد عبد الغفور: يعنى أبدأ منين دلوقت؟
د. يحيى: بصراحة ما تستعجلشى، الموضوع عايز معلومات واضحة أكتر لظروف التوكيل العام ده، ويمكن لحقيقة احتياجها للراجل ده بعيد عن حكاية لى الدراع والكلام ده، مش يمكن بتحبه؟ مش قصدى يعنى شغل مسلسلات، لكن احنا دكاترة ومعالجين ، لازم ما نكتفيش بظاهر الأمور، ولا إيه؟
أ. أحمد عبد الغفور: يجوز، ده ما خطرشى فى بالى إنها بتحبه.
د. يحيى: وليه لأ، ثم خلى بالك من بقية استقبالها للرسائل اللى بتوصل لها من المريدين، مش قصدى المشاهدين وهى مذيعة، لأ الرجالة اللى بيحوموا حواليها، مش هى حلوة وشاعرة وكسيبة وحاجات كتير كده، أنا ساعات أسأل الحلوات دول، بتعملى إيه فى اللى بيحبوكى، تقول لى أنا ما ما باحبش حد دلوقتى، أقول لها ياستى هوا أنا قولتلك بتحبى حد، أنا باقولك فى اللى بيحبوكى، بتطفشيهم ازاى؟ يجوز ترد، يجوز تفوق لموقفها، يجوز تطنش ، يجوز متفهامشى، المهم إنت لازم تفحص “جهاز الاستقبال” بتاع الست دى، زى ما بتفحص ألاعيب “الإرسال” إليها، ولا إيه؟
أ. أحمد عبد الغفور: آه
د. يحيى: إنت مش متصور إن الست دى فيه طابور واقف واحد ورا التانى عمالين يعملوا حركات وهما بيتقربوا لها؟ هى بتعمل إيه فى ده؟
أ. أحمد عبد الغفور: هى طول الوقت خايفة
د. يحيى: طبعا خايفة، دا من حقها، ما احنا عارفين، دى ظروفها تخوف بلد، لكن برضه هى خايفة وعايزة، ثم خلى بالك سنها 29 سنة، وخبرتها مع الخطوبة الأولانية من ست سنين زى ما أنت عارف، ثم الواد بتاع الشات ده، كل ده لو نسيناه حانلاقى إن الزمن بيسرقنا واحنا مش داريانين، وهات يا تأجيل، لحد مانعرفشى حايحصل إيه.
أ. أحمد عبد الغفور: طب هى دى مسئوليتنا؟
د. يحيى: إمال مسئولية مين؟ هوا ربنا حطنا فى سكة الناس دول ليه، عشان نفك العقد؟ ولا عشان نخدرهم؟ ولا عشان نشيل المسئولية معاهم؟ يا أخى إحنا فى مصر، والطبيب والد، الله!!
أ. أحمد عبد الغفور: مش ده تدخل زيادة عن اللزوم؟
د. يحيى: يا ابنى هو مين اللى حط لنا حدود اللزوم؟ دى ثقافة ودى ثقافة، والمعايير بتاعتنا: بتاعة شغلتنا، وبتاعة الواقع، وبتاعة الشغل، هى اللى بنقيس بيها، مش بنستوردها ،المسألة مش جدول ضرب “اللزوم” واللى “ما لوش لزوم”، بس المهم، زى ما انت بتعمل كده بالضبط، تبقى شغال مع نفسك ومعانا طول الوقت،
أ. أحمد عبد الغفور: شغال مع نفسى ازاى؟
د. يحيى: زى ما ابتديت كدا النهاردة بالظبط، وبالمناسبة لاحظت فى البداية إنى سألتك بتاخد كام، قلت لى 40 جنيه فى الساعة
أ. أحمد عبد الغفور: أيوه ، وما ربّطش قوى حضرتك قصدك إيه.
د. يحيى: يعنى يا أخى هى بتاخد 300 جنيه فى الحلقة وأكتر، وتلات حلقات فى الأسبوع، وأنت 40 جنيه، وساعة فى الأسبوع ، إيه رأيك؟
أ. أحمد عبد الغفور: الله !!! هو احنا حاناخد حسب دخل العيان، إفرض واحد جالى ملياردير آخد منه كام؟
د. يحيى: من بقك لباب السما، يا راجل مش قصدى، ولكن دى مسائل لازم تتحسب برضه من خلال واقع الواقع، فى وقت من الأوقات حا تعرف إن الناس دول، مش قصدى البنت دى بالذات، ساعات بيقيموك، ويقيموا كلامك، باللى بيدفعوه، ولو بطريقة لا شعورية.
أ. أحمد عبد الغفور: يعنى اعمل إيه؟
د. يحيى: ولا حاجة، بس تبقى عارف ، هو الشات اللى بتعمله مع صاحبها ده بفلوس؟
أ. أحمد عبد الغفور: لأ طبعا
د. يحيى: ما انا عارف!! ما انتش خايف لحسن العلاج بتاعك ده، يكون عندها، ولو لاشعوريا، شات من نوع تانى؟
أ. أحمد عبد الغفور: يا خبر !!
د. يحيى: وإيه يعنى، ولا يهمك، المهم النتايج هيه اللى بتحدد فايدة الشات ده من الشات ده. وما تخافشى، بقية حسابك عند الله، باكلمك بجد.
أ. أحمد عبد الغفور: أنا مصدق، قصدى حا حاول اصدق.