“يوميا” الإنسان والتطور
17 – 3 – 2008
العدد: 199
سراللعبة:
لعبة جديدة
أنا خايف اتغيّـر، لحْسَنْ…. !!
مقدمة:
هل أحدٌ يتغير؟
وهل أحدٌ يمكن إلا أن يتغير؟
يتغير إلى ماذا؟ إلى من؟ كيف؟ لماذا؟
وهل التغيّر ميزة أم عيب؟
وإذا صح أنه “يحيا الثبات على المبدأ” (وهو عندى غير صحيح) فهل يصح أنه : يحيا الثبات على ما هو “أنا”؟ أو على ما أعتقد أنه “أنا”؟
الغريب أن معظم الناس يزعمون أنهم قادرون على التغير وراغبون فيه، مع أنهم فى واقع الأمر مرعوبون من التغير، مقاومون له طول الوقت.
المفهوم الشائع عن ما يسمى “تحقيق الذات” أو “إثبات الذات”، مثله مثل الفخر بالشخصية القوية، (أو تصوّر ذلك) مقابل إهمال الشخصية الحقيقية دائمة التحوّل، كل هذا يمكن أن يكون وراء هذه المقاومة للتغيير.
على الجانب الآخر توجد الخدعة وراء تصور التغيير بمجرد إعلان نية التغيير، التغيير بحسن النية دون أى فعل حقيقى هو أسخف وأكثر تعطيلا من الاعتراف بعدم التغيّـر.
هذه اللعبة اليوم تتناول هذه القضية – كالعاده – بشكل غير مباشر.
دعونا نأمل أن تجيب عن بعض هذه الأسئلة،
و أن تثير ما تيسر من تساؤلات،
ربما نهتدى من خلال هذا أو ذاك، أو كليهما، إلى بعض الحقائق وبعض الاحتمالات
هذه هى ألعاب اليوم:
يمكن أن تبدأ بها، أو تنتهى بها،
ترسلها، أو لا ترسلها،
ولا تخف!
اللعبة الاولى : أنا خايف اتغير… لحسن……..
اللعبة الثانية: أنا لو فضلت زى ما انا كده على طول .. يمكن………..
اللعبة الثالثة: أنا لابد اتغير … علشان………..
اللعبة الرابعة: أنا علشان اتغير لازم أحسبها ميت مرة…. وإلا………..
لعبة أضافية: أنا علشان اتغير لازم أحسبها شوية يمكن….
اللعبة الخامسة: أنا لو عرفت لما اتغير حابقى إيه أو حاروح فين كنت ………
اللعبة السادسة: أنا مستحيل أقبل انى اتغير … إلا لو ………..
اللعبة السابعة: أنا لو حاتغير لازم أعمل حسابى إنى……….
اللعبة الثامنة: الظاهر أنا باتغير غصب عنى، إنما………….
اللعبة التاسعة: أنا حتى لو عرفت حاتغير أبقى إيه ….. فأنا……….
اللعبة العاشرة: أنا أتغير بتاع إيه !! مش الأول………..
ضيوف اليوم هم:
الاستاذ خالد : صحفى.
الاستاذ شريف: صحفى
والاستاذ إيهاب: مدرب الناقهين
والاستاذ عمرو: مدرب الناقهين
الاستاذ عمارة: ؟؟؟ وشاعر
بالإضافة إلى د. يحيى
***
اللعبة الأولى : أنا خايف اتغير….. لحسن……..
أ.عمرو: يا أستاذ خالد أنا خايف اتغير….. لحسن يبقى دمى تقيل
أ.خالد: يا أستاذ عمارة أنا خايف اتغير….. لحسن اخسر الآخرين
ا.عمارة: يا أستاذ شريف أنا خايف اتغير… لحسن التغيير يكون له مردود عكسى عليا وعلى الاخرين
أ.شريف: يا إيهاب أنا خايف اتغير….. لحسن الناس تفسر التغيير ده بتفسير خاطئ
أ.إيهاب: يا دكتور يحيى أنا خايف اتغير….. لحسن أبقى وحش
د.يحيى: عزيزى المشاهد أنا خايف اتغير….. لحسن ماتْـعَـرفش على نفسى
***
المناقشة (الآن) :
بهذه المباشرة، أقر الجميع خوفهم من التغيير، وكما اعتدنا أن هذه الألعاب تقول شيئا آخرغير السؤال والجواب، نلاحظ أن معظم الاستجابات كانت تبين “أن اللى أعرفه (انا) أحسن من اللى ما تاعرفوش” ، و أن “الطيب احسن” : ثلاث استجابات خافت من رأى الناس أو حكم الناس، أو عملت حساب الناس، أ. خالد: “أخسر الآخرين” ، شريف : لحسن الناس تفسر التغيير غلط، عمارة : مردود عكسى عليّا وعلى الآخرين، وحتى إيهاب وهو يخاف أن “يبقى وحش” لا يمكن استبعاد أن هذه الوحاشة هى من وجهة نظر الآخرين مثلما فى نظره، كذلك أن يكون “عمرو” دمه تقيل، يمكن أن يكون أساسا على قلوب الآخرين، أما د. يحيى فجاء تركيزه على خوفه من أن يفقد صورته عن نفسه،”لحسن ماتْعرّفشى على نفسى” وليس ابتداء صورته عند الآخرين.
فى المناقشة بعد اللعبة
عقب عمرو قائلا: “حسيت إن المفروض إن ده يحصل لى، حسيت .. إن أنا لازم اتغير علشان نفسى مش أتردد علشان خاطر قلقت من الناس، عمارة قال أنه “كان عليه أن يكتشف خوفه من التغير من قديم” أ.خالد: أكد على خوفه من التغيير “هى المسألة إن أنا خايف من التغير، التغيير مرتبط بالخوف، بيبدأ بالخوف هو ده اللى أنا لاحظته “.
د.يحيى عقب على ما قاله فى اللعبة كما يلى “.. أنا لاحظت ان كل حياتى مبنية على التغيُّر والتغيير والتطور وباطالب بيه الاخرين، ولما تيجى عندى الظاهر تبقى الحكاية صعبة. فيه صعوبة صعوبة، حتى لو الواحد ادعى غير ذلك، أظن، الله أعلم
يبدو أن الاعتراف بالصعوبة، والخوف والتردد، هو البداية الأصلح لاحتمال التغيير، بديلا عن إعلان النوايا، أو زعم التغيير من حيث المبدأ دون تغيير.
***
اللعبة الثانية: أنا لو فضلت زى ما انا كده على طول.. يمكن….
أ.شريف: يا أستاذ عمارة أنا لو فضلت زى ما أنا كده على طول.. يمكن ماقدرش أتكيف مع اللى حواليّا
أ.عمارة: يا أستاذ إيهاب أنا لو فضلت زى ما أنا كده على طول.. يمكن الحياة تكون مملة يعنى يكون فيها حاجة أنا ما احبهاش
أ.إيهاب: يا أستاذ خالد أنا لو فضلت زى ما انا كده على طول.. يمكن ماقدرش أعيش
أ.خالد: يا أستاذ عمرو أنا لو فضلت زى ما انا كده على طول.. يمكن أتأخر كتير ويمكن أموت
أ.عمرو: يا دكتور يحيى أنا لو فضلت زى ما انا كده على طول.. يمكن أسبب تعاسة لناس حوالىّ.
د.يحيى: عزيزى المشاهد أنا لو فضلت زى ما انا كده على طول.. يمكن استمر فى عمل حاجات اللى باعملها بس مش ضامن تكون صح ولا غلط
المناقشة (الآن) :
بالرغم من الخوف من التغيير الذى أجمع عليه اللاعبون فى اللعبة الأولى، فقد أظهرت هذه اللعبة رفض عدم التغيير، رفض أن يستمر الحال على ما هو عليه، فى المناقشة بعد اللعبة قال أ.عمارة:.”جمودى ما باحبش ترسيخه، والتغير بالنسبة ليا مهم جدا حتى على مستوى الحياة اليومية العادية، مهم لى خالص أن أنا أكون غير تقليدى” أ.شريف أقر انه : “صعب جداً على الانسان إن هو يبقى على طول على وتيرة واحده أكيد بتحصل تغيرات فى حياتة سواء كانت إرادية أو غير إرادية، بس السؤال هى رايحة على فين؟ أ.عمرو قال : “مش عارف أنا أول ماقلت الجملة دى (أسبب تعاسة لناس حوالىّ) حسيت إن أنا ركزت شوية على الجزء اللى مش كويس فيا أو الجزء اللى مش حلو فيا، وحين اقترح عليه د. يحيى أن يعيد، أعاد قائلا أ.عمرو: أنا لو فضلت زى ما انا كده على طول يمكن أقدر أساعد حد ، وكأنه عاد يـُطمئن نفسه إلى أنه حتى لو كان فيه ما لا يقبله، ومن ثم يحتاج إلى تغييرٍ ما، فإن الموجود لديه من خير أو فاعلية طيبة للناس يمكن أن يكون فيه ما يبرر استمراره، خالد: أعلن خوفه من السكون الجمود الذى يعنى التدهور، وربما الموت. أما أ.إيهاب: فقد أعلن أن خوفه من التغيير هو خوف من المجهول: “خوفى من التغير أنا مش عارف حا ابقى عامل أزاى، الخوف من مجهولية الحاجة اللى هاتتغير فى نفسى” أ.خالد: أقر مثل ذلك بطريقته الخاصة حين عبر فى المناقشة بعد اللعبة عن المجهول بقوله ” ….وانت بتفكر فى التغيير بتلاقى نفسك وسط مساحة واسعة ….، فاتبص حواليك تلقى مش حاتقدر تجاوب على قد الشوف، فإذا قارنا تعقيبه باستجابته أثناء اللعبة “أتأخر كتير يمكن أموت” لأمكن تقدير موقفه الواعى، وفى نفس الوقت الحذِرْ ..” د. يحيى خاف من أن يكرر ما يعمله، وهو ليس على يقين من صحته، وكأن التغيير قد يعطيه فرصة تقييم ما يفعل.
***
اللعبة الثالثة: أنا لابد اتغير… علشان………..
أ.إيهاب: يا خالد أنا لابد اتغير… علشان أساعد نفسى
أ.خالد: يا أستاذ عمرو أنا لابد اتغير… علشان ماينفعش كده، ماينفعش أفضل كده
أ.عمرو: يا شريف أنا لابد اتغير… علشان أحس بالرضا عنى
أ.شريف: يا دكتور يحيى أنا لابد اتغير… علشان أغذى طموحى فى انى أكون أحسن
د.يحيى: يا أستاذ عمارة أنا لابد اتغير… علشان كده ما ينفعش
أ.عمارة: عزيزى المشاهد أنا لابد اتغير… علشان الحياة تكون ممتعة ويكون ليا قيمتى فيها … لأن الرقود سلبى وأنا ضد ده
المناقشة (الآن) :
نلاحظ أن التدرج فى الألعاب حتى الآن جعل المشاركين يكتشفون الجوانب التى تعتبر لأول وهلة متناقضة، وهى ليست كذلك بالضرورة، فقد ظهر أن الخوف من التغيير ليس بالضرورة مانعا له، ولا هو إقرار بسلامة الموجود وحسنه، أ.شريفلاحظ هذا الاستدراج حين انتقلت المسألة من قبول الأمر الواقع خوفا من التغيير (اللعبة الأولى) إلى تعرية هذا القبول ورفضه (اللعبة الثانية) إلى حتمية التغيير (هنا) مع اختلاف الأسباب. يقول شريف “أنا حسيت فى اللعبة التالتة دى بقى..، حسيت دلوقتى إن احنا انتقلنا من مفهوم التغير والخوف منه، إلى ضرورة التغيير، حسيت من الإجابات إن احنا وصلنا لمرحلة إن التغير دا ضرورى فعلاً فى حياتنا. فيعقب د. يحيى قائلا : هو من ضمن الحاجات اللى مفرحانى فى المحاولة دى إن هى لعبة بصحيح إنما بتتقلب بجد، بس على الله ماتتقلبش غم .
ومع ذلك فقد بدت أغلب الإجابات فى اتجاه تحقيق حلم أو أمنية أو راحة ما أ.عمرو:… علشان أحس بالرضا عنى أ.شريف: علشان أغذى طموحى فى إنى أكون أحسن .إيهاب:… علشان أساعد نفسى، أ.عمارة: علشان الحياة تكون ممتعة ويكون ليا قيمتى فيها … ، أما
أ.خالد: و د. يحيى، فقد أقرا أن التغيير ضرورة رفضا لاستمرار الوضع الحالى الذى لم يؤد ما كان يُنتظر منه أ. خالد … علشان ماينفعش كده ماينفعش أفضل كده ، و د. يحيى: … علشان كده ما ينفعش .يبدو أن ثم فرقا هاما بين التغيير لتحقيق حلم آمِـل، والتغيير لأن الموجود استفد أغراضه .
***
اللعبة الرابعة: أنا علشان اتغير لازم أحسبها ميت مرة…. وإلا…..
أ.عمرو: يا شريف أنا علشان اتغير لازم أحسبها ميت مرة…. وإلا مش حاضمن العواقب بتاعتها
أ.شريف: يا أستاذ خالد أنا علشان اتغير لازم أحسبها ميت مرة…. وإلا ممكن أرجع أسوأ من الاول وأفقد حاجات كتير
أ.خالد: يا أستاذ عمارة أنا علشان اتغير لازم أحسبها ميت مرة…. وإلا ممكن أضر ناس كتير باحبهم
أ.عمارة: يا أستاذ إيهاب أنا علشان اتغير لازم أحسبها ميت مرة…. وإلا الخسارة ممكن تكون كبيرة جدا جدا
أ.إيهاب: يا دكتور يحيى أنا علشان اتغير لازم أحسبها ميت مرة…. وإلا حاتوه أكتر ما أنا تايه
د.يحيى: عزيزى المشاهد أنا علشان اتغير لازم أحسبها ميت مرة…. وإلا حاروح فى ستين داهية
***
المناقشة (الآن) :
يبدو أن هذه اللعبة فرضت على المشاركين أن يبالغوا فى النظر فى حسابات التغيير وعواقبه (ميت مرة)، فإذا كان التغيير ضرورة تصل إلى درجة “الحتم: أنا لا بد اتغير“، وفى نفس الوقت كان الخوف منه واقع قد يمنعه نهائيا، فإن هذه اللعبة الرابعة تعرض حلا صعبا، وهو أن تكون الحسابات الدقيقة قادرة على تجنب مضاعفات التغيير، أو على الأقل على التخفيف منها. لكن هذه الحسابات إذا زادت جدا كما عبرت عنها اللعبة بـ “ميت مرة”، فإنها قد ترجح جانب الخوف حتى يصل إلى درجة التعطيل الكامل، يقول أ.عمارة فى تعقيبه بعد اللعب : أنا حسيت من اللعبة دى إن تغييرى مهم إنه يكون محسوب، وإن هذا التغير لو لم يتم حسبتة بشكل صح ممكن يؤدى إلى كوارث بالفعل، ودى لعبة المشاهد نفسه حايستفيد منها أكتر من أى حد تانى” نلاحظ هنا كيف أن أ.عمارة لم يكتف بان يختبئ فى حساباته، بل إنه يكاد يوصى الناس أن يفعلوا مثله، ربما تبريرا لتراجعه، هذا أيضا هو ما أقره شريف بشكل آخر مشيرا إلى قدر من الحسابات لو تأملنا ألفاظه وهو يشير إليها لاقتربنا من ترجيح احتمال أنه تحول فعلا بعيدا عن التغيير مهما أعلن ضرورته، يقول شريف (بعد اللعبة) : “…أنا ممكن أكون من جوايا راضى عن نفسى جدا فى المرحلة الحالية، لكن برضه فى فترة من الفترات أنا محتاج الى التغير، بس لازم أعرف كويس أوى : أنا لما اتغير ح اتغير ليه وعلشان إيه وياترى التغيير ده فى الاخر هايبقى فى مصلحتى ولا ضدى: إن إقراره بالرضا عن نفسه جدا، مع فرحته بالسماح بالحسابات الدقيقة جدا جدا هكذا، هو بمثابة انتهاز فرصة باب فتح الحسابات للضمان المسبق حتى يظل هذا الرضا جدا عن نفسه قائما من داخله، فتمر عليه رغبة التغيير كل فترة، ثم تؤجـَّل بالحسابات وهكذا. د. يحيى أعلنها صريحة أنه إن لم يحسبها فسوف يذهب فى ستين داهية، وكأن الحسابات المائة (ميت مرة) يمكن أن تحميه بقدر أكبر أربعين نقطة!! من الدواهى الستين، وإلا فهى المغامرة الخطيرة بما لا يطيق.
لاحظ خالد فى نهاية المناقشة أن ألفاظ اللعبة ، وبالذات حكاية “ميت مرة” قد أوحت بمخاوف أكثر من الواقع فاقترح لعبة أخرى تخفف من وطأة ذلك (وهذا مسموح به كما ذكرنا فى لعبة الحق فى الفرحة) اقترح أن يجعل الحسابات “شوية” بدلا من “ميت مرة“، وصاغ لعبة إضافية هكذا :
أ.خالد: أنا أكتشفت حاجة واحنا بنتكلم بخصوص السؤال ده، مش لازم أقول أحسبها ميت مرة أنا حاسس إن من الافضل إن السؤال يبقى لازم أحسبها شوية .
وافق د يحيى على الاقتراح على الفور، فجاءت الاستجابات على الوجه التالى:
أ.خالد: يا إيهاب أنا علشان اتغير لازم أحسبها شوية يمكن اتغير
أ.إيهاب: يا أستاذ عمارة أنا علشان اتغير لازم أحسبها شوية يمكن أنا مش عامل اعتبارات لحاجات أنا مش شايفها
أ.عمارة: يا أستاذ شريف أنا علشان اتغير لازم أحسبها شوية يمكن التغيير يفيد
أ.شريف: يا أستاذ عمرو أنا علشان اتغير لازم أحسبها شوية يمكن أكسب أحترام الناس أكتر، وقبلهم احترام نفسى
أ.عمرو: يا دكتور يحيى أنا علشان اتغير لازم أحسبها شوية يمكن أعيش مبسوط
د.يحيى: عزيزى المشاهد أنا علشان اتغير لازم أحسبها شوية يمكن لو حسبتها أكتر لا حاتغير ولا هاتنيل
علق شريف على الفرق قائلا : كده حصل يعنى فيه كششان ، بعد ما كانت مية فى المية قصدى ميت مرة (تخوّف) .لكن لو حسبتها “شوية” برضة تلاقى فيه سِنـّة تردد جوّانا إن مش ممكن نتغير حالا، مش لازم نتغير دلوقتى. عقب د. يحيى على إضافة هذه اللعبة من واقع الممارسة، قائلا: د. يحيى: هو أنا الحقيقة استفدت لما أستاذ خالد اقترح حكاية “شوية” دى، انتبهت لحقيقة غريبة جدا هو إن مافيش تغيير لو الحسابات كترت قوى، يبدو إن كل ما زودنا عدد الحسابات كل ما قلت فرصة التغيير، مافيش تغيير من غير مخاطر، المخاطرة تعنى إن لازم يبقى فيه احتمال خلل فى الحسابات. لما اشترطنا إن الحسابات تكون “ميت مرة” راحت سادّه الباب فى وشنا ، أنا شايف إن النقلة دى الفضل فيها للاستاذ خالد
***
اللعبة الخامسة: أنا لو عرفت لما اتغير حابقى إيه أو حاروح فين كنت…
أ.شريف: يا إيهاب أنا لو عرفت لما اتغير حابقى إيه أو حاروح فين كنت برضه أستنيت شوية
أ.إيهاب: يا خالد أنا لو عرفت لما اتغير حابقى إيه أو حاروح فين كنت اتغيرت فورا
أ.خالد: يا عمرو أنا لو عرفت لما اتغير حابقى إيه أو حاروح فين كنت دُست على الزرار فورا
أ.عمرو: يا أستاذ عمارة أنا لو عرفت لما اتغير حابقى إيه أو حاروح فين كنت أفضّـل أبقى زى ما انا دلوقتى
أ.عمارة: يا دكتور يحيى أنا لو عرفت لما اتغير حابقى إيه أو حاروح فين كنت خططت لده من زمان
د.يحيى: عزيزى المشاهد أنا لو عرفت لما اتغير حابقى إيه أو حاروح فين كنت ما اعتبرتش ده تغيير خالص
***
المناقشة (الآن) :
نلاحظ أن هذه اللعبة كشفت بقدر مناسب أن التغيير المحسوب جدا، والمعروف مسبقا، ليس تغييرا أصلا، بالمعنى الذى تحاول اللعبة أن تكشف عن طبيعته أو حقيقته،
إيهاب يقرر أنه لو عرف إلى أين سوف يذهب به التغيير، فهو يفضل أن ينتظر قليلا (بصراحة ربما يمتد “قليلا” هذا إلى ما لا نهاية، السلامة أولا)، إيهاب يقرر ببساطة أنه سوف يتغير فورا، الأمر الذى عبر عنه خالد بالضغط على الزرار فورا أيضا، لكن خالد يعقّب فى المناقشة، أنه اكتشف من خلال استجابات اللعبة، واستجابته بوجه خاص أن ذلك يصبح انتقالا وليس تغييرا، (أنظر بعد فى المناقشة رأى خالد )
عمرو يقرر بأمانة أنه لو عرف مسبقا فسيبقى كما هو ويختار ألا يتغير، ربما أنه بعكس خالد وإيهاب رأى أن التغير الحقيقى هو إما إلى أسوأ، أو إلى مجهول يعترف أنه لا يريد أن يغامر بارتياده، أما أ. عمارة فهو يقرر أنه لو عرف لحسبها بالتخطيط المناسب قبل المغامرة بمدة طويلة “كنت خططت لده من زمان”، وهو بذلك يكاد يجعله أقرب للانتقال فعلا. د. يحيى الذى سوف يكشف أوراق ما وراء اللعبة فى المناقشة، يقر ويعترف أن هذا الشرط – بالنسبة إليه ابتداء- يلغى فكرة التغيير من أصلها د. يحيى : “ كنت ما اعتبرتش ده تغيير خالص”
هذا الفرق بين “الانتقال” (بالمعنى الذى اكتشفه أغلب اللاعبين) وبين “التغيير” بالمعنى الذى تحاول اللعبة كشف ضرورته ومخاطره فى آن واحد، يمكن أن يُظهر كيف أن التغيير الذى يتصوره أغلبنا، وهو يتقن حساباته حتى يعرف تفاصيله مسبقا ليس إلا انتقالا فى المحل، أظن أن هذا ما عبرتٌ عنه فى قصيدة .” من شطى لشطى ” أغوار النفس:
الشط التانى الـْمِشْ بايِــــنْ:
كل مااقَرّب لُـهْْ، يتّاخِـرْ.
وِمراكبْ، وقلوع، وسفايــنْ،
والبحر الهِــوْ مالوش آخــــرْ.
***
لأ مِشْ لاعِبْ.
حاستنى لمّا اعرف نفسى، من جـوّه.
على شرط ما شوفشِى اللـِّى جــوَّهْ.
واذَا شفته لقيتـُـه مشْ هـُوٍّه،
لازِمْ يفضَلْ زىْ ما هُوَّهْ.
***
أنــا ماشى ”سريع” حوالين نفسى،
وباصبّح زىْ ما بامَسِّى،
وان كان لازم إنى أَعدّى:
رَاحَ اعدّى مِنْ شَطّىْ لـشَطِّىْ،
هوَّا دَا شَرْطى.
فى المناقشة بعد اللعبة لاحظ بعض المشاركين أن اللعبة قد سرقته بشكل أو بآخر، فحاول التراجع مثل خالد حين قال بعد المناقشة : أنا حسيت فى الاول إن السؤال ده إنتوا مخبينه مش تبع الاسئلة، أنا كنت قاصد … حادوس على الزر فورا إن دى حاجة مش طبيعية يعنى إنت .. لو عرفت (اللى حايحصل) يبقى انتقال مش تغيير
يعترف د. يحيى بأنه سرّب الفرق بين التغيير الحقيقى المغامر وبين ما أسماه خالد “ده انتقال، مش تغيير” حيث قال د. يحيى فى المناقشة بعد اللعبة د.يحيى: إحنا بنسربها على إنها لعبة، (بنستعبط يعنى)، باينّـها مش لعبة ولا حاجة. أضافشريف – فى المناقشة- ما يشير إلى أن التغيير الحقيقى برغم ما فيه من مخاطر، إلا أن ثم شيئا يشير إلى ما يمكن أن يسمى “لذة التغيير” (ربما هذا هو ما يدفع أغلب المدمنين إلى البحث عن البديل الكيميائى لتغيير الوعى السريع ولو بالسموم) يقول شريف: “أنا حسيت برضه إن لو السؤال ده إتسأل فى الحياة العامة جدا يعنى لو أتسأل كده، حاحس بعدم لذة التغيير، فيعقب د.يحيى: شفت بقى أكننا بنرجع تانى نقول التغيير لا يكون حقيقياً الا إذا كان فيه المفاجأة والمخاطرة، بنتحفظ بحسابات معقولة وبنتحمل مسئولية ناتِجُهُ تحت كل الظروف، ثم يضيف تحذيرا أن نتائجه – خاصة المؤذية منها- قد تصل إلى الآخرين الذين لم يشاركوا فى اختيار قرار التغيير، حيث أضاف د.يحيى: وعلى فكرة، علشان الأمانة بقى، عليا وعلى غيرى، إفرض التغيير ده ضرّ اللى حواليا، لأه، أنا لازم اتحمل نتيجته عليا وعلى غيرى، فينتبه أ.عمارة، وربما يجد فى هذه المسئولية الممتدة إلى الغير سبيلا للتراجع يُسقطه على المشاهد بقوله: أ. عمارة ” هى دعوة للمشاهد إن التغيير العشوائى ممكن يؤدى الى كوارث لكن التغيير المخطط له بالشكل الصحيح (حاجة تانية) :، فينبهه د. يحيى إلى تراجعه مشيرا إلى حكاية التغيير المخطط أنه “: ممكن يؤدى الى اللاتغيير ” ، لكن ذلك لا يصل إلى أ عمارة فيصر : أ.عمارة: الى تغيير صحيح ميا فى المية ، فيعقب د. يحيى شارحا وجهة نظره عن علاقة الإيمان بالغيب، بأن هذا الإيمان هو متعلق بعجز الحسابات عن كشف أبعاد مسيرة التغيير، وذلك عكس ما يفهم أغلب الناس من كلمة “الغيب”، يقول د. يحيى: الناس اللى بيهاجموا الحكاية دى بيقولوا : طب ازاى؟ حانؤمن بالغيب حا نؤمن بحاجة مانعرفهاش، يبقى كده إحنا بنسلم للخرافة ، أنا متصور إن الإيمان بالغيب هو المخاطرة نحو هذا المجهول الرائع، كأنه دعوة للإبداع، إنه دعوة لاحترام الآتى بغض النظر عن صلابة وصحة الجارى. هذا هو توظيف تحريك الوعى نحو غايته دون تحديد هذه الغاية بشكل تفصيلى. لكن يبدو أن خالد لم تصله الرسالة أو لعله خاف منها فعقب مستشهدا بآية كريمة، طالما تتردد دون تمعّن ، قال أ.خالد: بس هو واضح إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فينبهه د.يحيى إلى الحذر من الاستسهال بالاستشهاد، قائلا: “ماهى “بأنفسهم” دى طلعت كبيرة أوى.
(يمكن متابعة هذه النقطة – وغيره- فى التسجيل).
نقطة منهجية
أشرنا فى لعبة سابقة، كيف يمكن أن تحضر أحد المشاركين استجابةٌ ما، كان ينوى أن يقولها حين يأتى عليه الدور، ثم إذا ما جاء دوره وجد أنه قال شيئا آخر، وليس بالضرورة أن يكون هذا الشىء الآخر هو الأقرب إلى الصحة مع أنه يكون أكثر تلقائية عادة، وهنا دار حوار هام (ويمكن الرجوع إلى التسجيل للاستماع إلى تفاصيله) يوضّح هذه النقطة ويفسرها ويبررها، ونورد نص ما دار كالتالى :
أ.إيهاب: لأ بس أنا وصلتلى حاجة يعنى فيه حاجة وصلتنى من اللى أنا قلته، ساعات لما شريف كان بيكلمنى طِلعت فى دماغى حاجة أقولها، لما جيت أقول والسكتة اللى أنا سكتّها فى النص دى، طلعت حاجة تانية خالص حسستنى إن أنا زى ما أنا قلت قبل كده فى بداية اللعبة إن وردت ليا أن أنا فعلا باخاف ساعات من التغيير ومش عارف التغيير ده هايبقى شكله إيه حاجة ذى توكيد لحاجة أكتشفتها جوايا دلوقتى
د.يحيى: هو أنت عملت فينا حاجة كويسة جداً يا إيهاب علشان المشاهد ودعوتة للمشاركة، عملت فينا حاجة جيده جداً، أنا بتحصلّـى برضه، أنا عادة بالعب فى الآخر، مش دايما فابلاقينى محضر حاجة، مش قصدى محضر، بس بيخطر على بالى حاجة غامضة كده، أجى أقول (لما ييجى على الدور) تطلع حاجة تانية، تمام زى ما انت عشت التجربة دى بالظبط.
وأنا بادعو المشاهد بصراحة إنه لو كان هو سامعنا وشايفنا وماشى معانا أو عمال يلعب معانا، وحتى بعد ما خلصنا البرنامج وحانقول له الالعاب فى الآخر كلها علشان يسجلها، إذا حب يلعبها معانا أو مع نفسه ويغامر بمغامرة إيهاب ، يعنى إنه مايبقاش وصى على إللى حايقوله، يعنى تجيله فكرة ييجى يقولها ما تطلعشى هية، تطلع مطرحها حاجة تانية، ماشى !! الألعاب دى تتلعب فى السر حتى لو مالقاش حد يلعبها معاه يلعبها فى المراية، بس لو جرى له حاجة أنا ماليش دعوة،
الواحد لما يبقى وصى على نفسه وهو بيلعب، يحرق اللعب،
الحكاية زى ما إيهاب عمل بالظبط ، تبقى عنده فكرة إنه كده حايقول كذا، ويجى يقول تطلع حاجة تانية، دا بالظبط اللى بيحقق أمالنا فى هذا البرنامج من تحريك الوعى
وبعد
غدا نكمل الألعاب الخمس المتبقي