“نشرة” الإنسان والتطور
13-1-2008
عن الثقة والتخويْن وحركية النمو (1)
والنمو البشرى
من مدخل مهم، هو ضرورى لفهم حركية النمو وجدلية الحياة، نناقش اليوم تنويعات الحركة النمائية الطورية، تمهيدا للدخول إلى عصور الإنسان الثمانية التى وصفها إريك إريكسون باعتبارها مراحل النمو المتتالية من الولادة حتى نهاية العمر.
المرحلة الأولى هى المرحلة التى أسماها مرحلة (مأزق) الثقة فى مقابل التخوين Trust versus Mistrust ، ولأول وهلة، للقارئ المتعجل، الدارس الساكن، نتصور أنه اختيار يحمل فكرة “إما ..أو“، إما أن يكتسب الطفل الثقة من خلال موقف إيجابى من أمه أو أنه يفتقدها فيظل موقفه مشحونا بمشاعر ثم أفكار التخوين،
والأمر ليس كذلك تماما.
حين توقفت مسيرة النمو والتطور بشكل منذر فى بلادنا عامة، غلب على تفكيرنا، ومن ثم على موقفنا فى الحياة (بما فى ذلك السياسة والتدين وحتى بعض أشكال الإبداع أو ما يسمى كذلك)، ذلك الموقف الاستقطابى المضاد. “إما .. أو..”. يحدث ذلك ليس فقط فى اختياراتنا اليومية، وإنما هو يصّاعد حتى فى أغلب مواجهاتنا: مع الغرب، ومع العدو، ومع أى آخر مختلف بل ومع أنفسنا أساسا“إما… أو..”
هذا الموقف الاستقطابى ليس هو حقيقة ما يجرى فى الحياة وفى التطور وفى القوانين الطبيعية. ونحن لا يمكن أن نفهم من خلاله أيا من مراحل النمو أو حيوية الإبداع، أو كدح الإيمان أو جدل العلاقات البشرية، نحن نستهل حين نحاول حله بما أسميته الحلالشويّاتى (شوية من هذا وشوية من ذاك) (1)الذى إذا استقر وثبت وسكن، يمكن أن يسمى الحل الوسط أو التسوية، وقد تناولت التحذير من مثل هذا التوفيق الاستسهالى الذى يصل أحيانا، بل كثيرا إلى التلفيق، فى نقدى لكتاب “الشرق الفنان” للدكتور زكى نجيب محمود يومية 9-9- 2007 الشرق الفنان” فى هذه اليومية، كما تناولت نقد فلسفة التعادلية لتوفيق الحكيم، وخاصة فى طبعتها الأخيرة التى حاول أن يدعم فيها فسلفته بأنها موازية لما شاع عن تفسير “أمة وسطا” فى الإسلام، وقد رفضت هذا التفسير الساكن للوسطية لهذا الدين الحيوى المتجدد أبدا.
الحل الآخر الذى يمكن أن يتجاوز ما يتبادر للذهن من تناقض قطبى الاستقطاب هو الحل التبادلى، بمعنى أننا إذا قبلنا قطبى الاستقطاب مع اعتبار البعد الرابع (الزمن) واكتشفنا أن لكل قطب دوره فى زمنه، فإن القطبين يصبحان متكاملين لا متضادين، تماما مثل تكامل الليل مع النهار بالتبادل، والنوم مع اليقظة، والنوم الحالم المصاحب بحركات العين السريعة (نوم: ريم) مع النوم غير الحالم بدون حركات العين السريعة (نوم: بدريم). هذا النوع من التبادل هو طولى بشكل أو بآخر، وله علاقة مناسبة بحركية الإيقاع (أنظر بعد).
الثقة الأساسية مقابل التخوين
المفروض أن الطفل فى بطن أمه هو محاط بحماية كافية، معتمد اعتماداً مطلقاً، يصله غذاؤه جاهزا كاملا حتى دمه مباشرة، وهو سعيد بتأخر نمو وعيه (2)، واثق من لحظاته الواحدة تلو الأخرى، لايعمل حساب آخر يزعجه (حتى لو كان توأمه) وهو ليس عنده غدٌ يقلقه حتى لو كان قاب قوسين أو أدنى من خروجه إلى عالم “الآخرين” المزعج، عالمنا، وحين يطرد من هذه الجنة الآمنة، وبمجرد أن يميز بين ما هو “أنا”، وما هو “لا أنا” تبدأ حركية النمو بكل روعتها ومخاطرها ووعودها
الموقف المطروح على وعينا الظاهر فى معظم فترات حياتنا هو الاختيار بين الثقة والتخوين،
أنا أثق فى فلان، أنا أستخون فلانة،
إما أنا أثق فيك تماما، أو أنا لا أثق فيك أصلا ودائما،
أنت محل ثقتى فعلا، أنت لا يوثق فيك أبدا،
الصحة النفسية هى أن تثق فى الناس، أما لو استخونت خلق الله فهو التفكير التآمرى والاضطراب
هذا كله اختزال معيب، ضد الطبيعة البشرية، والتطور الحيوى، ومسيرة النمو.
فإذا كان الحل الشويّاتى هو تسكين مؤقت، وكان الحل الوسط هو أيضا كذلك، ويصبح خطرا على النمو لو كان هو (أو الحل الشوياتى) نهاية المطاف
فما هى البدائل حتى نستطيع أن نستوعب الطبيعة البشرية فى حركيتها النمائية؟
محاور وآليات حركية النمو
المعادلات الميكانيكية، والرياضة الإقليدية، والطبيعة النيوتونية، والمنطق الأرسطى، على أهمية كل منها، أصبحت كل هذه المراحل من المراحل التى يجب احترامها فى تاريخها، وأيضا فيما تبقى لها من أدوار محدودة فى حياتنا المعاصرة وفكرنا الحديث، ولكنها لم تعد صالحة لتفسير كثير من الظاهر الطبيعية فى ذاتها، المعقدة فى تفسيرها. لن أدخل فى تفاصيل ما طرأ من تحديث وتجاوزات علمية وفكرية ومعرفية لهذه المفاهيم جيمعها: أولا لأننى لست أهلا لذلك، وثانيا لأنها شديدة التخصص برغم من أن إضافاتها وإسهاماتها هى جارية ليل نهار فى حياتنا اليومية.
من واقع استعادة حركية النمو فى علاج الأمراض النفسية عامة، وعلاج الذهان خاصة، والعلاج الجمعى أكثر تخصيصا، وأيضا من واقع رصد ما أمكن من حركية الجنون فالنكوص والتدهور، كل ذلك من منظور حركى تطورى حيوى، يمكن رصد معالم الفرض الذى نقدمه فى هذه المداخلة علىالوجه التالى:
معالم الفرض
- تتم حركية النمو (التطور) على محاور متعددة طول الوقت، وهى ليست محاور متتالية أو اختيارية فيما بينها، بقدر ما هو محاور آنية (فى نفس الوقت) مواكبة (معا) متناوبة (إيقاعية) متكاملة (كلية) جدلية (ولافية).
- إن أى تفكير لا يأخذ فى الاعتبار بعدىْ الحركة والزمن لا يمكنه الإحاطة الكافية بعمليتى النمو والتطور
- وبالتالى، فإن أى حديث عن النمو أو التطور من بعد ساكن (استاتيكى) هو إما قاصر، أو خطأ
- إن وصف هذه الحركات المقترحة هو من منظور إكلينيكى أساسا، تاركين ترجمته إلى آليات الرياضة أو الطبيعة الحديثتين أو حتى إلى لغة البيولوجى لمرحلة لاحقة ، ومختصين أقدر.
- إن وضع هذه الأبعاد الحركية فى الاعتبار يترتب عليه إلغاء الاستقطاب السكونى، والعكسى باحتواء القطبين بآليات مختلفة حسب المرحلة والسياق المتاح
- وفيما يلى الحركات المقترحة
الحركة “الذاهبة العائدة، الداخلة الخارجة“، (To-and-Fro & In-and-out Movement)
الحركة “الاستقطابية التكاملية المحيطة“(Containment Polarization Integrative Movement )
الحركة “الإيقاعية الحيوية (Biorhythmic Movement)
الحركة “الجدلية الولافية (Dialectic Synthetic Movement)
أكتفى فى هذه المقدمة بشرح شديد الإيجاز (لدرجة قد تكون مخلة) لهذه الحركات الأربع، حيث أفضل تأجيل التفاصيل لحين إمكانية الاستشهاد فى كل منها بعينات حية من حالات أكلينيكية، بعد تنظير مناسب، وأيضا تمهيدا لتهيئة استعداد كاف من المتلقى.
الإشكال فى تناول أى بعد للحركية فى ذاتها أننا نتناولها ونحن فى حالة أبعد ما تكون عنها، وأيضا فى أننا عادة لا نتعرف على الحركة ذاتها، بل على ناتجها، حركية الإبداع هى المثال الواضح لهذه المحاذير والصعوبات معا ، معظم دراسات الإبداع تتناول ناتج الإبداع أكثر من تناولها حركية الإبداع باستثناءات قليلة أهمها عمل خالدة سعيد، وأنتونى ستور (3)
آمل فى تقديم باقى التنظير مع عينات حية سواء فى سلسلة “حالات وأحوال”، أم مع آليات العلاج الجمعى (كما سيرد فى الجزء الثانى من هذه المداخلة غدا: لعبة الثقة والتخوين فى جلسة للعلاج الجمعى).
الحركة “الذاهبة العائدة – الدخول الخروج”، (To-and-Fro & In-and-out Movement)
هى أشهر أشكال هذه الحركات وتسمى عادة ” برنامج الدخول والخروج In-and-Out Program”، وهو البرنامج الذى يبدأ منذ خروج الطفل من الرحم، ويستمر بعد ذلك طول العمر بأطوال مختلفة، وتنويعات مختلفة، وهو برنامج نشط يسمح بالتقدم والتأخر باستمرار، وفى حالات السواء يكون ذراع التقدم أطول أو ذراع التأخر أقصر فتكون المحصلة هى التقدم دائما، فيضطرد النمو. إذا تساوى الذراعان يتوقف النمو وتنقلب الحركة إلى نص معاد (سكريبت).
تدل هذه الحركة (وترمز أيضا) إلى طبيعة بشرية هى النزوع إلى الرجوع إلى الرحم،(أو ما يكافئ الرحم) خاصة أمام التهديد الخارجى: (إلى الكهف، أو إلى الذات، أو إلى النوم، أو إلى البيات الشتوى)،
ومن ثمَّ، وبعد الاطمئنان النسبى وتجميع آليات دفاع قادرة، إعادة الخروج من الرحم (أو أى مما سبق).
وقد تكون فاعلية بعض العلاجات حتى الفيزيائية منها لها علاقة بهذا البرنامج (الدخول- الخروج) ، وبالذات علاج غيبوبة الإنسولين، والعلاج بالتبريد، وحتى علاج تنظيم إيقاع الدماغ (المسمى خطأ: العلاج بالصدمات الكهربائية). فى كل هذه العلاجات (وقد مارستُها جميعا فى حينها: الأول والثانى فى نهاية الخمسينيات، والثالث حتى الآن) حيث يتم إحداث دخول أو توقيف مؤقت فيما يشبه سكينة الرحم، تمهيدا لبعث (ولادة) جديد، مما لا مجال لتفصيله الآن. (للأسف ينعتون الآن معظم هذه العلاجات أنها “غير رحيمة، وغير إنسانية !!!!!! ).
على مستوى آخر تتم حركة الذهاب والعودة To-and-Fro بين أى قطبين متضادين لأسباب متنوعة وبآأليات مناسبة، وذلك لاستيعاب أبعاد كل قطب بشكل يسمح بالاختيار بينهما، أو احتوئهما معا (الحركة التالية) إن لزم ذلك:
مثلا فى العلاج الجمعى الجشتالتى يتم التبادل بين الشكل والأرضية عن طريق الألعاب، والدراما القصيرة، والتركيز على الهنا والآن (أنظر تكملة هذه اليومية غدا)، وتكون حركية الذهاب والعودة بمثابة تعميق معالم القطبين الظاهرى التناقض، ومن ثمَّ السماح بمعايشة كل منهما على حدة، ثم التبادل بينهما وكأننا نتحرك بينهما إلى أن تتضح الأمور للاختيار الأكثر واقعية ومسئولية، أو للاستيعاب بحركية أخرى كما يلى.
الحركة “الاستقطابية التكاملية المحيطة“(Containment Polarization Integrative Movement )
حتى يتواصل النمو، وبرغم أن الإنسان من حيث المبدأ قد احتوى كل مراحل تطوره، وتاريخه الحيوى فى هذه الواحدية الناتجة عن جدل الحياة المتطورة Phylogeny، ثم جدل نموه الذاتىOntogeny، فإنه يحوى فى نفس الوقت داخل هذه الواحدية كل مراحل تطوره، التى هى تاريخ طويل من الاستقطاب فالولاف. ولكى يتنشط نموه فردا، (وجماعة) فإن هذا التاريخ لا ينتهى بتتويج الإنسان إنسانا بشكل جاهز، وإنما يعاد تنشيط كل مراحل النمو، وبالذات أثناء أزمات نمو الفرد التى تعتبر نقلة مكثفة إلى مرحلة تالية لا تخلو عادة من مخاطر، ومن خلال هذا التنشيط تتولد التناقضات بشكل طبيعى، ومن ثم يصبح قبول الاستقطاب هو البداية الطبيعية لأى أزمة نمو، وبمجرد أن يفرض الاستقطاب نفسه، تتولد حركة فى اتجاه احتواء النقيضين بكل الأساليب المنغرسة فى التاريخ الحيوى (4)، ومن أهما (ا) التناوب (ب) التقارب (ج) التحمل (ء) بدايات االتكامل أو التوليف.
إن استمرارية الحركة بين القطبين المنشـَّطين أثناء أزمة النمو، مثلا بين قطبى الثقة والتخوين، من خلال هذه الآليات تعمل على ألا تثُت المسافة بينهما، وبالتالى يظل التحرك فيما بينهما دفعا للنمو، وتعميقا للعلاقة بالواقع، وتدريبا على تحمل الغموض، بما يسهلالتقدم المضطرد لاحتواء التناقض بعد الاعتراف به طبيعة تاريخية ومرحلية لها دلالتها حين لا يؤخذ كل قطب منفصلا عن نقيضه مكانيا ونوعيا ونمائيا، بل يعتبر مكملا له فى باقى سياق الكيان الكلى (الجشتالت) الذى يحتوى كلا القطبين فى كيان أكبر، سواء كيان تاريخى (الماضى حاضرا الآن) أو كيان تكاملى (الأجزاء فى كلٍّ معا) أو كيان واعد (الحركة الولافية القادمة) أو كيان نابض له طوريه المتكاملين(الإيقاع الحيوى).
الحركة “الإيقاعية الحيوى” (Biorhythmic Movement)
كل هذه الحركات السابقة لا تحدث بشكل مستقر على نفس الوتيرة ولا بنفس الحدة، وإنما هى (وغيرها) تحتد
وتهدأ فى نوبات امتلاء filling وبسط unfolding باستمرار، وهو ما أشرنا إليه كثيرا، وسنشير إليه اكثر ما دمنا نقدم الطب النفسى والتركيب البشرى من منظور تطورى، وتحديدا أشرنا إلى هذا الإيقاع فى “يومية 6-1-2008 الشخصية الفرحانقباضية وأخواتها”، وقد حددنا آنذاك المعالم التى تتميز بها نبضة النمو، حتى تعتبر نبضة صحية سوية، من حبث تناوب شِقـّى النبضة (التمدد والاندفاع أى الاستيعاب والبسط) ليكمل بعضهما البعض تناوبا منتظما يسمح لكل طور أن يؤدى وظيفته، ويصل الأمر أن تختل وظيفة أى طور، بل وتنعدم إن لم يؤد الطور الآخر وظيفته، تماما مثلما يستحيل دفع الدم من القلب فى طور الانقباض Systole إذا لم يكن الأذين فالبطين قد امتلآ أثناء طور التراخى للامتلاء Diastole ، وتتم نبضة الإيقاع الحيوى على كل المستويات بكفاءة تتناسب مع التلاؤم والتكامل بين الطورين.
هذه الحركة لا تشير إلى أن ما بدا تناقضا هو ليس كذلك فحسب، بل إنها تؤكد لزوم التناقض الظاهرى لتحقيق الوظيفة المتكاملة بشكل طبيعى.
الحركة “الجدلية التكاملية” Integrative Synthetic Movement
هذه الحركة ونتائجها المتجددة دوما هى غاية كل الحركات السابقة، وهى تهدف إلى – ولا تحقق بشكل حاسم أبدا – تحريك التناقضات فى اتجاه بعضها البعض بحيث يتخلق منهما الجديد الذى يعلن نقلة نوعية حقيقية تصل إلى ما يسمى “إعادة الولادة، وهى ليست مجرد تجميع أجزاء فى كل (جشتات) يشملها مثلما يحدث فى التكامل، وإنما هى تفاعل جدلى بعد تراكم نشط إعدادا لتخليق مختلف اختلافا حاسما عن ذى قبل، علما بأنه يحتوى كل ما هو قبل ذلك بحيث يكون عرضة للتحلل إليه فى حالات النكوص أو التدهور أو الجنون، هذه الحركة الولافية برغم أنها تبدو استيعابا غائيا لكل حركية النمو، إلا أنها عملية متكررة متصاعدة باسمترار، وهذا ما سوف نتاوله فى قراءتنا لعصور الإنسان (مراحل النمو) حين نقرأ إريك إريكسون من جديد فى هذه اليومية.
تجربة تطبيقية:
لا يمكن منهجيا تتبع حركية النمو هذه أو حركاته على مدى نمو الطفل بشكل يسمح بدراستها وإثباتها الواحدة بعد الأخرى، أو الواحدة جنب الأخرى، وإنما نحن نشاهد ملامح كل منها أثناء استعادة النمو فى حركية الإبداع، وأيضا فى العلاج من منظور نمائى، وبالذات فى العلاج الجمعى.
سوف نعرض غدا جزئية محدودة ثمثل أساسا الحركة الثانية “الاستقطابية التكاملية المحيطة “(Containment Polarization Integrative Movement) المرتبطة بمأزق المرحلة الأولى للنمو البشرى ، مرحلة الثقة فى مقابل التخوين Trust Versus Mistrust ، وذلك من خلال عرض لعبة مركبة قام بها ثمانية مرضى وثلاثة معالجين (أطباء) على مستوى العيادة الخارجية مستشفى قصر العينى كلية الطب.
وسوف نعرض رأس اللعبة اليوم استعدادا لتقديمها غدا
ويمكن للقارئ (الزائر) أن يلعبها بنفسها حتى الغد، متخيلا شخصا بذاته، أو مع أحد المعارف أو الأصدقاء، وحده، أوبالتبادل، حتى نلتقى غدا مع المجموعة
فقط لابد من الالتزام باستعمال نفس الألفاظ، وبالذات ضمائر”أنا” “أنت” بالتبادل مع كل لعبة (ويمكن الرجوع إلى قواعد اللعب النفسى فى أى يومية سابقة للألعاب)
اللعبة (التفاصيل غدا)
(1) يا (فلان) أنا بثق فيك حتى لو انت …… (أكمل أى كلام)
(2) يا (فلان) أنا بثق فيك حتى لو أنا …….. (أكمل أى كلام)
(3) يا (فلان) أنا ما باثقشى فيك عشان أنا ….. (أكمل أى كلام)
(4) يا (فلان) أنا ما باثقشى فيك عشان أنت.. (أكمل أى كلام)
وهكذا
ملاحظة: كما سوف نلاحظ حاولنا فى هذه اللعبة المركبة أن نضيف ضمائر “أنا” و”أنت” تحريكا لكل من المسئولية الذاتية فى مقابل احتمال “لوم الآخر Putting the Blame” على كل من محورى “الثقة”، والتخوين
أنظر غدا
[1] – شوية كلمة عربية فصحى، فى الوسيط: الشُّوَيّة: القليل من الكثير.
[2] – ورد ما يقابل هذا الوصف فى صدى من أصداء السيرة الذاتية على الوجه التالى:
فيلسوف صغير جدا: يطاردنى الشعور بالشيخوخة رغم إرادتى بغير دعوة، لا أدرى كيف أتناسى دنو النهاية وهيمنة الوداع، تحية للعمر الطويل الذى أمضيته فى الأمان والغبطة. تحية لمتعة الحياة فى بحر الحنان والنمو والمعرفة. الآن يؤذن الصوت الأبدى بالرحيل ودع دنياك الجميلة واذهب إلى المجهول. وما المجهول يا قلبى إلا الفناء. دع عنك ترهات الإنتقال إلى حياة أخرى، كيف ولماذا وأى حكمة تبرر وجودها، أما المعقول حقا فهو ما يحزن له قلبى، الوداع أيتها الحياة التى تلقيت منها كل معنى، ثم انقضت مخلفة تاريخا خاليا من أى معنى. (من خواطر جنين فى نهاية شهره التاسع).
[3] خالدة سعيد: “حركية الإبداع” – دار العودة – بيروت -1979.
Anthony Storr: ” The Dyanmics of Creation” – Published by Penguin Group 1972.
[4] – برغم رفضى الشديد لأية محاولة فى اتجاه ما يسمى التفسير العلمى للقرآن الكريم أو لأى نص مقدس، ومع حرصى وحذرى وتحذيرى من أى استشهاد يحمل أية شبهة فى هذا التجاه، إلى أننى أجد نفسى مضطرا إلى التذكرة بأن النفس التى سواها الله سبحانه وتعالى وألهمها فجورها وتقواها، كل ما علينا تجاهها هو أن نتعهد هذين القطبين ليدخلا فى الكل النامى كدحا إليه تعالى. هذا ليس تفسيرا ولا دعما للفرض الذى تقدمت به، فقط هو إبلاغ ما وصلنى حين تعجبت وفرحت حين عرفت أن زكاها = نمّاها لا أكثر ولا أقل، فى حين أن معظم ما وقع تحت نظرى من تفاسير جعل زكاها ترجيحا لأحد القطبين. آسف، هذا ليس دليلا على شىء، لكنه استلهام واحترام لما وصلنى، أحسست أنه ليس من حقى أن أكتمه.