“يومياً” الإنسان والتطور
16-3-2008
العدد: 198
الإشراف على العلاج النفسى (4)
(احتمالات التدريب عن بعد)
مقدمة:
عدت أمس من مؤتمر محدود فى بلد عربى شقيق، كنت قد أشرت إليه أول أمس فى بريد الجمعة، وقد قابلت الكثير من طلبتى (بعضهم أو كثير منهم أساتذة ومستشارون فى الطب النفسى فضلا عن المعالجين النفسيين وأخصائيى النفس والأسرة والطفل وخلافه)، وقد أتيحت لى الفرصة أن أسأل بعضهم عن سبب عزوفهم عن التعقيب على ما أكتب يوميا فى هذه النشرة التى وصلت أعدادها إلى مائتين إلا اثنين اليوم، أجابونى إجابات مختلفة، ولم ألح فى الاستفسار.
كان من بين ما قدمتُ فى هذا المؤتمر بالاشتراك مع ابنتى د. “منى” (أستاذ مساعد فى قصر العينى) هو ورشة عمل عن “دور الأسرة الوقائى والعلاجى فى الصحة النفسية، ورشة العمل هى غير جلسات المؤتمر العامة، فمدتها أربعة ساعات، يديرها اثنين إلى أربعة، ومادتها عملية تجريبية تدريبية حوارية، أكثر منها تقديم أوراق أبحاث رقمية أو رص معلومات نظرية.
من بين فقرات هذه الورشة طلبت عددا محدودا (أربعة إلى ستة) من الحضور الذين لم يسمعوا عما يسمى الألعاب النفسية، ولعبنا معهم بالاشتراك معى شخصيا ومع د. منى خمس لعبات حاولنا من خلالها أن نكشف عن بعض أبعاد المؤسسة الزواجية بشكل يختلف عن أسلوب النصح والإرشاد والسؤال والجواب، بعد أو بدون الاعتراف المرسل، بعد اللعبة سألنى الكثيرون عن كيفية الحصول على فكرة مثل هذه الالعاب وفائدتها العلاجية والتنويرية، وحولتهم إلى نشرات الموقع فكانت دهشتهم ، وطلبات بعضهم أن أواصل هذا الذى أسميته “التدريب عن بعد”.
وما أعرضه اليوم هو استجابة لبعض ذلك، وهو أيضا مواصلة لما سبق، وإن كنت ما زلت أشك فى مواصلة الحوار.
ماذا أفعل؟
محاولاتى السابقة لنشر ما هو “حالات وأحوال” (يومية 6-2-2008 ” تنشيط حركية النمو أثناء العلاج: إلى أين)، (يومية “صعوبة الحياد وضرورته فى العلاج النفسى والحياة” 12-2-2008).، ثم عينة محدودة من الإشراف على العلاج النفسى بعرض حالات حقيقية تتم مناقشتها فى بضع دقائق، كانت تتسم بالشرح والتعقيب اولا بأول على بعض مقاطع العرض أو الحوار، وقد استدعى ذلك دهشة الزملاء، بما فيهم من تدربوا معى فى قصرالعينى، دهشتهم عن مدى الاستفادة من عرض مناقشات الإشراف هكذ، فشرحت لهم كيف أن تعقيباتهم، ونقدهم هى التى يمكن أن تهدينى أن أستمر أو لا أستمر، وأيضا يمكن أن تشير على “كيف أستمر”،.
ما دامت المسألة هى محاولات مستمرة ، وتجريب متجدد، قلت أنشر اليوم حالة من حالات الإشراف بشكل (تجريبى) مختلف، وذلك بأن أنشر نص الحوار الذى دار بين المتدرب والمشرف، دون تحوير، إلا ما لزم من بعض الاختصار والتحوير البسيط لأخفى حقيقة الأشخاص تماما حتى يستحيل التعرف على أى منهم، وأيضا بدون تعقيب أولا بأول كما حدث فى الحلقات السابقة التى عرضت فيها عينات من الإشراف (يومية 6-2-2008 ” تنشيط حركية النمو أثناء العلاج: إلى أين)،(يومية “صعوبة الحياد وضرورته فى العلاج النفسى والحياة” 12-2-2008).
الحالة
أقول له أم لا أقول ؟؟!!!
(ملحوظة أساسية سوف تتكرر:
كل الأسماء المعروضة فى الحلقة استبدلت بأسماء أخرى،
بما فى ذلك أسماء الأطباء – فيما عدا المشرف،
وأيضا الوظائف، والعناوين،
دون مساس بالحقائق العلمية،
أوالمعلومات الدالة ، شكرا)
د. وائل: هى الأولى من أربع إخوه وأخوات، عندها 27 سنة، بتجيلى بقالها تقريباً شهرين بانتظام كانت مشكلتها اللى جاية بيها الأساسية إنها جاية تشتكى إنها مش عارفة تتكيف مع جو البيت مش عارفة تتعامل مع باقى أفراد الأسرة
د.يحيى: هى بتشتغل؟
د. وائل: لأ مابتشتغلش، يعنى هى اتنقلت من كذا شغلة، بس حالياً ما بتشتغلش
د.يحيى: كام أخ وكام أخت
د. وائل: 3 غيرها: بنت وولدين غيرها وهى الكبيرة هو والدها رجل أعمال هى عربية لكن الأسرة فى مصر من زمان
د.يحيى: رجل أعمال فين ؟
د. وائل: هنا، هو شغله هنا أساسا، لكن له علاقة برضه ببره
د.يحيى: أنا اللى محولها لك ؟
د. وائل: آه حضرتك محولها لى من شهرين ووصيتنى عليها خصوصا إن لها أتنين من أخوتها دخلوا فى قصة التعاطى وواحد حالته وصلت لمرحلة صعب، وبيتعالج.
د.يحيى: إنت بتشوفها بقالك شهرين بتقول مش كده؟
د. وائل: أيوه شهرين، آه
د.يحيى: طيب فيه إيه؟ مش هى بتحضر باتظام؟
د. وائل: أيوه ما مابتفوتش مواعيد، المهم يعنى أنا قعدت قى الأول بس أجمع معلومات عشان أفهم
د.يحيى: طيب ما هو دا طبيعى، ومستعجل على إيه، دول شهرين ، المهم، فين بقى السؤال؟
د. وائل: المشكلة إن البنت دخلت من سنتين ونص بالظبط دخلت فى علأقة كاملة مع واحد من الشباب تعرفه، كان فى علاقة عاطفية بينهم قبلها
د.يحيى: طيب وبعدين؟
د. وائل: وبعد كده هى انفصلت عنه وسابته خالص
د.يحيى: وبعدين؟
د. وائل: وهى دلوقتى اتعرفت على ولد تانى واضح إنه ولد كويس من اللى بتحكيه عنه، ومن طبيعة تصرفاته
د.يحيى: والولد الأولانى ؟
د. وائل: لأ أنا باحكى عن التانى، هى إتعرفت دلوقتى على واحد تانى
د.يحيى: سابت الأولأنى بعد العلاقة الكاملة دى بأد أيه
د. وائل: بسنه
د.يحيى: واستمرت العلاقة الكاملة مع الأولانى قد إيه؟
د. وائل: حوالى سنة ونص
د.يحيى: سؤالك بقى عن إيه ؟
د. وائل: البنت متقدم لها التانى ده، الولد الكويس، وهى محتارة تعرّفه باللى حصل ده ولأ لأ
د.يحيى: أنا فاكر إحنا ناقشنا الموضوع ده قبل كده، آه، إتعرّضنا له أظن فى أكتر من حاله
د. وائل: أيوه
د.يحيى: طيب إيه اللى انت فاكره منه، هو مافيش قاعدة عامة طبعاً، لكن نربط المسائل ببعضها.
د. وائل: طبعا
د.يحيى: طيب ، إيه فى اللى إحنا ناقشناه يمشى على الست دى؟ وإيه اللى عايز تعرفه جديد؟
د. وائل: أنا فاكر آه ، فاكر إحنا قلنا إيه.
د.يحيى: طيب قولنا فاكر إيه
د. وائل: يعنى هو حضرتك وقتها، اللى أنا فاكره، أصل الكلام دا بقاله أكتر من سنة، حضرتك قلت للدكتور”….” حاول تتقمصها من ناحية، وتتقمص خطيبها يعنى إللى حايبقى جوزها من ناحية تانية، بالدور يعنى، وإن الواحد يشوف ممكن يتصرف فى الموقف ده ازاى
د.يحيى: طيب: وبعدين؟
د. وائل: أيوه أنا فاكر إن فى الحالة اللى فاتت قلنا لأ ما تقولش
د.يحيى: مش قوى كده، إحنا اتناقشنا وفضلنا إنها ما تقولشى فى المرحلة المعينة بتاعتها، كل حالة لها حاجة، وبرضه كل مرحلة، إيه الفرق بين الحالة دى والحالة اللى فاتت، مش قلنا ما فيش تعميم، حصل إيه لك لما قلنا كده زمان؟
د. وائل: انا شخصيا اتخضيت من الموقف، بس قلت هوا ده يمكن الصح، لما جت الحالة دى لقيت نفسى مستصعب إن هى ماتقلـّهوش، برضه فى نفس الوقت يعنى مستصعب إنها تقول ، لما سمعت حالة د.”….” ما كنتش جوا الموقف، لكن لما لقيت نفسى مسئول عن مريضة بالذات، فرقت معايا، لقيت نفسى فى وسط موقف مشابه، فرقت..
د.يحيى: فى الحالة اللى فاتت كان رأيك إللى بصحيح إيه
د. وائل: أنا قلت أنا كنت موافق على رأى حضرتك
د.يحيى: هوا ما كانشى رأى حضرتى قوى، إحنا اتناقشنا ووصلنا للممكن ساعتها
د. وائل: آه
د.يحيى: طيب ، أنا مِحترم إنك شايف موقفك بأمانة، محترم ملاحظتك إن اللى بيسمع غير اللى بيمارس، وده مهم جدا،إحنا مش بنحفظ ونروح نسمّع للعيانين، وانا ما عنديش مانع نتناقش ونعيد ونزيد مهما اتكررت نفس الحالات، لأن ما فيش حالة زى التانية، ثم إن الإشراف زى ما اتفقنا بيناقش مشاعر ومواقف المعالج المتغيرة طول الوقت، تمام زى ما بيناقش مشاعر ومواقف المرضى، أنا متشكر يا وائل إنك خدت بالك من الفرق بين السماع وممارسة الصعوبة من جديد.
د. وائل: بصراحة أنا احتسْت
د.يحيى: ده جيد، بس خلى باك إنك فى النهاية مش انت اللى حاتحكم عليها إيه اللى تعمله، إنت حاتناقش وتقترح بوضوح، ولازم تحط مرحلة المجتمع بتاعنا فى الاعتبار، مش بس المجتمع العام، لأ مجتمعها الخاص.
د. وائل: يعنى أعمل إيه، وما هو انا جزء من المجتمع ده برضه.
د.يحيى: أيوه ولأه، يعنى لا إنت تمثل المجتمع، ولا هى، ولا عيلتها،إحنا جزء من المجتمع صحيح، بس كل واحد له دوره المختلف.
د. وائل: طيب، بس يعنى ….
د.يحيى: شوف يا وائل الرجالة بصفة عامة فى مجتمعنا وصلوا لحد فين، لما يكون الرجاله هفأ ، والمجتمع أى كلأم، تاخد بالك من كل ده، مش معنى كده أنا باعمم ، أنا صحيح باستهيف الرجالة اليومين دول، وبرضه مش واثق فى نضج المجتمع، بس ده مش معناه إن الكل كده، خلى بالك المسألة مش مسألة تحضّـر وحرية وكلام من ده، المسألة مسألة احترام وتعلم وكبران، من أيام “من كان منكم بلا خطيئة”،
د. وائل: يعنى إيه؟ أنا حاسس إن شعورها بالذنب ورا رغبتها إنها تقول له.
د.يحيى: إوعى تتطمن لحكاية الشعور بالذنب دى، دا انا كتبت فيها كتير، أنا شرحت ازاىإن فى الغالب إللى بيشعر بالذنب زيادة عن اللزوم هو اللى ما بيتعلمش، وده برضه مالوش دعوة بالتوبة أو بالاستغفار، التوبة هى إعلان التعلم، مش عقاب النفس زى ما بيحصل مع الشعور بالذنب.
د. وائل: طيب ونفرّق ازاى؟
د.يحيى: المفروض ده متروك ليك إنت وخبرتك ولمدى معرفتك بالبنت وباللى حواليها، وباللى حايتقدم لها، ثم إن شهرين مش كفاية، لازم تاخد وقتك لحد ما تقدر توزن الوضع، مش معنى كده إنك تقعد محتار وتدعى الحياد، لأ، إنت تبدأ بمسئوليتك وإحساسك وخبرتك، وتشوف لو انت أبوها، أخوها، هيا ، تشوف حاتعمل إيه دلوقتى وبعيدن، وما تفرضشى إللى شفته فى نفسك عليها، مهما تصورت إنك صح، إللى انا بقول لك عليه أهميته مش إنك تفهم نفسك وبس، هوه مهم إنك تعرف احتمال تداخل موقفك الشخصى مع دورك العلاجى، حاتعرفه من خلال أمانتك دى، يقوم يبقى حكمك أقرب للموضوعية، إنت بتشوف نفسك فيها ومعاها ومعاه، مش عشان تحكم عليها أو عليه باللى ينفع لك انت، لأ، دا عشان تقرب من الموضوعية، وتبعد عن الأحكام المطلقة سواء من الناحية الأخلاقية أو من الناحية الاجتماعية أو حتى الدينية، إنت طبيب تساعد الناس إنهم يبقوا سُـلام عشان يحكموا بأنفسهم ويتحملوا مسئولية حكمهم زى ما انت بتتحمل مسئولية حكمك، المسألة مش مسألة حياد، إنت بتعلن رأيك مش بتخبيه، وبس، أنا مثلا رأيى المبدئى هوا إنها ما تقولشى، لازم اعترف بده لنفسى ابتداء، باقول كده لأنى عارف الرجالة، أنا بقولك نقطة البداية عندى مش نقطة النهاية، باقولك الأصل، لكن ده مجرد اعتراف بالاحتمال الأرجح عندى ، وليا شروط إنها ما تقولشى، لو وصلنى إنها اتعلمت بصحيح، اتعلمت قوى، واتوجعت قوى لدرجة إنها اتغيرت فعلا، يبقى فى الأغلب باعتبر بينى وبين نفسى إن مش هى اللى غلطت الغلط ده، دى اللى كانتها، كأنها لما تتعلم بصحيح تبقى واحدة تانية، يبقى هى لما بتخبى مش بتكذب أو بتضحك عليه ، يمكن تخبيتها دى تكون نوع من التقدير لضعف الرجل عموما، أو ضعف الشخص ده بالذات، وده مش عيب، وأيضا يمكن تخبيتها تكون برضه حسن فهم للى وصل إليه المجتمع اليومين دول، المجتمع بتاعنا عمال يتدهور بسرعة فظيعة جداً فى هذه المناطق بالذات، أظن إن الممارسات دى زادت، وفى نفس الوقت الادعاء زاد، والشهامة تراجعت، وأيضا السماح ما عدشى فيه سماح من غير لى دراع.
د. وائل: يعنى إيه
د.يحيى: الرجالة ساعات تقولك آه آه وبتاع ومش عارف إيه ومسامح وما يجراش حاجة، سنة اتنين تلاتة، أكتر أقل، بعد كده الراجل من دول يتهز أى هزة، هب الحريقة تولع، وهات يا: ” إنتى مش فاكرة كنتى كذا كذا، ياللى انت كيت وكيت، وحاجات فظيعة عمرها ما كانت باينة عليه فى الأول، ده ساعات بيحصل بعد 30 سنة وساعات أكتر، أنا شفت مصايب من دى كتير، يقعد الواحد من دول يقول لنفسه أنا راجل جدع وبتاع وعامل نفسه شهم وفهمان ، وبعدين ييجى عند سن مثلأ 55 أو حتى 80 يقولك بقى مش إنتى بقى اللى مش عارف إيه!! انا كمعالج لما اعرف إن موقفى كده من خلال خبرتى، أعلنه لنفسى أولا، واقول إن الأرجح إنها ماتقلوش ، آجى بقى بالنسبة للبنت دى بالذات، المسألة تتوقف عليها، ومدى قدرتها على احتواء التغيير، والمسئولية الجديدة، وده متروك لك ولها، إذا كانت البنت يعنى واثقة من نفسها فعلا (مش بس بتقول أنا واثقة) ، وكانت قادرة تحط الخطأ فى مكانه ، وتتحمل مسئولية اللى حصل، ومسئولية إنها تخبى ده، مش تكذب، وتقول ما هو ربنا عارف كل حاجة ومش محتاج قوالة، ، إذا كان الأمر كذلك، فهى حاتوصل لقرار سليم برضه من خلال وضوح موقفك إللى حايوصلها غصبن عناك، يعنى لو انت شخصيا من غير ما تعرف حكمت عليها حكم نهائى إما بسوء الخلق زمان، أو بالكذب دلقوتى، فده حايوصلها بشكل أو بآخر.
د. وائل: يعنى موقفى أنا شخصيا حا يأثر عليها؟
د.يحيى: طبعا من غير ما تقوله، ثم خلى بالك: فيه حاجة تانية مهمة، ساعات قولانها ده ما يكونشى لمجرد تجنب الكذب، أو نتيجة للشعور بالذنب، ده ساعات يكون نوع من إيذاء النفس، وتشويه لصورتها ، قال يعنى بتعاقب نفسها بكده، ثم إنها برضه يمكن تطلب منه ثمن اعترافها ده بشكل خفى من غير ما تاخد بالها، وكلام من ده.
د.وائل: بس انا حاسس إنها عايزة تقول له، إيه موقى أنا؟
د.يحيى: ما هو انت مش حا توافق ولا حاتعترض بشكل مباشر، إحنا بنقلب فى المسائل.
ثم فيه حاجة غير ده كله: يمكن هى عايزة تقول له عشان تختبره، يعنى تروح رامية الكرة عنده، يقوم يبان إن كان حايستحمل ولا لأ، وحتى لو استحمل سنين، يمكن يسقط فى أول امتحان بعد كده، يسقط ويتفـقس من حاجة بسيطة، خناقة، اختلاف رأى، رز شاط، يروح قالب الدنيا زفت، يعنى مش ضرورى تحصل حاجة كبيرة عشان يبان اللى جواه، مش ضرورى بعد الجواز يشك مثلا إنها حاتعمل علاقة، مش ضرورى يخاف على بنته لتتطلع لامها، كل دى حاجات كبيرة سخيفة وقبيحة، باقولك حتى لو المسائل ما وصلتشى كده قوى، ما حدش يقدر يحسبها بالقلم والورقة، إنه وافق أو ما وافقشى، إنه سامح أو ما سامحشى، إحنا ما نقدرشى نلزم إللى جواه بموافقته أو سماحه، الحاجات دى أنا شفتها فى عيادتى ، حاجات بسيطة خالص، خناقة مع اخته يروح فايع فى مراته يقولها دى ستك، وهو عينه أو لاشعوره بيشاوروا على حاجة تانية، أتأخرت مثلا عن النزول عشان تركب العربية معاه، تروح العاصفة قايمة، مجتمعنا ضعيف جداً، عشان كده أنا بابتدى بالأرجح عندى ، إنها ماتقلهوش كده بمعيلة وكأنها عملت إللى عليها ومسحت ذنبها وهو حر، هى مسئولة عن اللى حصل، زى ما هى مسئولة عن قرارها دلوقتى، وهى لو اكتسبت خبرة حقيقية من كل ده، ومن العلاج، حاتبقى قوية وواثقة، وحاتعرف مين ده اللى حاتقوله، وهوه يستاهلها ولا لأه.
الحكاية محتاجة وقت ومحتاجه وعى منك أنت زى منها تمام، لو انت رايح تتجوز واحدة فى الظروف دى، حاتفضل إيه؟ حا تفضل إنها تقول لك طبعا، وبعد ما تقولك حاتكذب على نفسك وتقول سامحت، ولاّ فيه احتمال إن حاجة حا تحصل جواك ما انتش عارفها؟
مرة تانية إنت مش مقياس، بس ده يساعدك على نوع من العدل ولو بنسبة بسيطة، وأيضا على احترام ضعف البنى آدمين، المسألة عايزة شغل شريف فى كل اتجاه، مع كل الأطراف وربنا يستر،
د. وائل: ربنا يسهل
د.يحيى: فيه حاجة بايخة أنا أحب أقولها فى الآخر، هى يمكن تكون محرجة لكم شوية، بس ده علم، احنا هنا بنتعلم، هوا الجدع الأولانى ده كان إيه بالنسبة لها، كان بيغذى أى حتة فيها، لازم برضه تحترم ده مهما كانت فاقت وسابته، الحتة دى خلقة ربنا برضه، إيه اللى خلاها تقعد معاه المدة دى كلها؟ مش يمكن هى عايز تعترف للجدع الجديد ده عشان يمشى، عشان مش لاقية الحتة دى فيه، أنا متأسف إنما احترام النفس الإنسانية لازم يكون ما لوش حدود، وإلا ما نبقاش دكاترة، العلاقة اللى تقعد سنين ما هياش لعب عيال، لازم بتغذىحاجة، لازم تدور عن بقايا الخبرة الأولى وتحترمها وانت بترفض الغلط، الخبرة ما بتتقاسشى بس بالغلط والصح، الخبرة خبرة، والنمو نمو، أنا آسف، المسائل صعبة عليك يا وائل فى الأول إنما إنت كمان بتكبر، بنكبر سوا، إمال عاملين الإشراف ده ليه. خلى بالك الخبرة إللى فيها تجديد اختيار حاجة تانية، عشان كده الجواز إللى هوا جواز بصحيح وعايز ينجح يستحسن يكون فيه تجديد اختيار من نوع تانى، وإلا يا إما يفشل يا إما يتقلب كذب وتلصيم، البنى آدم بنى آدم زى ربنا ما خلقه، والمسألة صعبة بجد، واحنا اتعرضنا بمهنتنا دى لخدمة البنى آدم كله على بعضه، ولا ّ إيه !! وربنا يقدرنا.
د. وائل: طيب وحكاية اخوها واخوها التانى وإنهم عندهم حاجات هما رخرين
د.يحيى: آه، عليك نور ، دى حاجة مهمة جدا برضه، مش المسألة إنها عيلة سايبة وطلع منها كل الأخطاء دى، لأ ،، إنت لازم تاخد بالك إن فيه برامج جاهزة فى تركيبة العيلة دى، لازم نوفر لها الظروف إللى تستوعبها صح، وإلا خد عندك، أنا باسمى الاستعداد الوراثى”برامج”، والبرنامج هنا مش استعداد للبوظان، ولا للمرض، هواستعداد وخلاص، استعداد بينبهنا إن مع العيلة دى لازم نبذل جهد أكتر، ونحسبها حسابات أصعب، المسألة مش ده وحش وده كويس ، المسألة نبتدى من جديد ازاى
د. وائل: بس حضرتك بتصعبها علينا كده
د.يحيى: الله !! مش انت اللى بتقدم الحالة، مش انت اللى بتسأل ، ثم خلى بالك أنا ما ردتشى على سؤالك
د. وائل: آه صحيح، بس انا عرفت
د. يحيى: أنا أشكرك
د. وائل: شكراً يادكتور يحيى
وبعد
هذه الحالة التى نشرت دون تعقيبات ملاحقة بين الفقرات كما فعلت سابقا (يومية عن العلاج النفسى وطبيعة الإشراف عليه” 5-2-2008)، (يومية 6-2-2008 ” تنشيط حركية النمو أثناء العلاج: إلى أين)، (يومية “صعوبة الحياد وضرورته فى العلاج النفسى والحياة” 12-2-2008). تثير قضايا تحتاج إلى مناقشة، وأعتقد أنه يمكن العودة إلى التعقيب عليها فقرة فقرة إذا ما وصلتنى استفسارات أو اعراضات مناسبة، أو نقد يحتاج فتح ملفها من جديد ، كما فعل الإبن د. جمال ترك (يومية “مداخلات مضيئة، تتجاوز الحوار “مع د. جمال التركى” 3-2-2008)
ثم إنى أنتظر من القارئ أو الزائر أن يرشدنى إلى الأفضل ، هل هذا العرض دون تدخل شارح، هل هو هكذا يوصل رسالة تدريب أفضل مع الوعد بالشرح المناسب والرد بعد التعقيبات، أم أن الأفضل أن نشرح أولا بأول ما يثيره مثل هذا الحوار، بالطريقة السابقة؟ (يومية 6-2-2008 ” تنشيط حركية النمو أثناء العلاج: إلى أين)، (يومية “صعوبة الحياد وضرورته فى العلاج النفسى والحياة” 12-2-2008).
وإلى لقاء فى حلقة إشراف لاحق