“يوميا” الإنسان والتطور
2-5-2008
العدد: 245
حـوار/ بريد الجمعة
مقدمة:
حوار هذا الأسبوع موجز نوعاً، ذلك لأننى أجلت الردود على تعقيبات نقد أحلام فترة النقاهة، بعد المفاجأة المنهجية التى نشرتها أمس، وقلت ربما أجمع كل التعقيبات حول الأحلام إما يوم الخميس القادم وأنا أطرق باب هذا المنهج الجديد، وإما فى بريد الجمعة القادم، فعذرا.
د. أسامة عرفة: حوار الجمعة 25-4-2008
التطرف فى الحق ليس تطرفا بل هو عين الوسطية، بل هو عين الفضيلة وعلى جانبيه تطرفان أحدهما يتدرع (بالدال) الدين والآخر لا دين له .. أما تحريك الديالكتيك فى العلاج الجمعى لتعميق الموقف فهذا لا نختلف فيه جزاك الله عنا كل الخير.
د. يحيى:
مرة أخرى، أوافقك بحذر شديد يا أسامة، ولكن كيف تسمى كلا من الوسط والطرفين: تطرفا فى نفس الوقت؟
الوسطية الشهادة يا أسامة، هى شهادة على أنفسنا وعلى الناس، وهى لا تقع فى وسط أى طرفين، لكنها حركية فاعلة متوجهة. حركية الديالكتيك يا أسامة ليست فقط فى العلاج الجمعى، بل هى صانعة الحياة – بفضل الله- منذ كانت .
د. أسامة عرفة: مجمل المقالات الخاصة بفرويد
أحيانا يخيل لي أننا نولد نحمل كل برامج كل مراحل النمو ثم تبدأ تنشط من خلال تفاعلها مع المحيط وعبر معطيات النمو غير أن هذه التراكيب قد تنشط خارج دورة النمو وحدودها الزمنية فتأتي متجاورة كما نرى في حالات الذهان فنجد المريض ذو العشرين عاما يصف لنا أنه ثلاثة طفل في الخامسة وشاب في العشرين وعجوز في السبعين وآخر أو أخرى يصف كون نصفه ذكر ونصفه أنثى أو تصف نصفها أنثى ونصفها ذكر …. الخ وكيف أن الذهان يأتى بالمكونات(تراكيب) والمراحل(نمو – تطور) معا منفصلة في مستعرض آني يتجاوز حدود التفعيل في الزمن ومتجاوزحتى لقواعدالنمو على المستوى النيوروني حتى إلى ما قبل الفعلنة النيورونية إذا جاز التعبير
كما يمكن أن يأتي لنا الذهان بمختلف مستويات الوعي متجاورة أو متداخلة او متبادلة..
كيف تَأَتَّى لفرويد وصف ما و صف في حين كان معظم عمله مع العصابين في حين أن المدرسة الكبرى تأتي من مواكبة وتأمل الذهان؟
د. يحيى:
لا أريد أن أناقشك الآن يا أسامة فى التفاصيل، وكل ما اقترحته –أو أغلبه- ليس له علاقة مباشرة بمقالاتى عن فرويد.
الأرجح عندى أن حدْس فرويد جاء من داخل ذاته، ومن التاريخ ومن قراءاته الموسوعية وموقفه النقدى، فأصبح أقرب إلى حدس المبدعين منه إلى رصد المشاهدين، وقد فَرِحْتُ حين قرأت موقف جاك لاكان – على اختلافه مع فرويد- بقدر احترامه له حتى التقديس أحيانا- فَرِحت حين تعامل معه باعتباره شاعراً، وقد نَقَده على أنه كذلك، الأمر الذى أنكره فرويد على نفسه طول حياته خوفا من نفيه من حظيرة العلماء أكثر فأكثر.
د. أسامة عرفة: قصة مبارزة
عندما قرأتها للوهلة الأولى دار بخلدي عدة خواطر ثم انصرفت ولكن أثناء نومي حلمت بالتعليق التالي:
الحركة في الزمان .. التكثيف في المكان .. سقوط حواجز الزمان …
يخرج الحي من الميت !!!
وهي لحقت تحمل إزاي ؟؟
لقيتني باقول: يعنى هو كان معاه مسدس لما هايبقى معاه موبايل ..
وبعدين شفتك في الحلم بتقول لي بس ده كان جدع بصحيح و يستاهل…
أضغاث تعليقات
د. يحيى:
ينجح العمل الابداعى حين يدخل إلى هذا المستوى من الوعى، فيحرك ما يحرّك أثناء النوم، فننسج مما تحرك ما تيسر قبيل اليقظة، فتشكل نوعا من النقد الجديد،
كل شئ جائز، بل لعله نقدٌ أرسخ وأعمق من اختزال النص إلى حالة صاحبه، أو إلى مقاصد صاحبه، أو إلى ما يمكن أن يرمز إليه.
يا ترى هل قرأت يا أسامة تعقيبات رامى الطليقة، وما فتحته علينا من احتمال منهج جديد فى النقد، وهو ما أشرتُ إليه فى يومية أمس؟
وهأنت – بالصدفة- تدعم نفس الاتجاه من حيث “العملية” بغض النظر عن المحتوى.
د. محمد أحمد الرخاوى: (المبارزة 27-4-2008)
اذن هو اليقين بحتم الولادة وبالوعي الفائق قبل وبعد الموت اذن فلنقتل كل الاشباح المسوخ المعوقين العدميين وبالقتل وحده داخلنا وخارجنا يتولد كل بعث وكل نشور فهو خلق الخلق كي يتفجر المعني والمطلق ابدا ابدا في رحم الغيب ولنتحسس طريقنا اليه به معه.
د. يحيى:
“عالبركة”!! دون شجبٍ لأى محاولة أخرى .
ما هذا كله يا ابن أخى “الأشباح المسوخ الموقعين العدميين”
ما هذا القتل كله؟
ومع ذلك: شكرا.
د. مدحت منصور:
فارق العمق بيني وبين حضرتك جعل ما أكتبه أقرب إلى أن يكون بسيطا ومفهوما كما ساعدني فك حضرتك لرموز الحلم كثيرا في إعادة تركيبه بل كان السبب الرئيسي في الاستثارة وخروج تلك المحاولة.
كل ما أخشاه أن هذه الطريقة في النقد إذا ما كتبت بمستوى عمق حضرتك أن يصلني الاحساس دون فهم واضح للمعاني وأعتقد أن هناك مثلي كثيرون, هذا يجعلني مكبلا و عاجزا أمام النص (ما أحطش منطق) و كان هذا واضحا فيالتعليق الذي كتبته عن كومة الرعب….الخ
د. يحيى:
بصراحة، أنا آسف يا مدحت، لقد تحرجت فى نشر كل تعليقك على كل من قصيدة “كومة رعب” وكذلك قصة “مبارزة”، لأنها كانت تعليقات طويلة جدا، وبها قدر غير يسير من المباشرة، ولم أجد عندى ما أعلق به على تعليقك، آسف يا مدحت، سامحنى.
ثم لعلك لاحظت أمس أننى ضجرت من حكاية “فك رموز الحلم” وهأنذا أبحث بفضل الابن رامى عادل وفضلك ثم فضل د. أسامة عرفة عن منهج آخر.
د. نرمين عبد العزيز محرم: نحن وفرويد الآن (1من3) مراجعة محدودة
أرى أننا بالفعل نحتاج لإعادة اكتشاف فرويد ونظرياته التى مازال الكثير منها يثبت صحته فى التطبيق العملى إلى الآن.
د. يحيى:
وهل نحن نعرف نظرياته بحقها؟ أم أننا نكتفى بما يشاع عنها؟ وهل نحن نطبقها أم نطبق ما يصلنا منها مترجما أو مشوها؟
المسألة تحتاج جهداً متواصلاً بالنسبة للتعرف على ما نلصق بهم ما نفعل.
ولنحترم فى كل آن نتائجنا العملية فى الممارسة فى واقع ثقافتنا، ولا نلصقها – بالضرورة- بنظرة معينة.
د. محمود محمد سعد: نحن وفرويد الآن (1من3) مراجعة محدودة
انتظر المزيد من القراءات حول نظرية فرويد: ما هو مقبول منها وما هو ليس مقبولا
د. يحيى:
أظن أننا تراجعنا عن مثل ذلك، نحن نقرأ قليلا جدا، ونتصور ما لا سند له،
كان مقرر علينا ونحن ندرس الماجستير سنة 1960 أن نذاكر بعض كتابات فرويد ومنها “محاضرات تمهيدية فى التحليل النفسى” و”محاضرات تمهيدية جديدة”، ثم بعد ذلك خذ عندك: خمس حالات فى التحليل النفسى ترجمة د. صلاح مخيمر ثم ” ما فوق مبدأ اللذة” ترجمة د. محمد سليمان نجاتى، ثم تحليل الأحلام ترجمة د. مصطفى صفوان ..، هيا بنا يا محمود نقرأ باحترام، ثم ننقد فيما بعد، حين نكون أهلا للنقد، لو سمحت.
أما التطبيق فلم يعد مطلوبا ولا مقبولا تطبيق نظريات فرويد حرفيا عبر العالم .
د. محمود محمد سعد: نحن وفرويد الآن (1من3) مراجعة محدودة
أجد أن نظرية تعدد الذوات لإريك بيرن هى أقرب النظريات للمدرسة الرخاوية؟ فهل هذا صحيح؟!
د. يحيى:
لا أعتقد ذلك تحديداً، ثم إنه لا يوجد بعد شئ اسمه المدرسة الرخاوية،
إن نظرية إريك بيرن بحدْسه الطيب، أبسط من أن تحتوى ما وصلنى وأعدت تشكيله فيما قد يسمى “نظرية”،
ما وصلنى فقمت بتشكيله له جذور بيولوجية عميقة، الأمر الذى لم ينكره إريك بيرن وإن كان لم يستثمره بعمق كافٍ،
أنا بدأت من نظريات “العلاقة بالموضوع ” Objects Relation، وقد غرستها غرسا فى البيولوجى كتاريخ حيوى حسب نظريات الاستعادة Recapitulation، الأمر الذى يتكرر بإيقاع جدلى عبر الايقاع الحيوى المستمر حسب ما أشرت إليه فى “دراسة فى علم السيكوباثوجى” Link ثم هى تمتزج مع بعض تعددات يونج، لكن الأهم أنها تتعمق معه فى فكرة النمو نحو “التفرد” Individuation دون بلوغه، وأخيرا فإن فكرة النمو المستمر عبر الأزمات التى قال بها “إريك إريكسون” بالذات هى أيضا من أساسيات ما فتح لى أبواب جدلية النمو الحيوى بأزماته المتتالية، ومفترقات طرقه المتعددة.
يذكرنى الكثيرون أنه آن الآوان لجمع كل ذلك فى عمل واحد، ولا أظن أن هذا ممكن، ولا أن أحدا جمع نطريته فى عمل واحد، ومع ذلك فأنا أحاول بين الحين أن أضيف هنا، وأعيد الشرح هناك، وربنا يسهل.
د. محمود محمد سعد: التدريب عن بعد 23-4-2008
هل من الممكن أن يكون “الطرح” هو علاج فى حد ذاته حتى دون أن ينتبه إليه المعالج ليخفف من حدته؟
د. يحيى:
طبعا ممكن
د. محمود محمد سعد: التدريب عن بعد 23-4-2008
وصلنى أنه لابد أن تكون عين المعالج على الزمن الذى سينهى فيه الجلسات حتى يستعد للتعامل مع عملية الطرح
د. يحيى:
هذا صحيح من حيث المبدأ، مع درجة مناسبة من المرونة.
د. محمد شحاته فرغلى: نحن وفرويد الآن (1من3) مراجعة محدودة
لم أكن أعرف مقامات الحريرى بهذا الجمال والروعة.
د. يحيى:
لكن فرويد عرفها، وقرأها بالألمانية، واقتطف منها ما أعانه بذكاء مطلق وخبث جميل على ما يريد إبلاغه،
ألا يستأهل كل هذا أن نرفع له القبعة، مهما تحفظنا على بعض ما وصل إليه!؟.
د. عمرو محمد دنيا: مؤامرة العولمة وعولمة المؤامرة 26-4-2008
“يا ليتنى أعلم إلى أى نوع داخل الجنس البشرى أنتمى؟”
د. يحيى:
يا رجل!! يا رجل!!، انت تنتمى إلينا رغما عنك، أم أنك تشعر أحيانا بأعراض بُوشَوٍٍٍٍٍْيَّة، أو لعلك تشم رائحة بترول فى طبقات وعيك.
حتى لو لم تعرف فالناس ينتمون إلى الناس دون قصد، اللهم إلا هؤلاء الذين انسلخوا عنا يحسبون أن لهم البقاء دوننا
د. عمرو محمد دنيا: مؤامرة العولمة وعولمة المؤامرة 26-4-2008
مازلت أرى أن البقاء ليس للأقوى وإنما للأكثر قدرة على سحق والتهام الآخرين!!
د. يحيى:
حتى الدراسات التطورية الحيوية البحتة تتكلم الآن عن دور الإيثار ultruism فى البقاء، وعن دور التلاؤم فى ذلك إلخ، فلماذا هذا الاصرار على قوة السحق وهى قوة سلبية تسحق أولا من يستعملها يا أخى
أ. أحمد سعيد حسين: مقامات 22-4-2008
هل من الممكن أن يُلَخَّص مفهوم “المقامة” ، “كومة رعب” وموضوعها؟ ولو حتى فى ثلاث سطور
د. يحيى:
طبعا لا
رامى عادل: (نقد) مبارزة (1) 27-4-2008
أجتاح حضن الخطيئه الباكيه,
سعل حتي غشاه الدمع الجريح,
مال نحو أصفاده يقبلها,
قام بزخرفة عنوانه القديم في صفحة حذائه استعدادا للرحيل,
أوى لفراش المتعه الرخيص,
وجدها تنتحب دفعا لغوايته أملا في استثمار قربه,
فشج وجهها باسنانه, باصقا ما تبقي منها فيه. , شاكيا ضعفه, مخاصما قدره ولاعنا كل امل وإيمان, مارا بالعمر التافه نحو وعورة ووحل آخر , بالغا بزحفه صبح قريب.
……….
…. يا عم يحيي باسم الحق،
لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك لكن بعدت عليهم الشقه..
( بمناسبة تاثرك بمن يدعونك للتوقف).
د. يحيى:
فتحتَ علينا يا رامى منهجاً فى النقد أخشى أن يدخل منه غير أصحابه فنجد أنفسنا فى مأزق مثل المأزق الذى يقع فيه حاليا ما يسمى قصيدة النثر.
أ. رامى عادل: (نقد) كومة رعب (2)
تنسلت العباءه الفاخره ,
مغمض العين خبيثها في حماقه واعيه,
وخبثه الازلي اوحي له بنسج وعي خائف.
وسرمدته الباكيه تنشر لحنا من أفظع قاذورات الدنيا.
وتنحني امامه هيبتها القارصه.
شجَّ قميصها وانتحب واشمأز. وأضفي علي كوكبتها زيف آلهة القصر,
ولعنا سويا مجيئهما,
قرصها في خدها وعضها في ركبتها ,
تمهل نحوها بعنّيته الخائبه، وادركه الصياح الأعلي, راقبهما النيل وقد اسبلا جفونهما
د. يحيى:
نفس التعقيب السابق.
أ. رامى عادل: (نقد) مبارزة (2)
تراجع وتقهقر واندحر ناعتا الجميع بالملعونين السفله سابا باصقا رغم انفه,
والضربات القاصمه تتوالي في حيره وتصميم,
يتهاوي تحت الكف الصاعده الهابطه علي صدغه,
يتلافاها ويستمر في تراجعه المخيف, يجز علي اسنانه فتصر صريرا مزعجا.
هل يصارع الشياطين حقا ام انه القدر المزعج, ينتحب ويفر, ينتهز فرصه ليفقد دمعه تحايلت عليه لتسقط ويستمرا في سقوطهما الخرب الا بدي هو ودمعته وتمرده الاعمي.
د. يحيى:
ياليت ابن أخى محمد فى استراليا يقرأك مرتين يا رامى!!
ثم اعذرنى أننى أضفت كلمة “نقد بين قوسين” لأحتفظ لك بحق السبق فى هذا المنهج.