“يوميا” الإنسان والتطور
1-8-2008
العدد: 336
حوار/ بريد الجمعة
مقدمة:
لم أتوقع أن يكون هذا الباب هو أكثر الأبواب قبولا من الأصدقاء، لأننى أتصور أنه يقدم معلومات ناقصة لأنها تتعلق بنشرات بعضها طويل فعلا، ولا أظن أن متابعى الحوار عندهم الوقت للرجوع إلى كل رابط لمتابعة الحوار، لكن يبدو أن فكرة الحوار، حتى لو كانت مفتعلة هكذا، هى سر الجاذبية، حتى لو لم نلم بتفاصيل الموضوع الذى نتحاور حوله.
ياللاّ – “عالبركة”!!
****
ملف الحب والكراهية: (إجابات لأسئلة ليس لها إجابات “1”)
(إجابات لأسئلة ليس لها إجابات “2”)
د. مروان الجندى
وصلنى أثناء قراءة الفروض أننى متفق معك فى أن أكثر ما نسميه “حبا” هو احتياج، وحاولت أن أتخيل ذلك على نفسى قبل زواجى ووجدت أن شعورى وقتها بالحب كان رغبة فى أن يوجد شخص “آخر” بجوارى أركن إليه .
أعتقد أن التراجع قد يعنى الهروب على الأقل بالنسبة لى.
هل يمكن أن توضع أو تصاغ هذه الفروض على هيئة لعبة كالأتى :
إن أكثر ما نسميه حباً هو ….. ؟
وما مدى فاعلية هذه الفكرة؟
د. يحيى:
أولا: من حقك وحقى أن نشعر برغبة أن يوجد شخص بجوارنا وأن تكون هذه هى بداية عملية مستمرة يمكن أن تسمى حبا.
ثانيا: إذا كان الهروب جزءا من “برنامج الدخول والخروج”، فى العلاقات البشرية النشطة المتخلقة أبدا، فهو أمر يبقى على هذه العلاقة الرائعة أيا كانت مسماها،
ثالثا: أما اقتراحك اللعبة فأظن أنه جيد، لكننى دائما أفضل التحايل للحصول على الإجابة الأعمق من تحريكٍ موقفىّ، وليس بطلب تعريف لفظى، فمثلا اقتراحك هذا لو سمحتَ لى أن أعدله، فإنى أراه أكثر كشفاً لو صيغ على الوجه التالى:
“باين اللى بنسميه حب لا هوّا حب ولا حاجة .. طب أنا بقى أفضّل اعتبر إنه… (أكمل)
د. ناجى جميل
لماذا الاهتمام بتعرية الكراهية وتسليط الضوء على الوعى بها مع الأصحاء. ربما أوافق على ذلك مع المرضى وذلك للاضطرار العلاجى .
يصلنى من الفرض تحامل من قبلكم على الحب كأنه غير مستساغ
ما ذكر تحت عنوان “استبعاد” واضح ومثير ومفيد جدا .
د. يحيى:
كيف وصلك أننى أقصد إلى تسليط الوعى بالكراهية بين الأصحاء،
أنا أوافقك تماما بالنسبة لهذا التحذير لو كان ذلك واردا، لكن ما العمل وقد جاءت الاستجابات من الأسوياء الطيبين أطيب وأصدق وأعمق من مخاوفنا عليهم،
يبدو أننا نضع سقفا لحركتهم ليس من حقنا أن نضعه؟
أ. عبير محمد رجب
تحدثتَ عن أن الكراهية هى طبيعة بشرية نفضل أن ننكرها لحساب تمادى هذا الاحتياج المتبادل (الحب)
هل تحمل مسئولية الكراهية التى تسمح بتوليد علاقة مسئولة هى مساوية تماماً لتحمل مسئولية الحب؟ أيهما أصعب؟
د. يحيى:
لا شئ يساوى أى شئ آخر تماما، المسئولية هى المسئولية، وهى عندى تبدأ بالاعتراف بالطبيعة الأصلية للبشر، لو أننا عرفناها كما هى، ثم العمل على احتوائها- تربية وممارسة- وعيا بشريا قادراً على الإحاطة والتكامل، وليس فقط، على الضبط والربط.
أ. أحمد صلاح عامر
الحب والكراهية ورغم كل ما أعرفه وسمعته وعشته من هذه المشاعر إلا اننى لم أفهم قط معانى الحب، وكذلك الكراهية، مع انى كثيرا ما أشعر ببعض المشاعر التى قد تميل إلى أحد الطرفين (الحب، الكراهية) وأحيانا أفقد هذا الشعور.
د. يحيى:
بصراحة عندك حق، أرجو أن تواصل معنا تقليب صفحات هذا الملف الصعب، ودعنى أعلن لك أننى أقترب مع التمادى فى تقليب هذا الملف بهذا العمق من اقتراح إلغاء اللفظين (الحب والكره) لحساب ما يتخلق منهما وغيرهما: ربما نجد كلمات أكثر إحاطة وتكاملا.
طبعا اقتراح خائب، ومهرب سخيف، لكننى مازلت أخشى أن ننتهى إليه مضطرين.
د. بسمة محمد
تعرف إيه أسوأ حاجة فى الألعاب: التفسير.التفسير من أى نوع!
د. يحيى:
أوافقك يا بسمة على أن أسوأ شئ فى الألعاب هو التفسير، كما أنه يبدو أن أسوأ شئ فى النقد هو التفسير، أيضا، وربما كان أغلب تفسير القرآن الكريم هو أيضا من هذا القبيل. ما العمل؟
(ملحوظة: نقلت استجاباتك المحدودة للألعاب مع سائر الاستجابات وسننشرها مع سائر الالعاب، وللأسف قد نضطر إلى التفسيرآنذاك، ما العمل؟)
ولكن دعينا نثبت جانبا آخر من رأيك فى موضوع آخر وهو مسئولية المجنى عليه (الضحية). كالتالى:
د. بسمة محمد
….فى شغلى الجديد رغم إنى باشتغل كتير مع الضحايا بمفهوم المسئولية اللى تعلمته منك، وهو مفيد جداً، جزء كبير منهم بيلبسوا الدور ده و ده بيعطلهم كتير …..لكن فيه أمور تكسر القاعدة بتاعة مسؤلية الضحية دى خالص (تكسر قواعد كتير الحقيقة) وكفاية قصة أسرة واحدة من دارفور مثلا. الحقيقة اللى بيشغلنى ساعتها هو مسؤليتى أنا وإحنا (البنى آدمين) اللى مش” ضحايا”
د. يحيى:
أحيانا (بل كثيرا) أشعر يا بسمة أننى “زودتها حبتين” فى حكاية المسئولية التى أحملها للمجنى عليه هكذا، وصلتنى منك الآن فكرة جديدة عن مسئولية “اللى مش ضحايا” عن كلٍّ من الجانى والمجنى عليه معا.
فكرة تزيدنى مسئولية،
بالله عليك يا بسمة “هوا أنا ناقص”؟!!
د. محمد أحمد الرخاوى
..الندية، وصراع تفتيح مسام الوجود ثم الاصطدام بالاختلاف، ثم اكتشاف الحب برغم كل ذلك بمعنى الحاجة إلى جوهر الجوهر، أو عمق العمق، ثم الولاف على هذا الجوهر حتى دون فهمه، ولكن الحياة به، ثم الانفصال للاتصال، لتبدأ الحلقة الأبدية من جديد، هى تجربتى الخاصة جدا،
أما عن تعريف الإيمان فهو معنى أى معنى سعيا إلى كشف هذا المعنى – صبغة أزلية فعلا كدحا طول الوقت – ودون اختيار إلا هذا الاختيار.
د. يحيى:
ياه!!!
أخيرا يا محمد أستطيع أن أنصت لما تقول دون الإسراع بالحكم عليه أو الحكم عليك،
ربما أمكننى ذلك حين لاحظت أنك تخلصت أكثر فأكثر من الاستشهاد القامِع أحيانا، وكذلك الوثقانية الدامغة،
الكلام عن خبرتك أكثر ثراء وعمقا من الكلام بآرائك.
برغم أن الإيمان لا يحتاج إلى تعريف إلا أنه وصلنى اجتهادك
وأخيرا: بالله عليك كيف يكون الأمر (أى أمر) دون اختيار إلا هذا الاختيار!! أين الاختيار إذن؟
د. أميمة رفعت:
قرات خبرتك الخاصة مع المريض الذى كرهته، و إستوقفتنى هذه الجملة (كرهت الشاب كرهاً لا مثيل له! لم أتحرك، ولم أعلق بكلام محدد فيه زجر أو رفض، ولدت الكراهية فى هذه اللحظة بالتحديد، اللحظة التى لم تتحرك فيها. وتساءلت أيهما سبق الآخر: المشاعر أولا فتسببت فى هذا الشلل المؤقت أو ربما السكون المتحفز الذى يسبق العدوان، أم أن هذا السكون المتحفز للجسد هو الذى بدأ أولا فتسبب فى ولادة مشاعر الكراهية؟
ما الأفكار التى دارت فى رأسك فى هذه اللحظة؟
هل كان هناك أفكار أصلا؟
هل تجد صعوبة فى تذكرها بسبب هول وطغيان المشاعر على كل ما عداها فى هذه الثوانى المعدودة؟ كم من مستوى للوعى تدخل حينئذ للسيطرة على الموقف، أى على وجودك الشامل، يبررالمشاعر و يبرر السكون و يحث علىالتفكير الذى توقف ثم يحث على ولادة مشاعر أخرى مصاحبة و مبررة أو ربما مناهضة للشعور الأول؟؟
د. يحيى:
…هذا الاهتمام وهذه الجدية من أكثر ما يؤنسنى منك يا أميمة، لكننى لا أستطيع (ولا أريد) أن أجيبك على كل اسئلتك هكذا، كما أننى لست ممن يركز على (أو يرحب بـ ) ما يسمى التأمل الذاتىintrospection اللهم إلا إذا أتى عفوا أثناء محاولاتى الابداعية، وساعتها لا يكون كذلك (لا يكون تأملا ذاتيا) بل نسيجا آخر يستمد زخمه من خبرة داخلية لا أذكر تفاصيلها طبعا، وهذا ما سوف أشير إليه بعد مقتطفك التالى.
أما مشاعرى أثناء هذه الصفعة وبُعَيْدَهَا فأستطيع أن أوجزها فى لفظ واحد هكذا.
..”لا”… (بنُطْ ألف)..”لا“…..”لا“…
.. “لا” أبدا، جدا..،”لا”
ثم توقفتُ. تماما. كما شرحتُ سالفاً
ثم إنى لاحظت اهتمامك باللحظة والجزء من الثانية..الخ وأعتقد أن هذه الفرصة هى من ضمن ثروتى الحالية، وإن كنت أعجز عن أن أوصلها للآخرين، إلا فى النقد أو الإبداع أحيانا.
د. أميمة:
لقد تعرضتُ من قبل لتجربة مماثلة لم تزد عن ثوان معدودة ، ولم تكن المشاعر المولودة حينئذ مشاعر كراهية ، ولا أعرف كيف أسميها فقد كانت خليطا من التعاطف والحزن والغضب، كان هذا عندما حكت لى مريضة أثناء الفحص الأولى لها أن أخا زوجها (وهى أرملة) أخذ يركل إبنها بشدة (10 سنوات) أمام عينيها حتى مات ولصلاته الوثيقة بالمسئولين بالقرية، دفن الولد وأغلق الملف دون عقاب للجانى. لقد تسمرت فى مكانى، وأتذكر جيدا ولادة هذه المشاعر الجياشة الحادة المؤلمة فى غمضة عين، وأتذكر أيضا أننى فقدت التفكير أو ربما كان التركيز، فلم يعد هناك موضوع واضح وخلفية للموضوع، بل أن الأمور ساحت على بعضها (الموضوع والخلفية) وشعرت بأننى أريد أن أبكى وهذا هو ما نبهنى لما أنا فيه، فأتانى تفكير سريع (بتعملى إيه؟ إنتى بتتقمصى المريضة وقصتها ولا إيه؟ دى يمكن حتى تكون ضلالاتdelusions ؟) وأسترديت رباطة جأشى ولكننى لم أسترد قدرتى على التركيز والتواصل إلا بعد أن رددت آخر جملة قالتها المريضة ببطىء حتى أعطى نفسى فرصة لأستجمع ما تبعثر من أفكار و مشاعر
د. يحيى:
أحترم هذه الدرجة من التقمص، وأفرح بها وأعرف فائدتها،
لكننى أحذرك من تأثيرها على الكفاءة العلاجية، والمسئولية الموضوعية ولكن دعينا نكمل مشاركتك وتساؤلاتك.
د. أميمة:
بعد تجربتك هذه (وقد أثرت فى كثيرا أنا الأخرى) لا يمكننى أن أرى المشاعر أو العواطف أو الإنفعال إلا ككائن حى له وجود ويشغل حيزا و ينبض بالحياة، كائن له طغيان وتأثير قوى يولد ويعيش وربما يموت ليولد من جديد أى أن له دورة حياة . كيف نعيشه هكذا دون تفكير أو فهم أو تنظير؟ أنتجاهله وهو يفرض نفسه علينا فرضا؟
د. يحيى:
يبدو أن هذا فرض مهم “العواطف كائن حى“، لقد سمعت هذا الاقتراح من صديق ولم أتمكن بعد من مناقشته تفصيلا، بصراحة، حين وصلنى صدق حدسى العلمى من خطورة الاستمرار فى تجريد العواطف وحبسها فى ألفاظها تصنيفا أو تعريفا، احترت فى الأمر خشية أن يصل بى الأمر إلى موقف عدمى بشكل أو بآخر، وحين أبلغنى صديقى هذا رؤيته التى تقترب من رؤيتك أى “إن العواطف كائن حى” لم أتمادَ طويلا فى نقدها كما لم أسارع فى قبولها، لكننى سوف أعيد النظر فى هذا الاحتمال الذى أقبله من حيث المبدأ لأنه يتناغم مع منظوماتى عن “تعدد الذوات” إلى ما لا نهاية، أما كيف يمكن الاستفادة من هذا الفرض، دون فصل العواطف –واحدة واحدة- عن كليتها وعن كلية الوجود فهذا ما لا يقع فى دائرة قدرتى الحالية.
د. أميمة:
سؤال أخير للفضول العلمى و أرجو ألا تظن أن الغرض منه الوقاحة أو تخطى الحدود:
هل تشعر بأى لذة عند ذكرأو تذكر هذه التجربة، أقصد عند تذكر هذه المشاعر القوية لحظة ولادتها برغم أنها مشاعر كراهية؟ كنت دائما أتعجب لهؤلاء الذين يبطئون بسياراتهم أمام مكان حادث على الطريق، ينظرون ويعلقون ويا حبذا لو وجدوا الحطام عظيما وبجانبه جثة أو دم .ثم أرى على وجوههم إبتسامة خفية أو نظرة إلتهام لما يرونه.
كنت أعيب عليهم هذا حتى ضبطت نفسى مرة أختلس النظر، وفى نفسى نفس الرغبة ( أن أجد جثة أو دم) لماذا؟ هل الإنسان بحاجة دائمة إلى مشاعر غير عادية، قوية وجياشة تزلزل وجدانه وكيانه ليشعر بوجوده؟
د. يحيى:
دعينى أحترم تسلسل مشاعرك، وجرأتك على الكشف والاعتراف، فهذا يذكرنى بما سبق أن سجلته من خبرة شخصية فى ثلاثية “الترحالات” التى هى مزيج من السيرة الذاتية وأدب الرحلات، وكنت مترددا فى نشر تفاصيل هذه الخبرة الخاصة خشية سوء الفهم، لكننى أثبتها منذ ربع قرن، (الإنسان والتطور 1985) ثم سجلتها فى ترحالاتى الجزء الأول الناس والطريق ص 74 – 76 وإليك بعض نصها برغم طوله:
… تحرك الركب بطيئا، ثم تزايدت السرعة تدريجيا. وحين وصلنا إلى السبب الذى عطلنا، تبين لنا أن ست عربات (تقريبا) قد أصبن بالقلب والتحطيم والانحراف والخراب والتلف…، لكل حسب قَدِرهْ، نعم. حسب قَدَره، وليس حسب خطئه. فالمسألة فى حوادث الطرق السريعة لاتتوقف على المخطئ فحسب، وإنما على حسابات القدر أيضا، وربما قبلا. تصيب الحادثة كل من تصادَفَ أن جاوَرَ السبب أو المتسبب، كل من حاذاه أو تبعه أو اقترب منه، أو حتى حاول تفاديه، ولم تُتَحٌ لى فرصة طويلة للتأمل فى الوجوه والتفاعلات تجاه هذا الحادث المتعدد الضحايا، ولا أنا حاولتُ ذلك، تعلّمتُ أن الحوادث تغرى بالحوادث. لمحتُ (أو تصورت) أن الوجوه الناجية والعابرة المحيطة بالحطام والضحايا، بدت لى أقل تفاعلا من توقعاتى. تعبيرات لا تتناسب مع حجم الخراب ومنظر الإصابات، وبديهى أنى مخطئ فى حكمى؛ إذ كم مضى من الوقت منذ الحادث، وبالتالى كم تغيرت تعبيرات الوجوه، وكم كانت لفْتتى غير كافية لتبين حقيقة المشاعر، ثم إن هذا التبلد المتناسب طرديا مع حجم الكارثة (حسب توقعاتى) هو رحمةٌ بنا، وليس نقصا فينا. وأراجع نفسى أتساءل: لم إذن بادرتُ باتهام هؤلاء الخواجات ـ هكذا ـ بالتبلد غير المتناسب مع الموقف؟.
أجد فى داخلى اتّهاما قابعا يتربص بأهل الغرب جميعا، وهو جاهز أن يصفهم باللامبالاة، والبرود والاستعلاء بمجرد أن تلوح أى فرصة لذلك. وبما أنى لمست من “الطبيعة” هذه المرة محاولة أن تُصالحنى عليهم بشكل أو بآخر، فقد فتحت بابى ورجَّحت خطأ أحكامى، واستمعت إلى همس وجهة النظر الأخرى تتسحب من داخلى أيضا.
ألستُ، وأنا الشرقى، المفروض أنه عـُرف بالمبادرات الانفعالية، هو من ضَبَطَ نفسه متلبسا أكثر من مرة، بغير مايُحب الناس أن يُـظهروه من أسى وشفقة فى مثل هذه المواقف؟.
هأنذا أعترف كيف كنت أشعر فى بعض الأحيان- وأنا أمر بحطام سيارة فى طريق مصر الإسكندرية (الزراعى أساسا، والصحراوى بدرجة أقل).. كنت أشعر بشعورين معا، أحدهما، وهو الأقل أهمية فى هذا المقام هو شعور الشخص العادى من شفقة وأسى وتعجب مما يثير الدعوات بالرحمة للمصاب، والستر لنا. أما الشعور الآخر الذى لم أحدِّث به أحدا من قبل، فهو شعور غريب لا يخلو من قسوة، ويختفى وراء هذا كله ما لم أتبينه تحديدا وإن كنت لا أستبعده، شئ مثل ظل راحة أو ملمح فرحة. بديهى أنى لم أقبل هذا الشعور أبدا، فما بالك بالآخرين لو عرفوا عنى بعض ذلك؟. وقد كنت أكاد أشعر بهذا الشعور الآخر وهو يـُخرج لسانه “بشكل ما” لـ”شئ ما”، لـ”شخص ما”، لـ “فكرٍة ما”، ربما هو يخرج لسانه لطمعنا وغرورنا ونسياننا أننا جميعا على “كف عفريت”، أو أنه يخرج لسانه لاعتمادنا على قوة السيارة- أية سيارة، بما فى ذلك سيارة الحياة- ومدى متانتها، وحذق قيادتنا، ومبلغ مهارتنا، أو أنه يخرج لسانه لغرورنا الذى يحدد لنا دقة ميعاد “الوصول”، (أى وصول). الوصول إلى نهاية الرحلة أو نهاية النجاح، ثم نجد ماهو أدق توقيتا وألزم وصولا وهو نهاية الحياة. المهم أنه يخرج لسانه والسلام.
وحين تجرأت ذات مرة، وألمحت إلى زميل لى (طبيب نفسى، هو تلميذى وهو الآن رئيس قسم فى جامعة ما) عن هذا الشعور الغريب غير المناسب تجاه مثل هذه الحوادث أمام هذا الحطام، كنتُ آمل أن يفهمنى، ويشاركنى التساؤل، واثقا أنه لن يجرؤ أن “يشخّصنى”، أو يصدر حكما فوقيا، أو يسمّى عرضا بذاته، فإذا بزميلى هذا يستبعد هذا الشعور أصلا، ينفى وجوده، مع أنه شعورى أنا، وأنا الذى أحكى عنه، لكنّه اعتبرنى أمزح، وعذرتـُـه، فهو لايتصور بما يعرفه عنّى، أنا الذى أكاد أذوب رقة على طفل تعرت ساقه بجوار أمه النائمة عنه فى يوم بارد، لا يتصوّر أنى أحمل بين جوانبى أى “شىء” غير هذه الرقة. وحين رحت أؤكد له أن هذا وارد وأنى لا أمزح، وأنى مسئول عنه وغير خائف منه، نحَّى وجهه بعيدا وفتح حديثا آخر!!، فأبتسم خجلا ومجاملة، وأعذره، وأسكت.
منذ انكشف عنى غطائى، وأنا أصاحب كل المشاعر “الأخرى” مصاحبة لصيقة، وأعرف أننى بها أكتمل، وأن الفرق بين الخيــّـر والشرير، ليس فى أن الخيــّـر دائم الفضل رقيق الحاشية، فى حين أن الشرير قاسى القلب جاهز الحقد، وإنما الفرق هو فى قدرة الخيــّـر على أن يعى ويروّض شرّه بالمجاهدة والتقبل والمسئولية، ماضيا فى اتجاه واحديّته المبدعة من ناحية، صاباَّ طاقته لخير الناس، بتلقائيةٍ حتميةٍ من ناحية أخرى، دون إنكار الجانب الآخر من نفسه، ودون رفضه وجوده من حيث المبدأ. الشر لا يكون شرّا إلا إذا انطلق مستقلا.(1)
(انتهى المقتطف)
أعرف يا أميمة أن المقتطف طويل، لكننى شعرت أنه قد يكون مفيدا فى هذا السياق الذى نحن فيه الآن، خاصة وأنه كتب منذ أكثر من عشرين عاما، وقد نعود إليه حين نناقش الفرض الذى يقول “إن المشاعر البدائية لا تكون بدائية إلا إذا توقفت عند البدائية، أما إذا تصاعدت لتتكامل مع ما هى قادرة أن تتكامل معه فهى ضرورية ليصبح البشر بشرا…الخ
د. أميمة:
…أما عن سؤالك: وهل يستطيع الطفل أن يكره؟ نعم .. يكره مواقفأ ويكره أشياء بل ويكره أشخاصا..رأيت اطفالا صغارا جدا ينفرون من بعض الكبار رغم تعودهم على رؤيتهم بلا أى سبب واضح، يكرهون طعاما بعينه وربما يتقيأونه إذا ما أجبروا على تناوله، يكرهون أشياء بلا سبب مفهوم لنا نحن الكبارفقد كانت إبنتى تكره الرمل ولا تضع قدميها فيه إطلاقا على شاطىء البحر حتى بلغت الثانية من عمرها…
هل هناك من يكره الأطفال ؟ نعم هناك من يكرههم وتظهر على و جهه معالم النفور رغم ما يدعيه من حب لهم لأن المجتمع يستنكر كراهيته الغير مبررة، أعرف أناسا يرفضون الإنجاب لكرههم بكاء الأطفال أو تربيتهم أوالتواصل مع عقلهم الصغير…
نعم أعتقد أننا خلقنا بهذا الشعور( الكراهية) ولا نستطيع التنصل منه..
د. يحيى:
لقد طال الرد عموما، فاسمحى لى أن أؤجل مناقشة هذه الجزئية إلى أن نتناولها مع ما وصلنا من الاستجابات فى الوقت المناسب.
د. على الشمرى
يقال ماحُب الا حبِ وْلد الولد، ولكن لماذا يحدث هذا بهذه الدرجة الشديدة؟
من وجهة نظرى ان الكره والحب مكون اساسى فى حياتنا نفسيا وعضويا. ألا نعيش صراع داخل انفسنا فى بعض الأحيان سواء على مستوى الافكار او المشاعر وعلى مستوى الوعى وغير الوعى هذا فى الجوانب العقلية والنفسية ماذا نسمى الصراع على المحور البيولوجى (البناء والهدم) اما الحب والكره فهما وجهان لعملة واحدة فنحن نكره الذى لاتتوفرفيه العديد من العناصر (محسوسة او مجردة) التى نحبها والعكس صحيح فى عملية الحب.
د. يحيى:
اسمح لى يا د. على أن أصرح أننى لا أفضل أن أختزل حبى لأحفادى إلى ما يسمى الإسقاط أو الامتداد أو ما شابه
كذلك أرجو أن تقبل تحفظى على براءة الأطفال (نشرة 12-10-2007)
وأخيراً لعلك لا حظت أننى أنطلق من منطلق بعيد عن حكاية: وجهين لعملة واحدة، وأيضا عن الصراع بمعنى التضاد، وذلك فى محاولة تقديم مفهوم آخر لحركية الضدّين إلى ثالث يحتويهما، فأين الصراع، وأين العملة وأين الوجهين،
شكراً، ودعنا نختلف.
د. هانى الحناوى
حين نصطدم بواقع مؤثر حاد فى الحياة تنقلب فيه موازين معرفتنا (خبراتنا) السابقة يحدث فى العقل ما هو اشبه بلحظة الالهام –يوريكا او وجدتها كما قال ارشميدس – عندما اعلن بمشاعره – قبل عقله – ارهاصات نظرية الكثافة والطفو واقول بمشاعره لأنه عندما اطلق الكلمة كان ما زال متأثرا بنشوة الوصول لحقيقة قد تعب وعرق كثيرا فى سبيل معرفتها سنوات قبل ذلك و كان نتاجها تلك الثمرة ……
د. يحيى:
اسمح لى يا هانى أن أتوقف عند هذه المقدمة، وإن أعدك أن أرجع إليها – لطولها- فى بريد لاحق لأنها طويلة جدا وقد طال ردى على د.أميمة وأخشى أن يمل القارئ.
د. مدحت منصور
كنت قد قررت يوم الخميس أن يكون يوما أتناول فيه ما لذ لي من الطعام حيث سأجري جراحة يوم السبت و أثناء البحث في الثلاجة و جدت فسيخ محفوظ خَفَت ابنتي أحد عشرة عاما ورائي تحاول بكل الطرق منعي عن تناول تلك الوجبة الخطيرة حيث أني مريض بالمرارة و كان الوقت مساء و قد رصدت بوضوح حيرتها المريرة بين إثنائي و في نفس الوقت عدم مضايقتي و كنت قبلها قد قرأت عن نور و أدركت أنها الرعاية و المسئولية رغم تفاوت السن و أسأل هل تلعب الأمومة دورا في ذلك خصوصا أن ابني علي جاءني الآن يعرض علي الماء حيث سأبدأ الصيام بعد خمس دقائق و ينبهني لعدم التدخين فقلب الدنيا على رأسي و تركني في حيرة أكبر.
د. يحيى:
الإجابة، نعم، شكرا،
ربنا يطمنا عليك،
ويفرحك بهم،
وبالعكس.
*****
تعتعة: جدوى الكتابة: بين دموع الشعب ونفاق الحكومة
د. أسامة فيكتور
انا معترض على ما تصدره الحكومة من قرارات متخبطة ليس بها من الدراية ولا التخطيط شئ حتى أن ذهنى ذهب بعيداً لمشروع توشكى وما به من إخفاء وتستر على الخسائر والفشل بل وربطته بتعتعة هذا الأسبوع “جدوى الكتابة بين دموع الشعب ونفاق الحكومة”، وبعد كتابة تعليقى قرأت حلم 74 فاستقر بداخلى ما وصلنى.
د. يحيى:
أخيرا وصلتك ربطة لم يقصدها الحلم ولا التقاسيم
هذا طيب، لعله خير
وليد طلعت
طب وبعدين يا أستاذ وايه رأيك لما حتى ابراهيم عيسى ومجانينه يمشوا فى الجنازة الحارة لمجرد انهم بيعاكسوا الحكومة؟ مين طيب يبنى عشان البنا؟ ويهد عشان التطهير؟
وجهة نظرك انا طرحتها وانا بعيد خالص عن كل ما له علاقة بالثانوية، وكان زملائي الكبار اللى إيدهم فى النار مش متقبلينها. لكن هل انا وحضرتك ايدينا فى المية مافتكرش
بس فيه حاجة غلط بتحصل لناسنا، ولاّ إيه رأيك
د. يحيى:
ومن قال يا وليد أن يديهم فى النار، أظن أن يديهم فى “أوراق ثقافية أو عواطف ثلجية لامعة”.
لكن إلى أين سيذهبون منا (حيروحوا مننا فين؟)
بل ومن أنفسهم؟
أ. منى أحمد فؤاد
متفقة جدا أننا فعلا لا نعرف معنى الامتحان، ولا وظيفته
د. يحيى:
فى رأيى أن علينا أن نحترم الامتحان، دون أن يكون قاصراً على امتحاناتهم،
كما أن علينا أن نحترم النتائج التى تصلنا بعد الامتحان، لننطلق منها، وليس لنقفل الملف عندها
ما رأيك؟
أ. منى أحمد فؤاد
بصراحة متعجبة من صراحتك حين تقول:
“فجأة ضبطت نفسى أمارس نفس الاستسهال الذى بدأتُ الكتابة لأنهى عنه”
توقعت أن الفرد كثيرا يضبط نفسه ولكنه لا يصرح بذلك أمام الجميع ومن وجهة نظرى هذه قوة
د. يحيى:
على شرط ألا تكون “منظرة”! ولا أبرئ نفسى من احتمال ذلك!!
أ. هالة حمدى البسيونى
مش عارفة فيه جملة أثرت فيا أوى “كل من انفصل عن أصله، يطلب أيام وصله”
نفسى أيام زمان ترجع تانى على الرغم من أن سنى صغيرة إلا أن نفسى أيام زمان ترجع تانى أيام فيها بركة وراحة وعدل وخير كتير
د. يحيى:
هذه ليست جملتى أنا، “كل من انفصل عن أصله ..إلخ” أعتقد أننى قرأتها عن صوفىّ فارسى لا أذكر اسمه (أظن أنه لا يريدنى أن أذكر اسمه بقدر ما أنه يرغب – ولا أقول كان يرغب – فى أن أنقل قوله). هذا، وأن أعمل به.
هل لاحظت يا هالة أن من انفصل عن أصله لا يسعى أن يرجع إليه (بمعنى الرجوع فعلا) بقدر ما أنه “يطلب” وصله، بل أنه لا يطلب وصوله، بل أيام وصله، وهكذا كل كلمة لها موقعها يا شيخة، الحركة هى الحياة يا شيخة والطلب هو تحقيقه،
لم أكن أعرف ان علاقتى بالبحر هى كذلك، كنت أحسب – إلا قليلا – أنها رياضة، خاصة وأننى تعلمت العوم (أى كلام) حول سن الستين، بعد أن تهتكت غضاريف ركبتاى من العدو على الأسفلت مع مرضاى، ومنعنى الأطباء من أن أواصل العدو، ثم إنى أدركت الفرق بين حمام السباحة وبين البحر، وقارنتهما بالفرق بين نسمة هواء التكييف ونسمة صباح يوم خريفى، ثم هأنذا – بفضل “نور” صديقتى الجديدة، حفيدتى الأخيرة، أدرك أن المسألة ليست فقط كذلك، وإنما هى الحركة من الأصل إلى المطلق وبالعكس..
…وبصفة عامة أنا لا أبكى أبدا على أيام زمان!!
هل كان يمكن أن نتواصل هكذا أيام زمان؟
أ. هالة حمدى البسيونى
معنى الامتحان بالنسبة لى هو أنه يمنح قدراتى ومجهودى ويؤهلنى لأن أشغل وظيفة مناسبة لقدراتى ومجهودى، لكن ليس معنى الامتحان أن يعجز قدراتى ويحسسنى بالفشل واليأس
د. يحيى:
لا أوافقك فى استعمال لفظ التعجيز لوصف الصعوبة: ولا أوافقك على الشعور بأن أحداً يريدنى أن أشعر بالفشل واليأس،
أنا أعتبر اليأس نقطة سكون استسلامى قبيح، لا تتم من خارجى أبداً،
أما الاحساس بالفشل فهو أمر وارد وهو جزء من حركية الحياة لاستمرار المحاولة،
التعجيز له أيضا وظيفة تحريك التحدى، ثم إنه يبدو أنه لا يوجد شئ اسمه التعجيز، نحن الذين نضع لقدراتنا سقفا نقيس به ما نسمية التعجيز،
الشعر والكدح إلى ربنا يعلنان أنه “لا تعجيز”
كذلك الحلم الواقع الآخر هو التحدى المنتظم لما يسمى التعجيز،
وأخيرا فيبدو أن الموت نفسه لا يعجزنا عن حركية الوعى.
د. إسلام إبراهيم أحمد
أنا معترض على تعبير “السياسة هى العمل على إرضاء الجماهير” فالسياسة فى مصر هى العمل على إذلال الجماهير وسرقة الشعب
د. يحيى:
هذا المقتطف الذى تعترض عليه هو كلام عضو لجنة السياسات وليس كلامى، وقد رددت عليه – على ما أذكر- أن السياسة هى علم أو فن تحريك الجماهير لصالحهم،
ثم إنى لا أوافق كثيرا على تعميم الهجاء هكذا كما جاء فى تعقيبك مع اعترافى أن به بعض الحقيقة.
د. إسلام إبراهيم أحمد
وصلنى أن الإعلام المصرى تحول من وسيلة للتثقيف تمتاز بالشفافية إلى إعلام موجه حقير فى صالح السلطة وأصحاب المال.
د. يحيى:
ليس فقط الإعلام المصرى،
إن المافيا وتجارة الدواء والمخدرات والسلاح يقومون بالواجب الإعلامى لصالحهم عبر العالم، وأنا لا أعرف مصير الإنسان المعاصر إذا استمر الحال على ما هو عليه، وعندى أمل فى الاعلام غير الرسمى، وإن كان قد غرق هو الآخر- على الناحية الأخرى- فى خدمة الأصولية والترغيب والترهيب والتسطيح.
ربنا يستر.
****
تقاسيم “نص على نص”: (حلم 73 – 74)، (حلم 75 – 76)
د. أسامة فيكتور: حلم 73
لم أفهم التنقل فى الزمان والمكان هل هو دعوة للبحث عن جديد، هل هو دعوة للتطوير والتغيير؟
د. يحيى:
يا أخى، للمرة الألف ليس المطلوب أن نفهم الإبداع، بل أن يصلنا، أو لا يصلنا منه شئ، أو أن نتغير من خلاله ولو واحد فى الألف دون أن يصلنا أى شئ.
د. أسامة فيكتور:
لم أفهم الانتقال أو الارتباك بين قتله لأمه وترشيحه للوزارة ثم انتقاله لبيت القاضى حيث سعد زغلول موجود، هل له علاقة؟
د. يحيى:
أنظر الرد السابق
د. إسلام إبراهيم
هل هذه النقلات بهذا الترتيب محسوبة ولها سبب؟
وهل نسيانك وعد الرئيس بالوزارة دليل على الرفض لمجرد الانسان للبساطة لكره الشعب لهم؟
د. يحيى:
يا عم إسلام، أرجو أن تقرأ ردى على أسامة حالا، حتى لا تختزل قراءة الإبداع هكذا.
د. إسلام إبراهيم
وصلنى انه يوجد فى مراحل التاريخ الحديث للشعب المصرى كمية هائلة من المتضادات اللى تبين اننا شعب مش فاهم حاجة؟
د. يحيى:
لا أوافق،
وجود المتضادات لا يعنى أبدا أن شعبا ما، أو فردا ما، “مش فاهم حاجة”
إنها طبيعة حركية الحياة،
المطلوب النظر فى قانون وحركية هذه المتضادات معا، لا لنرفض إحداها لحساب الأخرى، ولكن باعتبارها وحدات ولاف مفتوح النهاية؟
أ. رامى عادل: حلم 73
وانتبهت امى بصوره كاريكاتورية وتسمرت مكانها, ولم أدرى هل لذلك صله باعمالى السفليه.وظننت بالشقة وبأمى الظنون مرة أخرى, وعادت أمى تلوح لى بغضب الفته ناهية إياى عن استلهائى بالبنات عن دروسى المهمة, ورحت أقبل يداها راجيا أن تعفو عن زلاتى وهى فى منتهى الضحك وخلفها فوتوجراف لجدى الغاشم.
د. يحيى:
أنا موافق، مع أنى خائف من التعليق على استثنائك هكذا
أ. رامى عادل: حلم 74
واندفع الدم الى نافوخى بسبب سؤاله, وخفت على اخى, واجبته يائسا فى خبث, ارجوك يا رائف ان تاخذ حبوب حسن النيه (الحقيقية) فانت لك شطحات لا تطاق,وظنون لا مثيل لها, هل تشك فى عقلى يا رجل,ورائف ساكنا امام الشاشه, فتسللت الى المطبخ بلا وعي, واذا بامى تقرا فنجان ابى فى غفله منه,وابى يتثائب بمكر فى غرفتهما , والقط يمزق كتاب الرخاوى بلا شفقه!ولم ادرى الا والسباب يتقاذف من المذياع موجه لكل المصريين. فلم اتمالكاعصابي.
د. يحيى:
نعم!! استثنائى لك يا رامى هكذا، يثير الشك أننى أتحيز لك، أو حتى أننى أخترع شخصيتك لأسّرب ما أريد إبلاغه على لسانك،
ماذا أفعل؟ وهم بذلك يلغونك؟
د. محمد أحمد الرخاوى: حلم 75
وما بين رجال الامن وزفة العوالم التقطنى وعى فائق ان اتدثر بنفسى وبهذا الوعى الفائق كى لا اسجن تحت اقدام انضباط زائف ولا ان اسحق فى مهزلة غير مسؤلة
وما ان ظهرت الفتاة حتى قلت: لا اسكن فى مخدعك حتى لا اصدق انك السكن ولاواصل السعى كى ينكشف ما لا ينكشف
د. يحيى:
سوف أفوّت لك هذه يا محمد يا ابن أخى حتى أشجعك على النهج الجديد، وربما حتى لا يكون رامى هو المُسْتَثْنَى الوحيد.
****
أ. وليد طلعت
“فى ليلة القدْرِ التى خيرٌ من العمر الـْمَضَى :
يدعو الغزاةَُ إلى الشطارةِ والمهارةِ والدماثةِ والبلهْ,
يدعون هيـّا ياشباب نرجّعُ القولَ المعادَ بأنه: \”إنَّ السلامةَ أولا\”.
فى بؤرة السحق المؤجـَّلِ, حيثُ يمضى الموتُ يطلبُ ودَّهَا,
فتخونـُُهُ علـَـنَاً,
فيرنو راكعا متبتـِّـلا, يرجو السماحَ لمن تمطـَّـى فوق موج المدِّ خلفَ سرابِ غـَـرْقـَى الوعىِ فى
زحفِ الشفقْ.
فى بؤرة النور الذى لمْ ينبلجْ,
فى بؤرة البؤَر التى لمَّا تدُرْ .
والمُبْتَـدَى ولـََّى..، ولم يلحقـْه فعلٌ أو خبـَرْ.
هنالك فارق كبير بين مستوى اللغة والاداء بين هذا المقطع وما سبقه من النص. البدايات مزعجة جدا أحيانا ولكن لعل هذا المقطع رغم أنه الأبسط والأسهل فى التلقى كان الأجمل .
أنا سعيد جدا بالتواصل معك عبر هذا الموقع وأشكر لك اتاحة الفرصة لمن لم يتمكنوا من أن يكونوا صبيانا ومريدين لمعلم ماهروأصيل أن يتواصلوا معك ومع هذا الكم الهائل من الفعل الابداعى أطال الله لنا فى عمرك وشكر لك هذا الأمل الجميل الذى تبعثه فينا
د. يحيى:
البركة فيكم يا شيخ، وهل أنا أساوى شيئا دون مشاركتكم هذه.
أ. وليد طلعت
…لا أظن أن أحدا – حتى من محبيه – عرفه كما ينبغى أو كما يستحق، هكذا القصائد البشرية الحية عادة.
أظنك تتحدث عن نفسك يا أستاذى بى شوق غريب لأن تعرفنى وأعرفك ربما لم يفت الوقت بعد .اتمنى لو تقرأ لى واخشى الى حد بعيد من التعرى فى حضرتك ساناديك بالأستاذ أم تفضل يا معلم بكل القراءات الممكنة لهذ أحاول معك أن أفك الجبس وأعتقد أنه يتحلحل شيئا فشيئا.أكاد أموت من الجمود والتصلب لكن لا بأس فقد بدأت الشحن من جديد. احسدك على هؤلاء الأصدقاء وأحسدهم عليك وأرجو أن أتواصل معهم يوما ما
د. يحيى:
أى جبس يا وليد وأنت تعيش (لا تقول فقط) كل هذا، أنا عادة أحذف هذا النوع من التعليق الخاص بشخصى، ليس من باب إدعاء التواضع، وإنما لأنه يبعدنى عن نفسى، ومع ذلك تركتُ أغلبه ترحيبا بك
الذى يرضينى هو أن أرى نتيجة محاولاتى فى وعى من أخاطب، فى رد فعله أو تحريك محاولته هو لا محاولتى. هذا ما أتصوره حين تكلمت عن “الشحن من جديد”،
أما حسدك لى فهو على العين والرأس، وهو لن يصيبنى بأذى، بل بالعكس، مع أن لى رأيا فى ما إذا كان مَنْ تشير إليهم هم أصدقائى، ليس لأننى أنكر ذلك، ولكن لأننى أتوقف طويلا عند معنى الصداقة مثلما أتوقف عند معنى الحب، للبحث لا للرفض …
وها نحن أولاء نحاول معاً فى كل اتجاه
****
حوار/ بريد الجمعة 18 – 7 – 2008
أ. وليد طلعت
يا معلمى أرجوك وبأنانية تامة أن نستمر فى هذا العطاء … ولا تحرمنا منه مع كل الاحترام للأعزاء الذين ينصحون بالتوقف، يا أخى أنا ما صدقت لقيتك
عندى طلب تانى وان كنت عارف انه مش من حقى
انا بادعى انى من اللى ممكن يقروا شوية، شايف ان لغة العرض والحوار أصعب من انها توصل لقطاع أوسع من الناس مش عايز أقول انها كتابة نخبوية شوية وانا ماعتقدش ان من أهدافك فالنشرة تكاد تبدو انك تتواصل بس مع اللى اتربوا على اديك واتلقوا عنك
لكن دى فرصة ذهبية يا أستاذ انك تتواصل مع كتيير قوى من اللى محتاجين يتواصلو معاك
خد دى بقه يا استاذنا ما انا زى ما قلتلك ما صدقت لقيتك قبل البداية طبعا … من حقك تكرهنى من حقك جدا فأنا الهش العنيف والغبى أحيان كتيرة صور بتتكرر مع دورات الحياة بس استنى استنى لما تشوفنى و أنا غرقان فى الخجل .. استنى لأنى فعلا .. مش حابب تكرهنى .. بالبساطة اللى بتطفى بيها سيجارة .. رغم كل حاجه … ما استحقش النظرة دى …
-I-
سحابة صيف
حزن .. ولا سحابة صيف .. الوش المكرمش ده أنا
لأه متقلش .. مش حلوة اللقطة .. ايه .. ايه ده … انتوا لسه بتغنوا . ماخلاص خلصنا برد عيل وخايف م الشتا .. و بيرتعش ع الموسيقى .. تلم الجاكت على جسمك … وتنوى تاخد غطس ف ليل القاهرة الوالع … الساقع زى طراطيف صوابعك .. ومش عايز يبطل خبط ف دماغك
ما كانش لازم عاطف الطيب يعمل \” ليلة ساخنة \”وما كانش معاده وياك .. السما … معمرهاش شتيت ملايكة .. ولا عمر برد الليل اتدفا بلحاف تحته شخص وحيد .. بيحاول ينتسب للعالم بقاله عمر .. طعم الحاجات بيتغير ف ليل الشتا .. وارتباطك بالأوضه و السرير و الورق و الموسيقي
ملامحك بتخاصم الطقس .. وتتلوى ف الماسكات .. التليفون أزمة بجد .. صوت البنت . مش هو صوت البنت .. انكب الشاى على ورق الرسم .. وولعت ف عزلتك آخر قصيدة .. ملقتلهاش معنى .. مع وجودك المتحرك ف الدنيا كأنك حى .. تحاول تتكلم عن آخر لوحة .. فمتشوفش غير آخر قصيدة اتحرقت .. وبدل ماتقول معلش .. تسيبها تقريبا بتعيط .. وتروح مولع سيجارة من أى حد
وتعاكس أى بنت حلوة ف السكة و هيا بتراقبك .. كأن كونك مافيش فجأة .. ولازم تهرب .. الليلة دى .. الأتزان الوحيد الممكن
هو الموت تحت لحاف جدتك .. الله يرحمها .. من لمجرد الفرجة وبمناسبة الكلام عن الحب والكراهية
د. يحيى:
أثبتُّ رسالتك كلها دون تعليق، ترحيبا بك أيضا.
ربما نحن أحوج إلى مثل ذلك بين الحين والحين، أو أكثر.
أ. وليد طلعت
لفت نظرى وبشدة منذ أن بدأت أتابع اليوميات _وأنا حديث عهد بذلك_انطباعات وردود رامى التى وبوضوح تنبئ عن وعى متفرد فمن قبل أن تعرفنا به اليوم كنت أود أن أقترح عليه وعليكم ان تجمعوا هذه التعليقات التى يبدو أنها ستشكل فى تجاورها نموذجا ابداعيا له خصوصيته.ذكرتنى كتابة رامى برواية طالما أعدت قراءتها وأحببتها لعزت الأمير (رغبة سرية) أتصور بشكل أو آخر ان كاتبها الذى لم تتح لى الفرصة لتتبع مسيرته بشكل كاف قد اقترب الى حد كبير من كتابة خبرة مختلفة أيضا.لكن يا معلمى شخص بهذا الاختلاف و الزخم مثل رامى هل يصلح كنموذج نستند الى تجربته الخاصة عندما نتحدث عن الفصام وعن الجنون عموما .صرت من مدمنى هذا الموقع ولاول مرة ومنذ زمن بعيد أرتبط بشاشة الكمبيوتر الى هذه الدرجة.اوارتبط بأى شيئ الى هذه الدرجة .
د. يحيى:
جاءنى مثل ذلك من تعليقات على مساهمات الابن رامى، وكل ما أخشاه هو أن يعطله مثل هذا الترحيب بشطحه عن مواصلة مسيرته الصعبة.
د. منير شكر الله
(وصلنى قولك): “لاحظتْ يا د.منير أنك – ولك الخيار –فى حاجة إلى أن تشاركنا الحوار الذى بدأ مع د. رفيق الآن وقد يمتد، لأن المسألة لا تقتصر على إجابات أو توصيات لحالة بذاتها، وإنما هى قضية شائكة أرجو أن نصل فيهاإلى رؤية عملية مفيدة نسبيا، أما التنظير فأظن أنه سوف يكون أصعب. “
وكيف أفوت هذه الفرصة ?!!! بالطبع سيكون لى الشرف أن أشارك فى المناقشة والحوار والتفاعل مع د. رفيق وكل الزملاء والمشاركين فى هذا الموقع الجميل.
إلى اللقاء
منير شكرالله
د. يحيى:
شكرا وفى انتظار المزيد مِن مساهماتك.
أ. وليد طلعت
امتدادا لجزئية اللغة ومستوى الطرح فى الموقع وفى الحوارات
شئ جميل بالتأكيد ان يكون الحوار عبر الموقع مع ناس متونسين بيهم وان الموقع والتواصل من خلاله يكون امتداد واسع للمدرسة للجمعية للمستشفى لفكر الاستاذ
لكن لازم نسأل كم واحد مقعدوش مع د يحيى بيزوروا الموقع
وكام واحد من اللى بيزوروا الموقع بيشتركوا فالحوارات والقضايا المهمة اللى بتتطرح
وهل فيه حاجز معين بين الناس والمشاركة
هل مستوى الحوار احيانا بيفقده شئ من عفويته وتلقائيته والأهم حميميته فيفضل كتير من الناس انهم يتلقوا بس ويقعدوا فى دكك المستمعين والمتفرجين حتى لو كان سماعهم ايجابى وبيساهم فتغييرهم
الدقة الشديدة فى رصد حضرتك لتعليقات الاصدقاء مقطع مقطع وأحيانا كلمة كلمة قد ما هى بتديلنا فرصة نتعلم من حضرتك ونستفيد أكتر من كنز وجودك والتواصل معاك يمكن بتحرم عدد قل أو كثر من انه يعرض نفسه للوقوع تحت مجهرك العميق
يمكن بتكلم عن نفسى واحتمال دى انطباعاتى الأولية – وانا واحد جديد عالمجموعة كلها- وما تشرفتش بحوار مباشر مع حضرتك قبل كده الا دقيقة أو اتنين خللونى وبصراحة رغم انه من أمنيناتى انى اكون واحد من حوارييك أفضل التواصل معاك عن بعد عشان اتكلم معاك براحتى زاخرج من التداعى الأنوى دهوارجع اقول ان اصل من اصول منهجكم هوا التطور والنمو من خلال اللعب وان العفوية والتلقائية تكاد تكون غاية وان التعبير بالعامية (الفصيحة والثرية و….) زى ما حضرتك رصدت بيفرق كتير فى عفويته ودلالته وسهولة التواصل من خلاله.فاعتقد انه من المهم جنبا الى جنب مع الدقة والمنهجية والكلام فى المليان خصوصا لما نكون بنتكلم فى علم وبنتعلم لازم برضه نحط فى بالنا تنويع الأداء
عارف اجمل دورية باتتبعها هيا دورية الحوار بتاعة الجمعة
يمكن لان الاصوات فيها كتير، وبتكون مساحة نشوف فيها من خلالكم أصدقاء جدد وبنسمع وبنقرا تعليقاتكم الاكثر حميمية
د. يحيى:
أهلا
عالبركة.
أ. وليد طلعت
مع محاولة الاشتراك فى اللعب ورغم انى قريت قبل كده بعض الالعاب وردود الاصدقاء ورغم انى حاولت أكون عفوى قدر الامكان وما اسمحش لنفسى بالتفكير ووزن الأمور لصالح صورتى اللى احبها تكون مش وحشة قوى
……………..
…………….
….لا انا قادر اكره ولا قادر ما كنشى حزين، حكمة جدودى علمتنى الصبر، لكن وعيت عالبحر بيغرق النوار. ليه الخوف ده انى اتكره وليه لما اتكلمت عن الكره- انى اكره قلت مش قادر واستدعيت الحزن ده انهزام زايد ده ولاسذاجة حابب اقول انى باكتب لك يا استاذ ومامبرجعش للى كتبته يعن تداعى واستدعاء لحظى لنص قديم والمقاطع اللى فاتت زى ما بعتلك قبل كده اجزاء منها دى من ديوان لمجرد الفرجة اللى اتكتب من 8 سنين تقريبا ولسه مانشرتوش ومن بعده عايش فى شبه جمود
د. يحيى:
آسف يا وليد، لقد نقلت الجزء الخاص ببصيرتك وبتقلباتك أثناء استدراجنا لك بالتواء طبعا لتلقى استجابات منك رغما عنك كما يبدو، نقلتها لتناقشها معى حين نجمع كل الاستجابات التى وصلتنا، وقد اكتفيت فى بريد اليوم بما أنهيت به رسالتك بصراحة، كما أنى فرحت لاكتشافك كيف استدعيت الحزن ليقوم بالواجب فى موقف يبدو ظاهريا أنه لا يستجلب الحزن
ولنا عودة فى قراءة ذلك.
وعن عدم مراجعتك لما تكتب، فهذا يتيح لنا أن نتفاهم بالجرعة الأولى التى تكون عادة أصدق.
****
استشارات مهنية (7): “أعراض الرأس فى الفصامى، والعين الداخلية”
أ. وليد طلعت
حالة الولد
زى نبات ضل
معمروش اتخض بشعاع شمس
اتحرق
حاول يخرج من دماغه
فامتصه السكوت اللى حواليه
و لما رجع
ماقدرش يستحمل الدوشه
معلش يا أستاذى حاسس انى كان عندى اندفاع غريب للكلام معاك وطرح انطباعاتى الأولية لكن يبدو ان السماع فى المرحلة دى أفضل كتير .يمكن اتعلم حاجة اساعد بيها حد أشكرك
د. يحيى:
لا أعرف متى يكون الاستماع أفضل، ومتى يكون الاندفاع أفضل.
دعنا نرحب بما يكون.
أ. محمد ابراهيم عبدالفتاح
انا قرأت مجلة “الإنسان والتطور” زمان …… وأهم مايميزك انك تربط العلم بالحكمة والخبرة الحياتية بدون تكلف أو طنطنة مثقفين وأنا عاوز أتعلم منك أى حاجه.
د. يحيى:
يا راجل باسم الله، هوّا أنا حايشك؟
وليد طلعت (ساعات) 28-7-2008
…الجنان يبقى أحلى من بوسة حبيبتك، وانت هناك، على حافة انتحار جسمك، معدش غيرك
دماغك، و كله وراك، هناك، و لأول مرة، هتشوف نفسك من غير ما حد يشوه صورتك
د. يحيى:
أحيلك يا وليد إلى رامى عادل يؤنسك كما يؤنسنا فنؤنسه.
****
وليد طلعت
والله يا أستاذ حمستنى للقراءة فى الروايات وبالمناسبة من أين تنصحنى أن أبدأ قراءتك؟ بالشعر أم الرواية أم الاعمال العلمية ومن أى الأعمال العلمية أبدأ بالطبع سأتواصل يوميا انشاء الله من خلال الدورية وهى تدفعنى وتفتح لى الطريق للدخول على باقى الأعمال.لكن أتنصح بمسار ما لمحاولة احتواء (التماس مع والتواصل قد تكون أقرب)هذا الزخم الهائل من الأبداع الفن-علمي
د. يحيى:
أهلا
إبدأ من حيث تريد، وعموما فإن الرواية فى الموقع ببلاش (الأجزاء الثلاثة).
محمد أحمد الرخاوى
اقتحام عبد السلام المشد للسيدة لقتل الخرافة لم يشفه هوشخصيا وكانت أزمته هى كيف تتوالد او تتوالف اليقظة الفجة دون التحامها بالضعف المتناوب الحتمى فى كنف و مع فردوس الطبلاوي
اشك كثيرا فيمن يدعى الفحولة فهو من افقر خلق الله الا ان يتكامل مع فحولة المرأة!!!!!!!!!! لتكون النتيجة هى المودة والرحمة
د. يحيى:
لست متأكدا يا محمد إن كان تقطيع بعض ثلاثيتى هكذا إلى ما ينفع كقصة قصيرة هو مفيد أم لا، ربما تضمن دعوة ضمنيه لقراءة أو نقد هذه الثلاثية التى لم يهتم بها إلا قلائل، برغم أن الجزء الأول والثانى نالا جائزة الدولة التشجيعية سنة 1980
المهم أننى رحبت بكلامك عن فحولة المرأة، فهذا ما لا يفهمه الرجال فيروحون يتهمونها بالاسترجال إن هى مارست فحولتها الفخيمة، كأنثى رائعة وقادرة!
****
استشارات مهنية (6) (كيف يكون الجنون حلا؟!)
د. محمد أحمد الرخاوى
تعريف الجنون او لنكن اكثر وضوحا الفصام بكل غموضه هو اساسا كما ذكرت فى مداخلاتى يوم الجمعة هو فقدان تضفر مستويات الوعى مع البصيرة مع الفعل القاصر الحتمى الآنى كدحا طول الوقت
اما عن اختيار الجنون فهو عندما تتكثف الرؤية لدرجة معوقة دون تفريغها اولا باول فى هذا الفعل القاصر – المصاحب لمحاولةالوعى والبصيرة- فى انتظار الكشف طول الوقت.
واضيف هنا حتما وجود الايمان دائما ابدا كمحور وجود ومدد اساسى من تكامل اى وجود
فالحياة لا تعنى شيئا دون ايمان
فالايمان هو الحل بلا شك
واختيار الجنون هو فشل الايمان وفشل الكفر !!!!!!!!
د. يحيى:
وصلتنى فكرتك بغموض أقل، وسررت من الجمع بين فشل الإيمان وفشل الكفر معا، كما فرحت بتراجع استشهاداتك المعطلة.
د. محمد أحمد الرخاوى
عفوا، تصويبا لما جاء فى تعليقى على اختيار الجنون، آخر جملة فى التعليق هى فشل الايمان المشوه وفشل الكفر، وليس فشل الايمان والكفر
د. يحيى:
أظن أنه تصويب لازم، مع أن المعنى وصلنى كما تريد دون إيضاح، ربما الأصح أن نقول “فشل الاعتقاد” (وليس الإيمان) وفشل الكفر
تصور يا محمد أننى لم أعثر على كلمة بالانجليزية تقابل كلمة “إيمان” وهم يترجمونها أحيانا إلى Belief وأحيانا إلى Faith والاثنان أضعف من احتواء ما تشير إليه الكلمة العربية
ماذا نفعل؟ هل هذا كلام؟
***
د. عصام اللباد
Beautiful strong psychological interpretation. Thanks.
Playing the role of the left wing (however i am not) I would like to add,for the beginners that:
There could be other simple possible explainations of some of the symptoms and signs mentioned
Does the patient take any of the typical antipsychotics, or anticholinergic medications which might cause blurring of vision and consequently headaches upon attempt to read, and also anhyrdosis (lack or decreased swaeting) and in addition might cause visual hallucinations of the Lilliputian type if close to the toxic level?
Is it possible that the patient has an organic brain lesion that could be responsible for the psychosis itself, headaches, visual disturbances and inability to focus?
These are just questions from the other side of the scientific moon.
د. يحيى:
أشكرك يا د. عصام على مشاركتك.
(لست متحمسا لترجمة ما يصلنى منك إلا إن كنتَ قد نسيتَ العربية تماما، مع أننى أقدر فيك احتفالك ليس فقط بالعربية، وإنما بالعامية المصرية الجميلة، المهم: سوف أرد عليك رداً مختصرا قد يفهم منه من لا يعرف الإنجليزية (وهذا حقه أكثر من حقك أن تكتب بالانجليزية) أقول: قد يفهم منه محتوى رسالتك ضمنا)
أختلف معك يا عصام أنك تمثل الجناح اليسارى، ربما لأننى أتصور أنه تم توصيف ما هو يسارى وما هو يمينى مؤخرا بشكل جديد، والأرجح عندى الآن العدول عن ذلك تماما، ربما لأن التوصيف الأوْلى بالنظر هو: “من هو “متحرك”، مقابل ما هو “ساكن”.
أما وجهة نظرك فى الحالة فهى على العين والرأس برغم اننى أتحفظ طول الوقت على التركيز على أولوية التفكير فى الأعراض الجانبية والحرص على تجنبها على حساب احترام “الأغراض العلاجية” والعمل على تحقيقها،
وقد أشرت إلى ذلك طويلا خلال النشرات طوال هذا العام وفى مواقع أخرى كثيرة، لكننى أعذر الزملاء الذين يمارسون المهنة فى الخارج وسيف المحامين وشركات التأمين على رقابهم طول الوقت، على حساب العلم والعلاج، على أن تعقيبك هو مبين لوضع كل الاحتمالات فى الاعتبار.
شكراً.
أ. وليد طلعت 29-7-2008
…باقدم رجل وأأخر رجل
ومش عارف اكتب ولا اتلهى على عينى احسن وافتح لى مقال اوفصل من الكتب المليانة بعرقك ودماغك وكفاح مش قادر يتخبى حتى فى القصة دى وده مدخل كويس _مش بطال يعني_ وامبارح كنت بادخل اغوار النفس و_لقيت ان اللى دار فبالى قريب من بعضه ان العالم عالم النفس والمبدع مبيعرفش يخبى نفسه فابداعه الفنى _ده حكم بدائى وانطباعى وأولى جدا والله يمكن لما اعرفك اكتر استوعبك اكتر واحبك اكتر واكتر وعدوانيتى الغبية اللى بتطلبراسها وانا باكتبلك احيانا تقل شوية تصور انا ببررها بعجزى عن التواصل معاك وكأن لك دور فى انك تحرمنى من انى اكون واحد من ولادك_ استطراد جامد لكن زى ما قلتلك انا ما صدقت لقيتك معلش ستحملنى نرجع مرجوعنا يا استاذ للنص القصة هنلاقى فردوس شايفة شوفان غريب وحاد وبتحاول تقرا عبد السلام والدكتور بشكل حسيته مش بتاع فردوس قد ما هوا يحيى لابس عباية فردوس طول الجمل فالحوار مع عبد السلام واكتمالها ودقتها وتحليليتها اتقل شوية من انها تكون حوار فى البيت بين اتنين متجوزين وعندهم مشكلة يمكن كامن افضل لو تقطع الحوار مع بعض الوصف لتعابير وشها حركتها نظراتها يطول الحوار وتقصر جمله فتكون اكتر واقعية واكتر انسانية انا بحس ان كل عمل فنى او علمى هوا درس جديد وطرحك له للنقاش بيكون محاولة لاشراكنا فى شوفانك بما فيه شوفانك لنفسك، ومعلش تانى ان كنت باستعجل ومش مدى لنفسى الفرصة ادخلك بشويش اللى مينفعش مقولوش انى كأنى صحيت زى اهل الكهف واكتشفت ان فيه عالم كامل ورايا لسه ماعشتوش ومستمتع بمعايشته يوميا معاك
د. يحيى:
شكرا على رأيك ونقدك، وأنا متردد – كما قلت لابن أخى حالا- حول ما أفعله من تقطيع بعض أجزاء رواياتى إلى قصص قصيرة، وفى انتظار رأيك فى الثلاثية متكاملا حين تقرأ الأجزاء الثلاثة (الموجودة فعلاً فى الموقع مجانا) والمنشورة مؤخرا فى دار ميريت 2008 – (الجزء الأول الواقعة). وفى الهيئة العامة للكتاب: الجزء الثالث: “ملحمة الرحيل والعود”.
****
الوجدان واللغة والترجمة (2008!!) ثورة ضرورية
د. مشيرة أنيس
كلام حضرتك عن المشاعر اللى احنا عادة نسميها سلبية …يؤكد و يؤصل عندى فكرة ان من حقى أحس كل المشاعر…
كنت أقرا لابنتى كتاب حلو جدا ومترجم طبعا عن ازاى الواحد يحب نفسه …بتقبله للاختلافات الللى فى شكله و كمان مشاعره …فاتخضيت قوى لما لقيتهم كاتبين عن الغضب وانه من حق البنى آدم ..
وكمان دلوقت فى مدرسة السلوكيات الادمانية فى الحرية “د. ايهاب الخراط لماّ ادونا التعبيرالايجابى عن الغضب .وتوكيد الحقوق… لقيت إن اغلبية الحاضرين لقوا مشكلة فيه…و ان احنا كنا بنسمع كلام لأول مرة
د. يحيى:
شكرا على مواصلة مشاركتك يا مشيرة
سلمى لى على ابنتك، ولو سمحت لى أريد أن أهديها هذه الأغنية عن الغضب التى كتبتها للأطفال:
الغضب من حقَّى برضُهْ،
الغضبْ مِشْ كلُّه يعنى زى بعضُهْ.
ما هو لازم إنى أغضبْ،
لما يحصل إِللىِ يِِـِغـْضِبْ.
الغضبْ للحق واجبْ
الغضب مع بعض ضدّ المفترى،
يبقى ثورة ضد ظالمْ، ضد غاصبْ.
بس يعنى،
لو غَضَبْ كده والسلامْ
زى كورهْ فرقعتْ، لما شاطها الجون قوامْ
بعد ما دخلت شبكـْتُـهْ
راحْ عاملها يدارى خيبتـُهْ
يبقى مش هوّا اللَّـاَنا قصدى عليه،
نعمل ايه؟!!!!
لمَّا نغضب ننتبه : إمتى ، وإيه،
ضد مين؟ ولْحدّ فينْ؟ وبكامْ، وليهْ؟
لما تغضبْ وانتَ مش قادر تحس،
باللى جنبك.
يعنى تتفجر وبسْ ،
باللى عندك,
تبقى باظت حسبتكْ، مهما حاولت
يبقى طاش سهمك ياريتك ما غضبت
لمّا ازعّق وي خلاص دا مش غضبْ
دا ساعات يمكن يكون قلّـة أدبْ
لما باغضب وانفجرْ، مش باجمّع يا خسارة،
يفلت المعيار كإنى وحش كاسر لسه طالع من مغارة
بانسَى نفسى، …. بالـْغِـى حِسّى
يجروا منّى،…………ألقى إنّى :
مرمى منبوذ غَصْب عنى
إنما غضبى اللى هوَا، .. لسّه جوّهْ،
ده يا خويا حاجه تانيه، بس “هوّه”.
آه دا لو وجّهنا طاقته ناحية اللى اللى يستاهلها
راح تكون ثورة بصحيح، …بس يورثها الْعـــامِلْها
مش تروح ثمرتها للى كان بيتفرّج علينا
واحنا نتسوح ونرضى مرة تانية باللى فينا
[1] – الترحالات الثلاث (أدب رحلات + سيرة ذاتية) موجودة فى الموقع لمن شاء بالمجان