الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ترحالات يحيى الرخاوى الترحال الثانى: “الموت والحنين” الفصل الخامس “الفصل المفقود” (2) أوراق قديمة، وأوراق مبعثرة (6)

ترحالات يحيى الرخاوى الترحال الثانى: “الموت والحنين” الفصل الخامس “الفصل المفقود” (2) أوراق قديمة، وأوراق مبعثرة (6)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 15-1-2025

السنة الثامنة عشر 

العدد: 6346  

ترحالات يحيى الرخاوى

الترحال الثانى: “الموت والحنين” [1]

الفصل الخامس

الفصل المفقود: (2)

أوراق قديمة، وأوراق مبعثرة (5)

من مذكرات 3 يوليو 1950

معذرة لقد نسيت أن أعلق على الحرب الكورية!!!

20 فبراير 1954

قال والدى ونحن نتكلم فى مقدار نصيب الإنسان من الجهد ومعنى الاعتماد على اللّه:

يا إبنى إنى حين أقول أسلمت وجهى لله كل صلاة لا أقولها وأستسلم،

وإنما أقولها لأقبل النتائج، و أتعلّم.

(عود على بدء) 27 / 8 / 1986

ديكى ديكى، أنت صديقى أنت رفيق البيت، رفيقى

صِح فى الدار، أيقظ جارى، واشرب ماءً من إبريقى“.

هنا فى لبتوكاريا كنت أنا الجار الذى يوقظه الديك، وأنا الصديق معا،

صديق عن بـُعد كالعادة، حتى مع هذا الديك أصادقه عن بعد!!!

8 اغسطس 1987

………………

……………..

1976/8/12

راجع راجع إلى الحياة العادية ضاربا تعظيم سلام دون تسليم، راجع بعد أن استوعبتُ بكل صدق، كل البدائل تقريبا، راجع راجع وكلى ألم ووعى بما كان، أعظم التجارب لا تظهر حقيقتها إلا بالممارسة لاكتشاف الصعوبات، إلا وأنت داخلها بوعى صارم، لا فائدة من الحلول الفردية، ولا بديل عنها فى الوقت الحالى، ومع ذلك راجع أنا الآن، وليس بعد.

ثم 8/9/1976 (بعد حوالى شهر)

للمرة الألف وكذا أقول : لا يوجد حل سهل، لا مفر من الاستمرار، دورى حضارى يمهد لثورةٍ ما، إذا لزم الأمر، الثورة بلا ناس معدّون لها عبث يرثه المتشنجون، والناس بلا ثورة تنقلهم بقفزة ضرورية خدعة يهرب فيها المسالمون.

27 مارس 2000

أثناء بحثى عن الفصل الضائع فى أوراقى المبعثرة وجدت فى أوراقى الأقدم (1950) كلاما مفصلا عن أفلام بذاتها وموقفى منها، كما وجدت كلاما قديما جديدا لم أكن أعرفه عن نفسى، ولولا أننى وجدته مكتوبا لما تذكرته، ولما تصورت أنى أكتب مثله فى تلك السن، مثلا:

(ملحوظة: لا أعرف لماذا اقتطفت هذه المقتطفات الأقدم بالذات دون غيرها. ولم أحاول أن أفسِّر، أو أتراجع إلا نادرا، شكراً)

 22 يناير سنة 1950

ذهبت إلى سينما فاروق فيلم مغامرات عنتر وعبلة تمثيل سراج منير، أعجبنى سيد سليمان (مَـنْ سيد سليمان هذا؟ مارس 2000) ويظهر أن هذا الفيلم خطوة موفقة للرقى بالسينما فى مصر!!

 (هذا ما كتبته منذ نصف قرن مالى أنا والسينما فى مصر يا عم توفيق يا صالح ، وهل حاله الآن – سنة 2000 – أفضل ؟)

22 يناير سنة 1950

انظر إلى مالك واعجب على حالك

وابكى على ما فات  من عمرك الحـالـك

فأنت من أموات   فاسلك مع السالك

فى عالم اللذات   فكلـــكُّم هالـــــك

2000/6/9

كيف يكتب شاب عمره 61 عاما وشهرين و22 يوما هذا الشعر الكهل؟

 لمن يكتبه؟  أى مال؟  وأى هلاك؟  وأى لذة يكاد لا يعرف معناها أصلا.

شككت من البداية (فى الترحال الأول)  أننى أعانى من ظاهرة “اللاهيدونيا” العجز عن الاستلذاذ أو على الأقل أننى متهم بذلك!!، هل كانت هذه إرهاصات باكرة لهذه الظاهرة؟ مازلت أتعجب ممن يدعو إلى “مجتمع الرفاهية”، رفاهية ماذا؟

ومع ذلك فأنا أعيش أعلى درجات الرفاهية. عندى كل شىء.

أخيرا، وأخيرا جدا اكتشفت معنى آخر للتناغم المتصاعد إلى ما بعد المدى.

اكتشفته وأنا أكتب فصل اضطرابات  الإدراك (أعراض الزمراض النفسية(

عدت اكتشافه وأنا أقرأ استلهاماتى من مواقف النفّرى.  ربما يكون هذا الكتاب الذى صدر لى أخيرا مع إيهاب الخراط أهم كتاب فى حياتى.

الخميس أول يونيو 1950

امتحنت اليوم شفهى، (التوجيهية) وأُعجِب الممتحنون بمحادثتى، ، ومن طريف ما حدث هذا الديالوج:

(هذه المقدمة منقولة بحروفها ولم أغيّر أى شئ منها أكتوبر 2000 ).

* Why are you so  big, do yo play sports ?

– No, it is the characteristics of my family .

* How do you pass your leisure time ?

– Reading .

* What sort of reading?

– Stories .

* What sort  of stories

– Romantic ones .

* Why ? Are you in love with somebody

– I am in love with the fair sex.

* All of them

-Yes or rather the beautiful.

* Good, fine thank you .

فى  20 فبراير 1954

قال والدى ونحن نتكلم فى مقدار نصيب الإنسان من الجهد ومعنى الاعتماد على اللّه:

يا إبنى إنى حين أقول أسلمت وجهى لله كل صلاة لا أقولها وأستسلم، وإنما أقولها لأقبل النتائج وأتعلّم. أنظر إلىّ مثلا وإلى ما قدرتُ لكم، كان نهجى فى تربيتكم أن أتبع ما تعلمته فى علم النفس فى دار العلوم، وهو  أن أحقق المبدأ القائل “إصنع النموذج الأول، المثل الأعلى” يأتى الباقى سهلا، فأردت أن أصنع النموذج الذى تصورته فى أخيك أحمد، واتبعت كل الطرق التى تعلمتها وحسبتها مفيدة لتتبعوه أنتم الأصغر، فتكونوا على مثاله، أردت أن أربّيكم من “فوق لتحت”، ولكن الله أرادالعكس، وإذا بى أجد المثال مقلوباوأنه “من تحت لفوق”.

بدا لى أنه كان يمدحنى، هو فعلا لم يقترب منى مثلما فعل مع أخى الأكبر، حتى أننا كنا  إذا أخطأنا جميعا، كان يعاقبه نيابة عنا، وكنا نحسب أن أخى الأكبر بعد أن يأخذ نصيبه من الضرب سوف ينادينا الواحد تلو الآخر لنأخذ ما تيسّر، لكنه كثيرا ما كان يكتفى بضربه هو، هل كان ينهك؟ هل كان يراجع نفسه؟ هل كان يلاحظ أن ضرب أخى لم يظهر على وجهه تعلما وردعا، فيكتفى بهذا، ظل والدى ن مشغولا بمشروعه هذا فنفذت بجلدى، لكنى تساءلت: إلى أى مدى يفهمنا والدى، وبأى مقياس يقيسنا؟ أنا الأصغر. وهو يرى أننى الأفضل،  ليت شعرى هل هذا الرجل الممتاز يكون سطحيا فى حكمه مثل عامة الناس، .. .. . الذى أدريه يقينا أننى لست كما يظن، بل ولا أنا قريب مما يظن،

 26 يونيو سنة 2000 (من الذاكرة الآن)

فى يوم ما. شتاء سنة 1954

 نادى والدى أخى الأوسط وهو مكشر عن أنيابه، وسأله أين يذهب أخوك ليلا، وكنت قد اعتدت أن أقفز من الشرفة، كان منزلنا فى الدور الأول بشارع قمبيز بمصر الجديدة لأذهب إلى السينما، وقد فعلتها فى تلك الليلة، فحسبت أنه قد علم بذلك أو لاحظ ذلك رحت أتصنّت لكن صوتهما  كان قد بعُد عنى، ولما عاد أخى الأوسط (أكبر منى بسنتين فحسب) قال لى إن “بابا” يشك فيك، ويقول إنه سمعك تحلم وتغنى”هات الإزازة وتعال لاعبنى، والمزة طازة، والحال عاجبنى” وكنت أيامها لا أعرف الزجاجة، من الكوب، من القلة، لكننى تذكرت أن هذه الأغنية كانت فى الفيلم الذى شاهدته متسللا، وفرحت أنه لم يعرف حكاية القفز من الشرفة هذه، وتجرأت يومها (أعتقد أنى كنت فى التاسعة عشرة سنة أولى طب)  وذهبت بكل مغامرة مستعبطا أسأله (أسأل والدى) : هل ما يقوله الإنسان وهو نائم، وهو يحلم بصوت مرتفع يعنى ما يفعله فعلا فى يقظته، فعلمَ بأن أخى قد أخبرنى بحوارهما، فانقلبت سحنته وأشاح بوجه وأجاب بالإيجاب، فقلت له “حتى حضرتك يا بابا؟ “، وهنا التفت إلىّ متجهما وسألنى، ماذا تقول يا ولد؟ فأعدت تساؤلى، فسكت قليلا ثم صاح بى ناهرا أن أنصرف فورا. لا أذكر إن كان وصفنى بالوقاحة أم بقلة الأدب، أم اكتفى بصرفى فقط، والواقع أنى كنت سمعت منه سبابا قبيحا وهو نائم، سبابا لم أعتده منه يوجهه إلى شخصٍ ما، كان يصيح يا بن المـ.. .. . ، هذا كل ما فى الأمر، ولعله انتبه من تساؤلى إلى احتمال أكثـر من ذلك، فطردنى ولم يفتح الموضوع ثانية.

………………

………………

ونواصل الأسبوع القادم بقية الفصل الخامس: (الفصل المفقود: 2) (الفصل الحادى عشر: من الترحالات الثلاثة) “أوراق قديمة، وأوراق مبعثرة” (7)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *