نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 12-1-2025
السنة الثامنة عشر
العدد: 6343
الديوان الثالث:
من باريس إلى الطائف وبالعكس [1]
مروراً بأى “باريس” وأى “طائف”: داخلنا وخارجنا
(10) الناس والحجارة
-1-
من خلفِ أستارِ الحجابِ الأسْـودِ،
أحجارُهـُا دمعتْ دماً،
يا غائـَبا لم يَـعُـدِ،
يا مولداً لم يولَـدِ،
.. ودوائر الصمتِ المفــَرّغِ تـُفـْرزُ الألمْ:
يا مَـنْ تدلّى من مشانـِـق سترتى،
حَـجَـرى تندّى خجلا، ….، من فرطِ صَـفْـعَ القــُبــَلِ.
-2-
تتحرك الشفاهُ فى تثابـرٍ مُـعـَـادْ،
تتمايَـلُ الأجسادْ، تـَنْـتـِشـِى،…..، فـَتـَرْتـَخـِى العقولْ:
يا ربّنا، يا ربّنا:
أَدِمْ عَـلْـيناَ نْـعَـمـَة العمى
حرموكَ من شَـرَفِ الألــمْ،
فارجع رعاكَ الله نـُــمْ .
والله يـَغْـفـِرُ للـجَـمـيِــعْ.
-3-
الذاهبون، العائدون، التائهون، النائحون،
لا ينقـُص الحفلُ البهيجُ سِـوَى الدفوفِ الصُّـمّ والوعـْى المـلوّثِ بالـَّرضَـا.
الذاهلون الخائفون:
من بعضهـِمْ
من قربـِهـِمْ،
من بـــعـْـدِهمْ،
ياربّ ضلوا الدَّربَ دَارُوا حَـولـَهـمْ، بمحلّـهمْ.
-4-
لّما تسابقت السباعْ
خاف الجياع ْ،….. جوعاً أمرّ
-5-
جرعوا الكئوسَ المُـتـْرعةْ،
بالخــِدْر يـَـلــْتــهـِـم الرُّؤَى.
رملُ الفلاة أحنُ من لمس المُـغيَـّـّب بالذهول وِبالَجشعْ.
وكثافة الصَّـخْـر الأصمّ أرقُ من رطانة البكمْ
-6-
دارت تئن، تبعثروا،
فتداخـَلَـت أشباحُـهم،
لكن وعياً بازعا قد لاح فجراً صادقا
“والشمس بين تفـُّرحٍ وتـَبـَلـُّجِ”
“كتنفس الحسناء فى المرآة إذ كـَمُلـَتْ محاسنها ولم تتزوج” [2]
الطائف: 15/9/1981
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى، (2017) الديوان الثالث: من باريس إلى الطائف وبالعكس، الطبعة الثانية، منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، وكانت طبعته الأولى 1983 بعنوان: “البيت الزجاجى والثعبان”، والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى د. الرخاوى للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث العلمية: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط www.rakhawy.net.
[2] – النهاية بين التنصيص من شعر : محمد بن هاشم الخالدى