الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الديوان الثالث: من باريس إلى الطائف وبالعكس مروراً بأى “باريس” وأى “طائف”: داخلنا وخارجنا   (3) ‏الحاجة‏ ‏والقربان‏

الديوان الثالث: من باريس إلى الطائف وبالعكس مروراً بأى “باريس” وأى “طائف”: داخلنا وخارجنا   (3) ‏الحاجة‏ ‏والقربان‏

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 24-11-2024

السنة الثامنة عشر

العدد:  6293

الديوان الثالث:

من باريس إلى الطائف وبالعكس ([1])

مروراً بأى “باريس” وأى “طائف”: داخلنا وخارجنا

 

(3) ‏الحاجة‏ ‏والقربان‏

‏(‏رسالة‏  خاصة جدا

‏إلى ‏الإبن‏ ‏العنيد جدّا‏،

‏ينجح‏ ‏وحيدا‏)‏

3

من‏ ‏بـَعـْدِ‏ ‏الشكرِ‏ ‏الوجـِلِ‏ ‏ومـُرِّ‏ ‏الأشــواقْ

قلتُ‏ ‏أقول‏ ‏لك‏ ‏المكنونْ

‏          (‏والقولُ‏ ‏ظنونْ‏) ‏

يا‏ ‏ويحــَـك‏ – ‏ولدى – ‏من‏ ‏خوْفِى ‏جـَشـعِـى

تاه‏ ‏أنينـــُـكَ‏ ‏كـَـبِـِدِى ‏

وســْطَ‏ ‏حوافرَ‏ ‏مـــُـنْـكــبـَّهْ‏ ‏

آهاتٍ‏  ‏ضاحكةٍ‏ ‏مقتولـــهْ‏ ‏

ـ‏ 1 ‏ـ‏ ‏

دورى ‏جاءْ ‏:

أعترفُ‏ ‏أبوحْ : ‏

إنسانٌ‏ ‏أعزلْ‏ ‏

صارعَ‏ ‏وحدهْ‏ : ‏

كلَّ‏ ‏العالــــَـم‏ ‏والأعلامْ‏ ‏

‏ كلَّ  ‏الأديان‏ ‏الماأنـْزَلَ‏ ‏ربِّى ‏منهـَا‏ ‏شيـْـئـَا

كلَّ ‏ ‏الأشياءِ‏ ‏المفهومةْ……..والمضغومهْ

                                     ما‏ ‏اسطعتُ‏ ‏الثــَّمـَنـــَـا

‏- 2 -‏

هل‏ ‏أصرخ‏  ‏صرختـِىَ ‏الكـُبْرَى؟

هل‏ ‏تسمعــُنِى ‏ولدى؟

هل‏ ‏تعرفـُنِى ‏من‏ ‏خلـْـفِ‏ ‏الأقنــِعــَةِ‏ ‏السبــْعــهْ‏ :‏

وأنا‏ ‏أتكلــَّم‏ ‏مثل‏ ‏السادهْ؟

وأنا‏ ‏أمشِى ‏بينهـًو‏ ‏كالعادهْ؟

وأنا‏ ‏أُدهـَشُ‏ ‏وكأنــِّى ‏لا‏ ‏أعلمْ؟

وأنا‏ ‏أفتِى ‏وكأنى ‏أعلمْ؟

وأنا‏ ‏أضحكُ‏ ‏وكأنِّى ‏أفرحْ؟

وأنا‏ ‏أحسِبُ‏ ‏وكأنى ‏أجمعْ؟

وأنا‏ ‏أرنـُـو‏ ‏وكأنى ‏أسمعْ؟

أخطو‏ ‏مغلولا‏ ‏فوق‏ ‏الأرضِ‏ ‏القبرِ‏ ‏الأمل‏ ‏الواقعْ‏ ‏

                      تنغرس‏ ‏بقلبى ‏أشواكه

                                                   أدْمى

             أتمـــرَّغ‏ ‏بترابــِهْ

لا‏ ‏يسكتُ‏ ‏نزْفـِى

                                ….. لا‏ ‏أهربْ

‏- 3 -‏

تنظرُ‏ ‏بعيونِى ‏فترى ‏القدَر‏َ ‏الأغــــبرْ؟

                  أحـْرِمـــُـك‏ ‏بـَكارةَ‏ ‏سعـْيـِكْ؟

أكشفُ‏ ‏مكنونى؟…..، يا‏ ‏زغـَب‏ ‏الطير؟

تحملُ‏ ‏عنـِّى – ‏ولــَدِى – ‏عجـْزى !!!

                وأنا‏ ‏الأقــْوى!!!!

أدفعكَ‏ ‏تواصلُ‏ ‏سعيـِى،‏

       وسلاحـُكَ‏ ‏أقصرْ؟

لا‏ ‏يسكتُ‏ ‏نزْفـِى

       لا‏ ‏أتراجعْ

‏- 4 -‏

لدغــــتــْكَ‏ ‏الحكمهْ

تتحدثُ ‏عن‏ ‏حـُرٍّ‏ ‏ينمـــُـو؟

عن‏ ‏ربٍّ‏ ‏يصدقْ؟

عن‏ ‏طفــل‏ ‏يقدرْ؟

عن‏ ‏وعى ‏يعبــُرْ؟

– 5 -‏

لا‏ ‏ولدِى‏..‏

الدنيــَا‏ ‏سبتٌ‏ ‏فتمهـَّـلْ:

          يأتيك‏ ‏الأحدُ‏ ‏الإثنينِ‏ ‏الجُـمـْعـَهْ

تـُنـْـضِجُـَكَ‏ ‏البسـْـمـَة‏ ، ‏والحيـْرة‏ ، ‏والدمْعـَهْ

لا‏ ‏تتعجل‏ ‏ظـُهـْرَكَ‏ ‏صـُـبْحـًا‏ ‏قبل‏ ‏الشمْسْ

– 6 -‏

وحدَك    !!؟؟

وحدك…..!!!

ولدى ‏لم‏ ‏يحذِق‏ْ ‏بعدُ ‏فنونَ‏ ‏اللـُّـعْبـَـهْ

والكُفــْرُ‏ ‏الــعـِــنـْدُ‏ ‏الإيمـانُ

                                 يغلى ‏بعروقـــــهْ

‏- 7 -‏

عذراً‏ ‏ولدِى . . ‏لـــمْ‏ ‏أقدرْ‏ ‏وحــْدِى

                        قبــْرُك‏ ‏جوفى

صاحبتـُكَ ولدِى أُكـْمـِلُ بكَ نفـِسى

                 أرأب بكَ صدْعي

غاصتْ‏ ‏خطواتِى ‏فى ‏ثـِقـلِ‏ ‏الوهـْم‏ ‏الهـَمّ

                                والواقعُ ‏ ‏أوْهــَمْ

أبسط‏ُ ‏كفــِّـى

تبسطُ ‏ ‏كفـَّـك

الخوفُ‏ ‏شرائحُ‏ ‏مصقولــــهْ

تطفئ‏ ‏وهــْجَ‏ ‏الحركــــــــــهْ

تقصمُ ‏نصفَ‏ ‏الزندِ،‏ ‏وعنـُقَ ‏الرُّسغِ، ‏ ‏وظفرَ‏ ‏لسانٍ‏ ‏يتكوَّرْ

‏- 8 -‏

سلــَّمـْـتـُـكَ‏ ‏سيفــَـكَ‏ ‏قبــل‏ ‏العــدّه

أشهدتــُكَ‏ ‏سرِّى ‏من‏ ‏قهــر‏ ‏الوحــْدَه

القسمة‏ ‏ضيزَى

تحمــِـلُ عنــِّـي ‏عبءَ‏ ‏الكلمة؟

تحميٍـنـِى ‏من‏ ‏بهْـر‏ ‏النور‏ ‏أمام‏ ‏جبـَال‏ ‏الظــُّـلـْـمَهْ؟

                       ترعانى – ‏ولدِى – ‏طفــلا؟!!

‏- 9 -‏

وأمرُّ ‏ ‏المــُرِّ‏ ‏أحبـَّة‏ ‏عينـِى ‏أوْلادِى:

     أن‏ ‏تعرفَ‏ ‏ما‏ ‏لا‏ ‏تقدر‏ ‏تكتـُمُهُ

                       لكنْ‏ ‏تكتـُمـُهُ

أن‏ ‏تـُخـرِجَ‏ ‏قولاً‏ ‏لمْ‏ ‏يخطرْ‏ ‏فى ‏بالـِكْ

                        تحسـَبـُهُ‏ ‏أنتَ

تنطلـق‏ ‏تدافع عنه بحماس غالبْ

وبصيرتك الأخرى ترقـُبُ خطوَك

                                          تنتظر رجوعك

تمضى أسرعْ :

لا تعرف وقت إفاقتك الكبرى

تتقرب‏ ‏بلسانٍ‏ ‏غيـر‏ ‏لسانك

والآخرُ‏ ‏ميـْـتٌ‏ ‏صخرٌ‏ ‏أجوفْ

تمشى ‏بينهمو‏ ‏كتــِـِفـًا‏ ‏كـتــفـَا

                                  وحــدَكَ‏ ‏أبدَا

فأعذرْنى ‏ولدى ‏أتضوَّرُ‏ ‏جوعـًا‏ ‏متـَّهـَمـًا‏ ‏بالبـِطـَنـَهْ 

‏- 10 -‏

رفقاً ولدى!

تلتحفُ‏ ‏بأستار‏ ‏المبـْكـَى!

لا يا كـَبـِدِى:

تتجرعُ‏ ‏آلام‏ ‏المسْعَى!

                     إذبحــْنِى ‏فـــِدْيــِهْ

                          أنتَ‏ ‏الأوْلـى

__________

[1] – يحيى الرخاوى، (2017) الديوان الثالث: من باريس إلى الطائف وبالعكس، الطبعة الثانية، منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، وكانت طبعته الأولى 1983 بعنوان: “البيت الزجاجى والثعبان”، والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى د. الرخاوى  للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث العلمية: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *