الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ترحالات يحيى الرخاوى: الترحال الثانى: “الموت والحنين” الفصل الرابع: الفصل المفقود: (1) “ممَـرُّ حانَةٍ فى عطفةٍ مجهولةٍ بلا هُويةْ” (6)

ترحالات يحيى الرخاوى: الترحال الثانى: “الموت والحنين” الفصل الرابع: الفصل المفقود: (1) “ممَـرُّ حانَةٍ فى عطفةٍ مجهولةٍ بلا هُويةْ” (6)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 30-10-2024

السنة الثامنة عشر 

العدد: 6269 

ترحالات يحيى الرخاوى

الترحال الثانى: “الموت والحنين” [1]

الفصل الرابع

الفصل المفقود: (1)

ممَـرُّ حانَةٍ فى عطفةٍ مجهولةٍ بلا هُويةْ (6)

 ….  واللحنُ ظِلُّ الناس فى حُضْن القمرْ

تنوُّعاَت البرق ِ والرعودِ

لــحفر بئرٍ غائر بلا مياه،

وزهرةٍ بلا شجرْ،

وبيضةٍ بلا يمامْ.

وغَارُهَا:

ممَرْ حانَةٍ فى عطفةٍ مجهولةٍ بلا هُويةْ.

وعنكبوتُها:

يدبّج النقوشَ فوق طينٍ أَحْرَقَـتْهُ ناَرُ أحلامِ الّذهَبْ

غجريّةٌ فى ثوبِ سهرةٍ عريقْ،

تسحَبُ عَنْزَها الثَّمِلْ.

المقطم 22/3/2000

………………….

………………….

 ذكرياتى فى عمان محدودة، اللهم إلا من شفقتى على العمال المصريين الذى يملؤون الورش والمحلات بصبر جميل، وكذلك زياراتى “البتراء” أثناء عودتى قبل الوصول إلى العقبة.

 مدينة البتراء هذه تستحق وقفة قصيرة:  سبق أن ذكرت كيف أن علاقتى بالماضى وبالآثار، وبالتاريخ هى علاقة ضعيفة شاكّة. أنا لم أتمتع فى البتراء بقصص المرشد وحكايته عن التاريخ، بقدر ما كنت أرفض سيره على الأرض يمسك بلجام الحصان الذى أركبه ويطوف بى أنحاء المدينة المنحوتة فى الجبل تقريبا. عاودنى منظر العبد الذى كان يجرى لا هثا “وراء الشيخ الصالح” أول رواية قرأتها وسنى حول التاسعة، تلك الرواية المجهولةُ المؤلف التى أشرت إلبها فى الترحال الأول من هذه السيرة حيث ذكرت أنى تقمصت العبد الذى كان يجرى وراء سيده (قاطع الطريق: الشيخ الصالح)، تذكرته وأنا أنظر إلى هذا الصبى/الرجل وهو يسحب الحصانين ونحن راكبان، كم مرّة يقطع هذه الجولة السياحية راجلا وهو يسحب أحصنة الناس راكبين؟ ومادامت المسافة يمكن عبورها سيرا كما يفعل هذا المرشد الصغير فلم لا يفعل مثله السائحون، إلا الكهول والمرضى. لا أنا ولا زوجتى كذلك بعد، فترجّلنا ونقدناه نفس المبلغ واستغنينا عن خدماته.

أذكر أثناء عودتنا ذات سفرة من سوريا عبر عمان أننى فكّّرت فجأة أن أنحرف إلى البتراء، وكنت قد زرتها قبل ذلك مرتين على الأقل، لكن مثل هذه الأماكن لها جذب خاص، أقل إلحاحا من نداء الركن القصى اللحوح. فى هذه المرة ضللتُ الطريق، حلّ ضباب كثيف كثيف، وكنا بين المغرب والعشاء، وكنت أحسب أن الضباب لا يتواجد إلا فى الصباح، ثم بعد عدة خبرات خطرة عرفت أن الضباب قد يهجم فى أى وقت ولو فى منتصف الليل، و كانت هذه هى المرة الأولى التى يهبط علىّ فيها الضباب بعد المغرب مباشرة وكنا سنضيع، ولم نضع.

 تحدّثت من قبل عن فضل التوه فى السفر،لكن هذا التوه فى الطريق إلى البتراء لم يكن فضلا بل امتحانا.

 لكن توها آخر حدث لى فى سوريا أثناء عودتى من تركيا كانت به من الإشارات ما لم أستطع أن أفسره حتى الآن.

 كانت عاصفة ممطرة قد هبّت علينا بعد حماة فى طريقنا إلى الشام (دمشق)، رُحنا نسير بالتقريب معظم الوقت، والعلامات ليست مثل أوربا والالتزام بقواعد المرور يكاد لا يوجد أصلا، لا هو ولا محطات خدمات أو حتى محطات وقود. فى الطريق، وحين وصلنا إلى مشارف الشام كنا بعد العشاء. فركبت رأسى وواصلت السير وسط العاصفة وزوجتى لا تصدق، وبعد الشام بعدة كيلومترات أخطأت فى قراءة علامة “إلى درعا”، وبعد بضعة كيلومترات أخرى تبينا أننا فى طريقنا إلى دمشق (الشام من جديد) فواصلنا السير وقلنا إن الله أمرنا أن هذه الليلة من نصيب دمشق، وعند باب الفندق المتواضع الذى اخترناه بعيدا عن فنادق المضيف الفاخرة أثناء المهمة العلمية، اكتشفنا أن إطار السيارة قد فرغ تماما، وأن الإطار الاحتياطى فارغ أىضا. ماذا لو كنا أكملنا؟ وسط العاصفة وبدون خدمات على الطريق؟ ربنا ستر، وهو دائما يستر معى لأسباب لا أعرفها، لكن زوجتى تحذرنى بطريقتها أنه “لـلـستر حدود”.

البتراء (ِبترا) هذه مدينة قديمة فى جنوب البحرالميت (الأردن الآن)، وكانت مركزا تجاريا مهما من القرن الخامس قبل الميلاد حتى أوائل القرن الثالث الميلادى، استقرت فيها قبائل الأنباط العربية، واحتلتها القوات الرومانية سنة 601 ميلادية، وأصبحت مدينة نصرانية بحلول القرن الرابع وفتحها المسلمون بعد حوالى عشرة سنوات من الهجرة، ثم احتلها الصليبيون أثناء الحروب الصليبية حتى سنة 1189م، ثم جلوا عنها لتصبح مدينة مهجورة مخصصة للزيارة، يحكى لنا المرشد كل ذلك وهو يشير مرّة إلى المحكمة ومرة إلى مقابر ملوكها التى هى داخل نفس قصورهم، والله فكرة!! وفى المساء يجتمع السائحون من كل صوب، ويشربون، ويسكرون، ويقصفون زيادة، ولا يغتالهم أحد، أما نحن. !! ياه!! إلى متى هذه المقارنات الحاقدة يا أخى (كنا أيامها فى عز رعب الإرهاب).

صورة هذه الرحلات اللاحقة إلى سوريا عبر الأردن تعاودنى وكأنها تخفف عنى ثقل حكى خبرتى فى اسطنبول، تُـرى هل ضاع هذا الفصل الرابع نتيجة مقاومتى لهذا الجزء من الرحلة إلى تركيا.

حين وصلتُ إلى إريد شمال الأردن وأنا متجه إلى سوريا عرجتُ على إحدى طالباتى القدامى (أصبحتْ طبيبة من زمن)، وكنت وعدتها بزيارة أثناء عبورى بلدتها، وعاودنى الحقد وأنا أتابع فيلات وحدائق إربد وأشاهد كثافة الخضرة على الرغم من ندرة المياة، حكت لى تلميذتى هذه وهى خجلى كيف أن الأردنىين (والفلسطينىين) لم يعودوا يقبلون القيام بالأعمال القذرة (الأعمال الدنيا)، وأنه إذا اضطــُّر أحدهم أن يعمل فى جمع القمامة مثلا فإنه يفرض على البيوت أن يمر عليهم بعىد الفجر، وقبل طلوع الشمس حتى لا يراه أحد، ثم أردفت ابنتى الأردنية هذه ، وهى لا تخفى حرجها، أن الذى يقوم بهذه الأعمال حاليا هم العمال المصريون، وأبلعُها بغصّة كادت تفضحنى. أتذكر موقف الخادمات (الشغالات) المصريات فى قصور الخليجيين، بل فى بيوت الخليجيين بدون قصور. مصر التى علمت الإماراتيين قبل البترول القراءة والكتابة، بمدرسين مصريين، يقبضون رواتبهم من الحكومة المصرية فى أبنية تقيمها دولة الكويت، مصر التى تعلّم فيها أجيال من شباب البلاد العربية لعقود طويلة قبل أن تبيعهم أمريكا معظم شهاداتهم العليا، أصبح شبابها، شباب مصر، هم الذين يقومون بالأعمال القذرة فى الأردن، كما أصبحت بناتها هن اللائى يشتغلن فى البيوتات خادمات وخلافه، وأين؟ ليس فى بلد بترولى ثرى، وإنما فى الأردن التى تعيش على المعونات، والتى استوعبت مليون فلسطينى.

 أتذكر مقابلاتى وحواراتى مع العمال المصريين فى سوق الملابس القديمة فى عمان، وفى محلات تصليح السيارات وفى محطات البنزين.وأحزن حزنا شديدا. هل أنا ناقص؟ ما الحكاية؟

قف،  عودة إلى رحلتى الحالية. نحن الآن فى اسطنبول.

أثناء تجوالى فى حى تاكسيم لمحت لافته عن القنصلية السورية، فخطر ببالى ـ كالعادة ـ أن أكمل رحلة العودة عبر سوريا لأرى بالمرة أنقرة حيث لابد أن الاختلاف شديد، وأن الأمر يستأهل، وجدت باب القنصلية مغلقا، قرعتـُه طويلا وأنا أتأكد من اللافتة، أخيرا فتح أحدهم شراعة الباب وحين ألقيت عليه التحية بالمصرى فتح الباب أكثر، لكن بما لا يسمح بالدخول. سألته عن طريقة الحصول على تأشيرة دخولى أنا وزوجتى إلى سوريا قادمين من تركيا، على افتراض أننى سوف أسافر برا، رفع الرجل حاجبيه دهشة، “كيف يا رجل تقول هذا الكلام؟ لا يوجد تأشيرات بين العرب وبعضهم، تذهب وقتما تشاء وتدخل وقتما تشاء.” ياعم المشوار بعيد، أكثر من ألفى كيلو متر، ولو ذهبنا حتى الحدود وأرجعونا سوف يكون المقلب واسعاً حبتين، و الرجل الشهم يزداد إصرارا على أنّه: “إلاّ”، وتِسلَمْ لِى عيونك، وتُأمر سيييدى، وسلام. سلام.

بعد أن ودعت الرجل على باب القنصلية غير مصدق كل تسهيلاته، التفت إلى زوجتى التى تابعت الحوار بقلب واجف، فهى تعلم أننى قد أعملها، احتارت هذه السيدة معى، أصرّ على الركون إلى الركن القصى الصغير يحتوينى حتى أبدو أننى لن أخرج منه أبدا، أو أنطلق مستكشفا مغيّرا طريقى وخططى ووعودى مهما كانت المغامرة والصعوبات، ماذا تفعل هى فى هذا البنى آدم هكذا؟ أبلغتُ زوجتى عدولى عن الفكرة أصلا، بسبب شكى فى وعود ومعلومات رجل القنصلية، ومع ذلك فحين عبرنا الكوبرى الواصل من أوربا إلى آسيا فوق مضيق البوسفور، رحت أسأل من جديد عن الطريق إلى أنقرة، وعاد الانزعاج إلى زوجتى رغم تأكيدى السابق لها عن العدول.

بعد عشر سنوات من هذا التاريخ صدق ظنى، وأن المسألة ليست بالساهل، ولا هى “تـسلَـم سيدِى” ولا حاجة،، فحين قررت الذهاب إلى دمشق برا فى مهمتى العلمية السالفة الذكر، أرسلتُ رجُلى الى السفارة السورية بالقاهرة، يستخرج تأشيرة دخول، وقوبل بنفس الترحيب” وهل هذا يصح، وهل هذا كلام، وهل بين العرب فيزات، وأنها وحدة عربية لايغلبها غلاّب وبالتالى لا تحتاج إلى تأشيرات”. تماما مثل ما سمعت فى اسطنبول من عشر سنين مضت، وداخلنى نفس الشك الذى داخلنى آنذاك، وعند وصولنا إلى الحدود بين الأردن وسوريا، وعلى الرغم من جواز سفرى، وبطاقتى، وإسمى وصفتى، كل ذلك لم يكن كافيا للسماح لى بالعبور، لا فيزا أعطونى، ولا مرور مرّرونى، ما الحكاية؟ حتى بعد أن أظهرتُ لهم الأوراق الخاصة بمهمتى العلمية لم يفهموا فيها شيئا، وكانت الساعة قد بلغت التاسعة مساء، والاجتماع العلمى الهام سوف يعقد فى دمشق فى الثامنة صباح اليوم التالى، فاضطررتُ أن أطلب منهم أن يوقعـوا لى على ورقة أنى حضرت حتى الحدود لمهمة كذا من واقع الأوراق. وأنهم ردّونى، وأنى عائد إلى بلدى بكرامتى، بعد أن منعونى من حضور المهمة الرسمية، وهنا تفضل أحدهم فطلب منى الانتظار حتى يتصل بدمشق شخصيا، إلا أن مقر المجلس العربى للاختصاصات الطبية كان قد أغلق فى هذه الساعة المتاخرة (كنا قد بلغنا الحادية عشر)  وهات يا اتصالات وإصرار من جانبى لإثبات ما جرى كتابةً. وأخيرا سمحوا لى بالمرور، حينذاك تذكرت وجاهة شكى أمام القنصلية فى اسطنبول وحمدت الله أنى لم أصدّقهم.

فى تلك الرحلة اللاحقة، ونحن فى طريقنا إلى حلب متجهين إلى تركيا، كان معنا صديق من شمال سوريا (من القامشلى) اعتاد أن يحضر إلى الشام (دمشق) كلما حضرنا لأراه بعد أن اجتاز محنة خاصة، وحين وصلنا إلى حلب، عرجنا إلى فندق من الفنادق التى لا أحبها (خمسة نجوم) أذكر أن اسمه فندق “أمير”، وإذا بصاحبنا يقرر أن يقضى الليلة معنا فى حلب، زيادة فى الكرم وحرصا على دور المرشد المتطوع. كنا أحوج ما نكون إلى توديعه جدا حتى نأخذ راحتنا، لكنه أصرّ على استمرار خدمتنا، لم أستطع بصراحة أن أحتمل، أعنى أن أوافق !!، قررتُ أن أواصل سفرنا الليلة إلى تركيا مباشرة حلاّ لهذا المأزق،  وكانت الساعة حوالى الثالثة مساء، وسألته عن الطريق إلى تركيا لأننا سوف نسافر حالا،  فوصف كيف أنه علينا أن نتوجه إلى “جرابلس” باعتبار أنها البلدة الحدودية التى نعبر منها إلى تركيا. شكرته وأوصلته إلى الأتوبيس المنطلق إلى القامشلى، ونظرت إلىّ زوجتى وكأنها تقول: مادام صاحبنا قد سافر بالسلامة فلا داعى لدخول تركيا ليلا ونحن نريد أن نشاهد جمال الطريق، وفرحة الانتقال. ويقظة التحريك، واختلاف الطباع، وغرابة اللغة، كما اعتدنا، لكننى خجلت من نفسى أن أكون قد كذبتُ على مرشدنا لـلتخلص منه، وكأنه سوف يتتبع خطواتنا أو أن أحدا سوف يبلغه بتحركاتنا بطريقة ما!! فصممت على مواصلة السفر.

انطلقت السيارة. إلى جرابلس (وليس طرابلس وإن كان التشابه هو الذى ثبّــّت الاسم). طال بنا الطريق، والناس قلة ونحن نسأل عن جرابلس لا أكثر ولا أقل والعلامات قليلة، بل منعدمة، ما الحكاية؟ كنت قد سمعت أن بين حلب وبين الحدود حوالى 60 كيلو مترا، وقد قطعنا حتى الآن أكثرمن مائة وعشرين كيلومتر، ولا توجد أى علامة تشير إلى تركيا أو أنطاكية، ونستمر، ونسأل عن جرابلس وليس عن الحدود، ويشيرون علينا، ولا نلاحظ تعجبهم أو شفقتهم مع أن أغلبهم تعجّب وأشفق. ونستمر، وأخيرا وصلنا عبر طرق صغيرة وملتوية، لكنها نظبفه وسلسلة، بعد حوالى 150 كليلو مترا من حلب، والطريق كله لافتات تحتفى بالأسد وكأنه كان هناك أول أمس، ولا فتات تمجده، وكلام اشتراكى عربى جدا يعلن قوة الديمقراطىة العربية الخصوصية، والأسد إلى الأبد، طيب كيف؟ وأى أبد هذا؟ أبد الدهر، أم المؤبد؟ (انتقل الأسد إلى رحمة الله وأنا أراجع هذا الكلام، وفهمت من الأحداث اللاحقة  أنهم -بحدسٍ شعبى عربى  مجيد –  كانوا يعنون الأسد، أى أسد، وليس بالضرورة حافظ الأسد، معقول!!!) وحين عدت وحكيت تعجبى من هذا الشعار للاستاذ نجيب محفوظ قال لى ضاحكا، لعلّ السجع حكم، وصدّقت على قوله مستشهدا بأحد الخلفاء العباسيين الذى كان مصمما أنه شاعر، وحين حضره قاضى مدينة “قم” هاج الشعر بلا أى مبرر، على مزاج الخليفة  فقال شطرا ولم يعرف كيف يكمل بعد الشطر الثانى، قال: “أيها القاضى بقمْ” ولمّا طال غياب الشطر الثانى، أكمل: “قد عزلناك فقم”، يضحك شيخى نجيب محفوظ، ويحمد الله أننا فى مصر، وأنه ما دام ليس لنا زعماء وقادة يحبون قرض الشعر، وأنه ما دام شعبنا لا يستلطف السجع، فنحن ما زلنا فى السليم. عندنا وقايًة من الفصل !!!

………………

………………

ونواصل الأسبوع القادم الفصل الرابع: (الفصل المفقود: 1) “ممَـرُّ حانَةٍ فى عطفةٍ مجهولةٍ بلا هُويةْ”(7)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] –  ترحالات يحيى الرخاوى: (2000) وتتضمن الترحالات: (الترحال الأول: “الناس والطريق”) و(الترحال الثانى: “الموت والحنين”) و(الترحال الثالث: “ذكر ما لا ينقال”) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، والترحالات موجودة فى الطبعة الورقية  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى د. الرخاوى للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة  الرخاوى للتدريب والأبحاث العلمية: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *