نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 18-10-2024
السنة الثامنة عشر
العدد: 6257
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
الحمد لله من قبل ومن بعد،
طلب مـِنَّـا الاستمرار فى محاورته، ومحاورة بعضنا البعض، وها نحن نحاول….
وليكن الاستمرار وسيلتنا إلى العودة…، وهل نملك غير هذا!!؟
ويستمر د. محمد أحمد الرخاوى فى مواظبته، وفى كتابته الطليقة التى يصعب على التحاور معها، سواء لما بها من ثراء أفضل أن أتركه كما هو أحياناً، أو لأنها ليست ذات طبيعة حوارية أصلاً. ولكن الترحيب به وبها واجب دوماً. سننشرها سواء استطعنا عمل حوار معها أو لم نستطع.
****
نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 5)
د. محمد أحمد الرخاوى
المقتطف:
قال لى:
يا عبد
طلبك منى أن أعلمك ما جهلت
كطلبك أن أجهلك ما علمت
فلا تطلب منى أكفك البتـَّة
…………….
(كفاية لارجعة فيها) [1]
فقلت لمولانا:
هذا يا مولانا تكريم ما بعده كرم أن أطمئن إلى أنه “يكفينى” بلا طلب
وأنه لا يرجع عن ذلك حتى لو قصرت فى حقه
هذا يا مولانا أكبر مما أستحق
وعلىّ أن أكون أهلا له
فلا أطلب منه، وقد كفانى بما أستأهله، وهو أعلم بحالى وحاجتى إليه
إنْ علماً فعلم
وإن جهلاً فجهل
والرضا فى الحالين هو المطلوب
الرضا – والانتظار الإيجابىّ هو شكر لا مثيل له
وشكره هو السبيل إلى الحصول على المزيد من فضله
المزيد” “علماً” فى حدود قدرتى على حمل أمانته
والمزيد: جهلاً رحمة بعجزى عن الوفاء بحمل الأمانة كما تستحق
وهو يكفينى ما أستحق فى الحالين
يكفينى كفاية لا رجعة فيها
فله الحمد أولا وأخيرا.
التعليق:
عندى يا مولانا أن هذه درجة لا يدركها إلا من أدركها .
ومع ذلك لا أكف عن الدعاء فأنا العبد الضعيف.
ولكن
ولكن
فى كثير كثير من الأحيان يرسل لى رسائل أن اكف عن الدعاء لأنه أعلم به وبكل شيء فتصلنى الرسائل .
ويوقظنى لأن أرى كثرة الدعاء حولى دون عمل وكأنه البداية والنهاية فاستفيق. وأرفض دون رفض.
لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ.
د. محمد الرخاوى
وقال مولانا فى موقف الأدب: “طلبك منى وأنت لا ترانى عبادة …. طلبك منى وأنت ترانى استهزاء”
****
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- هذه الإضافة ليست فى النص، لكنها شرح لكلمة “البتة”.