الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) “الأصداء” مع “أصداء الأصداء” بقلم: “يحيى الرخاوى” (198) الفصل‏ ‏الرابع: ‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) “الأصداء” مع “أصداء الأصداء” بقلم: “يحيى الرخاوى” (198) الفصل‏ ‏الرابع: ‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 3-10-2024

السنة الثامنة عشر

العدد: 6242

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (198)

الفصل‏ ‏الرابع

‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه

الأصداء عودة إلى النص:

‏198 – ‏الدورة‏ ‏اليومية

قال‏ ‏الشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏التائه‏:‏

استلقيت‏ ‏فوق‏ ‏الأرض‏ ‏الخضراء‏ ‏تحت‏ ‏ضوء‏ ‏القمر‏ ‏أهيم‏ ‏فى ‏الرؤية‏، ‏فهمست‏ ‏الأرض‏ ‏فى ‏أذنى ‏شاكية‏ “‏ينغصون‏ ‏على ‏لقمتى ‏اليومية‏، ‏وما‏ ‏فعلت‏ ‏سوى ‏أن‏ ‏استرددت‏ ‏ما‏ ‏سبق‏ ‏أن‏ ‏وهبت”‏

أصداء الأصداء

رغم‏ ‏أن‏ ‏المعنى ‏معاد‏ ‏بشكل‏ ‏أو‏ ‏بآخر‏ (‏الموت‏ = ‏استرداد‏ ‏للوديعة‏) ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏المعنى ‏هنا‏ ‏يوحى ‏بأن‏ ‏الأرض‏ ‏إذ‏ ‏تهب‏ ‏الحياة‏، ‏فـلها‏ ‏حق‏ ‏أن‏ ‏تستردها‏، ‏وأن‏ ‏هذا‏ ‏فعل‏ ‏يومى ‏حتمى ‏لا‏ ‏معنى ‏للوقوف‏ ‏عنده‏، ‏أو‏ ‏اللوم‏ ‏عليه‏، ‏وأحسب‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏المعنى ‏أقل‏ ‏إحاطة‏ ‏بما‏ ‏ذهب‏ ‏إليه‏ ‏محفوظ‏ ‏فى ‏الأصداء‏ ‏وغير‏ ‏الأصداء‏ ‏وهو‏ ‏يجعل‏ ‏تخليق‏ ‏الحياة‏ ‏يتم‏ ‏فى ‏رحاب‏ ‏الكون‏، ‏وليس‏ ‏من‏ ‏إفراز‏ ‏الأرض‏، ‏وأيضا‏ ‏يجعل‏ ‏الوعى ‏بالموت‏ ‏مسئولا‏ ‏عن‏ ‏تخليق‏ ‏نوع‏ ‏الحياة‏، ‏وليس‏ ‏استردادا‏ ‏لهبة‏ ‏معطاة‏.‏

‏ ‏ولكن‏ ‏لعله‏ ‏هنا‏ ‏يخاطب‏ ‏أولئك‏ ‏الذين‏ ‏قصروا‏ ‏مفهوم‏ ‏الموت‏ ‏على ‏سجن‏ ‏القبر‏، ‏وقصروا‏ ‏الحياة‏ ‏على ‏زعم‏ ‏أوهام‏ ‏الخلود‏ ‏المأمول‏ ‏سرا‏ ‏أو‏ ‏علانية‏.

ـــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى د. الرخاوى  للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث العلمية: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net.

تعليق واحد

  1. المسألة اكبر من كدة يا عمنا .
    اعتقد ان محفوظ يرمز هنا الي الابتلاء الحيوي الحتمي .
    والارض هنا رمز لمصدر الحياة
    وكأنه يقول ان واهب الحياة لابد ان يشْكَر علي هبة الحياة وان يعمل لما خلق له .
    ينغصون عليه لقمته اليومية بالخروج عن دوائر الحياة والعبث واللاشيء
    فيسترد واهب الحياة من لا يستحق الحياة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *