الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

 نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 23-8-2024

السنة السابعة عشر

العدد: 6201

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

الحمد لله من قبل ومن بعد،

طلب مـِنَّـا الاستمرار فى محاورته، ومحاورة بعضنا البعض، وها نحن نحاول….

وليكن الاستمرار وسيلتنا إلى العودة…، وهل نملك غير هذا!!؟

أما اليوم فتعود إلينا سحر أبو النور، مشاركة محاورة محاولة وطيبة. فأهلاً بها وسهلاً.

كما يستمر د. محمد أحمد الرخاوى في مواظبته، وفي كتابته الطليقة التي يصعب عليَّ التحاور معها، سواء لما بها من ثراء أفضل أن أتركه كما هو أحياناً، أو لأنها ليست ذات طبيعة حوارية أصلاً. ولكن الترحيب به وبها واجب دوماً. لهذا فإن مداخلاته اليوم، وربما لاحقاً، سننشرها سواء استطعنا عمل حوار معها أو لم نستطع.

****

مقتطف (208) من كتاب “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) الفصل السادس: (من 719 إلى 1001) التطور والكدح والمعرفة والإيقاعحيوى (وأشياء أخرى)

أ. سحر أبو النور

المقتطف: إذا سبق أحدُ الشريكين نمو الآخر، فليحفز المتقدمُ المتلكِّىءَ ليلحقه بكل الحب والألم،

التعليق: انتبهت إلى “بكل الحب والألم” وشعرت كيف يكون حب الصحبة حافز يهون مشقة وألم اللحاق بالآخر، فحسم الأمر يتوقف على لمن تكون له الغلبة فإن كانت الغلبة للحب هان الألم وكانت صحبة اللحاق وإن كانت الغلبة للألم هان الحب وكان الفراق

د. محمد الرخاوى

أهلا بك يا سحر. أين أنت من زمن. لا تغيبي عنا. أظنه يا سحر يشير في هذه الحكمة إلى ألم المتقدم لا إلى ألم المتلكئ كما يبدو أنك فهمت. المتقدم يتألم من وحدته، ومن تلكؤ الآخر، ومن كون تقدمه يحمل في ذاته تحملاً لفراق ما ترك وراءه، ومن أشياء أخرى. أما المتلكئ (وهو اللفظ الذي استخدمه)، فيبدو أنه يتفادى الألم بهذا التلكؤ.

*****

 “ثلاثية المشى على الصراط” رواية “الواقعة”: الفصل‏ ‏الثامن “رق الحبيب” (2)

د. محمد أحمد الرخاوى

كل الجموع فى رحلة هرب ….. منهم من يهرب كى لا سمح الله يعرف….. انه لا يعرف

ومنهم من يهرب كى يفقأ اى ندبة….. تنذر بأى احتمال

ومنهم من يهرب لأنه رأى روع الرؤية….. لم يتحملها

فليشهر كل اسلحته كى لا يرى ….. لا يسمع ….. لا يتكلم…..  حتى مع نفسه

ومنهم من قرر ان يهرب ….. لأنه لم يتحمل ….. ألا يتحمله أحد.

ومنهم من يلعب دور الحاضر ….. وهو هارب

هو عابد صنم أعطاه ….. تدليس وجوده

ومنهم من أقنع نفسه….. انه لم يهرب ….. بل سلك سبيل الاوغاد

ومنهم من هرب بأن اختار جنونه….. نكوصه

لم يتحمل شرف أمانته….. فلينكص وليتحول الى متفسخ

أعلن  فشله ….. أما من ظن انه لم يهرب….. فهو اما أنه يستغشى ثيابه

ليستخفى من نفسه….. واما أنه تصالح مع منظومة خارجه….. تعفيه من أن  ينظر فى نفسه

أما من لم يهرب حقا….. فهو فى رحلة ….. بدأت قبله وعليه أن يكمل

يضع أنينه، ألمه، أمله ….. فى مخاض لا يعرف ….. الا يقينه ….. بحتم كل شيء

*****

نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 10)

أ. سحر أبو النور

المقتطف: يا عبد ما منعتك لضنّى عليك

وإنما منعتك لأعرض عليك الجزء المبتلى منك لتعرفه

التعليق:  سبحان الله العليم الحكيم ……

إنها خلاصة حكمة المنع  وليس المنع فقط بل وأراها حكمة المن والعطاء أيضا ففى كلاهما جزء منا مبتلى نسأل الله أن يعيننا ويهدينا لمعرفة اجزاءنا ويفتح بها  لنا فتوح العارفين به

فكما قيل فى الأثر من عرف نفسه عرف ربه

د. محمد الرخاوى

اللهم إن منعك وعطاءك كله منك، فإياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم…… آمين

*****

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) “الأصداء” مع “أصداء الأصداء” بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (191) الفصل‏ ‏الرابع: ‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه

أ. سحر أبو النور

وكأن وعينا  بالحياة يدور حول هذه القراءات الثلاث يا مولانا الحكيم

فمنا من يعيها من خلال القراءة الأولى ومنا من يعيها بالثانية ومنا من يعيها وعى القراءة الثالثة،  بل وينتقل وعى الفرد الواحد بين مستويات هذه القراءات الثلاث خلال حياته وربما كل بترتيب مختلف،

 ولكن طوبى لمن أدركها بجميع القراءات

د. محمد الرخاوى

نعم/ جداً،  وطوبى لمن أدركها بجميع القراءات، وأضيف: طوبى لمن أدركها بجميع القراءات “معا”، وأستعير من ابن عمي في تعليقاته اليوم، لتصبح: طوبى لمن أدركها بجميع القراءات “معا”، دون فهم.

د. محمد أحمد الرخاوى

يطل علىّ نجيب محفوظ من كل هذا السرد بأنه: لا يمكن لأى مبدع حقيقى وزاهد أصيل ومفكر أبدى مثل نجيب محفوظ إلا أن يكون بكل هذا الحضور المتوارى طول الوقت!!!!! (د.محمد أحمد الرخاوى)

اقتطفت هذا التعليق منى من كتاب “فى شرف صحبة نجيب محفوظ” بتاع عمنا د.يحيى الرخاوى ولم اكن اتذكر هذا التعليق منى فى احد حوارات (بريد الجمعة).

وتعجبت ان هذا هو بالظبط ما أعيشه فى كنف أى مبدع حقيقى أما من خلال معاشرته بالصدفة غالبا أو قرأءتى لإبداعه .

يرحمهما الله . يحيى الرخاوى ونجيب محفوظ .

ويرحم أى مبدع متوارى لا محالة .

د. محمد الرخاوى

ويرحمنا معهم يا محمد، وخاصة من “الفهم الأحادي الذي لا يرى ولا يدرك”

*****

أغانى مصرية: “عن الفطرة البشرية للأطفال ↔ الكبار وبالعكس” (20) “الإحساس بالذنب”

د. محمد أحمد الرخاوى

تصَّاعدى طوال الوقت …. وراء أى متناول

هذا هو مصيرك…. قدمك محفورة فى اعماق الارض 

اراقبك طوال الوقت على مسافة…. رحلتك أبدية منه نحوه اليه

كلما بعدت المسافة…. قربت إلى رحابه وسط غمام

المطلق المستحيل الممكن

د. محمد أحمد الرخاوى

فى لحظات أقل مما هو معروف من حسابات الزمن يكشف غطاء سحيق عميق أبعد من عمق أى وجود.

تتجلى كل الحقائق عارية صافية رائقة دون فهم .

تصل إلى بين ثنيات كل البرق السحاب الذى لم يمطر اتدثر بها بعيدا وحيدا

يغشانى جبل الرحمات اتلمس الجوهر اللب فقط لكى استحيل إلى المستحيل الوحيد الممكن .

*****

نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 1)

د. محمد أحمد الرخاوى

كنت وما زلت وأنا أحاور أى حد – ممن يدعى انه يعرف الله بالعلم وبالعقل – أرى طمس الاقفال على قلبه.

فعندى أن حضور الله هو بالقلب وبالادراك كله الذى يعجز أى عقل وأى علم عن تعريفه. (تعريف القلب والادراك).

ومن أكبر آفات هذا العصر الذى نعيش فيه هو غرور وغباء العلماء . فهم يغلقون الأبواب على ما يظنونه العلم والعلم أصلا شديد القصور ومحدود وليس هدف فى ذاته لذاته.

وعندى أن الآية المعجزة ” وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ” هو ليس العلم الذى يظنه العلماء .

بل هو العلم بالله .

فنحن لا نعرف ولا نتعلم إلا ما يكشفه لنا حين يرضى بومضات وتجليات حضوره.

وهنا قرأت ما قاله سبحانه لمولانا النفرى “أظمأك مشرب كل علم ” فالعالم الحق لا يرتوى إلا من خلال معيته طول الوقت وكدحه اليه وهو يتحسس طريقه ويعرف زغللة وضلال العلم الذى ينسلخ عن كلية المعرفة.

د. محمد أحمد الرخاوى

يتولبلون فى …. غائية مجهضة…. قاصرة…. حلزونية…. عبثية…. منسلخة.

يخرجون من خلاصة…. افرازات عصير الحرمان…. يقتاتون فضلات ظاهر علم…. انسلخ عن حتمية قصوره…. يزدانون بحلى زائفة…. ظاهرها فيه الجد…. وباطنها فيه الخواء…. زادت الهوة السحيقة…. بين حتم الكدح الجهل…. الدهشة الكشف…. وبين من ظنوا انهم اوتوا جوامع…. الوجود دون وجود….. كفتى الميزان تعلن نهاية نوع…. حتمى بلا عذر…. ولا وعي…. ولا رحمة…. وكأنه…. اختار ان ينقرض…. هذا الكائن…. بعد ان رفض حمل الامانة…. مع سبق الاصرار علي…. التخلي…. ولا عزاء لاحد…. ولتحيا اسراب النمل

*****

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) “الأصداء” مع “أصداء الأصداء” بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (192) الفصل‏ ‏الرابع: ‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه

د. محمد أحمد الرخاوى

وصلتنى هذه الفقرة شديدة العمق أكبر من مفرداتها .

قداسة الحياة عندى هى “أن تكون معنى كل شىء” كما ذكرنا مولانا النفري.

أقل القليل هو من إدرك معنى وجوده وبالتالى معنى الحياة .

عندى أن الضلال هو إلا تصل إلى هذا العمق وهذا المعنى وبالتالى تحضر الفلسفة ويحضر التفكر بقوة .

كل من تناول الدين من الظاهر لم يصل إلى أى معنى ويعيش بشرك خفى بشع.

إذا احببت المعنى فى الدنيا احبتك الآخرة بجدارة لأنك تحققت بما خلقت له.

*****

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *