الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) “الأصداء” مع “أصداء الأصداء” بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (191) الفصل‏ ‏الرابع: ‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) “الأصداء” مع “أصداء الأصداء” بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (191) الفصل‏ ‏الرابع: ‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 15-8-2024

السنة السابعة عشر

العدد: 6193

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ)[1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (191)

الفصل‏ ‏الرابع

‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه

الأصداء عودة إلى النص:

‏191- ‏واجب‏ ‏العزاء‏:‏

قال‏ ‏الشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏التائه‏:‏

جاءنى ‏رجل‏ ‏شاكيا‏ ‏فسألته‏ ‏عما‏ ‏به‏ ‏فقال‏ ‏

‏- ‏إنى ‏غريق‏ ‏فى ‏بحر‏ ‏المتع‏ ‏ولا‏ ‏أشبع‏!.‏

‏ ‏فقلت‏ ‏له‏: ‏سأزورك‏ ‏يوم‏ ‏تشبع‏، ‏لأقدم‏ ‏لك‏ ‏واجب‏ ‏العزاء‏.

 أصداء الأصداء

قرأت‏ ‏هذه‏ ‏الفقرة‏ ‏ثلاث‏ ‏مرات‏:‏

مرة‏ ‏باعتبار‏ ‏أن‏ ‏الموت‏ ‏هو‏ ‏الحل‏ ‏الوحيد‏ ‏لمن‏ ‏لا‏ ‏يكف‏ ‏عن‏ ‏شرب‏ ‏الماء‏ ‏المالح‏، ‏فالمتع‏ ‏التى ‏لا‏ ‏تروى ‏صاحبها‏ ‏فتجعله‏ ‏يطلب‏ ‏المزيد‏ ‏لا‏ ‏تؤدى ‏وظيفتها‏ ‏فى ‏الإرواء‏، ‏ومن‏ ‏ثم‏ ‏يصبح‏ ‏تعبير‏ “‏غريق‏ ‏فى ‏بحر‏ ‏المتع” ‏بديلا‏ ‏عن‏ “‏أشرب‏ ‏من‏ ‏نهر‏ ‏المتع”، ‏وبالتالى ‏فالموت‏، ‏الذى ‏يدل‏ ‏عليه‏ “‏واجب‏ ‏العزاء”، ‏هو‏ ‏الإيقاف‏ ‏الوحيد‏ ‏الممكن‏ ‏لهذه‏ ‏الحلقة‏ ‏المفرغة‏.‏

ثم‏ ‏قرأتها‏ ‏ثانية‏ ‏باعتبار‏ ‏أنه‏ ‏إذا‏ ‏شبع‏ ‏هذا‏ ‏الغريق‏، ‏وحياته‏ ‏ليست‏ ‏إلا‏ ‏هى ‏الجوع‏ ‏المستمر‏، ‏فقد‏ ‏مات‏، ‏ومن‏ ‏ثم‏ ‏يحق‏ ‏له‏ ‏واجب‏ ‏العزاء‏.‏

ثم‏ ‏قرأتها‏ ‏مرة‏ ‏ثالثة‏ ‏باعتبار‏ ‏أن‏ ‏عدم‏ ‏الشبع‏ ‏هو‏ ‏دليل‏ ‏الحياة‏، ‏”فما‏ ‏انتهى ‏أربٌ‏ ‏إلا‏ ‏إلى ‏أربَ، ‏وأن‏ ‏الغرق‏ ‏فى ‏بحر‏ ‏المتع‏ ‏ليس‏ ‏عيبا‏ ‏إن‏ ‏كان‏ ‏هو‏ ‏الحياة‏، ‏لأن‏ ‏ضد‏ ‏ذلك‏ ‏هو‏ ‏الموت‏، وهذه‏ ‏القراءة‏ ‏الأخيرة‏ ‏تؤكد‏ ‏معانى ‏السعى ‏المستمر‏ ‏ورفض‏ ‏الوصول‏ ‏إلا‏ ‏للعود‏ ‏على ‏بدء‏.‏

ـــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى د. الرخاوى  للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث العلمية: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net.

2 تعليقان

  1. يطل علىّ نجيب محفوظ من كل هذا السرد بأنه: لا يمكن لأى مبدع حقيقى وزاهد أصيل ومفكر أبدى مثل نجيب محفوظ إلا أن يكون بكل هذا الحضور المتوارى طول الوقت!!!!! (د.محمد أحمد الرخاوى)

    اقتطفت هذا التعليق مني من كتاب “” في شرف صحبة نجيب محفوظ “” بتاع عمنا د.يحيي الرخاوي
    ولم اكن اتذكر هذا التعليق مني في احد حوارات( بريد الجمعة ).
    وتعجبت ان هذا هو بالظبط ما اعيشه في كنف اي مبدع حقيقي اما من خلال معاشرته بالصدفه غالبا او قراءتي لابداعه .
    يرحمهما الله . يحيي الرخاوي ونجيب محفوظ .
    ويرحم اي مبدع متواري لا محالة .

  2. و كأن وعينا بالحياة يدور حول هذه القراءات الثلاث يا مولانا الحكيم
    فمنا من يعيها من خلال القراءة الاولي و منا من يعيها بالثانية و منا من يعيها وعي القراءة الثالثة ، بل و ينتقل وعي الفرد الواحد بين مستويات هذه القراءات الثلاث خلال حياته و ربما كل بترتيب مختلف ،
    و لكن طوبى لمن أدركها بجميع القراءات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *