نقلة مع مولانا النفرى: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 1)
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 19-9-2023
السنة السابعة عشر
العدد: 5862
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 1):
يا عبد إن لم تعرف من أنت منى لم تستقر فى معرفتي.
يا عبد إن لم تستقر فى معرفتى لم تدر كيف تعمل لي.
فقلت لمولانا:
كنت أحسب يا مولانا أننى علىّ أن أسعى لمعرفته حتى أعرف من أنا، فأواصل مطمئنا.
أما أن أبدأ بأن أعرف من أنا فقد يسرقنى تصوّر: أن لى وجودا بدونه فأسرع إليه فتلتهمنى ذاتى
أما الاستقرار في معرفته أساسا وابتداءً فليس أمامى إلا البدء به
وحين أعمل له، فكل ما هو أنا هو له وهو به.
ثم لماذا يلوّح لك بالاستقرار بهذه المباشرة وهو الذى سمح لنا بتقلب الوجه سعيا إليه حتى نتعرف أكثر ونحن نقترب أكثر،
اللهم إلا أن يكون استقرارا بمعنى “الهارمونى” “الساعى” نحوه، وليس بمعنى السكون
غفرانك ربى ومنك وبك: كل شيء وكل وجود وكل حركة وكل سعى
ملحوظة: سبق استلهام هذا النص ونشر هنا في 21/7/2020
لكننى فضلت نشر هذا الاستلهام الجديد أيضا
2023-09-19
( يا عبد ….. من انت مني ؟ ) يا خبر !!!! حولها ندندن سعيا ، تارة نخشى أن نكون بعيد فنواصل السعي قربا و تارة يضمنا شعور القرب فنواصل السعي لمزيد
و أعتقد مفهوم المخاطبة يخاطب فينا الاطمئنان و الإيمان بقوله سبحانه” يحبهم و يحبونه ” ” رضي عنهم و رضوا عنه ” بعد قوله ” من جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
و استقرار هذا الإيمان هو عين يقين يفتح فتوح العارفين
سلام و رحمة على مولانا النفري و مولانا الحكيم و عباد الله أجمعين
يبدو ان حروف الجر شديدة الدلالة دائما وخصوصا عند مولانا النفري.
“” ان لم تعرف من انت “”” مني “” هي معرفة متواصلة كادحة طول الوقت والمعجز هنا هو لفظ “” مني “” .
وصلتني هنا “” مني “” اي منزلتي عنده او رضاه عني او دخولي في كنفه او في رحمته .وهو السبيل الوحيد ان استقر في معرفته . ولفظ “” في “” مرة اخري فيه اعجاز فلا استقرار الا وانا استشعر دائما حضوره طول الوقت . فالحضور “””في “”المعرفة غير المعرفة نفسها .
ومرة أخري هي درجة عليا حين يرضي او يرضاها لي . معرفته اي حضوره .
ثم اذا لم استقر “” في “” معرفته طبعا لا ادري “” كيف “” اعمل “” له “” فعملي له لا يتأتي الا في حضوري في معرفته بعد ان يرضي
فحينئذ فقط تكون “”صلاتي ونسكي ومحياتي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له .