نقلة مع مولانا النفرى: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم 6)
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 11-7-2023
السنة السادسة عشر
العدد: 5792
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم 6):
وخاطب مولانا النفرى قائلا:
يا عبد من لم تكن له حقيقة به كيف يضرّ أو ينفع
فقلت لمولانا:
توقفت يا مولانا عند “حقيقة به”، فلم أعرف هل المقصود هو حقيقته شخصيا، أم حقيقة صاحب كل الحق والحقائق.
كنت أتوقف طويلا عندما يصفون بعض رواة الحديث الشريف لشجب روايته أنه “ليس بشئ” وأتساءل كيف يكون الانسان ليس بشئ ثم تبينت أن هذا كان تأدبا، لكنه كان مبررا كافيا لرفض اعتماد مصداقيته وأهليته للرواية.
حضرنى هذا التشبيه وأنا أقرأ وصف “من لم تكن حقيقة به”، أنه من لم يكن له أصلا من حيث مواصفات الوجود ذى المعالم والحضور، فهو ليس بشئ، ومن ليس بشئ فهو لا يضر ولا ينفع.
ثم خطرت لى قراءة أخرى، لكننى عدلت عنها.
وعدت أفضل القراءة الأولى.
فعذرا يا مولانا.
2023-07-11
مولانا الحكيم دايما اقرأ مخاطبة مولانا النفري على مهل أتحسس كل كلمة أعرضها على قلبي قبل عقلي أتحسس رزقي من مفهومها ثم انتقل إلى قولك لمولانا النفري فإذا بي احظى بسعة و زيادة فى رزقي من تحصيلها
الحقيقة أن المخاطبة دي كانت صعبة فى تركيبها حتى قولك يا مولانا الحكيم بها لم يكن واضحا بالنسبة لي وضوح كافي و وددت لو افصحت عما عدلت عنه من خاطر القراءة الأخرى
و لست أدري هل ما وصلني من خلال المخاطبة و من قول حضرتك فيها يصح أن يكون و لو جزء من مفهومها أم مازالت سعة قلبي أضيق من استيعابها ؟
ما فهمته هو : أنه من لم يكن مجلاة للحقائق سواءا كان هذا بأمانته أو صدقه أو علمه أو معرفته أو شهادته ……. فأنه يصير كالعدم لا يضر و لا ينفع
و لأن فى تجلي كل حقيقة يتجلى الحق سبحانه فمن كان مجلاة للحقائق فإن به يتجلى الله ، و لا وجود لمن لا يتجلى الله به ……..
كيف حالك يامولانا:
المقتطف :… أنه من لم يكن له أصلا من حيث مواصفات الوجود ذى المعالم والحضور، فهو ليس بشئ، ومن ليس بشئ فهو لا يضر ولا ينفع.
التعليق : أن يكون لكل منا أصل من مواصفات الوجود ذى المعالم والحضور ،هو ما تلقيته منك يا مولانا وأنت تحدثنا عن إبداع الإنسان لذاته ،والذى يتولى مسئوليته كل فرد منا بطريقته الخاصة ،وبصياغته الخاصة،ايجابا أو سلبا ، صحة أو مرضا ،نفعا أو ضررا،لعلك تذكر نقاشى معك فى مسألة الوجود والماهية وأيهما يسبق الآخر ……. ،أتمنى أن أكون قد أحسنت التلقى وأظن أن الموضوع ما زال بحاجة إلى المزيد من التأمل والبحث
المقتطف :-
يا عبد من لم تكن له حقيقة به كيف يضرّ أو ينفع
التعليق :–
اوقفتني عبارة “” حقيقة به “”” .
فاي حقيقة هي في بداية البداية وفي نهاية النهاية لا تكون الا به — فهو الحقيقة الوحيدة الحاضرة سبحانه.
ولكني اردفت ان الحقيقة هنا هي سر ومعني الوجود كله .
فما لم تتحسس الطريق بها اليها فلا تضر ولا تنفع .
قرأت الضرر وانفع هنا كوجهان لعملة واحدة . فالنفع هو بها . اما الضرر فهو ان تتصور الضرر وهو ليس ضرر ولكن لا شيء وكأنه الضرر.