“نشرة” الإنسان والتطور
29-2-2008
العدد: 182
حـوار/ بريد الجمعة
مقدمة:
أكرر اعتذارى عن بريد الجمعة الماضية وتخصيصه للعبة الذنب دون سائر البريد، أيضا اضطررت فى بريد اليوم أن أخصص جانبا منه لنفس الموضوع، يبدو أنه موضوع مهم يستأهل، لما أثار من آلامٍ وجدل.
د. محمد يحيى الرخاوى: (الشعور بالذنب فى السياسة والحرب)
عفواً د. يحيى، مرة أخرى أتحفظ على موقفكم السياسى والحضارى من الغرب. وأتمنى هذه المرة أن أكشف عن تناقضكم أنتم مع نفسكم.
دعنى أؤكد أولاً أننى لا أحب أمريكا ولا الامريكان ولا بوش (ولكننى أحب الحضارة الغربية ولا أساوى بينها وبين هؤلاء)، ولكن هجومكم عليهم هذه المرة (ومرات أخرى عديدة) ليس هو ما ينبغى، أو قل: ليس فى محله.
أعتقد أن “العدوان” بين الأمم والشعوب والحضارات له قوانين أخرى يقاس بها، ومع ذلك، وما دمتم قد أتيتم بالموضوع إلى الشعور بالذنب، أفليس وراء نتائج هذه العداوات، ونتائجها القاهرة لنا تحديداً أمم تخلت عن الأخذ بمقاليد البقاء حية، أى عن الأخذ بمقاليد “التطور”؟
هذا ليس دفاعاً عن مجرمين، بقدر ما هو إصرار على التركيز على ما يمكن البدء منه، بل لا يمكن البدء إلا منه (وهذا من كلامكم)، لا يمكن البدء إلا من أنا/هنا/الآن.
لا يمكن أن يكون نقدهم بداية لنا، ولا طريقاً، حتى ولو كان حقاً (هذا إن كان حقاً كله)
ثم ماذا عن ذنوبنا (عدواننا) التى تخلينا عن حق وضرورة ارتكابها فتخلينا عن الحياة؟
أى عن المفارقة “المذنبة” للسكون فى اتجاه التطور لاستيعاب الذنب؟؟ أين هذا فى مقالكم هذا؟؟
د.يحيى:
كنت أحسب أنك أكثر من تعرف أنه ليس لى موقف سياسى أو حضارى من الغرب كما تزعم، لأنه بالنسبة لى، وبعد ثورة التوصيل والتواصل، وغير ذلك مما تعلم، لم يعد هناك شرق بالمعنى القديم فى مقابل غرب! فى مرحلة لاحقة لهذا الاستقطاب تصورتُ أن المسألة أصبحت شمال وجنوب لأننى ضممت الاتحاد السوفيتى إلى الغرب (حتى قبل انهياره) لكنها فكرة لم تنفع أيضا، ثم بعد ذلك تحورت المسألة إلى المقابلة بين منظومة تعملقت (فى أى مكان) فى مقابل “منظومة واعدة، ليس لها معالم بعد”.
لا أجد حرجا أن أقول لك أننى لم أقرأ تعقيبك هذا إلا اليوم 28 فبراير 2008، إذن فكأنى كتبت رد هذا الاتهام يوم 15-1-2008، أى قبل أن أقرأ تعقيبك وأجدنى قبلاً مضطر أن أقتطف من يوم 24-2-2008 ما يلى:
1) العالم المتقدم (ممثل مؤقتا فى الغرب) ينتقد نفسه
2) العالم المتقدم (ممثل مؤقتا فى الغرب) يطور نفسه: راجع المقدمة عن علاج القبول. والالتزام ACTمثلا)
3) العالم المتقدم (ممثل مؤقتا فى الغرب) ينتبه لمخاطر احتكار العقل المنطقى للتفكير (العلم المعرفى)
4) العالم المتقدم (ممثل مؤقتا فى الغرب) يعيد للجسد موقعه الجوهرى فى التفكير والإبداع
5) العالم المتقدم (ممثل مؤقتا فى الغرب) يقتحم تعدد مستويات الوعى ويعيد صياغتها علميا ومعرفيا (من أول كارل يونج حتى علم النفس المتجاوز الشخصية transpersonal psychology مرورا بالتحليل التفاعلاتى Transactional analysis مع الإشارة إلى العلم المعرفى العصبى)
6) العالم المتقدم (ممثل مؤقتا فى الغرب) يبتدع علوما جديدة مستغلا آليات (تكنولوجيا) جديدة ، تسمح بتخليق مناهج جديدة: (مثل علوم الشواش والتركيبية).
7) والأمناء منهم يعزون كثيرا من ذلك إلى أصحابه: نحن وغيرنا
انتهى المتقطف الأول، وإليك المقتطف الآخر من يومية أسبق 15-1-2-2008 “هل عندنا بديل” وأجدنى مضطر أيضا أن أقتطف منها مقتطفا محدداً:
“من نحن؟
وماذا أعنى (ونعنى) حين أقول عندنا؟ وعندهم؟
* إذا هاجمنا ديمقراطيتهم وجدنا أنفسنا فى أحضان الحكم الشمولى وليس على طريق السعى إلى ديمقراطية حقيقية.
* وإذا هاجمنا مؤتمراتهم وجدنا أنفسنا فى عزلة متباعدة لا يعرف أحدنا (أو جماعتنا) ماذا يصنع زميله الأبعد (أو جماعة أخرى فى أقصى الدنيا) ولا كيف يفكر، وما هى نتائج أبحاثه، أو فروض افكاره.
* وإذا هاجمنا حقوق الإنسان المكتوبة لتسطُّحها وبعض سوء الاستعمالات من خلالها، وجدنا أنفسنا لا نتمتع بحقوق الانسان أصلاً: لا المكتوبه ولا الشفهية، ولا حتى حقوق الحيوان.
* وإذا هاجمنا المنهج العلمى التقليدى (فى الطب النفسى مثلا لاستحالة المقارنة فعلاً) وجدنا أنفسها فى حضن الخرافة بكل ظلماتها وعشوائيتها.
* وإذا هاجمنا العقل المنطقى الظاهر بأنه ليس “الكل فى الكل” (كما يفعل العلم المعرفى) وجدنا أنفسنا فى غيابة اللاعقل، أو سخف رحمة الانفعالات العشوائية، أو حسن النية، الخائب واللا تخطيط.
هل نكف عن النقد والمحاولة؟
طيب، إذن: هل نكف عن الهجوم على كل هذا، ونقول أن “قضا أخف من قضا” ونحسن التقليد حذوك البحث بالبحث، وحذوك الديمقراطية بالديمقراطية، وحذوك حقوق الانسان بحقوق الانسان اياها؟
نحن فعلاً نحاول كل ذلك، وإذا بنا نفاجأ:
أولا: أننا لا نحسن التقليد،
وثانيا: أنهم (المنفذين منهم) ليسوا صادقين فى الالتزام بما أنجز (المبدعون منهم) (1) من الناحية العملية
كما أننا نكتشف تدريجيا أن التى تحكم العالم هى قوى الثروات العملاقة، والمافيا السرية، والتربيطات الإعلامية، وغسيل المخ العولمى الجديد والحروب الاستباقية، وما لا ندرى.
انتهى المقتطف الثانى
قبل ذلك مباشرة كنت قد عددت بعض سلبياتنا التى خيل إلىّ أنك تتصور أننى لا أعرفها، أو أننى أقلل من خطورتها وقد بلغت أربعين واحدة قابلة للزيادة
وأنهيت اليومية (يومية 15-1-2008 “الفروق الثقافية والعلاج النفسى “1) بالإشارة إلى تسع مقالات سابقة لى لم أرجع إليها حالا، ولا أذكر ماذا كتبت فيها، فإذا كان عندك يا محمد وقت يمكن أن ترجع إليها وجميعها بالموقع.
ثم أننى رجحت أن نقطة أساسية ربما غابت عنك، هى ما أعانيه من إلحاح التداخل العنيف بين الخاص والعام، وأيضا التزامى بأن أقول ما أفعل وأن أحاول أن أفعل ما أقول، وهذا أمر يربكنى جدا ربما أكثر من الأول، فلا أنا قادر على الوفاء به كما ينبغى، ولا أنا قادر على التخلى عنه طالما أنا مضطر لممارسة قيم الغرب من الظاهر (الذى لم أعد اسميه غربا كما أسلفت).
قيم هؤلاء الناس لها كل التفوق فى تنظيم ما هو “عام”، لكنها لا تنظم الخاص إلا إذا اختارها هذا الخاص،
أنت تعرف أننى أمارس مهنتى ضد كل قيم العام، وأن مرضاى لا يشفون فقط وانما يواصلون نموهم (أعنى بعضهم أو حتى قلة منهم) من خلال القيم الخاصة، وأنه لو فرضت علىّ وعليهم قيم “العام” المستورد، فسوف أذهب أفلح أرضى فورا لأننى استطيع هناك أن أصاحب النبات وأحاوره كما خلقنا الله أنا وهو، أتصور أننى أعرف حقوق النبات وحقوقى أكثر من معرفتى “حقوق الإنسان” المكتوبة فى المواثيق.
أنا لا أبدأ مع النبات بقطف ثماره، وليس اهتمامى الأول أن أقوم بتغليفها بما يجعلها صالحة للتصدير، حريتى مع النبات وحرية النبات معى، رسائله إلى ومسئوليتى عنه، لا يعرفها إلا الله، أنت تعرف كيف أنى “كثيراً”، وأننى أعامل مريضى باعتباره مثلى “كثير” أيضا، وقد تعلمت كيف أخاطب هذه الكثرة وأحاورها، أما أن أعيش فى نظام يفرض علىّ أن أخاطب الألفاظ الذى تصدر من أعلاه فحسب، وبالذات الألفاظ على الأوراق، فهذا ما لا احتمله، وقد أعلنتها أمامك مرارا: أننى ليست منفذ تعليمات الحكومة،
إما أن أعالج أو أن انسحب،
إما أن أمارس مهنتى لصالح مرضاى، أو علىّ أن أتركها فورا
وبما أننى لم أتركها بعد، فقد اضطررت أن أنتمى لقيم أدنى من الشائع للتنظيم العام، لكنها هى أرقى من الممكن بالنسبة لى ولمريضى، وبما أننى أفعل ذلك معظم وقتى، فقد وجدتنى ملتزما ألا أكذب على نفسى بمعنى: لم أستطع أن أدعى أن قيم الغرب تصلح لى، فى حين أنها تحول دون أداء واجبى كما أعرفه طوال خمسين عاما، وكما رأيت أنت معى بعض نتائجه،
وجدتنى يا محمد لا أستطيع حتى خارج مهنتى أن أنتمى إلا لما أفادنى وأفاد مرضاى، وحررنى، فتحرروا معى دون أن أفرضه على غيرهم أو أن أعتقد بصلاحية تعميمه على كل الناس.
هذا المأزق الفظيع هو هو الذى يمكن أن تتخلّق منه قيما جديدة، وحلولا جديده، وديمقراطية جديدة وحضاره جديدة.
هذا كل ما هنالك
غالبا
بعد كل ذلك: أشعر أننى لم أتمكن من شرح موقفى بدرجة كافية.
د. أسامة عرفة: (حوار الجمعة) 15-2-2008
الموت يحمل ضمنا و حتما ضرورة الحياة فى حين أن الحياة لا تحمل بالضرورة حتمية الموت فالله حى لا يموت
ما أشبه الموت بطور الكمون بين اليرقة والفراشة ففى داخل هذه الشرنقة، وما أشبهها بالرحم، تتولد الحياة التالية
د.يحيى:
إضافة كالعادة، تفتح آفاقا، وتعد بحوار.
د. أسامة عرفة: الحلم (33-34) 14-2-2008
حين متابعة يومية اليوم امتلأت مخيلتى بالشباب الغرقى على سواحل ايطاليا واليونان فيما أسموه الهجرة غير الشرعية حاجة كدة زى الجماعة المحظورةعندما يضيق واقعنا بأحلامنا أو قل بضروريات حياتنا تصبح هجرة الواقع الجدب أمر منطقى ويبقى السؤال الهجرة إلى ماذا … هجرة عبر المكان أمهجرة عبر الزمان .. أم هجرة الواقع وماذا عن المهاجرون إلى الماضى وماذا عن المهاجرون إلى الأحلام قد يكون كل ذلك خارج قراءة النص لكنه تفاعلمعه.
د. يحيى:
كل هذا وارد
لكن هناك هجرة أخرى يا أسامة انت تعرفها، ربما هى أهم، هجرة بين الداخل والخارج “طول الوقت”
د. أسامة عرفة: الحلم 34 – 35
أوافق د. أميمة رفعت الرأى تماما حول أولوية استكمال القراءة التفصيلية قبل الانتقال للقراءة الطولية مع خير الدعاء.
د. يحيى:
ربنا يخليك، ويخليها، ويرحم شيخنا، ويعييننى
أ. يوسف عزب: أحلام فترة النقاهة [الحلم 35 – 36 ]
اعتقد ان الفيلا ليست الحياة، الفيلا شئ مفتخر جدا لايتوقعه الإنسان، ولذلك هى ليست مرادفة للحياة التى يدخلها كل انسان بالصدفة ولذلك اعتقد ان الفيلا هى الفرصة او الدور الذى لم يحسن صاحبه استغلاله ولم يضف إليه شيئا.
د. يحيى:
لك رأيك يا يوسف، واسمح أن أؤكد اختلافى معه
لقد قرأتها أنها الحياة انطلاقا من أنها هى ليست “فيلا” مفتخرة، بقدر ما هى “مشروع فيلا” مثل الحياة، التى هى مشروع أىٍّ منا،
الحياة تتخلق فينا وبنا من خلال الدور الذى نلعبه فيما يتاح لنا من وقت،
الفرصة أو الدور أو الأدوار هى الحلقات التى تتشابك لتتشكل منها الحياة،
ربما تدرك يا يوسف لماذا قرأتها أنا “الحياة” إذا راجعت نهاية الحلم مرة أخرى فالفرصة ليست نهايتها القبر، أما الحياة التى لم تبدأ أصلا، فهذه هى نهايتها كما وصلتنى ناقدا “.. ضم المدة الباقية، وإحالتى إلى المعاش، وأخيرا وجدت الطمأنينة فى موضع لا يتطلع إليه طماع..” هل هذا الموضع نهاية ضياع الفرصة المفتخرة أو الدور المتميز، أم أنه القبر؟
أ. يوسف عزب: (مستويات الحضارة) 16-2-2008
ثار فى ذهنى سؤال عن: من هو ذو النفس الطويل المنظم بإصرار، المتجنب المعارك الجانبية، الدائم البناء؟
هل هو الذى ليس كمثله شيء كما فى الحكمة السابعة
د.يحيى:
لا طبعا،
هذا الذى هو ذو النفس الطويل …الخ هو أنت يا عم يوسف،
لِمَ لا؟
أ. يوسف عزب (مستويات الحضارة) 16-2-2008
… ما معنى ان يكون “التفكير الاستنمائى عكس ملاحظة وممارسة نبض الانتظام اليومى”
د.يحيى:
والله ما أنا عارف.
المهم التأكيد على أن التفكير الاستنمائى سئ جدا،
أو ماذا ترى؟
اما ملاحظة وممارسة نبض الانتظام اليومى، فأنا لا أذكر أننى كتبت ذلك بالنص، وقد رجعت لليومية ولم أجد هذه العبارة هكذا بهذا النص.
أ. دعاء رياض: الفروق الثقافية والعلاج النفسى 2
د.يحيى حضرتك بتقول “إن العلاقة البشرية بين إنسان وإنسان إذا أخذت الشكل الطبيعى لها: العائد أو التغذية المرتجعة، هى الدعامة الحقيقية والضمان لاستمرار عملية النمو الإنسانى)”،
يعنى ايه العائد والتغذية المرتجعة؟
كمان مش فاهمه بيبقى ازاى “حوار الصم” ؟؟
حاسة ان موضوع المواكبة صعب فى تطبيقه مع العيانين عشان حاسة إنه صعب عليا استيعابه، ماعرفش ايه خبرة حضرتك فى الموضوع ده؟
د. يحيى:
لقد دهشت أنا شخصيا وأنا أدافع عن معظم أنواع الحوارات حتى حوار الصم، الذى يكون فيه السؤال فى وادٍ، والإجابة فى موضوع آخر، أو قد يجرى مثل ذلك دون سؤال وجواب أصلاً، حتى مثل هذا الحوار، رأيت أن له وظيفة بعضها مفيد.
أما شرح تفاصيل علاج المواكبة فقد يستغرق أكثر من عشر نشرات يومية أرجو أن تتابعينا حتى يتضح الأمر رويدا رويدا،
وأخيرا فإن الرسالة والعائد هى ترجمة لـ Message-Feedback، فكل خطاب له مردود حتى لو لم نعلنه، والخطاب ليس بالضرورة ألفاظاً، وإنما هناك قنوات عديدة للحوار يتم بها تواصل الرسائل والمرتجع (التغذية الراجعة).
أ. غادة
(ترحيب صادق للموقع والنشرة قالته غادة، عن الموقع لكن بالانجليزية)،
وأنا عادة لا أنشر التقريظ أو التصفيق، لكن احتراما لصدق ما وصلنى فى هذه الرسالة اضطررت أن ألمح إليه.
د. يحيى:
أشكرك يا غادة، وأرجو أن يوفقنى الله أن أبدأ فى إدخال إضافاتى بالانجليزية، فهى ليست أقل أهمية، وقد وعدنى المسئول عن الموقع أن يتم ذلك فى خلال شهر مثلا، قولى يارب.
د. كريم شوقى (مستويات الحضارة) 17-2-2008
انا زعلان منك يا دكتور يحيى انك نشرت الكلام دا ببلاش كدا لان قوة الفعل البسيط القادر المستمر دى انا اكتشفتها متأخر اوى و لو كنت عرفته من بدرى يمكن كانت حياتى اتغيرت …الحكمة دى اغلى من انها تتاخد على الجاهز كدا و لو ان بينى و بينك انه استيعابها صعب لانه استيعابها فى الاخر فعل مش كلام…يبدوا ان الحياة تحتاج فعلا الى قليل من الكلام و كثير من الشجاعة و الفعل …
(ثم توصيتك للواحد منا) .. أن يتجنب المعارك الجانبية، والنشاطات الدائرية حول نفسها، وأن الذى يحسن وضع الطوبة.. إلخ،
أنا نفسى اعرف ازاى ممكن الانسان يوصل للنفس الطويل و المنظم بالإصرار دا؟ …انا عارف إن حلها بسيط بس مش قادر أحط ايدى عليه ؟ …مش فاهم السر رغم انى حاسس انه حواليا…شكرا لك
د.يحيى:
يا عم كريم، “ببلاش ماذا”،
أنا آخذ مقابل ما أقول وأفعل فوق ما تتصور يا شيخ. الحمد لله
ثم إنه ليس بالضرورة أن نعانى واحداً واحداً ليصل كل منا بنفسه إلى نفس الرؤية، دعنا نتبادل الإنارة، الله يخليك.
أما أن استيعابها صعب، فماذا يجرى؟ (يجرى إيه؟) صعب صعب!!
نعم، الحياة تحتاج قليلا من الكلام وكثير من الشجاعة والفعل.
ما رأيك هل أكف عن هذه النشرة؟
وهل هذه النشرة كلام؟ أم فعل أم ماذا؟
د. محمد أحمد الرخاوى: دى سياسة دى يا يحيى؟!23-2-2008
هل هناك حتمية لوجود نظام سياسى صحيح نفسيا، أم سنظل نشرّح أما الحياة ما قرأ النهاية) واقعنا النفسى فى انتظار الفرج دون ادوات عملية ذات قدرةوقوة لتصحيح الخلل أو وأد الفاسد، كيف تفصل بين طغيان ضلال النظام السياسى وتاثيره المباشر حالا على الافراد والجماعات اوافق تماما على ما عندنا من امراض وازمات واوافق على مسؤلية كل واحد فى موقعه ومجاله ولكن احسب ان لا بد من وجود حدود دنيا لنظام يسمح للدفع الابدى الى التغيير والتطور والابداع والاصلاح وهذا هو النظام السياسى الصحيح نفسيا بس مين اللى يعلق الجرس فى رقبة القطة!!!!!!!!!!!!
د. يحيى:
يا بن أخى لايوجد عندى شئ اسمه “واقعنا النفسى”، وأنا أكره الإلحاح على التفسير النفسى للأحداث، وأحيانا أفضل التفسير “الأحداثى للنفس” كما فضلت “التفسير الأدبى” للنفس وليس “التفسير النفسى للأدب” ، فما بالك بتعبيرك الذى أنهيت به تعليقك “تحديد النظام السياسى الصحيح نفسياً”
العلوم النفسية تحديدا لم تستطع أن تحدد من هو الإنسان الصحيح نفسيا، فما بالك بالنظام السياسى الصحيح نفسياً؟
يا عم صل على النبى
ومع ذلك أنا أوافق على مجمل رأيك من منطلق آخر
أ. رامى عادل: تعتعة: الشعور بالذنب 9-2-2008
…… مش ناكل عيش يا ابويا، انا ماقصدش ابين انى جبان منسحب، بس انتم يا بتوع الاقلام بتصعبوا عَليَّه. عشان مابتفهموش فى السياسه اياها خالص .
د. يحيى:
بالذمة يا رامى بعد هذا كله تعدّنى من بين: “أنتم يا بتوع الأقلام”؟ ومع ذلك مادام بنصعب عليك أكثر الله خيرك، ولو أنى لا أحب الصعبانية (الشفقة)
أ. رامى عادل: الفروق الثقافية والعلاج النفسى
كل اثنين بنى آدمين (او اكتر) بيختاروا انهم يكبروا ماديا أو حتى إنسانيا بيواجهوا ويستحملوا، فى جدعنه وشرف فى كثير من الأحيان، بلا ضرب مثل يا عم يحيى فهو واقع يومى لكل منا.
د. يحيى:
ياليت!!
أ. هالة نمّر: تعتعة/سياسة دى يا يحيى؟!
أوقفتنى الفقرة الأولى كثيراً، وكانت بالنسبة لى هى اليومية، أتأملها وأتأمل نفسى منها فيزيد امتنانى لك: الفقرة التى تقول: “أفخر بعجزى عن فهم ما لا أفهم”، أنا لا أفخر بعجزى عن فهم ما لا أفهم، قد أعلن عجزى فى بعض الأحيان (وفى الخباثة كتير)، ولكن أن أفخر يعنى أن أقبل/أن أتواضع/ أن أستمر فى حركة دؤوب هذا ما لا أفعله.
يبدو أن إعلان العجز ساعات كتير يبقى مجرد استسهال ومنظرة وفرد عضلات، مش حكاية أمانة وجدعنة.
د.يحيى:
واحدة واحدة يا هالة اعملى معروف، أنا أوافقك، وأخشى أن أضبط نفسى وأنا أتمنظر بالتواضع أحيانا، وربما كثيرا، كيف أدرى؟ البركة فيك يا شيخة، تكشفينى كلما فعلتُها.
أ. هالة نمّر:
تقول: افهم بعقلك أو بجسدك أو بكلّك“،
أنا خبرتى أن “أفهم بكلّلى” محبطة جداً، وفى الأغلب ده اللى بيعطلنى كتير ويخشّبنى ويتعسنى،
والظاهر إنى مش قادرة أفهم بكلّلى (أو مش سامحة/ أو مش سايبة) علشان مش قابلة إللى موجود عندى، مش واثقة فيه، مش مكتفية بيه، مش حاطّة عينى عليه، خايفة منّه، خايفة عليه، يمكن.
د.يحيى:
أعتقد أنها نقلة جيدة، وأنها فى متناولك جدا، حتى لو كان الطريق شائكا وطويلا، فنحْن نحصل على ما نريد، بمجرد أن نبدأ، وليس حين نصل إليه.
أ. هالة نمّر:
(ثم قولك:) اختزال العالم إلى أجوبة هو أكثر ما يضر حركية المعرفة”،
صحيح أنا زانقة نفسى جامد فى قصة الأجوبة، واللى انتبهت ليه هنا إن الأجوبة مش هى المعرفة، لكن المعرفة هى الخبرة المعاشة، ده يمكن يساعدنى فى حكاية أفهم بكلّلى وأخفف من جرعة الفرجة.
د.يحيى:
ماذا أفعل لك الآن وأنت تحاولين هكذا بكل الألم والصدق،
ماذا نفعل فيمن يعرضون علينا إجاباتهم التى تكاد تكون أضعاف الأسئلة
ويضيفون إليها إجابات لأسئلة لم نسألها،
ثم إجابات لأسئلة لا تُسْأل،
أنا متأكد أن ربنا سوف يدفعهم الثمن غاليا مهما تبلد إحساسهم يا شيخة.
د. أسامة فيكتور: نجيب محفوظ: قراءة فى أحلام فترة النقاهة
أرجو توضيح “لا أحد يعيش ليحقق ما يريد قبل أن يعيش أصلا“
د.يحيى:
أوصيك بقراءة الشعر فى نهاية النقد مرة أخرى، وهو الذى ينتهى قائلا
كتبوا عليه بلا دموعْ:
ما عاشَ مَنْ لَمْ يولدِ.
كثيراً مما نتصورهم أحياء، الواحد منهم، هو مجرد حَامل جينات بشرية إلى جيل لاحق، أكثر الله خير من يفعل ذلك، على شرط ألا يلعب فيها (الجينات) وهو ينقلها إذا لم يستطع إن يحمل أمانتها، فليسلمها لمن بعده كما استلمها على الأقل،
أنت عارف كل ذلك غالبا يا أسامة.
د. عمرو دنيا: مستويات الحضارة المحكات الساذجة
أعترض على ان البقاء الآن هو لذى النفس الطويل، المنظم بإصرار، والذى ينجح فى أن يتجنب المعارك الجانبية، والذى يحسن وضع الطوبة فوق أختها
فمازلت أرى أن كل هذا جيد ولكن البقاء للأشد افتراسا وأقسى قتلا وسحقاً للآخرين.
د.يحيى:
ليس تماما
مع أن عندك حق جزئى،
دعنا نقول “لا” أّو “لا” حتى نتمكن من الاستمرار،
وهذا فى ذاته جدير بأن يجعلنا ننتصر،
أى والله.
مهما يكون “الاستمرار” الفوقى هو للأكثر افتراساً، لكن تذكر معى يا عمرو أن هذا على حساب بقاء النوع وليس لصالحه،
نحن النوع، البقاء لنا، وسننتصر
ما رأيك؟
د. ناجى جميل: تعتعة/سياسة دى يا يحيى
لا أوافق على خلط مفاهيم السياسة لدى العامة بمفهوم السياسة كما أوردته فى آخر فقرة من تحريك الوعى وتأثيره على الآخرين وامتداده فتأثيره فى المجتمع هذا صعب على العامة.
د.يحيى:
صعب صعب!
ماذا نفعل؟
ثم إيش عرفنا؟
لقد توقفتُ يا ناجى عن أن أفرض حساباتى على مستوى فهم القارئ،
ايش عرفنا؟
أ. حافظ عزيز: صعوبة الحياد وضرورته
اعتراض: هذه المواصفات منها مثلا: الرعاية والمسئولية وأن يكون فى المتناول والقدرة على الحفاظ على المسافة والتحرك المرن المتاح طول الوقت وكذا الحضور ولو فى الوعى – للاستشارة دون فرضها .
ملاحظة أخرى: مواصفات الوالدية فى الوعى العام لا تنتبه إلى مسألة القدرة على الحفاظ على المسافة وكذا التحرك المرن المتاح طول الوقت، ناهيك عن أن المعالج حالة كونه فى علاقة مع المريض سواء كان يلعب دور الوالد أو لا، يجب أن يحافظ على المسافة وأن يتصف بالقدرة على التحرك المرن المتاح طول الوقت وهذا من شأنه أن يخلق نوع من الالتباس
د.يحيى:
لم أفهم ما تعنى تحديدا
أقدّر اعتراضك على صعوبة تحقيق كل ذلك، أو حتى بعض ذلك، لكن كان والدى يردد “مالا يُدْرك كله لا يُترك كله”،
أنا أكره المثالية كما تعرف، لكن أن ترسم صورة حقيقية وجيدة للمفروض، لا يعنى أن تلتزم بتطبيقه فوراً، راجع ردّى على هالة حالاً “نحن نحصل على ما نريد بمجرد أن نبدأ، وليس حين نصل إليه”
لكن معك حق.
د. يحيى جعفر: تعتعة: مستويات الحضارة
وصلنى: الثورة التى تعطل ما هو قائم قد تؤدى إلى ما هو أسوأ ولكن هذا يؤكد ضرورة الثورة بشكل آخر .
د.يحيى:
أوافق
فقط أذكرك بأن الحسابات صعبة
وتبادل أطوار نبضات التاريخ بين الثورة والشرعية تذكرنا بمنظوماتى عن “الإيقاع الحيوى”، ولولا الوقت، وعلاقتى السيئة بالتاريخ، لوضعت فرضا عن الإيقاع الحيوى بطوريه: “الملء فالبسط” عبر التاريخ.
د. محمد نشأت (الحلم 31) 7-2-2008
تساؤل:
1- لماذا المرأة غالبا هى محور أحلام نجيب محفوظ ؟
2- هل للكلاب مدلول معين هنا؟
د.يحيى:
– حتى لو كان شيخى حيا – وهو عندى مازال حيا على فكرة – وسألته لما أجابنى على سؤالك الأول.
– أما الكلاب فهم الكلاب يا محمد، وهنا: هى كلاب مفترسة مستعدة للنهش قتلاً وظلما بمجرد إشارة من صاحبها فى البيت الأبيض أو الأسود، هذه الكلاب المفترسة هى فى كل مكان، لكن أبداً، نحن الأقوى مهما كانت مفترسة.
د. محمد نشأت (الحلم 32) 17-2-2008
تساؤل: لماذا عبر نجيب محفوظ عن الجنة “بالعمل” فى اليمن السعيد ، مع أن الجنة دار(نعيم)؟
د.يحيى:
… إن الرجل لم يعبر عن الجنة باليمن السعيد، أنا الذى وصلنى –ناقدا– ما وصلنى مما لا أتمسك به طبعا.
د. محمد نشأت: صعوبة الحياد وضرورته
وصلتنى صعوبة الحياد وأن عدم التحيز والوقوف على ضفة الحياد تحتاج الى التدريب والمماسة والمراقبة.
د.يحيى:
… طبعا
د. محمد نشأت: صعوبة الحياد وضرورته
1-هل معرفة ( دين الممارس) بالنسبة للمريض تؤثر على علاجه؟
وهل يوجد حالات يفضَّل فيها اخفاؤه ؟
د.يحيى:
طبعا تؤثر،
أنا أرى أنه من الأفضل أن تكون لدينا الشجاعة لنبدأ منها أو ربما نضطر أن ننظر بعض الوقت ثم ننتقى لإعلانها الوقت المناسب، إن كانت اسماؤنا لا تدل عليها،
الإعلان المسئول يا محمد يفتح باب أن نتحاور بما نملك من شرف ومسئولية، فنحل الصعوبات فعلا، ونحن على يقين من أن الله سبحانه الذى جمعنا فى هذا الموقف “العلاجى” الطيب المسئول هو أرحم وأعدل من أن يفرقنا هناك، لمجرد أن أهلنا أثبتوا ديننا بحسن نية جدا،
أ. محمد نشأت: الاشراف على العلاج النفسى: تنشيط حركية النمو أثناء العلاج: إلى أين؟
المثال المعروض فى اليومية: ماذا إذا طلب الممارس من المريضة خلع الحجاب..أو أوصى بالصلاة من غير وضوء مثلا ؟!!
د.يحيى:
الممارس (الطبيب أو المعالج) لا يطلب من المريضة خلع الحجاب أو لبسه، وإنما هو يناقش رغبتها أيا كانت، ويحاول أن يصل إلى دلالة ذلك، ومعنى ظهورها فى وقت معين من تطور العلاج.
أما الصلاة بدون وضوء فهى جائزة فى الضرورة كما تعلم، فلا ضرر ولا ضرار، كما أن المسألة ليست فتوى شرعية، ولكن البديل عن ذلك عند بعض المرضى الوسواسيين خاصة هو العدول عن الصلاة نهائيا، فأيهما أفضل أن يكسر المريض هذا الحاجز تدريجيا ؟ أم نترك المريض يختبى وراءه؟ حتى لو لم تكن الصلاة مقبولة بدون وضوء، أو حتى لو يمكن للمريض التيمم، فترك الصلاة تماما (وهو البديل الأسوأ) لا يحل الإشكال.
وأخيرا فإن المسألة ليست صلاة أم لا صلاة، الذى قلته هو جزء من تخطيط علاجى سلوكى، وحين يسترد المريض صحته، وما يكفى من إرادته يختار ما يشاء وحسابه على الله.
أ. محمد غنيمى: حوار / بريد الجمعة (19-2-2008)
\”… مع أننى تصالحت مع أفكار مسيحية رائعة أخرى اتسع بها أفقى مثل أن الله واحد فى ثلاثة أقانيم”
… وما المانع! ولكن كيف؟!
د.يحيى:
ما المانع ماذا؟ ما المانع أن أتصالح؟
لا مانع
أمّا كيف؟
فبمجرد أن تستعمل عقل طفل لم يلعب فيه الكبار بغبائهم وضيق أفقهم، سوف تعرف أن الله سبحانه يهدى للتى هى أقوم، والتى هى أقوم هو أنه العدل الرحمن الرحيم.
ألا يكفى هذا حتى تعرف كيف ؟
أ. محمد غنيمى مستويات الحضارة (19-2-2008)
“البقاء الآن لذى النفس الطويل، المنظم بإصرار، الذى ينجح أن يتجنب المعارك الجانبية، والنشاطات الدائرية حول نفسها، الذى يحسن وضع الطوبة فوق أختها باستمرار باستمرار دون أن ينظر إلى مدى ارتفاع البناء. “
يا سلام كلما قريت كلام حضرتك احس أنى كنت أعمى وبدأت افتح؟
د.يحيى:
وددت لو أننى لم أنشر السطر الأخير فى تعليقك، لعلك تعرف أننى حذفت منه جملة أخرى خجلت من نشرها، لكنى تجاوزت مقاومتى لأطمئن علنا أن كلماتى تصل لأصحابها وتفعل بهم ما أتمناه،
ثم إن تكرارك لهذا المقتطف ذكرنى ببناء الهرم، برغم ما عندى تجاه ذلك من تحفظات.
أ. محمد غنيمى: التراث الشعبى حضور فى الوعى؟ أم ديكور للحكى؟(13-2-2008)
لابد من الإشارة إلى أننا بحاجة ماسة أيضا إلى التخلى عن بعض السلبيات الموروثة ، وهذا ـ أظن ـ لن يقلل من صدق تمسكنا بتراثنا على الإطلاق.
د.يحيى:
ولماذا بعض السلبيات وليس كلها؟
* * * *
ملحق الحوار (تكملة لحوار الجمعة الماضى عن الذل)
د. محمد يحيى الرخاوى: لعبة الذل (1) المرضى 17-2-2008
ملاحظة: افتقدت معنى هاماً للذل، أو هو احدى دلالات مصطلح “الذل” عندى على الأقل، وهو الذى يشير إلى تلك الهزائم التى تكاد أن تكون قاسمة، تلك التى يمكن أن تكون مغيرة إذا ما استطاع الإنسان أن يقبلها “لله”، أن يترك لله وحده مسألة الانتصار والإذلال، حتى ولو بدا فى الطريق منتصرون من الأسافل القاهرين.
لا أعتقد أن أحداً ينمو دون خبرات زلزلة مثل هذه ، وقد افتقدت التركيز على هذا المستوى ، لصالح مستوى أكثر نفعية هو ما تمت الإشارة إليه أكثر فى هذه اليومية .
لايذل أحد نفسه لأحد إلا وكان وصولياً أو اعتماديا، فمن اختار أن يوجه هزيمته لله ووجه ذله لله ليس إلا أحداً أدرك ضعفه، وحاجته، وهامشية المعارك الجانبية التى يجره إليها الآخرون، فاختارهما (أى ضعفه وحاجته) واقعا فنما بإدراكه، وربما تحرر بالقبول أو بالتسليم
أو ليس ذلاً ألا يتغير أحد باختياره؟، ثم
أو ليس اختياراً ألا يكمل الطريق إلا باختياره (بموافقته / تسليمه بهذا الذل)
أعلم أن التسليم ليس من شيمكم ولا مما تقبلون، ولكننى أصر عليه متجاوزاً ما قد يلصق به من دلالات هروبية استسهالية، فهو على الرغم من ذلك – ليس كذلك – وحسب
د.يحيى:
ياه يا محمد ! أحرجتنى يا شيخ
تصور يا محمد أننى أتجنب الحديث بهذه اللغة منذ مدّة طويلة، تجنبت الحديث عن الله عز وجل، بنفس المعنى الذى أتصور أنك تقصده لما أعرفه عنك، عبر حواراتنا القليلة، وبدونها
لعلك تعرف أنك بمجرد أن تذكر لفظ الجلالة، يصل إلى المتلقى فى موقع غير ماقصدتَ إليه، موقع مفارق متعين، دون أن يمرّ بوعية، هو ينفصل عن نفسه، بمجرد أن يسمعه، إلى مالا يعرف.
لا أريد أن أرد عليك أكثر من هذا الآن، لكنى أوصيك، خاصة بعد رحيلى، أن تحاول أن تحل هذا الإشكال، سواء وأنت تعبر عن نفسك وتخاطب الناس، أو وأنت تراجع بعض ما تركتُ مما لم يسمح لى العمر بنشره، أو مراجعته، أو توضيحه، أو تصحيحه
آسف يا محمد، عدت أحملك مرة أخرى أعباء جديدة، لعلها هى هى التى قلتُ فيها، وآسف للتكرار، فقد نشرت القصيدة كلها فىيومية 11-1- 2008 (حوار بريد الجمعة)
“سلمتكَ سيفَكَ قبل العده
أشهدتك سرى من قهر الوحده
القسمة ضيزى
تحمل عنى عبء الكلمة؟!!
تحمينى من بهر النور أمام جبال الظلمة؟!!
ترعانى – ولدى – طفلا؟!!”
هل كنت أرد على تعقيبك – الآن – هذا قبل 39 عاما؟
ربما !!
د. ماجدة صالح: لعبة الذل (3) 20-2-2008
وصلتنى اضافة “طالما فكرت فيها” وهى: إنه ربما كان من يذل نفسه، أو يقبل الذل على نفسه هو يذل شخصا آخر داخله
هذه النظرية قد تفسر لى اشتياق إحدى مريضاتى لذل زوجها لها (كان دائماً يعايرها بمرضها النفسى) وبعد أن اكتشف سلوكه تجاهها أمكن أن يكون أكثر احتراما لها .
د.يحيى:
لم أفهم جيدا ماذا حدث؟ وإن كنت أوافقك من حيث المبدأ
د. أسامة عرفة (لعبة الذل) 18-2-2008
بقدر رفضى للذل بقدر ما وجدتنى متلبسا بالصبر عليه، فلم أجد إلا رفضى لنفسى و للذل و للصبر عليه، لكن الرفض لم يغير فى الواقع شيئا سوى مزيد من المرارة، و قلت فى عقل بالي: “ما نِتْذل لبعض أحسن ما نتذل لحد تاني”
لكن هذا قلّب جوايا فيض غريب من عدم الثقة و لقيت نفسى باقول: الاضطرار للذل جايز يكون أشرف أو أريح من إختياره، طب، وبعدين بقى.
د.يحيى:
تذكرنى برامى وهو يقول (ما لم أنشره فى نص كلامه) “نتذل بخاطرنا أحسن”، حاسب يا اسامة، وحاسب يا رامى، وحاسب يا يحيى،
وقاك الله يا أسامة وإيانا من كل هذا فعلاً،
لا أتصور أن الذل هو حتمٌ طبيعىّ حتى نرضى به، ونتحمل مسئوليته بهذه الصورة التى أثارتها هذه اللعبة التى آلمتْ معظم من تجرأ وكان شجاعا ولعبها أو فكّر فيها، أو تخيلها.
يبدو أن المسألة تحتاج إلى عودة فعودة مع الإقرار بأن الرؤية مهما كانت صعبة يمكن أن تساعدنا أن نتغير، فتكون هى أشرف من الذل الخفى على الأقل.
د. محمد الشاذلى: لعبة الذل (2) الأسوياء – الجزء الأول
لازلت أرى أن قبول الذل، نغطيه أحياناً باعتبارنا له أنه نوع من التنازل المؤقت والتدريحى كخطوة مبدئية واستعدادا للنهوض، أظن أن هذا ليس خداعاً، إنه بالأحرى خط دفاع يمكننا من التحمل وليس كقبول؟
د.يحيى:
الخطورة ليست فى التنازل المؤقت أو الدائم الخطورة فى فتح هذا الباب، أو أن يجرى هذا فى الخفاء، أما حكاية خط الدفاع فهو أيضا من حقك وحقى، لكن من يضمن.
د. محمد الشاذلى: لعبة الذل (3) الأسوياء – الجزء الثانى
” من يذل نفسه أو يقبل الذل على نفسه، هو يذل آخر داخله”
أحاول ربط هذا الفرض بالشعور بالذنب والندم (يوميات سابقة)، ربما يدفع فى نفس الاتجاه،
إما حركة بناءة أساسها الرفض وعدم الوقوف، وإما موت أو جمود؟
د.يحيى:
أوافق على الربط
ولكنى أضيف إلى الرفض وعدم التوقف أننا إذا قبلنا الذل مضطرين ولو لفترة، ليكن ألم القبول الواعى هو صمام الأمان، أما القبول السرى، أو القبول دون ألم، فهذا هو الخطر بعينه.
أ. هالة نمّر: لعبة الذل (2) الأسوياء – الجزء الأول
إحنا ليه ما بنتحملش التناقض للدرجة ده وبنفضّل “إمّا/أو”، رغم إن الوعى بالتناقض وجدليته قد يثير الطمأنينة ويهدئ من النزاع والتنازع تجاه النفس وتجاه الآخرين، خصوصاً إنّ الناس مش دايماً بتّطر مخ على الوحش، ده فيه ناس ما بتشوفش فى نفسها وفى غيرها تقريباً إلاّ النصف الفارغ، طب فى الحالة ده رؤية الملان بيّخض قوى كده ليه؟ خطرت فى بالى إجابة عامة قد تجبّ إجابات أخرى وهى إن الحركة/الفعل والتحريك الداخلى وحتى الخارجى ثقيل ومجهد ومتحدى وقد يكون محبطاً، وإننا بنفضل نركن فى الحتة اللى بنتركن فيها أيّا كانت وبلاش رؤية ووجع دماغ والذى منه.
د.يحيى:
أوافقك على ما خطر ببالك، خاصة فى آخر تعليقك، شكراً
قبول التناقض، أنا موافق عليه من حيث المبدأ، بل أدعو إليه طول الوقت، وأدافع عنه، لكننى دائما وأبدا أؤكد ضرورة التفرقة بين: قبول التناقض كحركة مؤلمة حافزة مسئولة، وبين ادعاء قبول التناقض الذى لايكون إلا تسوية مائعة، وتلفيق خامد، حتى حكاية النصّفْ الملئ والنصف الفارغ لى تحفظات عليها، ويمكن مراجعة ذلك فى أراجيزى للأطفال (أغنية بهذا الاسم: “الُّنص الفاضى والُّنصْ المليان”..الخ)
أ. هالة نمّر
برجاء توضيح برضه طب لمّا الناس (الأسوياء) تلعب اللعبة وتشوف (بالصدفة مش بالاضطرار) يعملوا إيه لوحدهم فى اللّى، وباللّى، شافوه؟
د.يحيى:
ومن قال أن أحداًَ يمكن أن يعملها لوحده، بغير “ناس”؟
قلت مرة، الناس دواء الناس، ولا يوجد حل آخر والله العظيم، ربنا (وأكرر) سيدخلنا – إذا كنا نستأهل – فى عباده، قبل أن يدخلنا جنته، (فَادْخُلِى فِى عِبَادِي* وَادْخُلِى جَنَّتِي)
أ. هالة نمّر:
عموماً: حقيقة الاضطرار إلى الذل ومشاركتنا فيه وإحداثه تجاه غيرنا فعلاً ما كانتش جليّة وصارخة كده قبل قراءة يوميات الذل، يعنى أنا مثلاً ما كانش الذلّ فى مفردات وحدود ما أتصوره وأقبله على نفسى، وأتاريه شغّال وأنا مش دارية،
الطرمخة وإنّى أكون فرجة أوحش عندى من الوعى بيه وخصوصا بالذات إننا كلنا فى الهوا سوا.
د.يحيى:
يا هالة واحدة واحدة، لا تؤلمينى معك أكثر.
أ. مى حلمى لعبة الذل (19-2-2008)
\”لا تخدع العامل البسيط بأن تمدح عمله
شمّر وأرنا شطارتك إن كنت صادقا\”
اه لوتحركهم هذه الحكمة، لانضبطت..!!
وسأكتفى بالإشارة دون تحديد.
د.يحيى:
لم أفهم تماما، الاشارة إلى ماذا؟ إلى متى؟
تحّرك مَنْ؟
لكننى موافق
د. أسامة فيكتور: لعبة الذل (2) الأسوياء: الجزء الأول
يا ترى هذه الألعاب بتحصل بتلقائية فتحرك الوعى أم يشوبها القليل أو الكثير من العقلنة فتفسد اللعبة؟
وما تأثيرها على القارئ أو المستمع الذى لا يشارك ويقوم بتكملة العبارة، هل تحرك وعيه أم ماذا؟
د.يحيى:
كله جائز،
حسب تجربتى أعتقد أنه: الأسرع أصدق،
كلما استجبتَ للعبة دون تفكير، كنتَ أقدر على اكتشاف ما لا تعرف
د. أسامة فيكتور: لعبة الذل (2) الأسوياء: الجزء الأول
جربت أن ألعب هذه الألعاب بمفردى ولكن وجدت أنه ليس لها نفس إحساس لِعْبها وسط مجموعة، ولا حسيت فيها بزنقة لأنى مش مفضوح قدام حد.
د.يحيى:
عندك حق يا أسامة، لكن كله ينفع،
فقط جرب من جديد وقل لنا.
د. عمرو دنيا: لعبة الذل (2) الأسوياء الجزء الأول
بعد ما كنت فاكر نفسى مابتذلش ومش ممكن اتذل لقيت نفسى باتذل وباتذل كتير قوى وربنا يرحمنا برحمته بقى وناخد بالنا؟
د.يحيى:
ياه لماذا هذا؟
يارب هل أخطاتُ فى حق الناس حين نشرت هذه الحلقات الثلاثة عن الذل؟
طيب يا عمرو، ادعَ لى أن آخذ بالى معك، وندفع الثمن، لنخفف الجرعة باستمرار
د. مروان الجندى: لعبة الذل (3) مع الأسوياء الجزء الثانى
اللعبة العشرة (أثناء البرنامج كانت استجابة) حضرتك، تحتاج توضيحا، حضرتك قلت:
“نفسى إن أحنا ننسى اللى حصل فى الحلقة دى، وربنا يستر ونخليها متغطية كده أحسن. ليه؟
د.يحيى:
بالذمة، بينى، وبينك أليس هذا هو ما تتمناه أنت الآن؟
أنا أشفقت يا مروان على نفسى وعلى الناس، ونحن نلعبها
وجاءت الاستجابات، والتعقيبات الأسبوع الماضى، وجزء من هذا الاسبوع، تؤكد صدق إحساسى، وتوقعاتى!!.
أ. رامى عادل: (الذل)
الذل ليس اختيارا تماما.لا لى ولا لكم المجانين ( وانا واحد منهم للاسف) احترم بعض اتجاهتهم، وليس مجرد يجعل كلامنا خفيف وربنا يحفظنا (منهم). حاشا لله. والذل بيدى ارحم من ان يكون بيد عمرو. مش يمكن عمرو يكون غشيم ويقصف عمرى بقصد أو من غير، ولكل ذل يمر وفترة، نطاطى – سوا – فنتجاوز الذل معا. على الله ينفع يا عم يحيى (انت مكشملي؟!!!!!!) دنا باضحك غصب عني. اصلك مكشملي. فكّها بقى سلام
د. يحيى:
يا رامى مازلت أتابعك بشغف ضد كل الاعتراضات، وإن كنت لا أرد إلا على أقل من عُشْر تعليقاتك، وإليك هذا الرد:
والله فكرة !! لكن ماذا نفعل لو تعودنا على إذلال أنفسنا، ثم أسميناه شيئا آخر.
دعك من حكاية “نطاطى سوَا. ليس عندى أى ضمان لإمكانية أن نتجاوز الذل معا
فهمت “مكشملى” بالعافية، لعلك تعنى “مكمجِنِّى”، إذا كان ذلك كذلك، فلك مثلما قلت، حتى نرى من الذى يستطيع أن يُجدْلِغُ(مِنْ جَدْلغَةْ) أكثر!
[1] – ما بين قوسين أضفته الآن