نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 7-5-2023
السنة السادسة عشر
العدد: 5727
ثلاثة دواوين (1981 -2008)
الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب“[1]
زاد الأولياء
-1-
يــا بسمة الرضيعْ،
يا نسمة المساء فى الربيعْ،
يافـِطرتى الوديعةْ
من لى بسيفٍ باترٍ محبّ؟
يا أمنا الطبيعة
الثدى جفَّ والرضيع لا يريد ينفطمْ
-2-
لا .. لستُ ممن يحذق المسيرَ فى الهواءْ،
أو من يعومُ فوقَ موجِ الـَّرمـل فى العراءْ،
أو يقبضُ الريحَ التى حبستموها فى القمـاقْـم.
لا..لست ملاّحا يجوب الخافقين سائحا،
ولستُ من جنودِ سْـلطاِن الكلام والمقاعِدِ الوثيرةْ،
ولست من حـُـرّاس بيت المالِ أو بيت القصيد والنَّغمْ،
ولست ممَن يحذقون لــُعبة
الأمثال والحـِكـمْ.
-3-
لكّـنِـنـى برىءْ،
قسما بربِّ النـاس إننى برىءْ.
جريمتى هُويّتى،
فقدتُ مـِقودى،
فقادَنى ذاك الذى قد ألبسوه صورتى،
فَـرُحُت عَـنـْهُ أنسلخٌ.
-4-
…لــمْ تنمُ بعدُ حول جـِـذْعِـىَ الزعانفْ.
وريشىَ الزغبْ،
قد طار فى غَـيْـرِ اتجاه،
فَـغُـصْـتُ فى بحورها العميقةْ،
يا مُــرَّها الحقيقهةْ.
-5-
العَـلْـقـمُ المعـقُودُ فوق جِـذْعِ شَـجـرة،
اللامع المصقول مثل دمعة المهاجرِ الوحيدْ،
قد صار زاد الأولياءِ الرُّحَّـلِ،
إلى بلاد الله خلْقِ الله فى كدْحِ اللقاءْ.
ـ6-
يــا شَـوْكها الظـُّـنُـون فى خميلِـة القلوبِ الوجـِــلـَــهْ.
قد أجهضوا الآمال بعد ما تَـخَـلّقَّـتْ.
يــا رجفة الولاَدَةَ الجديدةْ،
يـــا رقصة الحبالِ فوق أَفـواهِ السـِّباع الجائعةْ.
يــــا بطء خطْوِ الموتِ من قبلِ المـَخَـاِض المُـّنـتَـظَـرْ.
الإسكندرية 14/7/1981
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى: ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”. منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. (2018)
– قصيدة “زاد الأولياء” من الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب” (ص 27)