نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم 5):
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 15-12-2020
السنة الرابعة عشر
العدد: 4854
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم 5):
وخاطب مولانا النفرى قائلا:
يا عبد
سقط الحرف
وهدمت الدنيا والآخرة
واحترق الكون كله
وبدا الرب فلم يقم له شيء
فلولا أنه بدا بما احتجب واحتجب بما بدا:
لما بقى شيء ولا فنى شيء
ولو بدا بما بدا لا بدا أبديه على ما له بدا
ولو احتجب بما احتجب
لما عرفه قلب ولا جرى ذكره على خليقة
فقلت لمولانا:
وددت يا مولانا لو أعفيتنى من قراءة هذا النص..
ومع ذلك، مادمت قد أصررتَ، فإليك اجتهادى المهزوز:
……
أما أن يسقط الحرف، فليسقط، مع أننا كنا نتوكأ عليه حتى كشفت لنا هشاشته
أما أن تهدم الدنيا، فلكل أجل كتاب
فكان لابد أن تهدم
أما أن تهدم الآخرة، فقد فزعت ثم فزعت، ثم أفقت:
الآخرة التي تهدم ليست هي الآخرة الآخرة
الآخرة الآخرة مفتوحة النهاية
وبدا الرب
وهذا يكفى، ويـُـغنى
ويرضى ويعين
فلم يقم له شيء: وهل نحن فى حاجة إلى شيء
بعد أن بدا الرب!
وبما أنه: بدا بما احتجب
واحتجب بما بدا:
فكل شيء قائم به وله وإليه، ولا دائم إلا هو
وإذا بدا بما بدا فمن ذا يقدر على رؤيته
فإذا احتجب بما احتجب أظلمت الدنيا واختفى الطريق
فكيف يعرفه قلب أو يجرى ذكره على خليقه
إن كل ما يمكن أن يحجبه هو أعجز من أن يحجبه
فهو إذا بدا، وهو ليس كمثله شيء: فقد احتجب
فهو حين بدا بما بدا واحتجب بما احتجب بدا
فما بقى شيء ولا فنى شيء ، ولم يكن له كفوا أحد
……
ولولا كل هذه الحركية الدائمة الدوامة التي تفنى فتتجدد
فلا تفنى وتتجدد إذ تفنى لتتجدد
لما بقى شيء ولا فنى شيء إلا هو الأول والآخر.
2020-12-15