حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 11-12-2020
السنة الرابعة عشر
العدد: 4850
حوار/بريد الجمعة
مقدمة
مازلنا فى نفس الدائرة الطيبة
بارك الله فيهم.
****
أ. شيرين سعيد محمود
المقتطف: يا عبد من لم تكن له حقيقة به كيف يضرّ أو ينفع
التعليق: ورد الى ذهنى انه من يجهل وجود الله عز وجل ليس له وجود فى الحياة او الاخرة
د. يحيى:
هذا إذ كان المقصود هو وجود الله عز وجل، النص خص الشرْط أن تكون للعارف “حقيقة به” وهذا أمر آخر.
أما الجهلاء فليس عندهم إلا همهمة بلهاء، أو فذلكه عمياء
وهم حتى قد لا يميزون بين “ما يضر وما ينفع”!
****
د. رجائى الجميل
يا عمنا هذه المخاطبة تخاطب العارفين الذين حضروا ويحضروا بفضله وكرمه ورحمته .
فهو عينهم التى تبصر انت سيد العارفين يا عمنا أن الفكر له حدود فى نهاية النهاية .
فاذا حضر الله وكشف فلا يكون للتفكير مكان .
وكذلك هو على (ما طرقنى وطرقك وطرق كل عارف) كفيل بالدفع فقد قال “ان الله يدافع عن الذين آمنوا” فالتحدى هو الايمان الايمان . “ولينصرن الله من ينصره”
د. يحيى:
واحدة واحدة يا رجائى واحدة واحدة يحفظك ويحفظنا الرحمن الرحيم.
إذا حضر الله “كشف حتى لا يكون للتفكير مكان “هذا تعميم خطير، ربما (التفكير تعنى الحرفى المنطقى) لكن:
يظلّ للإدراك اختراق ورؤية
ويظلّ للوجدان نقد وبصيرة
ويظلّ للعقل الوجدانى الاعتمالى إبداع وجدل
ويظلّ للوجود أصل وغاية
والله سبحانه حين يدافع عن الذين آمنوا لا يعفيهم – كما تقول- من التفكير (لا يكون للتفكير مكان)
ربما يعفيهم من التفكير الرمزى التعليلى والتفكير المسلسل (عمل النصف الطاغى للمخ مستقلا)
لكن هناك أنواع وأنواع من التفكير يا رجائى تجاوزتْ وصاية هذا الجانب الطاغى، وإن تعاونت مع الإبداع
فحنانيك يا إبنى حنانيك.
د. رجائى الجميل
جعلنا الله واياك ممن اغناهم عن فكر قد يضلل، وممن دافع عنهم بكرمه وقدرته.
د. يحيى:
آمين
هيا لنستأهلها
وله الفضل من قبل ومن بعد
أ. محمد الويشى
المقتطف: الاستسهال أخفى على النفس من أوهام القدرة والاستسلام أغمض من تبرير المعذرة
التعليق: المقتطف دا اربكني! لعلّي محتاج توضيح ..
د. يحيى:
يا محمد يا إبنى: إقرأ النص كله مرة أخرى أو مرات، ربما يصلك بعض ما يفيد
****
أ. شيرين سعيد محمود
المقتطف: الطالب: لقد حفظتك، فأغلب ما يتراءى لك تنطلق منه وكأنه الحقيقة الجديدة الأخرى، لكننى لا أخفى عليك أننى أجد من الصعب علىّ أن أسلم له بسهولة.
التعليق: ورد إلى ذهنى ان ما نراه او نكتشفه نحاول إثباته او لربما نريد التأكد من صحته أو تعديله
د. يحيى:
ليس بالضرورة يا شيرين
أعتقد أن أغلبنا أصبح يستسلم للكلمة المكتوبة، وخاصة المنشورة، وكأنها القضية المنتهية التى لا تحتاج إلى إعادة نظر أو نقد أو مناقشة.
وسوف نُـسأل عن هذا وذاك ولن نجد مبررا مقبولا لما سمحنا لعقولنا أن تقبله دون نقد أو ممارسة أو مراجعة.
أ. شيرين سعيد محمود
المقتطف: الطالب: ولكنك تتكلم عن الحرمان من النوم وليس عن الحرمان من الأحلام.
التعليق: ورد الى ذهنى ان الاحلام هى الآمال التى نسعى لتحقيقها وان اخفقنا فيكفى أننا حاولنا.
د. يحيى:
لا داعى للتعميم يا شيرين يا ابنتى، الأحلام التى هى الآمال التى نسعى لتحقيقها (كما تقولين) لا تمثل إلا أقل قدر من الأحلام المحكية، إنْ كانت تمثلها أصلاً، وهى ندرة إذا قيست إلى نشاط ووظيفة الحلم الرائعة ودور الحلم الايجابى الهائل فى إعادة تنظيم المخ والأمخاخ، بغض النظر عما إذا كان ذلك يرتبط بالأمال أم بغيرها.
أ. شيرين سعيد محمود
المقتطف: وعلى ذلك: فإن الأحلام تعتبر صمام أمن ضد الجنون حتى ولو لم تتآلف مع مادة اليقظة، دون تفسير.
التعليق: معنى ذلك ان عدم وجود الاحلام أو غيابها أو عدم انتظامها يضع الصحة العقلية فى مرحلة خطرة؟
د. يحيى:
هذا صحيح وقد ثبت ذلك أكثر من خلال تجارب ” حرمان الشخص من النوم” والأهم من خلال تجارب الحرمان “من الحلم” تحديدا، والأخير يتم بإيقاظ النائم كلما بدأ ظهور دورة النشاط الحالم فى رسام المخ الكهربى بطول ليلة بأكملها وأكثر من ليلة أحيانا، وقد خلصوا إلا أن أهم فائدة للنوم قد تكون هذا النشاط الحلمى الابداعى التنظيمى، وهو وظيفة الحلم الأساسية وإبداعه التلقائى.
****
أ. شيرين سعيد محمود
المقتطف: لا تتمادَ فى الكلام عن أحزانك حتى لا تعطيها شرعية الانشقاق، كفى اجترارا، وهيـَّا انصهـِـر فى الكل الجديد،
التعليق: اعتقد ان المقصود هنا الاعتدال فى الحزن هو السبيل للسلامة وذكرنى ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاة ابنه إبراهيم ان القلب ليحزن والعين لتدمع وان لفراقك يا ابراهيم لمحزونون ولا نقول الا ما يرضى ربنا
د. يحيى:
الاعتدال فى الحزن مطلوب، ومفيد، ويقربنا من التسليم لقضاء الله.
وأعتقد أن هذا هو من أكثر ما يخفف وقع الأحداث الفاجعة.
أ. شيرين سعيد محمود
المقتطف: إن إطالة الصراع بين أجزائك: هو تأجيل لوجودك الواحد المتناوِبْ، فاحذر أن تــُنهـِك قواك وأنت تحسب أنك تقاتل، إبدأ بأىِّ منكم، وسوف يكتمل الفريق: مع التناوب، والنبض، وسط الناس، وبهم .
التعليق: قبول ال ego states وتناغمها مع بعضها البعض يكون طريقا للصحة النفسية.
د. يحيى:
“التناغم” و”التناوب” أهم من القبول، وهو ليس قاصرا على الـ ego states
والتفاصيل تحت أمرك على طول موقعى وعرضه.
****
أ. فؤاد محمد
المقتطف: أن تستسلم للكمون مرغما مؤقتا: يتيح لك فرصة أن تلد نفسك بعزم جديد متى أتيحت الفرصة.
هذا أفضل من أن تموت سرا وانت تنعى حظك وكأنك تقاوم لتعيش
التعليق: أظن أن الاستسلام للكمون مهم فهو الأنسب للاحتفاظ بالدهشه والربكة والحيره
د. يحيى:
برغم أن “الكمون” قد يبدو لأول وهله ضد الدهشة والخبرة، إلا أنه فعلا قد يكون أيضا استعدادا مهما لأداء أدق.
****
د. رجائى الجميل
تتكثف رؤى القلوب الناطقة………بكل حرف لا يقال.
تتلاقى فى افق عصية على التلاقي………يعجز المتلقى برغم الحضور
يحاول ان يتملص………تتهاوى عليه اسراب الوهح.
لا ينطفيء. ………يعجز.
ويداوم مكابدة كل الحضور الغائب………الحاضر………يعشي
ولا يعرف الا انه يعرف. ………يصبر.
فمبدع الحضور بغشى الوجود. ………لا ينبس.
يصبر………ليس له اختيار.
د. يحيى:
ليس له اختيار إلا ما سبق أن اختاره من طُرقٍ إليه
****
د. رجائى الجميل
هل فكرت يوما فى محاولة تعريف الجنون .؟ اعلم انك تتبنى الفكر البيولوجى واعلم واعلم واعلم ……
ولكن سؤالى كيف جاءت هذه الكلمة فى القرآن الكريم ( أَمْ يَقُولُونَ بِهِۦ جِنَّةٌۢ ۚ بَلْ جَآءَهُم بِٱلْحَقِّ ………
فهل الجنون هو المرادف للغطاء الذى يخفى حتم التطور مع عدم القدرة عليه وبالتالى الهروب ؟؟؟
وهل الجنون اختيار من بعد او عمق معين.؟ سمعتك تقول ان الجنون هو ابداع مجهض خايب.
اسئلة كثيرة حائرة ارجو ان يسمح وقتك ان تحاول الاجابة عليها من منظور بيولوجى ايضا.
د. يحيى:
التعقيب على مداخلتك هذه يا رجائى يحتاج إلى مجلدات هى فى متناولك إن شئت فى موقعى، أهم ما أرجو أن يصلك منها هو أن تعبير “بِهِۦ جِنَّةٌۢ” ليس مرادفا تماما للفظ “مجنون”
كما أود أن أبلغك أننى لا أتبنى الفكر البيولوجى كما ذكرت، بل إنى أفرح به من حيث أن كلمة Bio “بيو” تعنى الحياة،
علما بأن النيوروبيولوجى الأحدث أصبح أقرب إلى “العلوم الكوانتية” و”الفلسفة” وهو يقربنا من المعرفة الكلية من أكثر من زاوية، أما النيوروبيولوجى التقليدي فهو المستغرق فى الرموز والحروف حتى انحبست عطاياه فى الخلايا والكيمياء كما حبس التفكير في التفكير العلّى المسلسل! عمل نصف المخ الطاغى وحده تقريبا.
أ. فؤاد محمد
تعليق عام : لو لم يطرق الفن فينا الاصوات الساكنة الاخرى أو يقربنا من تلك الاضواء الخافته أو المنطفئة داخلنا لا استسيغه ، أملّ القصيدة المزخرفة مثلا لو لم تجرجرنى معاها أو لم تلمس فى شئ كنت اخافه لمسه .. الخ
د. يحيى:
على البركة.
أ. فؤاد محمد
المقتطف: وفن الرشوة يفصم الوجود ويبرر الانشقاق.
التعليق: أظن ليس هناك أبلغ من هذا التعبير لتوضيح بشاعة هذا الفن..
د. يحيى:
تقريبا.
****
2020-12-11