نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 19-7-2020
السنة الثالثة عشر
العدد: 4705
من ديوان: “سر اللعبة” (1)
الفصل الثانى: تفجير الذرة وما قبل الفكرة
1- اللبن المرّ (2 من 2)
……………..
-5-
فى يوم الرعبِ الأول
لما غادرتُ القوقعةَ المسحورةْ،
ضـَدَمـَتـْنـِى الدنيا
نار الحقد قد اختلطتْ بجفافِ عواطف ثلجيةْ
فتجمّد تمثال الشمعِ المنصهرِ
…………..
لمّا غرق القارب فى بحر الظـُّـلـْـمة
قذفِنَى اليمُّ على شاطئهم
صوّر لى خوفى أن الكل يطاردنى
………..
جفّ البحر ورائى
وهواءُ البـَرِّ الساخن يزهق روحى
لم تنبت فى صدرِىَ رئةُ بعد
وتمدد جسدى ينتظر الموت
-6-
هل يوجد حلٌّ آخر؟
هل أفتح بابى بعض الشيء؟
ورويدا دخل الدفء إلىّ
فأمنـْـتْ ..،
سـَـقـَـط َ الشـَّـك
وَنمتْ فى صدرى بعضُ براعم تنتظر هواء الودّ
ما أحلى أن يخلع ذاك الوحش الوهمى قناعه،
حتى يبدو إنسانا يعطى ويحب
هل حقا؟! أن الدار .. أمان!
أن الناسَ بخير؟
قد كدت أجفْ من قرّ الوحدةِ وجفافِ الخوفْ
سقطت أوراقى،
لكن العود امتدْ، فى جوف الأرضْ
إذ لو نزل القطر
فلقد يخضرُّ العودْ
أو ينبت منه الزهر
-7-
لكن البقرةْ، قد تذهب عنى
وأنا لم أشبعْ
لا .. لن أسمحْ
ليسـَـتْ لـُـعـْـبـَـة
هـِىَ مـِلـْـكـِى وحدي:
أضغطْ: تحلبْ
أتركْ: … تنضبْ
أضغطْ تحلبْ،.. أتركْ تنضب،
لكن هل تنضبُ يوماً دوما؟؟
أفلا يعنى ذاك الموت؟
ملكنى الرعب ..
واللبن العلقم ..، يزداد مرارة
فكرهتُ الحبْ
وقتلت البقرة
……
وصعدتُ إلى جبل الوحدة
أنحت فى حجر الصبر أدراى سوأة فعلي
ووضعتُ الصخرةَ فوق الصخرة
وبنيتُ الهرَم الأكبر
علّ السُّخرة، تغفر ذنبى،
ونصبت تابوت الملك الأعظم
ومضيت أقدم قربان حياتى لجلالته
-8-
نخر السوسُ عصاه ْ
وإذِ انـْكـَـفـَأ على وجـِهـِهْ
زُلَزِلِت الأرضْ
سقط الهرم الأكبر
فوق رؤوس الأشهاد
فى سكرة موت،
أو صحوة بعث
[1] – يحيى الرخاوى ديوان “سر اللعبة” (الطبعة الأولى 1977، والطبعة الثانية 1978 والطبعة الثالثة 2017) والديوان متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net وهذا هو الرابط.