فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (133)
نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 25-7-2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4345
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (133)
جائزة مقدراها مائة جنيه لم أعرف قبلها من النقود إلا راتبى الصغير فأملت أن تكون الخطوة الأولى فى طريق الثراء، فكم من زميل بدأ من الصفر ثم أصبح من كبار الأغنياء وسألت أحدهم عن الوسيلة فضحك وقال لا تسل عن الوسيلة فلا يجهلها أحد ولكن سل عن الشخص والزمن.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
وسألت عن الشخص أولا، فقيل له إنه يسكن فى حجرة مميزة فى المقابر بعد الخلاء مباشرة، فانطلقت وأنا أحمل الحقيبة وبها المائة جنيه، وأنا على يقين أننى سأجده، وأنه سيدلنى على طريق الثراء، وحين وصلت إلى أول المقابر وجدته ينتظرنى، وبادرنى قائلا: قلت أوفر عليك عناء البحث. ومد يده مباشرة إلى الحقيبة، وكأنه كان يعرف مسبقاً كل شىء فسلمتها له دون تردد، فاستدار وقال اتبعنى، وكلما جد فى السير وأسرعت خلفه زادت المسافة بيننا وأنا لا أجرؤ أن أناديه حتى كاد يختفى، لم أستطع صبرا وفتحت فمى لأصرخ فيه أن انتظرنى، فلم يخرج صوتى أصلا، واختفى الرجل وتوقفت وأنا أتحسر، وتصورت أنه لو حضرنى فى تلك اللحظة ذلك الذى نصحنى لقتلته، وإذا به يتمثل لى أمامى، فراح غضبى فجأة، وحل محله عتاب رقيق .
قلت له: أهكذا؟ قال: أنت بحثت عن الشخص ولم تبحث عن الزمن؟ فقلت له: هل كان ينبغى أن أبحث عن الزمن أولا؟ قال: بل عنهما معاً دائما. قلت: ولكننى لا أعرف كيف.
قال: ولا أنا.
ثم قهقهه وانصرف.
2019-07-25