نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 28-2-2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4198
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (112)
يالها من ضوضاء فثمة أصوات متضاربة وخطوات تهرول حيناً وتركض حيناً وصرخة هنا وصرخة هناك، طلقات نارية وامرأة تستغيث بالله .. أذهلنى التشابه بين صوتها وصوت المرحومة أمى ومن فورى هرعت إلى السطوح حيث اجتمع إخوتى وأخواتى وحدثت أخى الأكبر عن الاستغاثة والصوت فقال لى بتيقن بأن الصوت هو صوت أمنا دون غيره وليس آخر يشبهه.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
قلت له فماذا ننتظر؟! فقال إسأل نفسك، فمضيت أنزل السلالم أربعا أربعا، وأنا أتصور أنه يتبعنى، إلا أن أحدا لم يكن ورائى، وحين انتهيت إلى الشارع سمعت أصواتاً جديدة وهرولة جديدة، لكن الصرخة هذه المرة كانت صرخة رجل سرعان ما تبينت أنه أخى، وحين وصلت إلى الشارع وجدت المرحومة أمى جالسة على الرصيف وهى تحتضن رأس أخى على صدرها وكأنها ترضعه، فاختلط على الأمر بين الفرحة بلقائها بعد كل هذه السنين وبين الأسى على أخى المصاب ولست أدرى ماذا به، انحنيت وقبلت يدها فبللت دموعها خدى، وهى تنهنه وتردد: لماذا تعجّل أخوك هكذا! كانت أمامه فرصه! فنسيت كل شىء وقلت دون تفكير: آخذها أنا يا أمى بدلا منه، فزغرت لى زغرة هائلة، ولم تعقب.