نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 30-5-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3924
الأربعاء الحر:
أحوال وأهوال (75)
الديـوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”
قصيدة “ورأيته يسرى بأوراق الشجر!”
ورأيته يسرى بأوراق الشجر! (1)
-1-
قطعوا حبالى بُعْثرت أوصالى،
وفُطمت من قبل الرضَـاعْ.
فقبعتُ فى ركــنٍ قصىٍّ مظلمِ،
وحبوتُ جذعى للجدارِ تمايلـتْ أعطافـُهُ،
فلَـزمتُ صمْـِتى.
-2-
وطرقتُ باب أمُـومَـتى ، فتنصّتت:
هل ياتُرى قد أدركتْ؟
همّــتْ ؟ تراجعتْ؟
ماتـتْ؟ تماوتتْ؟
فاهتاج جوعى للحياهْ،
والنَّزْفُ من وخز الألمْْ،
لايــنـْـقطعْ.
-3-
وتداخلتْ أطرافُـناَ فى دِفْء بـَعْـضهَـا،
مادَتْ بنا رخاوَةٌٌ مهترئهْ،
( الرجفةُ الصقيعْ.
التوبةُ الرجوعْ.)
-4-
وجمعتُ من أسبابِها :
ولدِى، أَنَـا،
يا لوعتى، لستَ أنا،
-5-
وتسـَرَّبتْ خطواتنا بين الشقوقِ الجائعةْ.
ياربـــَّـنا ياقَـدرَى ،
جفـَّـتْ مَـنَـابـِعى ،
خُـذْنى كَـفَـى ،
خُـذْنى كـفـى .
-6-
فأضاء وعيى بالمـُـنـى،
تمتد بعد المنتهى.
يــا فرحتى: لستُ أنــا.
هى فرحة الطير الذى تطايرت خميلـَتـُهْ،
ثم الْـتَـقَـى بأمّه
حَـمَـلـَتْـهُ تحت جِـناحِـهـا، وأوْدعْـته فى الَـفـنَـنْ،
هى فَـرْحة السـَّمَـك الذى رجع المياه،
من بعد ما ذاق الجفافَ الموتَ فى قر الرمال الساخنهْ.
-7-
ورضعتُ من مجرى عيون لا تغيض:
ورأيتُـهُ يسرى بأوراقِ الشجرْ،
وشربتُـهُ قطرا بهيجا فى النَّـدى.
وطعمتُـهُ شهدا رحيقا فى الثمرْ،
وسمعتـُه فى صمـت طائرٍ شـَدَا،
صاحبتُـه صمتاً رصيناً فى الحجرْ
-8-
وِبَرغْم رقصِ الكونِ من حَـوْلىِ بِـنَـا،
قد عاودتـْنى عِلَّتِى :
ربى أنا ؟ أفلستَ ربَّ الناس ؟
أين الناس ؟
-9-
ورجعتُ أحبو فوق شـَوْكِ حَـنَـانهم ،
برحابهم
كدْحاً إلى وجه البشرْ
نحو الذى نحن به كذا …
-10-
يـــا مرّ تاريخى القديمْ
قد خِـفْـتُ لفّة دورتى .
الطائف 15/9/1981
[1] – يحيى الرخاوى: قصيدة من الديوان الأول “ ضفائر الظلام واللهب ” وهو ضمن ثلاثة دواوين (1981 – 2008) مجتمعة وهم: الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات” وهما تحت الطبع فى طبعة ورقية حاليا (2018) تطلب قريبا من مكتبة الأنجلو المصرية – القاهرة.