الموجز
هذه لمحة من خبرة طبيب مبتدئ تحت التمرين يحضر العلاج الجمعى (التطوري) كمتطوع وليس كمعالج مساعد بعد, وهو يعلن قسوة المواجة رغم أنه لا يعانى من أى عرض ولايندرج تصنيفة تحت أى مرض, وهو يحاول فى خبطات متناثرة أن يصف خبرته بالقدر المتاح من الألفاظ, وهو يوفق فى الإشارة إليها حسب ما سمحت به ذاكرته وقدرته اللغوية, إلا أن المتمنع فى عمق ضرباته المرتجفه , وتبريداته المقنعة يمكنه أن يستدل على عمق الخبرة وخطورتها بأكثر مما سطر وعرض.
وهكذا يفتح صديقان باب المحاوه أمام الأطباء النفسين والمعالجين يشاركون المرضى لعبة التعرى ولكن بمسئولية الرواد.. فهل ياترى يستطيعون؟
الخـبرة:
فيه علاقة بينك وبين الناس الغلابة دول؟ أيوه فيه… فين؟؟! .. .. فين؟ .. .. الله, مالك ياواد اتلخبط كده ليه, وعرقت ووشك اصفر.. ماتورينا إمال..!! ماهو .. ما أنا.. ما هو.. .. ما هي.. .. ما هم…. ما هماشى هنا.. ياه ! مش معقول !! أستاذك ح يقول عليك ريه بعدين ؟ الله واللى قاعدين سامعين ؟؟ دة مش حاسس بحد.. ده فى ملك لوحده.. لألأ موجود أيوه موجود .. .. طب فين؟؟ ما أنا.. أصله .. أصله إنت ما فهمتش اللعبة .. إنت خايف كده ليه !! أنا.. .. نفسى .. كده.. طب قول : طظ فيك .. .. نفسى وبس لألألألأ .. أنا بارفض اللعبة دية .. أرفضها خالص خالص. .. مش عاروز حد يلغيها .. ما يصحش… وبعدين لعلمك كمان بقى أنا تعبت .. أنا قلبى بيضرب جامد قوي.. وإيدى عرقت على الآخر.. لا.. مش ممكن , مش لاعب.. وبعدين أمال بقي!! باقول للناس كلها طظ فيكم وأنا نفس وبس , مافيش غيري.. .. لا لا أنا مش كده, ده مش في.. لأعيب.. طب.. واللى موجود هنا ؟؟ واللى موجودين هناك ؟؟ .. لالا.. إنت المرة دية مش عارف طريقة اللعب.. .. لألأ.. أنا.. مش.. نفسي… كده.
طب حاول تساعد … وادعى تساعد, لأ مش قادر … معلهش جرب …. يمكن تفلح!… لأياسيدي!!اللى هناك أولي… لو قدرت..الله .. ياواد الحق … ده ح يبان المستخبي…دارينفسك… هو عيب … ده ياويلك لوقدر يقراها .. ما انت سطرتها بالكلام… إتزنقت ياجدع .. طب أضحك .. قال يعنى مكسوف … لا… إنت مش عارف نفسى .. اللى جوه برءواللى برءجوه .. ده أنا.. قلبت.. نفسي.. كده.
رؤية شخصية بعد الخبرة:
عند مواجهتى بالواقع أى واقع ..أقام دائمآ هذه المواجة .. أحاول أن أهرب .. أن أهرب من رؤيته بحجمه.. ومن مواجهته من واقع مسئولية … فكيف بى بالله عليكم أن أرى نفسى .. وجهآ لوجه .. فأنا الرجل المحب لكل الناس .. الذى معه كل الناس ..فأنا الذى يقيم علاقات وطيدة مع كل الناس.. وأنا الذى أستحيى أن أهمل الناس وأن أطردهم من فلكى … إننى لايمكن أن أسعى لمصلحتى فقط على حساب مصلحة الناس.. ومع هذا فأنا لا أساعد ناسي.. وأنا أكتم هذأ على الناس لكى لا يقولونا على أناني.
ولقد لاحظت أنه أثناء المواجة مع الواقع فإن الخوف من نتائج هذه المواجة هو الذى يدفع إلى اتخاذ مسالك جانبية وطرق ملتفة, لأنه عندما تكون المواجهة صريحة , يتضخم حجم الشئ , ونراه بحجمه الطبيعى بكل عيوبه.. ولا تظهر مزاياه.. وذلك للرغبة الموجودة فى القضاء على كل عيوب الناس والادعاء أن صاحب الدعوة الكريمة خالى من أية عيوب أو أيه إشارة بسيطة إلى أى عيب من العيوب.
إنه الخوف الذى يجد لنفسه مخرجآ فى وسط هذا القوم.. إنه الروح الجمعى المطمئن … الذى يحمى الفرد من قسوة الخوف.. وهو ينظر إليه نظرة المتقبل لهذه الحقيقة وغير المتقبل الادعاء.
الخوف ما هيته… ظهوره… تناوله:
ما هو الخوف!!
الخوف عبارة عن أحاسيس ومشاعر معينة تجعل المرء لا يرغب فى مواجهة موقف ما…
هذه الأحاسيس قد تكون شديدة فتشير رغبة قوية فى المرء للهرب من هذا الموقف … ولو حاول المرء هذا وسدت فى وجه السبل وما كان من سبيل إلا المواج ثار فى نفسه قلق واضطراب.. وقد تكون الأحاسيس متوسطة الشده أو خفيفة وحينئيذ يمكن على المرء التغلب عليها بأى من الحيل إياها…
ولكن ماذا عن الخوف فى مجموعة العلاج الجمعي!!
إنه هو بعينه.. نفسه.. نفس الخوف الذى نحس به فى حياتنا العامه…
ولكن الأمر يختلف .. . ذلك أن الموقف الذى نخاف منه هو واقعنا وحقيقتنا واضحة, جلية للعين , كاملة بكل مقاييسها من قدرة وضعف , وإقدام وإحجام, وظاهر وباطن , وقبول ورفض, وقبول ورفض , وحلو ومر, من مرغوب فيه ومن مستاء منه, كل ذلك تحت العدسة المكبرة التى تظهر أدق جوانب واقعنا المحتمية بانفعالاتنا والمختبئة بتفاعلاتنا.
كيف إذن يظهر الخوف فى مجموعة العلاج الجمعي!
إنه يظهر كلما وجدنا أنفسنا فى مواجهة صريحة مع أنفسنا وذلك أمام أفراد المجموعة فرادى فرادى وأمام المجموعة ككل نتفاعل أو نحاول أن نتفاعل معه.
فرادى فرادى فكل واحد منهم تربطنا به علاقة ما وما من شك فى تأثير وتأثر هذه العلاقة بهذا الخوف وتناوله ولكن فرادي.
فلو كان الخوف نصيبه الإنكار من جانبنا لكانت رؤيتنا أقل وضوحآ ولكان موقفهم أقل وصدقا قبولا ورفضآ.
ولو كان حظه الاعتراف به وتقبله ومحاولة تقليله بما يتفق مع صدق الحياة وسنتها ومبدئها لكان موقفهم أكثر قبولا أو رفضا ولكنه أكثر ألما.
ماذا يحدث إذن لو ظهر الخوف لنا!!
من واقع حضورى فى مجموعة العلاج الجمعى عدة مرات قليلة… وجدت أنه ينبغى علينا أن نتظر فترة قد تطول كى يتفاعل هذا الخوف مع وجداننا ومشاعرنا وكى نتأثر به ويؤثر فيه موقفنا فى الحياة.
فأيآ كان رد الفعل المبدئى من جانبنا سواء الإنكار أم الرهبة والقلق أم الاعتراف والقبول فلابد من مراجعة حساباتنا ومرات وتقيم انفعالاتنا بموضوعية تزيد بتكرار المراجعة لها.
كما ينبغى أن نكون بصحبة من تكون له دراية طويلة فى مجال التفاعلات الإنسانية حتى يمكننا الاستنارة والاهتداء والاسترشاد برأيه, رأى موضوعى علمى وواقعى ومسئول, لامفر من الاعتماد عليه المبتدئ.
وأعتقد أنه طالما حاول الفرد أن يسعى للموضوعية فى هذه العلاقات فلابد وأن يستفيد كثيرآ من الخوف.
لكن يبدو أن الطريق طويل، وأن فى جراب الحاوى الكثير والكثير.
ربك يستر!!