يحيى الرخاوى طبيب نفسى
نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 25-12-2016
السنة العاشرة
العدد: 3404
الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (138)
صعوبة فهم ماهية المخ، وخطورة اختزاله
مقدمة:
مازال الهدف أساسا هو رسم صورة العلاقات التركيبية بين مختلف منظومات المخ (=حالات العقل = مستويات الوعى = مختلف الأمخاخ) وما وصلت إليه علاقاتها ببعضها البعض “الآن”، وبالتالى تكون المهمة هى تشكيل “بورتريه شامل حى” للحالة الراهنة، المسماة “النفسمراضية التركيبية”
وقد أوردنا أمس مناقشة أول بندين فى الجدول المقارن، ونواصل اليوم “ثالثا”
ثالثا: قراءة المخ (الأمخاخ) وما آل إليه ترتيبها الآن
نواصل اليوم تقديم البنود الأخرى التى تحتاج إلى تفصيل، يعتبر فى البداية والنهاية هو الأبجدية التى تساعدنا على قراءة المخ البشرى، فى حالة المرض (والصحة إذا لزم الأمر)، ومن ثم على نقد النص البشرى.
موضوع اليوم من أصعب ما يمكن تقديمه، برغم سهولة قراءة العنوان وشيوع استعمال كلمة “مخ” فى كل من الأمراض العصبية والنفسية على حد سواء، بل إن العامة – فى مصر على الأقل- يفضلون إذا الم بهم عارض نفسى أن يذهبوا لمن يسمونه “طبيب مخ وأعصاب”، تجنبا للوصمة التى يتصورون أنها يمكن أن تلحقهم إذا صرحوا بحاجتهم إلى طبيب نفسى، ومع وفرة استعمال هذا اللفظ الرائع المهم، إلا أننى أعتقد أن ما يصل إلى الطبيب المختص، وليس فقط إلى المريض أو العامة، هو أبعد ما يكون عن طبيعة المخ البشرى بالذات (والمخ عامة)، كذلك فإن ما لحق هذا المصطلح، وهذا العضو من اختزال أو تشويه أو تقريب أو تجاوز: هو أكبر من كل تصور.
الحدس التشكيلى معين جيد:
كما ذكرت سابقا كيف اكتشفت أن المبدعين التشكيليين، بل والمصورين، قد استطاعوا أن يحدسوا كثيرا مما وصل إليه العلم الأحدث فالأحدث، دون أى دراسة أو قراءة أو تعلم ما يعينهم حول إدراك ماهية المخ البشرى، وخاصة بعد اكتشاف دوره الأخير الرائع فى إعادة بناء نفسه، وبما أن الصياغة النفسمراضية التركيبية هى “تشكيل” فى المقام الاول، فقد فكرت أن أكتفى اليوم بعرض بعض إسهامات التشكيليين والمصورين من مصادر المواقع مع محاولات محدودة منى دون تعليق، وذلك حتى نعود إلى بعض ذلك أو كل ذلك بشرح ونقد فى النشرتين القادمتين (على الأقل)
تشكيلات (على سبيل المثال لا الحصر)
وذلك للدلالة على اختلاف المنظور لما هو مخ بشكل متعدد
وإلى غدً، نأمل أن نوفى ببعض ما تعهدنا به