نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء : 29-11-2016
السنة العاشرة
العدد: 3378
حوار مع مولانا النفّرى (212)
من موقف “قلوب العارفين”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
قل للعارفين كونوا من وراء الأقدار
فإن لم يستطيعوا فمن وراء الأفكار.
فقلت لمولانا:
قلت لك يا مولانا قبلاً كيف رُعبت من مسئولية “كُـنْ”، ولن أخجل أن أكرر ما سبق أن غمرنى حين خطر لى هذا الخاطر، قلت :
يا مِقوَدَ الزمان لا تتُطْلِقْنِى
ثقيلةٌ ومُرعبَة
قولة “كُنْ”
لو كان بتُّ بائسَا
لو كان صرتُ نـَورْسَا
لو كان درت حول نفسى عدما….
أن أكون “وراء الأقدار” وصلتنى دعوة جديدة، ورحمة جديدة، لاحتمال امتلاك “كُنْ”، فرعبت من جديد، وبرغم شوقى الشديد، فعجزى أشد، فلأُعلن عدم استطاعتنى، لأنتقل إلى رحمته ودعوته بإمكان أن أكون “من وراء الأفكار”.
هذا وارد يا مولاى، فمعظم الأفكار، خاصة هذه الأيام، قد أصبحت قوالب فارغة أو حواجز مانعة، قوالب تـُغرى ولا تـَعـْنى، وحواجز تصدِمُ ولا تحمِى.
حين تكشـَّف لى “بحر الوجدان” ثم “محيط الادراك”، تراجعت الأفكار عن سطوتها الغبية، وانقلبت قوارب متواضعة قد تنجح أن تسبح فى “البحر”، أو تغامر فتقترب من شواطىء “المحيط”، فلم أستغن عنها، وجعلتها عونا للإدراك والوجدان والوعى الممتد، لم أرفضها، وعبرت إلى ما وراءها، مثلما لم أرفض من قبل “الحرف” مطيةً للمعرفة، والمعرفة سبيلا إلى الوقفة، إليه.
عذراً يا مولانا، لا يقدر على القدر إلا هو .