نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 4-11-2016
السنة العاشرة
العدد: 3353
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ.
*****
حوار مع مولانا النفّرى (208) من موقف “المحضر والحرف”
د. رجائى الجميل
الآيه الغامضه المحيطه التي تقول”ان ربي علي صراط مستقيم
ثم الآيه الاكثر غموضا وهي ” كل يوم هو في شأن”
وكأن الحركه هي اساسس الوجود كله.
هو سبحانه الاول والآخر والظاهر والباطن وليس كمثله شئ
وكان الصراط لا ينتهي فهو اوله وآخره الذي لا ينتهي !!!!!!!!!!!!!!!!!
فكيف لنا ان نتصور اننا وصلنا الي ما يريد لاننا لا نعرف ما يريد الا ان يرضه لنا وهو الصراط ليس الا .!!!!!!
كل يوم هو في شأن وكيف لنا ان ندرك اننا كما اراد . فمن رحمته انه كرمنا بالغيب حتي لا نظن اننا حضرنا الا بما شاء دون ان نكتمل ابدا!!!!!
كل يوم هو في شأن لكي نوقن اننا لا نعلم ولا نعرف الا تمام الخضوع فيرضي فنرضي لنعاود الكدح ولا نطمئن الا ونحن ندخل في عباده
د. يحيى:
لم أنتبه قبل الآن إلى هذه الآية الكريمة “إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ”، أما أنها محيطة فهى محيطة، أما وصفها بالغامضة فهذا ما تعجبت له، ويبدو أنه كان يصلنى الصراط المستقيم ونحن نسأله فى كل فاتحة “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم” على أنه طريق رائع متعدد الحضور مفتوح النهاية، ثم يحضرنى الآن “إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ”، فتغمرنى فرحة أن الذى ندعوه أن يهدنا إياه ، إليه، هو عليه، فأى تكريم وأى رحمة من رحمان رحيم.
أما بقية تعليقك يا رجائى فكله يؤكد ما وصل مولانا ليذكرنا أنه “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء”،
وجمال صفة (لا صفة) أنه “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء”، أنها تقترن بالحركة الابداعية الدائمة حين ننتبه أن هذا الانفتاح إلى الغيب، الذى قد يلوّح بالسكون، هو هو الحركة الدائمة المتجددة ذاتها حين تلحقه صفة “كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ”
أ. هالة
المقطتف: أنا الظاهر لا كما ظهرت الظواهر، وأنا الباطن لا كما بطنت البواطن
التعليق: وكأن كل ظاهر هو باطنه وكل باطن هو ظاهره ، وكأن كل المظاهر لم ولن تظهر لنا
د. يحيى:
أهلا هالة
ربنا يبارك فيك.
أ. هالة
المقطتف : فيتجلى الغيْب نورا ممتدا: وسع كرسيه السماوات والأرض،”لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء”
التعليق : “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء”
د. يحيى:
وصلتْ!!
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء
الحمد لله.
******
الطبنفسى الإيقاعحيوى (92) Biorhythmic Psychiatry
عن القلق: قلق فرط الدراية (10)Hyperawareness Anxiety القلق الكونى (3)
د. نجاة انصوره
السلام عليكم
القلق الحركي خاصة يثيرالتساؤل فلازال السبب الأعمق لحركته مختزلاً ومتضمناً للقلق دون معرفة هل إن الحركه يتخذها المريض للترويح عن نفسه أم هي بالأساس تعبيراً صريحاً عن محاولة الهرب المتردد ؟!
أم إنه ينتج عن إصابة باكرة بفرط الحركه وقلة الإنتباه( نذرة الدراية ) في الطفوله؟ شكراً جزيلاً سيدي
د. يحيى:
القلق الحركى هو تفعيل مرضِىّ آلىّ لفرط الدراية من وجهة نظر الطبنفسى الايقاعحيوى
كما أن القلق الحركى الذى جاء وصفه فى هذه النشرة ليس له علاقة، أو علاقته ضعيفة جدا، بفرط الحركة فى الطفولة،
وعموما فإن التوصيف السببى لا تكون له هذه الأهمية إلا إذا أمكن إزالة السبب، ومادام السبب غالبا فى الماضى، فنحن نركز على الحاضر “هنا والآن”.
******
الطبنفسى الإيقاعحيوى (98) Biorhythmic Psychiatry
مازالنا فى المقابلة الإكلينيكية (31) الأطفال بداخلنا
د. نجاة انصوره
يقولون إن كل مظاهر البهجه فينا هي الطفل داخلنا .. وهناك من يلعن طفله المشاكس فيه بعد كل إنتكاسه !
المهم جعلتني النشرة برسوماتها ودلالاتها أبحث عن الطفل داخلي لأقارن فوجدتني فيهم جميعاً !وقلت هل أصبح داخلي حضرة تلم كل هؤلاء !
د. يحيى:
فينا أطفال كُثُر: هذا صحيح، وبعضهم خبيث جدا، ونحن نحتاج إلى الاعتراف بهم جميعا، ماداموا فى حركة جدلية ضامة نافعة طول الوقت.
وما وجدتِهِ فى داخلك جيد فعلا، أرجو أن تنجحى فى أن تتعهديه وتحتويه وتنطلقى منه إليك.
******
الطبنفسى الإيقاعحيوى (117) Biorhythmic Psychiatry
الفصام مغارة الضياع، ووعود الإبداع
أ. هدير عبد القادر
المتقطف : الله سبحانه وتعالى سوف يحاسبنا على ما عرفنا، وأيضا على ما لم نعرف، ما دامت قد أتيحت لنا الفرصة لمعرفته.
التعليق: الجملة ديه خضتنى ويمكن من كتر الخضة رفضتها
د. يحيى:
هذه جملة لا تُرْفَض
هى تزيد من مسئوليتنا، وخاصة لو لاحظت الشرط الوارد فى الجملة الاعتراضية بأن مسئوليتنا عن “ما لم نعرف” هى فى حدود “مادامت قد أتيحت لنا الفرصة لمعرفته”، وهو شرط لازم.
نحن مسئولون حتى عن ما ننسى “…. كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى”
أ. محمد مختار العريان
لم أستطع فهم هذا البند: الفصام ليس نتيجة تغير كيميائى محدد (مع أنه يوجد تغير كيميائى مع ظهوره)
فأنا .. إلى الآن .. لم أستطع تجاوز قانون الكم والكيف .. !!
د. يحيى:
العلاقة بين “السبب” و”النتيجة” لابد أن ندرسها بأمانة وحرص، فقد تكون التغيرات الكيميائية التى رصدوها فى الفصام هى نتيجة لظهور المرض وليست سببا له، وفى جميع الأحوال ينبغى أن توضع فى الاعتبار فى موقعها،
المهم هو عدم اختزال كل هذا الابداع الفاشل (وإن سُمِّى فصاما) إلى هذه المادة الكيميائية أو تلك مهما رصدنا تغيرها.
د. نجاة انصوره
المقتطف: “بينت كيف أن هذه الوحدة تنبع من فكرة أساسية تبدأ بفهم ماهية الفصام، وكيف أن كل الأمراض من أول العصاب وإضطرابات الشخصية حتى الإكتئاب والهوس والبارانويا، ليست إلا دفاعات (مرضية) فى محاولة الحيلولة دون التفسخ الفصامى “
التعليق: تلك الدفاعات ضد مسار الفصام هل هي هي دوره ممتلئه في محاولة بناء الأمخاخ نفسها وترميم التصدع بالخروج والدخول وهل يشترط لهذه الدوره الممتلئه أن يسبق مرض ليستعيد المخ وعيه المدرك ؟!
شكراَ جزيلاَ
د. يحيى:
للرد على هذا السؤال الجيد يستحسن الرجوع إلى كتاب “هارى جانترب” (1) Schizoid phenomenon object relation and the self ، وقد أشرت إليه مرات فى عشرات النشرات وفى كل كتاباتى تقريبا، كما أن نظريتى التطورية انطلقت منه، ولكن بعد أن تواءمت مع أطوار التطور الحيوى ونبض الايقاعحيوى.
******
الطبنفسى الإيقاعحيوى (119) Biorhythmic Psychiatry
الفصام (3) مغارة الضياع، ووعود الإبداع
كلمة السر لفك شفرة المرض النفسى، وكل الطبنفسى
د. رجائى الجميل
وعيت به يثلج صدر ما لم اع
فتدثرت به
يختفي ليظهر بين طيات
الكما اليأس
اوقن به ما لم اعلم اني ساعرفه
فاعرفه
فاستحلفه ان يظل معي
فيضحك
فاضحك
فارضي عنه
فيختفي ليظل معي
د. يحيى:
لم أستطع الربط بين هذا الشعر الجيد وبين عنوان النشرة ومحتواها، إلا إن كانت مبعث استلهام، وهذا صعب، ولكنه وارد.
أ. إسلام محمد
كثير من اللأطباء يشخصون الفصامي بمرض أو أعراض أخري لأسباب ذكرتها حضرتك…وشايف إن تشخيص الفصام الناجح علامة تطور إيجابية خلاقة للطبيب….فكيف يمكن يا دكتور يحيي تصحيح مسار خاطئ لعدد غير قليل من الأطباء مع حد علمي لإستعدادهم الجيد لهذا لإنهم رغم تحديدهم الخاطيء للأعراض زي ميكون في حاجة جواهم مش ماسكنها بإيديهم بتقول إن ده الفصام الخبيث.
د. يحيى:
ما نقدمه من منطلق الطبنفسى التطورى، يلهمنا الشجاعة ويمنحنا التفاؤل، لكنه أبدا ليس مبررا للهجوم على كل ما عداه واعتباره خطأ، وسوف أحاول فى الفترة القادمة أن أجد للمعلومات والنظريات الأخرى موضعها فى تنظيرى عن الطبنفسى الايقاعحيوى.
******
أحوال وأهوال: قصة جديدة: انتَ مالكْ يا بارد …!؟!
د. رجائى الجميل
……….
ثم ادلف إلى اقرب مسجد في طريقه وبدأ بالسجود قبل الصلاة واقترب دون ان ينبس فشهد علي نفسه وعلي كل الناس .
ثم قام بعد أن أيقن أنه لابد مما ليس منه بد.
وأنه “”ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا””
أطل الصوت مرة أخري فرجمه ومضي.
ورد عليه للمرة الأخيرة :-
حتي لو زلزلت الأرض الآن فسيزرع الفسيلة.
د. يحيى:
الحمدلله
يبدو أن القصة أعجبتك
وقد حاولت هذه المحاولة مع “أحلام فترة النقاهة” أعنى أن أكمل إبداع الحلم الأصلى بما استثاره فىّ من إبداع، وكتبت أبرر ذلك بأنه نوع من نقد الشعر شعرا، مثلما فعل استاذنا محمود شاكر مع الشماخ فى قصيدته “القوس والعذراء” (2) وقد شرحت ذلك فى مقال طويل نشر فى دورية نقد محفوظ، بعنوان: “حركية الوعى بين الحلم والإبداع (الشعر) والجنون، دروس من “أحلام فترة النقاهة” (3) ويمكنك الرجوع إليه وعموما هذا هو الرابط إليه:
http://www.rakhawy.org/a_site/articles/others/Mahfouz/December%202015-Mahfouz-No.8.htm
******
عـــام
أ. هدير عبد القادر
حضرتك مابقيتشى تنزل باب “حالات واحوال” و”الاشراف على العلاج النفسى عن بعد” اتمنى البابين دول يرجعوا تانى أكثر الله خيرك يا دكتور يحيى
د. يحيى:
هذين البابين من أقرب الأبواب إلى نفسى، وأعدك أن أرجع إلى أحدهما أو كليهما متى أتيحت الفرصة
ادع لى.
أ. دينا شوقى
الاب الفاضل الدكتور يحيى الرخاوى اسفة قوى لتاخرى لتهنئة حضرتك لاسباب صحية اكرر اسفى الشديد ربنا يعطى حضرتك الصحه وطول العمر والقدرة على العمل دائما باذن الله
د. يحيى:
شكراً وكل عام وانت بالصحة والسلامة.
[1] -Harry Guntrip, Schizoid phenomena, object-relations, and the self , Published 1969 by International Universities Press in New York .
وسوف تجدينها فى نشرات كثيرة مثل نشرة : 9-2-2016 ، نشرة 16-2-2016
[2] – محمود محمد شاكر: (1392هـ) القوس العذراء. مكتبة الخانجى القاهرة. الطبعة الثانية.
[3] – يحيى الرخاوى، “عن طبيعة الحلم والإبداع دراسة نقدية فى: “أحلام فترة النقاهة” نجيب محفوظ ، دار الشروق، 2011