اليوم السابع
الاثنين: 19-8-2013
“الثورة” إبداع جماعى من “كل هؤلاء”
………
منذ 25 يناير ، والسؤال الذى يطرح علىّ بتكرار مشروع، يقول: ماذا حدث للمصريين؟ ماذا حدث للمصريين؟ ومهما أفهمتُ السائل أن مثل هذا التعميم مرفوض علميا، لأن المصرى على رأس حقله، وهو ممسك بذراع فأسه غير المصرى فى شرفة شقته المطلة على النيل فى الزمالك وهو يسحب أنفاس غليونه، والمصرى فى التجمع الخامس،غير المصرى فى عزبة القصيرين بغمرة، والمصرية أمام فرن الخبيز غير المصرية أمام “مرآة الكوافير” لكن السؤال يتكرر وكأنى لم أجب.
وبعد
فجأة، اليوم 18 أغسطس 2013 ، وأنا أقلب فى عمل صدر لى منذ ثلث قرن (1979)، عمل علمى بحت، وجدتنى كتبت هذه الفقرة التى وردت ص 544 فى كتاب “دراسة فى علم السيكوباثولجى” شرح ديوان سر اللعبة: كانت الفقرة الشعرية أقول فيها عن نفسى :
“وحفظتُ “السر”
وبعقل الفلاح المصرى … أو قل لؤمه
درتُ الدورة حول الجسر”
ثم جاء فى شرح المتن ما يلى :
” …..، تحايل الفلاح المصرى عبر عشرات القرون على “المعيشة” يشبه بشكل أو بآخر تحايل النبات على اختراق طين الأرض، والصبر أمام تغيرات الجو حتى الاستمرار فالإثمار، وما يقال عن لؤم الفلاح المصرى – تندرا أو إشاعة أو حقيقة – يمكن ترجمته إلى لغة البقاء والتطور معا، فاللؤم الشائع يعلن من واقع خبرتى (الإكلينيكية خاصة) : حب الحياة والإصرار عليها والتحايل للبقاء فردا ونوعا استجابة لشعور داخلى عارم وعنيف ضد عدم الأمان، وكأنه يمكن أن يترجم إلى واقع مباشر يقول لسان حاله “….. رغم كل احتمالات الضياع، واختفاء الأمان تحت أكوام ما أحوى من قسوة العدوان … رغم كل ذلك فأنا أستطيع الاستمرار“
….. واستمرارا لهذه المقابلة بين الفلاح والأرض والنبات يمكن التأكيد على ضرورة حسن التوقيت، وتلاؤم البيئة لاستمرار عملية النمو (التكامل)، أما التوقيت فيشار إليه (فى الشعر) “بالدورة حول الجسر”، وكلمة الدورة يمكن أن تحتوى المقابل المعروف من الدورات الزراعية، كما يمكن أن تشير إلى تناغم دورات النمو من خلال الإيقاع الحيوى،
ثم انهيت بهذا المقطع:
“وأخذتُ العهد
غاصت قدماىَ بطين الأرض
وامتدت عنقى فوق سحاب الغد”
والآن: فى 18 أغسطس 2013 أضيف:
كل ذلك هو ألف باء ما يلزم لتحقيق “ما هو ثورة”
فالثورة ليست إلا “إبداع جماعى” من كل هؤلاء
هل نواصل؟
هيا….!