اليوم السابع
الثلاثاء: 20-8-2013
توفيق صالح
………
نعت لنا وسائل الإعلام الرسمية وغيرها نبأ رحيله مخرجاً مبدعاً، وصديقا كريما، وإنسانا جميلا، فقفز لى حاضرا معى كما يحضر كل خميس وأنا استلهم تدريبات شيخنا نجيب محفوظ فى موقعى، قفز لى يطمئننى على مصر، وعلى ناسها، وعلى المستقبل وعلى الإبداع، التفت جانبى فإذا بنجيب محفوظ يربت على كتفى صامتا، لكننى لمحت عينيه تترقرق بدمعة قرأت فيها مصر وتوفيق وكدر الحضارة وكدح الإيمان، أجهشت على شرط ألا يسمعنى أحد.
رجعت إلى أوراقى، ووجدت أننى سجلت عن توفيق صالح مع نجيب محفوظ ما يملأ عشرات الصفحات من الخمسمائة، والثمانمائة صفحة التى ملأها كتاب “فى شرف صحبة نجيب محفوظ” مع أننى لم أسجل لقاءاتنا (كتابة ومن الذاكرة) إلا ما بين 16/11/1994، 17/8/1995، ماذا اقتطف من كل ذلك لأنعى هذا الراحل.
هل يحتاج الأمر للتعريف به؟ تكفينى الإشارة إلى ما ورد عنه فى كتاب: “السينما الواقعية فى مصر” للكاتبة الألمانية “إيريكا ريشتر”، صادر عن دار نشر هنشل -سلسلة الفن والمجتمع – برلين 1974
أما عنى فتكفينى الإشارة إلى فيلمه “المخدوعون” لمن نسى، خاصة هذه الأيام، من هو عدونا الحقيقى طوال سبعين عاما، وهو هو السبب الفعلى لما نحن فيه حتى الآن (2013).
اكتفى اليوم بمقتطف مما كتبت عن أول تعرفى عليه
“فى شرف صحبة نجيب محفوظ ” الاثنين: 19/12/1994
“…. كنا نفس الأشخاص الذين صاحبناه يوم عيد ميلاده منذ أسبوع، وزاد علينا صديق حميم جدا، كان الأستاذ منذ التقيته يردد علىّ اسمه، وكان يسألنى عن موعد عودته من الخارج، مع أننى أكدت له أننى لا أعرفه إلا بصفته العامة من بعيد وبشكل أقل من قيمته غالبا، وبالتالى لا أعرف تحركاته، ولا أعرف شيئا عن سفره أو عودته، وكنت أدهش لتعجب الأستاذ من جهلى بصديقه هذا، وتصورت أنه يفترض أنه بما أنه صديقه جدا، وأنا أصبحت قريبا جدا، فلا بد أننى أعرفه، وأعرف علاقتهما، وأعرف أخبار صديقه هذا فى حله وترحاله بداهة، المهم هذا الصديق الصدوق كان متواجدا أثناء الحادث خارج مصر، وبمجرد أن عاد، عاد، ورأيت فرحة الاستاذ بعودته، عرفت كم يعنى وجوده للأستاذ، وكم تتميز علاقتهما عن كل ما رأيت، هو الاستاذ توفيق صالح، المخرج المصرى المتميز، والحرفوش المخلص (المتبقى من الحرافيش القدامى الحقيقيين).
….. هل اكمل اقتطاف ما تيسر مما يناسب الحال الجارى فى هذه الزاوية الكريمة؟