اليوم السابع
الجمعة 15-11-2013
نحن فى عرض أى مؤمن، وأى إنسان معنا
طالعت فى إحدى صحف صباح اليوم أن السلفيين قد حشدوا أنصارهم ليتصددوا للمحتفلين من الشيعة بعاشوراء فى مسجد سيدنا الحسين رضى الله عنه، مما دعا وكيل وزارة الأوقاف أن يغلق المسجد وساحته الداخلية أمام الزوار جميعا، بصراحة فزعت وتألمت، هل هذا وقته؟ هل هذه هى القضية؟ هل هذا هو الذى يجمع المسلمين الذين تمنيت أن تكون دعواهم هى ما وصلنى من إسلامى، فنسعى إلى أن يعود حلا حضاريا بديلا للخراب الجارى عبر العالم مما قد ينقذ كل الناس ؟
لكن خفـَّف من ألمى وفزعى ما وصلنى من مصادر التواصل الاجتماعى متعلقا بنفس المناسبة وهو كيف ارتفعت صلبان خشبية أثناء إحياء مراسم عاشوراء فى مدينة كربلاء فى العراق، وكيف شارك رجال دين مسيحيون بالعراق إحدى ليالى عاشوراء فى مكتب سماحة عمار الخطيب، قلت اللهم اجعله خيرا، وحمدت الله.
بالله عليكم: أى التوجهين أقرب إلى الإسلام فى أصوله غير المشوَّهة؟ أى التوجهين أولى بالمسلمين الآن، فى مصر والعراق والمغرب العربى والهند والخليج وكل العالم ؟ أى الموقفين أقرب إلى رضا رب العالمين وأكثر اتساقا مع الأمانة التى حملها الإنسان، وأى التصرفين يحق أن يتصف به الإنسان ليكون مؤمنا يتجلى إيمانه فى الإسلام كمثال.
الذى يدخل معركة الحياة ليحمل أمانة البقاء، عليه أن يتحالف مع طوب الأرض متى سنحت الفرصة، مع كل من يتجه فى اتجاهه حتى لو لم يعرفه، مع كل من يسعى لتحقيق نفس الهدف الأسمى حتى لو يره أو حتى يسمع منه.
ليس امام المستضعفين فى العالم – ما دام الأمر كذلك- إلا أن يجتمعوا إلى بعضهم البعض، ليتعاونوا مع بعضهم البعض، كل أهل فئة مع أهل فئته، وكذا كل أهل دين، وكل أهل ملة، وكل أهل وطن، ثم يتعاون كل المستضعفين مع بعضهم البعض إلى وجهتهم التى خلقوا من أجلها.
من هذا المنطلق ، علينا نحن المسلمين أن نبدأ بالتعاون مع أى مسلم انطلاقا لبقية البشر، فكيف بالله عليكم، وفى هذا الوقت بالذات نفهم معنى أن نغلق مسجد ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى وجه من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله؟
يا أهل الله ، أدعو الله ولا يكثر على الله، أن ينير بصيرتكم لتروا معنا أن : الشيعة مسلمون والله العظيم ثلاثا، وكل من أسلم وجهه لله فهو مسلم، وأننا فى عرض أى مسلم على وجه الأرض يشد أزرنا، ويسهم فى معركتنا، ثم أهلا بكل مؤمن، وكل من هو فى طريقه إلى الإيمان .
دعونا نميز بين من معنا ومن علينا، ليس بطقوس نختلف عليها، أو بتفاصيل تاريخية لم تعد لها مصداقية ثابتة، ولا آثار حالية على أرض الواقع، دعونا نميز عدونا بأنه كل من تتحيز له إسرائيل (وحلفاؤها) وتتكلم نيابة عنه أو يتكلم نيابة عنها، أو لصالحها.
هذا هو العدو الحقيقى الذى علينا أن نتكاتف لنغلق دونه أبواب قلوبنا، وأكوام أموالنا، ونعمة مواردنا الخام، وكرم أسواقنا، وكل ما يقويه علينا، وعلى حلفائنا.